مختصة توجه نصائح لتربية طفل سليم عاطفياً
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
أميرة خالد
أكدت الدكتورة ستايسي دوان، أستاذة العلوم النفسية في كلية كليرمونت ماكينا في كاليفورنيا أنه عندما يتمتع الأطفال بصحة عقلية فإنهم يصلون إلى مراحل مهمة في التطور الاجتماعي و، ويكون لديهم مهارات اجتماعية قوية، ويتعاملون جيدًا مع المشاكل، ويعملون في المنزل والمدرسة وفي مجتمعاتهم، ويتمتعون بنوعية حياة إيجابية.
ويتم تحقيق تربية طفل سليم عاطفيًّا من خلال :
تعلم التطور الاجتماعي والعاطفي
رغم أنك لست بحاجة إلى الحصول على درجة الدكتوراة في نمو الطفل لتتمكن من تربية أطفالك، فإنه من المفيد أن تصقل معلوماتك الأساسية.
دعم الثقة بالنفس
ساعد طفلك وفي سن مبكرة على تعلم أنه خبير في نفسه وأن لا أحد يعرف كيف يشعر بالتحسن أكثر منه، كما تقول ريبيكا هيرشبيرج، أخصائية علم النفس السريري ومدربة تربية الأبناء في دوبس فيري، نيويورك.
يمكنك القيام بذلك من خلال قبول ما يقوله الأطفال عن عالمهم الداخلي، وعدم إخبارهم بما يجب أن يشعروا به، حتى عند وضع حدود للسلوك، كما يقول الدكتور هيرشبيرج.
على سبيل المثال، إذا أصر طفلك على أنه جائع بعد الغداء مباشرة، فيمكنك إثبات صحة تجربته دون أن تدعها تسيطر على الموقف.
فبدلًا من أن تقول له: “لا يمكنك أن تكون جائعًا. لقد تناولنا الغداء للتو”، حاول أن تقول له: “أعلم أنك تخبرني أنك جائع. لقد تناولنا الغداء للتو، لذا لن نتناول الوجبات الخفيفة الآن”.
قدم اهتمامك الكامل
قالت دوان: “الأطفال اجتماعيون للغاية، ومن أكثر الأشياء قيمة التي يمكنك منحها لهم هو اهتمامك الكامل بهم”.
وتضيف أن حتى خمس دقائق خالية من الهاتف قبل النوم كل يوم، يمكن أن تساعد على تعزيز صحتهم العاطفية.
عندما لا يحصل الأطفال على الوقت الجيد المنتظم الذي يتوقون إليه، فإن رفاهيتهم تتضرر.
تعزيز اللحظات الإيجابية
أفادت دوان، إن المشاعر الإيجابية لا تجعلنا نشعر بالسعادة فحسب، بل تشير مراجعة الأبحاث إلى أنها تبني رأس مال يمكن للأطفال الاعتماد عليه للتعامل مع الصعوبات المستقبلية.
لمساعدة طفلك على تخزين الأشياء الجيدة، تقول دوان، استمتع باللحظات السعيدة الصغيرة الموجودة بالفعل.
فإذا عاد طفلك إلى المنزل من المدرسة مسرورًا بلوحة فنية، فلا تقل إنها جميلة فقط. كن متحمسًا. اطرح الأسئلة. أطل اللحظة. تشرح دوان: “أنت تأخذ تجربة إيجابية وتعززها”.
التغلب على التحديات
رغم أنه قد يبدو من اللطيف أن تحاول إزالة أكبر قدر ممكن من العقبات التي تعترض طريق طفلك، فإن هذا النهج لا يعزز الصحة العقلية، كما تشير الأبحاث.
امنح طفلك الفرص لممارسة المثابرة ودعمه في رؤية الأمور حتى النهاية، كما تقول دوان.
لنفترض أن طفلك شعر بالتوتر في يومه الأول في الجمباز ولا يريد العودة، فبدلًا من إبعاده عن النشاط، اقترح عليه أن يعتاد على حقيقة أن الأمور غالبًا ما تكون مخيفة في المرة الأولى وتشجعه على الاستمرار لفترة من الوقت.
قد لا يتمكن أبدًا من القيام بقفزة خلفية، لكنه يمكن أن يتعلم التعامل مع شيء صعب.
كن قدوة في الصحة العاطفية
وتقول هيرشبيرج إن الأطفال يستفيدون من قيام مقدمي الرعاية بتقليد الصحة العقلية. وتضيف: “الصحة العاطفية لا تعني الكمال العاطفي التام، بل تتعلق بالوعي العاطفي والتعبير العاطفي”.
وتدعم الأبحاث هذه النتيجة، ففي إحدى الدراسات قال الآباء الذين واجهوا صعوبة في تسمية مشاعرهم أو التحدث عنها إن أطفالهم الصغار يعانون مشاكل عاطفية وسلوكية أكثر من الآباء الذين يشعرون براحة أكبر في القيام بذلك.
تقترح هيرشبيرج البحث عن طرق لإجراء محادثات مناسبة لتطور الطفل حول دور المشاعر في الحياة اليومية، وإذا كان أطفالك يزعجونك في المقعد الخلفي، فأخبرهم أنك تشعر بالإحباط والقلق من أن الخروج العائلي لن يكون ناجحًا.
عندما تذكر مشاعرك وتتحدث عنها، فمن الناحية المثالية، سيتعلم أطفالك أيضًا ذلك.
تعزيز عادات النوم الصحية
تقول هيرشبيرج: “عندما لا نحصل على قسط كافٍ من النوم ــ حتى ولو لليلة أو ليلتين ــ نصبح أكثر انفعالًا، ونصبح أكثر حساسية، ونبكي أكثر
ولهذا السبب فإن تقديم موعد نوم الطفل بمقدار 15 دقيقة هو إحدى توصياتها عندما يقول الآباء إن أطفالهم يواجهون صعوبة.
رغم أن احتياجات النوم الفردية تختلف، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب النوم (AASM) بأن ينام الأطفال ما بين 8 و16 ساعة، حيث يحتاج الأطفال الأصغر سنًّا إلى ساعات أكثر بينما يحتاج المراهقون إلى ساعات أقل.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الصحة النفسية للأطفال الطفل تربية الأطفال
إقرأ أيضاً:
عمرو الليثي: الكلمة قد تبني إنسانًا أو تهدم أمة
تحدث الإعلامي الدكتور عمرو الليثي، في مستهل حلقة برنامج «أبواب الخير» المذاع على راديو مصر، عن قوة الكلمة وأهميتها العميقة في تشكيل حياة الإنسان، مؤكدًا أن الكلمة تمتلك قدرة هائلة على البناء أو الهدم، وعلى فتح آفاق النور أو حجب الرؤية.
وقال الليثي، إن الكلمة قد تكون سلاحًا يصنع الوعي أو معولًا يهدم القيم، مستشهدًا بنصيحة فرعونية منقوشة على المعابد تقول: «لا تذهب إلى من لا يستطيع أن يداويك بكلامه قبل دوائه».
وأشار الليثي إلى أن الحضارات والفلسفات والأديان أكدت جميعها تأثير الكلمة، مستعرضًا مجموعة من الحكم والأمثال التي تعكس هذه القيمة، من بينها مقولة الفيلسوف سقراط «كلمني حتى أراك»، والحكمة التي تقول «أنت ما تقول»، والمثل العربي «من لانت كلمته وجبت محبته».
إلى جانب الحديث النبوي الشريف «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت». وأوضح أن الكلمة الطيبة صدقة، وأن اللسان قد يكون سبب نجاة الإنسان أو هلاكه، مستشهدًا بقول الإمام علي بن أبي طالب «مفتاح البطن لقمة ومفتاح الشر كلمة»، وقول أبي ذر الغفاري «في كلمة واحدة قد تجد مقتلك».
وأكد الدكتور عمرو الليثي أن الكلمة هي صانعة الأفكار والعلاقات، وهي التي تشكل الحكايات والأساطير والروايات عبر التاريخ، مشيرًا إلى أن الحضارات قامت على الكلمة المكتوبة والمنطوقة.
واستشهد بقول الشاعر الراحل عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحية «الحسين ثائرًا»: «مفتاح الجنة في كلمة، ودخول النار على كلمة، وقضاء الله هو كلمة»، موضحًا أن الكلمة تظل أثرًا باقيًا لا يزول، فإذا خرجت لا تعود، تمامًا كالسهم إذا انطلق.
واختتم الليثي حديثه بالدعاء بأن يجعل الله كلماتنا نورًا لا قبورًا، وأن يكون الكلام دائمًا وسيلة للخير والمحبة والسلام، مؤكدًا أن الحديث فن يجب تعلمه، وأن الصمت في موضعه حكمة.