هل يمكن لنظارات ترشيح الضوء الأزرق حماية العين وتحسين النوم؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
أستراليا – كشفت دراسة جديدة، أنه النظارات التي تحجب الضوء الأزرق، على الرغم من شعبيتها، قد لا تكون مفيدة لصحة أعيننا كما كان يعتقد سابقا.
وقد اكتسبت النظارات الحاجبة للضوء الأزرق شعبية في السنوات الأخيرة بفضل ميزة حماية أعيننا عند استخدام الشاشة أو للمساعدة على النوم ليلا. ومع ذلك، وجدت مراجعة علمية جديدة بقيادة باحثين في جامعة ملبورن، بالتعاون مع زملائهم في سيتي وجامعة لندن وجامعة موناش، أن النظارات التي يتم تسويقها لتصفية الضوء الأزرق ربما لا تحدث فرقا في إجهاد العين الناجم عن استخدام الكمبيوتر، أو لجهة جودة النوم.
ولطالما ادعى الخبراء أن الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون وشاشات الكمبيوتر يمكن أن يضر الجلد والعينين، ما قد يؤدي إلى ظهور التجاعيد والصداع وجفاف العينين وقلة النوم.
وتَعِد مواصفات ترشيح الضوء الأزرق بالحماية والراحة من ضوء الشاشات. لكن التقييم الأخير لنظارات ترشيح الضوء الأزرق شكك في فعاليتها.
وقالت كبيرة الباحثين في الدراسة، لورا داوني من جامعة ملبورن، في بيان: “على مدى السنوات القليلة الماضية، كان هناك جدل كبير حول ما إذا كانت عدسات النظارات التي تعمل بالفلتر للضوء الأزرق لها ميزة في ممارسات طب العيون. وأظهرت الأبحاث أن هذه العدسات يتم وصفها بشكل متكرر للمرضى في أجزاء كثيرة من العالم، وهناك مجموعة من الادعاءات التسويقية حول فوائدها المحتملة، بما في ذلك أنها قد تقلل من إجهاد العين المرتبط باستخدام الأجهزة الرقمية، وتحسن نوعية النوم وتحمي شبكية العين من التلف الناتج عن الضوء”.
وقد راجع الباحثون خلال هذه الدراسة الحديثة نحو 17 تجربة عشوائية للنظارات التي تحجب الضوء الأزرق تتألف من خمسة إلى 156 مشاركا في كل منها.
وحلل الفريق الدراسات الفردية للنظارات للأداء البصري وحماية شبكية العين وتحسين جودة النوم مقارنةً بالنظارات غير المرئية للضوء الأزرق.
وقالت داوني: “وجدنا أنه قد لا تكون هناك مزايا قصيرة المدى مع استخدام عدسات ترشيح الضوء الأزرق لتقليل التعب البصري المرتبط باستخدام الكمبيوتر، مقارنة بعدسات ترشيح الضوء غير الأزرق”.
وأضافت أن تأثيرات النوم وجودة الرؤية كانت “غير واضحة” في تقييم الباحثين، ولم يتمكنوا من استخلاص استنتاجات حول “الآثار المحتملة الطويلة المدى بالنسبة إلى صحة الشبكية”.
ولم يجد تقرير جامعة ملبورن أي آثار جانبية خطيرة من ارتداء النظارات، بل فقط عواقب خفيفة مثل الصداع أو عدم الراحة كمثل تلك الناجمة عن ارتداء النظارات غير الزرقاء.
وأشارت داوني إلى أن النتائج مع ذلك “لا تدعم وصف عدسات ترشيح الضوء الأزرق لعامة الناس. ويجب أن يكون الناس على دراية بهذه النتائج عند اتخاذ قرار بشراء هذه النظارات”.
وبسبب “فترة المتابعة القصيرة”، لم يتمكن الباحثون من تحديد التأثيرات الطويلة المدى لارتداء نظارات حجب الضوء الأزرق بدقة، ما أدى إلى الدعوة إلى مزيد من البحث من قبل مؤلف الدراسة المشارك وزميل أبحاث ما بعد الدكتوراه، الدكتور سومير سينغ، من جامعة ملبورن.
وأوضح سينغ: “يجب فحص ما إذا كانت نتائج الفعالية والسلامة تختلف بين مجموعات مختلفة من الناس واستخدام أنواع مختلفة من العدسات”.
وبالفعل، تصل الأضواء من الشاشات إلى “جزء من الألف مما نحصل عليه من ضوء النهار الطبيعي”، بينما تقوم نظارات حجب الضوء الأزرق بتصفية 10% إلى 25% فقط منها.
المصدر: نيويورك بوست
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
نصير شمة: أبحث عن صوت اللون وسكون الضوء
فاطمة عطفة
أخبار ذات صلةعاشقاً للجمال والتعبير الفني، مبدعاً استثنائياً حين يمسك بعوده كأنما أصابعه مغطاة بالموسيقى، وحين تّلوح يده بفرشاة الرسام يصبح للون نغمة، وللظلال إيقاع، هكذا هو الفنان نصير شمة عبر رحلته بين الموسيقى والتشكيل، يقدم عبر تجاربه المتنوعة عطاءً فنياً فريداً منذ تخرجه في معهد الدراسات الموسيقية ببغداد عام 1987، مروراً بمحطات فارقة في مسيرته الإبداعية عربياً وعالمياً، وصولاً إلى مكانته الراهنة في صدارة المشهد الموسيقي والفني، وتأسيسه لبيوت العود في عدد من العواصم العربية (أبوظبي، القاهرة، بغداد، الخرطوم، الرياض).
في حديثه إلى (الاتحاد)، تعود بدايةً الفنان نصير شمة إلى سنوات النشأة وتفتح الهواية الموسيقية، وبالذات الشغف المبكر بآلة العود، قائلاً : «نشأت في بيئة عائلية تحتفي بالفن وتحترم الإبداع، في مدينة الكوت جنوب العراق، حيث كانت الطبيعة هي المعلم الأول: صوت النهر، حركة الأشجار، وغناء الطيور»، مبيناً أن آلة العود جذبته في سن مبكرة، وكأنها كانت تناديه من مكان بعيد، وكان وقتها في الثامنة من عمره حين بدأت علاقته بها، خاصة أن أحد أصدقاء أخيه كان يعزف على القانون ويدرس الموسيقى في معهد الفنون الجميلة ببغداد، وقد فتح له هذا الباب منصة الانطلاق، لكنه يؤكد أن الإلهام كان الدافع الأول وليس المعلم، حيث كان يشعر بأن العود ليس مجرد آلة، بل كيان حي يعبر عما يصعب قوله، ومنذ تلك اللحظة بدأ شغف الفنان شمة يتحول إلى مسار حياة.
وحول أهمية مرحلة التدريب والاستمرار في تعلم العزف، ومن هم أهم الأساتذة الذين تأثر بهم، يشير نصير شمة إلى أنه التحق بمعهد الدراسات الموسيقية في بغداد عام1982، وهناك بدأ التكوين الأكاديمي الحقيقي، رغم أن الشريف محيي الدين حيدر، رحل قبل ولادة نصير، إلا أن مدرسته كانت حاضرة في مناهج المعهد، وهو يتذكر أن اللقاء الحاسم جاء مع الأستاذ علي الإمام، ثم الأستاذ منير بشير، الذي يعتبره المعلم والملهم، فقد زرع في نفس الطالب نصير شمة الإيمان بأن على كل فنان أن يخلق صوته الخاص وأسلوبه المتفرد، كما بدأ وقتها تأثره كذلك بالموسيقى الكلاسيكية الغربية، ومن ثم بدأت رحلة البحث عن أسلوبه الخاص الذي يدمج بين الموروث والابتكار.
ومن الموسيقى إلى التشكيل، يبحث نصير شمة عن أشكال متعددة من التعبير الفني، ومنها التشكيل الذي يقول عنه: «منذ سنوات وأنا أرسم، لا بصفتي رساماً محترفاً، بل كعازف يبحث عن صوت اللون وسكون الضوء»، موضحاً أن المعرض التشكيلي في أبوظبي كان امتداداً موسيقياً بصرياً، حيث تحولت الأصوات إلى ألوان، والمقامات إلى خطوط وتكوينات، وقد استخدم خامات أعيد تدويرها، وكأنه يعيد تشكيل الذاكرة والزمان، معتبراً أن هذه التجربة كانت كشفاً عن جانب خفي من تجربته، وقد منحته يقيناً أن الموسيقى والتشكيل ينبثقان من نبع واحد، هو الرغبة في التعبير والبحث عن الجمال، ثم جاء الطلب الثاني من القاهرة، حيث أقام فيها معرضه التشكيلي الشخصي الثاني، بالإضافة إلى ثلاث مشاركات متتالية في «أبوظبي آرت»، معلناً أن لديه حالياً عدة دعوات لإقامة معارض في روما والبحرين والسعودية.
وينتقل الفنان نصير شمة بالحديث إلى «بيت العود» في أبوظبي، والتطور الذي مر به حتى أصبح أكاديمية متميزة، فيقول : (تأسس «بيت العود» في أبوظبي عام 2008، بدعم من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، كمنارة تعليمية تعنى بالعود والموسيقى الشرقية، بدأ كمركز لتعليم العود، ثم تطوّر ليصبح أكاديمية متكاملة تخرج فنانين قادرين على الأداء، والإبداع، والتعليم، حيث يعتمد منهجاً يجمع بين الصرامة الأكاديمية والحرية الإبداعية)، لافتاً إلى أن بيت العود في أبوظبي يعد اليوم نموذجاً يحتذى به في العالم العربي، وواجهة مشرقة للفن العربي في الإمارات، كذلك البيت الذي سبقه في القاهرة وبغداد والخرطوم والرياض.
وحول الفنون المتنوعة التي أُدخلت على تجربة بيت العود من غناء وآلات الموسيقية، وهل كان هذا لصالح الفنون السمعية؟، يؤكد نصير شمة، بلا شك أن تنوع الآلات مثل القانون والناي، الكمان، التشيللو، وإدخال الغناء العربي التقليدي، مكن الطلبة من فهم البيئة الصوتية والمقامية، وهذا التنوع أسهم في خلق فنانين أكثر وعياً وإدراكاً، وهو ما يخدم الفنون السمعية بشكل مباشر، ويعيد للموسيقى العربية تكاملها الذي افتقدناه في بعض المراحل»، كاشفا أنهم لا يخرجون عازفين فقط، بل يخرجون فنانين قادرين على التفكير والإبداع، وآخر فرع تم إطلاقه هو تعليم البيانو.
ويضيف : «نعمل على ربط بيوت العود (في أبوظبي، القاهرة، بغداد، الخرطوم، الرياض) بمنصة رقمية تعليمية واحدة تشمل مناهج موحدة، ومحتوى مرئياً، وتواصلاً مباشراً بين الطلبة والأساتذة، كما نستعد لإطلاق مهرجان «ترددات»، وهو مهرجان دولي مخصص لآلات العود، يشمل حوارات فكرية، مسابقات، وحفلات موسيقية»، كاشفاً أن لديهم أيضاً خطة لإدماج ذوي الهمم عبر مناهج مصممة خصيصاً لهم، بالإضافة إلى ورش بحثية لصناعة الآلات الموسيقية التقليدية.
ويختتم نصير شمة حديثه، بالتأكيد على دور الإعلام في متابعة البرامج الثقافية والفنية، حيث يرى أن الإعلام هو الحامل الأول للرسالة الثقافية، مضيفاً أن الإمارات تتمتع بمشهد إعلامي ناضج ومهني، يواكب الحركة الثقافية بجدية واحتراف، وخص جريدة «الاتحاد» بالثناء لأنها لعبت دوراً بارزاً في تسليط الضوء على الفن والموسيقى بوصفهما جزءاً من بناء الهوية الوطنية، مبيناً أن الإعلام مسؤول عن خلق وعي جماهيري وتقدير للفن، ومتى كان شريكاً في التنمية الثقافية، تصبح النتائج أعمق وأكثر استدامة.