سواليف:
2025-05-14@12:28:47 GMT

#تحت الضوء

تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT

#تحت_الضوء

د. #هاشم_غرايبه

في العلاقات بين المجتمعات البشرية، هنالك سنة كونية ثابتة، هي قاعدة تحكمها ولا شواذ لها، وهي أن المصالح هي الأساس، متى ما تعارضت تولدت الصراعات، ومتى ما توافقت تولد التعارف والتعاون.
لذلك شاء الله أن لا يخلق البشر من طينة واحدة ونسخا متطابقة، بل شعوبا وقبائل ذوي قدرات وامكانات متباينة، ليتعارفوا ويتعاونوا.


لكن لأن الفطرة البشرية مبنية على غريزة حفظ النفس وحفظ النوع، لذلك كانت الأنانية وحب الذات طبعا سائدا، والتي ان زادت ولدت الأطماع والرغبة بالاستئثار بالنفع، والتي قد تصل الى درجة سلب الآخرين حقوقهم، لذلك أنزل الله الدين ضابطا مانعا من الظلم والتعدي.
هنا أصبح لدينا مجتمعات منضبطة بضوابط منهج الله الذي هو الحق، وأخرى متفلتة تتبع الباطل، الحق سبيل واحد يسمى الصراط المستقيم، والباطل شعاب متعرجة متعددة بتعدد نزعات الظلم والأطماع، لا يحكمها ضابط، لذلك سمى الله منهجه: النور، وما خالفه: الظلمات لأنها متعددة المسالك ومتشعبة المهالك.
من ذلك تنشأ حقيقة أزلية باقية، وهي ان الصراع بين حق وحق لا يكون، لأن الحق واحد متطابق، وإن حصل فأحد الطرفيين أو كليهما منحرف عن الحق.
والصراع بين حق وباطل يكون، قد يقصر أو يطول بحسب علو همة أهل الحق، لكن النتيجة دائما ان الباطل زهوق.
أما الصراع بين باطلين فهو دائم قائم ولن ينتهي.
بناء على ما سبق نفهم التطورات في الأزمات العالمية التي يصنعها حيتان الاحتكار الرأسمالي بين الفينة والأخرى.
ففي الحالة الأوكرانية، استعمل الغرب المتوحش لعبته المفضلة: الاحتواء المزدوج، عندما حرض الحكومة الأوكرانية على طلب عضوية حلف الناتو، وهم يعلمون ان ذلك سيستفز الروس، خاصة بعد التحاق دول البلطيق به، فأصبح للغرب قواعد محاذية لديارهم، بعد أن كانت دول أوروبا الشرقية تشكل ساترا جغرافيا بين الروس والغرب.
هكذا تم جر روسيا الى الحرب، في الوقت الذي كانت تستعد فيه للتعافي مما أصابها من انهاك جراء فشل التطبيق إبان الحقبة الشيوعية، وكانت روسيا على وشك تدشين مرحلة جديدة من التقدم، أسوة بما فعلته الصين بعدما تعافت هي أيضا من مرحلة الشيوعية.
وكعادة الغرب المتوحش فهو يحارب دائما بجنود الآخرين، ولا يقدم سوى العتاد والسلاح، والذي هو بحاجة دائمة الى استبداله بعد قرب فقدانه صلاحيته.
ورغم ذلك فقد استنزفتهم الحرب، بعد أن ابتلعت ساحات المعارك الكثير، فأصبح الحمل ثقيلا على الممولين، وبالطبع فدائما ما تتحمل القوة العظمى (الشيطان الأكبر) الحصة الأكبر من هذا الحمل، لذلك اصبحت تضغط على أتباعها الأوروبيين لزيادة مساهماتها، وبالطبع فالمرشح الأكبر هو ألمانيا، التي استقلال قراراتها صوري، فهي ترزح تحت الاحتلال العسكري الأمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لذلك نراها تتحمل العبء الأكبر في تمويل كل مغامرات أمريكا الإستعمارية.
بالطبع فللتحمل حدود، خاصة مع حرب عبثية كهذة لن يحقق فيها أي طرف نصرا، بل دائما ما تنتهي الى تقاسم الهزيمة بين الطرفين، لأن صراعات الباطل لن تنتهي، بل دائمة باقية بصور مختلفة، تتخللها فترات استراحة.
من هنا نفهم تذمر “زيلنسكي” من تأخر مواعيد وصول الدعم، إضافة الى الهدر الكبير جراء احتكار عمليات النقل الداخلي من قبل شركات أميركية تتقاضى مبالغ باهظة، وفي النهاية تسجل هذه النفقات كديون، ستطالب أوكرانيا بتسديدها، ولما كانت ستعجز حتما عن ذلك، فقد بدأت التلميحات من قبل المسؤولين الأميريكيين بأن لدى أوكرانيا موارد طبيعية يمكن مقايضتها، أي أن الاحتكاريين الغربيين سوف يمتصون خيراتها، ولن يشفع لها أن رئيسها يهودي، فالباطل لا دين له، وذئاب الرأسمالية جشعة لا تشبع، تأكل كل شيء حتى أولادها.
هكذا هي حروب الباطل، ولذلك هي لا تتوقف حتى تبدأ من جديد، لأن أطماعها لا تنهي.
المتصدي الوحيد لها هو الحق، ورأينا كيف أطمع ضبع البيت الأبيض أن دولته نجحت عام 1965 في ترحيل سكان أرخبيل “تشاغوس” لاقامة قاعدة “دييغو غارسيا”، فطرح فكرة احتلال غـزة واقامة مشاريع سياحية فيها بعد طرد أهلها، لكنه تراجع عندما ذكّره مستشاروه بأن سكان غزة ليسوا كسكان موريشيوس، فهم يتبعون عقيدة الحق، والتي تعصمهم من الرضوخ، ولا تتيح لأهل الباطل اليهم من وسيلة.
الباطل زاهق مهما طال استعلاؤه.

مقالات ذات صلة بلا مجاملة 2025/02/22

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تحت الضوء هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

العاصمة التركية تستضيف معرض «أم الإمارات» يونيو المقبل

تستعد العاصمة التركية أنقرة لاستضافة معرض «أم الإمارات» خلال شهر يونيو المقبل، في فعالية ثقافية واجتماعية، تجسد عمق العلاقات المتنامية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية تركيا الصديقة، وتعكس الاهتمام المشترك بتعزيز الحوار الثقافي والتعاون بين البلدين.
يأتي الإعلان عن تنظيم المعرض بمناسبة الزيارة الرسمية التي قامت بها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، إلى الجمهورية التركية، والتي تمثل إضافة نوعية للعلاقات الثنائية، لاسيما في مجالات تمكين المرأة، ورعاية الطفولة، والمبادرات المجتمعية والإنسانية. 
يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على مسيرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، التي تعد نموذجاً رائداً في العطاء والإنجاز، حيث أسهمت بدور محوري في تعزيز مكانة المرأة الإماراتية ودفع عجلة التنمية الاجتماعية. 
يلقي المعرض الضوء على جهود سموها في دعم التعليم وتمكين الشباب، وتعزيز التماسك الأسري، إلى جانب إسهاماتها البارزة في المجال الإنساني على المستويين المحلي والدولي، إضافة إلى تسليط الضوء على المرأة الإماراتية، وإبراز إنجازاتها في مختلف الميادين، إلى جانب تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين الشعبين.

أخبار ذات صلة ولي عهد أبوظبي يصل إلى العاصمة الكازاخستانية أستانا في زيارة رسمية أردوغان: مستعدون لاستضافة محادثات سلام بين أوكرانيا وروسيا المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • مجلس البصرة يرفض تحويل الزبير إلى محافظة: لا مبرر لذلك
  • أعطيت الضوء الأخضر لزوجي حتى يتزوج عليّ.
  • الأكبر في التاريخ.. السعودية وأمريكا توقعان صفقة أسلحة بـ 142 مليار دولار
  • «الحق من بدري».. مواعيد حجز تذاكر قطارات عيد الأضحى 2025
  • صرخة الحق الغاضبة تدوي في وجه الخسة.. المستشار الشامي أيقونة صمود
  • مسؤولة معرض «مصري وبس» بالإسكندرية: المعرض جاء لتسليط الضوء على المنتجات اليدوية المصرية
  • بالصورة والفيديو.. ناشط سعودي ينشر مقطع لمنزله بمدينة “جازان” ويشبهه بالمنازل السودانية: (اعلم كما قيل لي انها تشبه السودان ونفس كل شي في السودان و لذلك احس بكل الشوق الذي في دواخلكم إلى بلدكم)
  • العاصمة التركية تستضيف معرض «أم الإمارات» يونيو المقبل
  • حرية التعبير بين الحق والاختبار المجتمعي
  • أزمة دبلوماسية صامتة.. القاهرة تلوح بورقة السيادة في وجه تل أبيب!