يمانيون../
لأكثرَ من 10 سنوات وحكومة المرتزِقة تقف عاجزة في إنهاء أزمة الكهرباء المتفاقمة داخل مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة والتي كانت سببًا في اندلاع الثورات الشعبيّة والغضب الجماهيري المتواصلة حتى اليوم.

لقد تحوّل مِلفُّ الكهرباء في المحافظات الجنوبية المحتلّة، إلى بوابة كبيرة للفساد داخل الحكومات المتعاقبة الموالية للعدوان، ومن خلال هذه الملف تمكّن المسؤولون العملاء الخونة من الثراء السريع والفاحش؛ لما يحتوي من غموض وعدم شفافية وللميزانية المهولة المخصصة لهذا القطاع، ناهيك عن تحول أعضاء الحكومة المرتزِقة إلى سماسرة وبائعي أوطان جراء العمولات التي يتحصلون عليها من الشركات الأجنبية لتأجير الطاقة.

وتشير المعلوماتُ التي نشرتها مختلفُ المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام الموالية للعدوان، إلى أن ما تم صرفه على الطاقة المستأجرة من قبل الشركات الأجنبية في عدن فقط منذ بداية العدوان على اليمن في العام 2015، بلغ 8 مليارات دولار، دون احتساب قيمة الديزل الذي توفره حكومة المرتزِقة لتلك الشركات، التي تتكفل فقط بالمولدات والزيوت والفلاتر، وبالتالي فَــإنَّ إجمالي التكلفة المصروفة على الكهرباء تصل إلى 12 مليار دولار على الأقل.

وبحسب تلك المعلومات، فَــإنَّ إجمالي ما تولّده الطاقةُ المستأجرة يبلغ 110 ميجاوات، وهي طاقة يمكن الاستغناء عنها تمامًا إذَا تم تشغيل محطة الرئيس بكامل طاقتها (256 ميجاوات)، بالإضافة إلى أنه يتعذر حَـاليًّا تشغيل محطة الرئيس بكامل طاقتها؛ لأَنَّها تحتاج إلى أكثر من 20 قاطرة من النفط الخام يوميًّا، في حين بالكاد يتم توفير خمس قواطر نفط خام يوميًّا من حضرموت ومأرب.

وأوضحت أن محطة الرئيس تحتاج فقط إلى 7 ملايين دولار لإضافة تجهيزات تجعلها تعمل، بوقود المازوت الرخيص جِـدًّا، الذي يُعد أرخص من الديزل وأرخص حتى من النفط الخام، وهو ما يجعل سكان عدن والمحافظات المحتلّة يتساءلون: هل يُعقل أن حكومة المرتزِقة بطولها وعرضها لا تستطيع توفير 7 ملايين دولار رغم الصرفيات العبثية التي تستفيد منها شركات الطاقة المستأجرة والمقدرة بالمليارات؟! الأمر الذي يؤكّـد حقيقة واحدة فقط أن الفساد وحده لا غير هو من يتحكم في ملف الكهرباء.

إلى ذلك، علَّق ناشطون وإعلاميون في مواقع التواصل الاجتماعي، على فساد حكومة الفنادق بشأن الإنفاق الكبير وغير المعقول في قطاع الكهرباء، والتي يصل إلى 12 مليار دولار منذ بداية العدوان، لافتين إلى أن تكاليف سد النهضة الإثيوبي بلغت نحو 4,8 مليار دولار أمريكي، بما فيها الأعمال والإنشاءات والبناء الخرساني الضخم، وأن التوربينات والمعدات الكهربائية المرتبطة بها من محطات الطاقة الكهرومائية كلفت فقط 1.8 مليار دولار أمريكي.

وأضافوا أن تصميم السد الإثيوبي تم على 16 وحدة كهربائية، قدرة كُـلّ منها 350 ميجاوات، مما يجعله في المرتبة الأولى إفريقياً، كأكبر محطة للطاقة الكهرومائية، وسابع أكبر محطة في العالم بسعة مخطّطة تبلغ 6.45 جيجا واط، ستغطي كهرباء إثيوبيا وتصدير الفائض إلى السودان والدول المجاورة.

وأفادوا بأن جرائم الفساد الكبرى التي ارتكبتها الحكومات المتعاقبة طيلة 10 سنوات على حساب الملايين من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة، تتم على مرأى ومسمع السفير السعوديّ محمد آل جابر، الذي يعد الحاكم الفعلي لتلك المحافظات، وذلك لقربه من ملف الكهرباء، موضحين أن هذه الفضيحة كفيلة بإحالة كُـلّ المسؤولين السابقين واللاحقين إلى السجون والمحاكم والنيابات العسكرية والمدنية.

وإزاء هذا الفساد الجاثم على صدور أبناء عدن، كما هو حال الظلام، قرّرت “مؤسّسة الكهرباء” الإنهاء الفوري لعقود وتمديدات الطاقة المستأجرة في عدن التي تعود ملكيتها لمنتحلي صفات وزراء ومسؤولين نافذين داخل حكومة المرتزِقة، والتي تعمل بوقود الديزل، وعلى رأس تلك الشركات “باجرش 30 ميجا، السعدي 10 ميجا، الأهرام 30 ميجا، عليان الملعب 10 ميجا، عليان الصعدي 20 ميجا، عليان حجيف 10 ميجا”.

إلى جانب حكومة المرتزِقة، فَــإنَّ منتحل صفة محافظ مأرب المحسوب على حزب “الإصلاح” والمعين من العدوان، سلطان العرادة، شريك رئيسي في المؤامرة التي تستهدف قطاع الكهرباء، بعد أن وجه بقطع 3000 برميل نفط خام كانت مخصصة بشكل يومي لمحطة كهرباء الرئيس في عدن، وهو؛ ما أَدَّى إلى خروج المحطة عن الخدمة، ليغرق الأهالي في ظلام دامس، وبالتالي يدفع المواطن البسيط وحدَه ثمنَ هذا القرار غير الإنساني.

وأمام كُـلّ ذلك يأمل المواطنون في عدن المحتلّة أن تحظى مدينتهم بمعاملة أكثر إنصافًا، وأن يتعامل معها كما يتم التعامل مع مدينة مأرب الواقعة تحت سيطرة حزب “الإصلاح”، التي لا يوجد فيها مكانًا للانطفاء وانقطاع التيار الكهربائي، بينما باتت عدن والمحافظات المجاورة لها بأمسِّ الحاجة لكل قطرة نفط؛ مِن أجلِ استمرار الكهرباء وتأمين أبسط مقومات الحياة.

عدن المحتلّة اليوم تغرق في مستنقع الفوضى والظلام، ضمن مخطّط ممنهج يقوده تحالف العدوان ويشرف عليه السفير السعوديّ محمد آل جابر، وينفذه حكومة المرتزِقة وحزب “الإصلاح” وما يسمى الانتقالي، يهدف إلى تركيع أبناء المناطق الجنوبية، ومعاقبتهم بشكل جماعي، وتركهم وحيدين في معركة يومية ضد الحر والظلام وانعدام الخدمات الأَسَاسية.

المسيرة: هاني أحمد علي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: ملیار دولار المحتل ة فی عدن

إقرأ أيضاً:

بإشراف وزارة الطاقة.. السعودية للكهرباء “SEC” تستكمل استعداداتها لموسم حج 1446هـ

أعلنت الشركة السعودية للكهرباء عن استكمال استعداداتها وجاهزية شبكتها الكهربائية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة استعدادًا لاستقبال موسم حج 1446هـ، وذلك من خلال تنفيذ وتطوير عدد من المشاريع الحيوية، شملت إنشاء محطات جديدة لتحويل الطاقة الكهربائية، وأتمتة الشبكة، وتطوير شبكات النقل والتوزيع بما يتيح إدارتها عن بُعد عبر مركز التحكم الرئيس الذي يديره ويشرف عليه كفاءات وطنية مؤهلة وفق أعلى المستويات.
وفي هذا السياق، كشفت الشركة عن تنفيذ حزمة من المشاريع النوعية والاستراتيجية، تُعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، شملت تركيب محولات غازية بدلاً من المحولات الزيتية لتعزيز الكفاءة التشغيلية، وتوسعة نطاق أتمتة شبكة التوزيع، وتحديث منظومات النقل والطاقة، إلى جانب تطوير أنظمة التحكم والمراقبة الرقمية، بما يسهم في تعزيز موثوقية البنية التحتية الكهربائية.
وأوضح الرئيس التنفيذي المكلف للشركة السعودية للكهرباء، المهندس خالد بن سالم الغامدي، أن الخطة التشغيلية لموسم حج هذا العام تُنفذ بإشراف ومتابعة من وزارة الطاقة، وبدعم مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة – حفظه الله – وبالتكامل مع الجهات ذات العلاقة داخل منظومة الطاقة وخارجها.
وأكد الغامدي حرص الشركة على تسخير جميع إمكاناتها الفنية والبشرية لتقديم خدمة كهربائية موثوقة وآمنة بإذن الله، عبر جاهزية مركز العمليات والتحكم، وتكثيف التواجد الميداني في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة، وذلك من خلال 61 مركز انطلاق موزعة في المنطقة المركزية ومناطق إسكان الحجاج، تعمل على مدار الساعة، وقد تم دعم هذه المراكز بأكثر من (2208) مهندسين وفنيين ومتخصصين من الكفاءات الوطنية، إضافة إلى فرق طوارئ وصيانة لمحطات التوليد وخطوط النقل، مدعومة بأنظمة المعلومات الجغرافية (GIS) وأنظمة إدارة الفرق الميدانية، لتعزيز سرعة الاستجابة ومعالجة البلاغات بكفاءة وجودة عالية.
وقد أجرت الشركة، بإشراف ومتابعة مباشرة من وزارة الطاقة، وبالتنسيق مع الهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء، اختبارين شاملين للشبكة الكهربائية العامة في المشاعر المقدسة لمحاكاة الأحمال الفعلية ا خلال موسم حج هذا العام، بهدف التحقق من جاهزية الشبكة الكهربائية العامة والتأكد من الاستعداد الأمثل لتقديم الخدمة الكهربائية بموثوقية وكفاءة عاليتين.
وتؤكد هذه الاستعدادات حرص منظومة الطاقة في المملكة بقيادة وزارة الطاقة على توفير خدمة كهربائية مستقرة وآمنة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بما يسهم – بإذن الله – في أداء حجاج بيت الله الحرام لمناسك الحج بكل يسر وسهولة، ويعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.

مقالات مشابهة

  • الكهرباء تدير شبكتها في مكة والمشاعر”عن بعد” خلال الحج
  • مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء يبحث مع شركة “المحترفون” التحول الرقمي في المؤسسة
  • رئيس حكومة عدن يكشف عن “وضع بائس” ووعود بالإصلاح بلا دعم خارجي
  • كم تبلغ تكاليف تحويل السيارة الى غاز ؟
  • بإشراف وزارة الطاقة.. السعودية للكهرباء “SEC” تستكمل استعداداتها لموسم حج 1446هـ
  • صادي: “حضورنا البطولة الوطنية للأكاديمات دليل على الأهمية التي نوليها للتكوين”
  • حكومة الإكوادور تعتذر لعمال المزارع الذين تعرضوا لظروف تُشبه “العبودية الحديثة”
  • صفقة فساد ضخمة في كهرباء حضرموت بقيمة ٨٧٠ مليون دولار
  • “إنجاز كبير للحكومة”.. مواطنون في دمشق يعبرون عن رأيهم بمذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الطاقة مع مجموعة UCC الدولية
  • وكالة الطاقة الذرية: تعاون إيران “أقل من مرضٍ”