التعامل بحزم مع الاعتداء على «اليونيفيل».. السعودية تدعم إجراءات لبنان لمواجهة محاولات العبث بالأمن
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
البلاد – الرياض، بيروت
أعربت السعوددية عن دعمها الكامل للإجراءات التي اتخذتها الجمهورية اللبنانية لمواجهة محاولات العبث بأمن المواطنين اللبنانيين، والتعامل بحزم مع الاعتداء على قوة الأمم المتحدة “اليونيفيل”.
وجددت المملكة الدعم والثقة فيما يتخذه فخامة الرئيس جوزيف عون، ودولة رئيس الوزراء نواف سلام في هذا الصدد، وما يقوم به الجيش اللبناني من مهام وطنية تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار.
وفيما تبدأ الإدارة اللبنانية الجديدة عهدها بشعار الإصلاح والإنقاذ لإخراج لبنان من أزماته الصعبة والمركبة، في وقت يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي التلكؤ والبقاء في بلدات أو نقاط بالجنوب، تأتي أعمال الشغب لمناصري “حزب الله” ونشرهم الفوضى على طريق المطار والاعتداء على آليات وعناصر “اليونيفيل”، لتضرب هيبة الدولة وتضع العصي في دواليب عربة العهد الجديد وتوفر الذرائع للاحتلال الإسرائيلي للتوسع في انتهاكاته وجرائمه.
واستُشهدت مواطنة لبنانية، وأصيب آخرون، أمس الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة حولا جنوب لبنان، وأفادت مصادر محلية، بأن عددا من المواطنين اللبنانيين دخلوا إلى أحياء في حولا، لتفقد منازلهم، فأطلق جنود الاحتلال الرصاص نحوهم، ما أدى إلى استشهاد مواطنة وإصابة آخرين، واختطاف 3 مواطنين آخرين.
وتنتظر الرئيس جوزيف عون، وحكومة العهد الأولى برئاسة نواف سلام، جملة من التحديات، على رأسها إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيل في حربه الأخيرة على لبنان وانسحابه من الجنوب وتطبيق القرار 1701، والتوافق على عهد اجتماعي جديد للتعايش على أساس المواطنة، دون أجندات أو استقواء بالخارج، وصياغة وتطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي تمكن لبنان من تخطي الأزمة بما يتيح إيجاد سبل النهوض بعد الأزمات المتتالية منذ عام 2019.
وأعمال الشغب والفوضى التي رعاها “الحزب” على طريق مطار رفيق الحريري الدولي واستشهد فيها 23 من عناصر الجيش، لا تمثل فقط إشغالًا عن قضايا مصيرية تتطلب توافقًا داخليًا ودعمًا وحشدًا دوليًا، لكنها تستهدف الطرفين اللذين يمكن أن يتمركزا بديلًا عن قوات الاحتلال الاسرائيلي، وهما القوة الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” والجيش اللبناني، ما يشكل خدمات مجانية وتوفير حجج للاحتلال.
وأيضًا، يمكن النظر إلى أعمال شغب وفوضى مناصري “الحزب” باعتبارها محاولة لتطويع العهد الجديد، منذ بدايته للسيطرة عليه، ومنعه من تحقيق ماورد في خطاب القسم وتعهدات رئيس الحكومة، وذلك توازيًا مماطلة الاحتلال في الانسحاب من جنوب لبنان.
وبعدما سعى “الحزب” لفرض سيطرته على جزء من شوارع العاصمة بيروت، من خلال عمليات إقفال الطرقات ومحاصرة المطار، فضلًا عن الاعتداء على “اليونيفيل” والاحتكاك بالجيش اللبناني، يتوجب بنظر غالبية الطيف السياسي اللبناني أن يقوم العهد بخطوات قوية لضبط الأمن والهدوء والسلم الاجتماعي، وفي مقدمتها السيطرة على الشارع وحماية المطار والطرق المؤدية اليه، وذلك للحفاظ على ثقة اللبنانيين تطلعاتهم وطموحاتهم في العيش بكنف الدولة، وإنهاء مرحلة الميليشيات والدويلة داخل الدولة.
وعطفًا على التداعيات ” الدولية الأممية والسياسية الداخلية”، تسبب إغلاق الطرق في زحام مروري، ودفع العديد من المسافرين إلى إلغاء رحلاتهم، فيما اضطر القادمون إلى لبنان إلى الانتظار لساعات طويلة بسبب صعوبة المرور، وهذه التحركات أسهمت في خلق حالة من التوتر الأمني الكبير في البلاد.
يذكر أن أعمال الشغب والفوضى وقعت احتجاجًا على رفض السماح لطائرات إيرانية بالهبوط في بيروت، بينما أفادت وكالة “الصحافة الفرنسية” في تقرير جديد لها، أن “إسرائيل أبلغت الدولة اللبنانية عبر الأميركيين أنها ستستهدف المطار إذا هبطت الطائرة الإيرانية في لبنان”.
واتهمت إسرائيل في عدة مناسبات “حزب الله” باستخدام مطار بيروت لجلب الأسلحة والأموال.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني: "لا بد من التفاوض" مع اسرائيل لحلّ المشاكل العالقة
بيروت- أكّد الرئيس اللبناني جوزاف عون الاثنين 13 اكتوبر 2025، أنه "لا بد من التفاوض" مع اسرائيل لحلّ المشاكل "العالقة" بين الطرفين، بالتزامن مع بدء تطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لانهاء الحرب في غزة.
وخاض حزب الله واسرائيل حربا استمرت لأكثر من عام، وانتهت بوقف لإطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر بوساطة اميركية. لكن اسرائيل تواصل شن ضربات تقول إنها تستهدف عناصر وبنى عسكرية تابعة لحزب الله، توقع قتلى مدنيين.
وقال عون، في تصريحات أمام وفد من الإعلاميين الاقتصاديين، وفق بيان عن الرئاسة، "سبق للدولة اللبنانية أن تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية".
وسأل "ما الذي يمنع أن يتكرَّر الامر نفسه لايجاد حلول للمشاكل العالقة، لا سيما وان الحرب لم تؤد الى نتيجة؟ فاسرائيل ذهبت الى التفاوض مع حركة حماس لأنه لم يعد لها خيار آخر بعدما جربت الحرب والدمار."
وأضاف "اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بد من التفاوض، أما شكل هذا التفاوض فيُحدّد في حينه".
ولبنان وإسرائيل في حالة حرب وعداء رسميا.
بدأت الولايات المتحدة مساعيها لترسيم الحدود البرية بين لبنان واسرائيل في العام 2023 بعد رعايتها اتفاقا بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في 2022، لكنّ اندلاع المواجهات بين حزب الله واسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه جمّد مساعيها. وفي آذار/مارس، أعلنت واشنطن عن رغبتها بالتوصل إلى حل سياسي للنزاع الحدودي بين البلدين.
ويضمّ خط وقف إطلاق النار بين البلدين والذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000 بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، 13 نقطة متنازعا عليها.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في أيلول/سبتمبر، إن "السلام بين إسرائيل ولبنان ممكن"، داعيا "الحكومة اللبنانية إلى بدء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل".
واعتبر أنه "إذا اتخذ لبنان إجراءات حقيقية ومستدامة لنزع سلاح حزب الله، فأنا متأكد من قدرتنا على تحقيق سلام مستدام"، موضحا أنه الى أن "يتحقق ذلك، سنتخذ أي إجراء نحتاجه للدفاع عن أنفسنا".
وتوصل البلدان قبل نحو عام الى وقف لاطلاق النار، نصّ على تراجع حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية.
وإضافة الى مواصلتها شنّ غارات، أبقت إسرائيل على قواتها في خمس تلال في جنوب لبنان، بعكس ما نصّ عليه الاتفاق.
وتطالب بيروت المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها.
وعلى وقع ضغوط أميركية واسرائيلية، قررت الحكومة اللبنانية في آب/أغسطس تجريد حزب الله من سلاحه قبل نهاية العام. ووضع الجيش خطة من خمس مراحل لسحب السلاح، في خطوة سارع الحزب المدعوم من طهران الى رفضها واصفا القرار بأنه "خطيئة".