قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن ليلة النصف من شعبان مرت سريعًا بما فيه من نفحات جليلة وفيوضات غزيرة‏،‏ فيا سعد من اغتنمها. 

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه لا يظن المسلم أنه ما دامت ليلة النصف من شعبان قد انقضت ، فقد أُغلِق باب الرحمات والمغفرة ، بل إن بابهما مفتوح إلى يوم الدين، ومن أراد أن ينهل منها ، فعليه بجزء الليل الأخير ، فإنه وقت تنزل الرحمات من الله، وذلك في كل ليلة ، لا تختص به ليلة دون ليلة أخرى.

قال رسول الله ﷺ: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير ، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» (صحيح البخاري).

من أجل ذلك ، كان على المسلم أن يحرص في هذه الأيام على إصلاح ذات بينه، وعلى جمع كلمته مع أخيه قبل دخول شهر رمضان، حتى إذا جاء رمضان ، وجد نفسه قد صفت وخلت من البغضاء والتحاسد والشحناء ، فيغفر الله له ما تقدم من ذنبه.

والمسلم مأمور دائمًا وأبدًا بإصلاح ذات بينه مع الناس عامةً ، قال تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا.  كما هو مأمور أيضًا بإصلاح ذات بينه مع المؤمنين، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) .

وقد بيَّن النبي ﷺ الفضل العظيم والنفع العميم المترتب على إصلاح ذات البين، فقال: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة»، قالوا : بلي، قال: «صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة».

وبعد أن ذكر الإمام الترمذي هذا الحديث قال: ويُروى عن النبي ﷺ أنه قال: «هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين» (سنن الترمذي). فجعل النبي ﷺ أجر الإصلاح بين الناس أعلى وأفضل من عبادات تعد ركنًا أصيلًا في الإسلام; ليستنفر همة المسلم ، فيحرص على الإصلاح في المجتمع، مما يجعله مجتمعًا صالحًا ، تتحقق فيه وحدة الصف وسلامة الهدف.

ولا يخفى أننا أحوج ما نكون في هذه الأيام إلى التأكيد على قيمة رفع التشاحن والسعي لإصلاح ذات البين، لنستقبل رمضان بنفوس صافية ، وروح عالية ، وأعمال متقبلة. فلا تفوتنك هذه النفحات ، أيها المسلم الحريص على رضا ربه، وأصلح ذات بينك حتى يقبلك الله تعالى.

فاللهم أصلح ذات بيننا ، ووفقنا إلى ما تحب وترضى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قيام الليل ليلة النصف من شعبان المزيد ذات البین

إقرأ أيضاً:

ما الحكمة ابتلاء الله لعباده؟.. الشيخ رمضان عبد المعز يجيب

قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن قوله تعالى في سورة الأنعام: "ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء" يبين أن الابتلاء بالفقر أو المرض ليس دليلًا على كراهية الله لعباده، ولا لأن خزائنه قد نفدت – وحاشاه – وإنما هو امتحان من الله عز وجل.

الشيخ رمضان عبد المعز يفسر قوله تعالى: "وأما بنعمة ربك فحدث".. فيديوجئتُ لأداء واجبي.. رمضان عبد المعز يشارك في انتخابات مجلس الشيوخالشيخ رمضان عبد المعز: اللسان مفتاح النجاة أو الهلاك يوم القيامةرمضان عبد المعز: الرجولة الحقيقية هى كف اللسان عن أعراض الناس

الشيخ رمضان عبد المعز يوضح أسباب الابتلاء

وأوضح الداعية الإسلامي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن من أهم أسباب الابتلاء ما يُعرف بـ "فقه الابتلاء"، ومن ذلك قوله تعالى: "لعلهم يتضرعون"، أي أن يلجأ الناس إلى الله ويدعوه بصدق وإخلاص، موضحا أن النبي ﷺ علّم الأمة ما يُعرف بـ "قنوت النوازل"، حيث كان يقنت في الصلوات عند وقوع الأزمات والمصائب، فيدعو الإمام بعد الاعتدال من الركعة الأخيرة، ويؤمّن المصلون خلفه، طلبًا لرفع الضر والبلاء.

وأضاف الشيخ رمضان عبد المعز أن المؤمن يعيش بجناحين لا ينفصلان: جناح الخوف من الله، الذي يحثه على أداء الواجبات وعدم التعدي على الحقوق، وجناح الرجاء في رحمة الله وفضله، مستشهدًا بقوله تعالى: "يرجون رحمته ويخافون عذابه"، وقوله: "ادعوا ربكم خوفًا وطمعًا، وادعوه تضرعًا وخفية".

طباعة شارك الشيخ رمضان عبد المعز الداعية الإسلامي رمضان عبد المعز أسباب الابتلاء الابتلاء

مقالات مشابهة

  • سورة الملك قبل النوم.. لماذا أوصى النبي بالمداومة عليها كل ليلة؟
  •  الزميل جهاد ابو بيدر في ذمة الله
  • ما الحكمة ابتلاء الله لعباده؟.. الشيخ رمضان عبد المعز يجيب
  • أذكار الصباح حصن المسلم.. اغتنم فضلها ولا تتكاسل عن ترديدها
  • ماذا نفعل عندما نشعر بثقل في أداء العبادات؟.. على جمعة يجيب
  • علي جمعة يرد على الخلط بين التصوف وتصرفات أتباعه
  • أذكار المساء مكتوبة كاملة.. حصن المسلم من شرور الليل
  • دعاء الحر.. ردده الآن ليخفف الله عنك الموجة الحارة
  • علي جمعة: التصوف في عصرنا الحاضر تاه بين الأعداء والأدعياء
  • حالات يجوز فيها الغيبة بدون ذنب.. علي جمعة يوضحها