كيف نفتح صفحة جديدة مع الله ؟.. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه علينا أن نبدأ صفحةً جديدة مع الله تعالى ولو مائة مرة في اليوم.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن سيد المرسلين ﷺ، الذي غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ورفعه الله مقامًا عليًا، قال: (إِنَّهُ لَيُغَان عَلى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ كلَّ يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ), استغفارهُ من جنسٍ آخر غير استغفارنا، لكنه يعلمنا الاستغفار الذي يتواءم ويتناسب مع طبيعتنا ورتبتنا؛ فالقلب له بابان: بابٌ مفتوح على الخلق، وبابٌ مفتوح على الحق –سبحانه وتعالى–.
البابُ المفتوح على الحق تُدخل منه الأنوارُ وتنكشف به الأسرارُ.
والبابُ المفتوح على الخلق يُستخدمه الإنسان في تعاملاته مع الناس في مصالح الدنيا ومشاغلها.
وسيدُ الخلق وإمامُ المرسلين ﷺ أُمر بتبليغِ الدعوةِ من ربه، وأرسله الله رحمةً للعالمين وللناس كافة؛ فهو مأمور بالتعامل مع الناس، فكانت الأنوارُ تدخلُ من شدة العبادة والتعلق بالله فتُغلِقُ بابَ الخلقِ، حيثُ يدخل ريحٌ من الأنوار فيُغلَقُ بابُ الخلقِ، فلا يريد أن يُرى أحدٌ، ويرغب في الاعتزال؛ لأن من يأنسُ بالله لا يطيقُ الناسَ، وهذا لا يجوز في حقِّهِ ﷺ، إذ أن هناك رسالةً لا بد أن يبلغها، فيستغفر الله –سبحانه وتعالى– لانغلاقِ بابِ الخلقِ عنده حتى يُفتح.
أما نحنُ، فإن غينَ الأغيارِ هي التي تغلقُ بابَ الحقِّ؛ فننشغل بالأشياءِ والأشخاصِ والأحوالِ والأحداثِ، وننهمكُ بكلِّ شيءٍ دونَ اللهِ عز وجل؛ فيجب أن نستغفر حتى تدخلَ الأنوارُ ويُفتحَ بابُ الحقِّ.
سيدنا أبو الحسن الشاذلي استشكل الحديث، فمعنى "يُغان" هو أن تأتي سحابةٌ أو شيءٌ من هذا القبيل، فقال: “كيف يُغان على قلبِ سيدنا رسول الله ﷺ إذا كنتُ أنا لا يُغان على قلبي؟”.
فرأى النبي ﷺ في المنام وقال له: “يا عليّ، غينُ أنوارٍ لا غينَ أغيارٍ.”
غينُ أنوارٍ دخلت من بابِ الحقِّ فأغلقت بابَ الخلقِ. فالغَينُ نوعان: غينُ أغيارٍ، يغلقُ بابَ الحقِّ، وغينُ أنوارٍ، يغلقُ بابَ الخلقِ، وفي كليهما نستغفر ربنا، لأن إغلاقَ أيٍّ منهما يُعتَبَرُ نقصًا؛ ولذلك، فإن سيدنا النبي ﷺ، من اشتغاله بربه وشدة تعلقِ قلبه بالله تعالى، تغيبُ عنه الرسومُ (الأكوانُ).
سَهى في الصلاة – وهذا في الظاهر – حتى يعلمنا عندما نسهو في الصلاة ماذا نفعل؛ فقالوا: يَا سَائِلِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ كَيْفَ سَهَا ... وَالسَّهْوُ مِنْ كُلِّ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهِي قَدْ غَابَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ سِرُّهُ فَسَهَا ... عَمَّا سِوَى اللَّهِ ، فالتَّعْظِيمِ لِلَّهِ
أي أن سيدنا رسول الله ﷺ استغرق في معيةِ الله، حتى ظهر بمظهرِ النسيان أمامَ الخلق؛ إلا أن قلبه لم يغفل عن الله، بل غفل عن الرسومِ.
أين هذا من نسياننا في الصلاة؟ نحنُ ننسى؛ لأننا منشغلون بالدنيا، وهو ﷺ ينسى؛ لأنه منشغلٌ بالله.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاستغفار المزيد
إقرأ أيضاً:
المحكمة الإدارية العليا تفصل بين أتعاب المحاماة وأتعاب التقاضي
الرياض
أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكمًا قضائيًا مهمًا تناول جوانب عدة متعلقة بأتعاب المحاماة، ووضعت من خلاله إطارًا قانونيًا للتفريق بين المصطلحات والمعايير المستخدمة في هذا السياق، في سابقة تُعد مرجعية للمحامين والمتقاضين.
ـ التفريق بين أتعاب المحاماة وأتعاب التقاضي: أكدت المحكمة أن أتعاب المحاماة تمثل أجر الجهد القانوني الذي يقدّمه المحامي، وتختلف عن أتعاب التقاضي التي ترتبط بالإجراءات والمصروفات القضائية، مما يستوجب التمييز بينهما عند المطالبة أو الحكم بها.
ـ الأساس القانوني للحكم بأتعاب المحاماة : بينت المحكمة أن الحكم بأتعاب المحاماة لا يستند إلى قواعد المسؤولية التقصيرية، إلا في حال ثبوت التعمد أو الخطأ الجسيم من الطرف الآخر، وأن الأصل في مطالبة المحامي بأتعابه يقوم على العلاقة التعاقدية أو النظامية التي تربطه بالموكّل، وليس على أساس الضرر الذي يتطلب تعويضًا تقصيريًا.
ـ التعسف في استعمال الحق كسبب للحكم بكامل الأتعاب: قررت المحكمة أن التعسف في استعمال الحق يمكن أن يُعد سببًا للحكم بكامل أتعاب المحاماة على الخصم، إذا ثبت أن الدعوى قُدمت بسوء نية، أو بقصد الإضرار، أو كانت خالية من الأساس النظامي أو الواقعي، ما يُعد إخلالًا بمبادئ العدالة.
ويُعد هذا الحكم مرجعًا قضائيًا مهمًا في ضبط المعايير المتعلقة بأتعاب المحامين، وتنظيم آليات الفصل في النزاعات ذات الصلة، بما يحفظ التوازن بين أطراف الدعوى ويحد من استغلال النظام القضائي.