جايلز كلارك يكشف لجمهور «اكسبوجر» أسرار الصحافة الاستقصائية
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكد المصور الصحفي المخضرم جايلز كلارك أن التصوير الفوتوغرافي ليس مجرد التقاط لحظات عابرة، بل هو أداة قوية للتعبير عن قضايا إنسانية معقدة، تساهم في نقل صور حية للواقع الذي قد يغفل عنه الكثيرون.
جاء ذلك خلال مشاركته في الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر 2025» في الشارقة، حيث قدم نصائح قيمة للمصورين الطموحين، في جلسة تركزت حول مسيرة الصحافة الاستقصائية، وأهمية التصوير طويل المدى.
وفي حديثه، شدد كلارك على أهمية البحث العميق قبل بدء أي عمل صحفي، مؤكداً أن الكاميرا ليست إلا أداة، بينما يكمن جوهر القصة في الرؤية التي يحملها المصور. وأضاف: «الصحافة الاستقصائية، التي تتطلب وقتاً وجهداً لبناء سرد متكامل، لن تندثر رغم هيمنة وسائل الإعلام السريعة والمحتوى القصير على (السوشيال ميديا)».
وروى كلارك لمتابعيه بداية مشواره الصحفي الذي بدأ في سن التاسعة عشرة، حينما انتقل من مسقط رأسه في بريطانيا إلى برلين الغربية للعمل مساعداً للكاميرا في وكالة أنباء، حيث كان يلتقط الصور باستخدام أفلام 16 ملم، وفي وقت لاحق، انتقل إلى لندن ليعمل على طباعة الصور بالأبيض والأسود، قبل أن يصبح مسؤولاً عن تأسيس معمل للطباعة في نيويورك في الثلاثين من عمره.
وقد مرّ كلارك بتغيرات كبيرة في مسيرته، من العمل في مجال الأزياء والتلفزيون إلى تركيزه على الصحافة الاستقصائية بعد تغطيته لكارثة غاز بوبال في الهند عام 2007. وقال: «هذه الكارثة كانت بداية لمسيرتي في الصحافة التصويرية طويلة المدى، حيث بدأ اهتمامي بتوثيق القضايا الإنسانية الكبرى».
وأشار كلارك إلى أن العمل الصحفي لا يتوقف عند التقاط الصورة فقط، بل يتطلب فحصاً دقيقاً للمؤثرات الاجتماعية والسياسية التي تشكل القصة، وذكر أن القصص الإنسانية، مثل تلك التي وثقها عن ضحايا الكوارث، تتطلب الوقت لبناء الثقة مع الأشخاص الذين يتم تصويرهم، مؤكداً أن «التصوير الصحفي هو شهادة حية على ما يحدث في المجتمعات بعيدًا عن الأضواء».
كما أكد كلارك على أهمية التصوير الصحفي طويل المدى في عرض الواقع بكافة تفاصيله، قائلاً: «أنا لا أتابع الأخبار السريعة، ولا أهتم بالقصص التي تنتهي في لحظة، أركز دائماً على العمل الذي يستمر ويتطلب التزاماً طويل الأمد».
ونصح كلارك المصورين الطموحين بالتفكير النقدي والبحث المستمر، معتبراً أن «التصوير الصحفي هو وسيلة للتواصل مع الجمهور حول القضايا الكبيرة، ويتطلب أن يكون المصور جاهزاً لتقديم سرد طويل مدعوم بصور مؤثرة».
وتعد الدورة التاسعة لمهرجان «اكسبوجر 2025» حدثاً فريداً في مجال التصوير الفوتوغرافي، حيث يشارك أكثر من 300 مصور عالمي في هذا المهرجان الذي يقام في الجادة بالشارقة حتى 26 فبراير الجاري، ويوفر المهرجان فرصة فريدة لمحبي التصوير للاستمتاع بأعمال كبار المصورين والتعرف من كثب على آرائهم وأفكارهم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التصوير الفوتوغرافي إكسبوجر الصحافة الصحافة الاستقصائیة
إقرأ أيضاً:
أسرار ومعلومات جديدة عن بناء الأهرامات
يعد لغز بناء الأهرامات من أكبر الأسرار التي نسجت حولها القصص والأساطير حتى إن البعض ذهب إلى أن من قام بهذا العمل العظيم، هم عبيد كانوا يعيشون في ظروف مأساوية، لكن اكتشافات جديدة أكدت أن الذين بنوا هذه الأعجوبة الكبرى من عجائب الدنيا كانوا عمالاً مهرة منظمين ومدربين ويعيشون حياة رغيدة.
فقرب الهرم الأكبر في مصر تكشف النقوش القديمة ومدينة العمال المخفية حقيقةً مُدهشة حول من بنى هذه العجيبة القديمة.
لقرون، ظل بناء الأهرامات والهرم الأكبر على وجه الخصوص في مصر محاطاً بالغموض، مع طرح نظريات مختلفة حول كيفية بناء هذا البناء الضخم، وبينما افترض الكثيرون أن القوة العاملة كانت تتكون من العبيد، إلا أن الاكتشافات الأثرية الحديثة تُغير هذه الرواية. إذ تشير أدلة جديدة إلى قصة مختلفة - قصة عمال مهرة مدفوعي الأجر يعملون في نظام دقيق للغاية. لا تكشف هذه النتائج عن البناة الحقيقيين للهرم فحسب، بل تُقدم أيضًا رؤى أعمق حول التقنيات المستخدمة في بناء هذه العجيبة القديمة.
العمال المهرة وليس العبيد
وفقاً لصحيفة ديلي ميل البريطانية، كشفت الحفريات الأخيرة بالقرب من الهرم الأكبر عن أدلة دامغة تُناقض الاعتقادات السائدة حول بناء الهرم، قاد الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات الشهير، فريقاً من علماء الآثار لاكتشاف نقوش ومقابر تؤكد أن الهرم الأكبر بُني على يد عمال مهرة، وليس عبيداً، يُخالف هذا الاكتشاف الأسطورة اليونانية القديمة، التي زعمت أن 100 ألف عبد عملوا في ظروف قاسية لمدة 20 عاماً لبناء الهرم.
عثر الفريق على نقوشٍ تركها العمال، تُقدم دليلاً مباشراً على مشاركتهم في بناء الهرم، وأكد الدكتور حواس على أهمية هذا الاكتشاف خلال مقابلة، قائلاً: "لو كانوا عبيداً، لما دُفنوا في ظل الأهرامات. لما خلدت مقابر العبيد للأبد، كما فعل الملوك والملكات"، وتشير النقوش إلى أن هؤلاء العمال كانوا يتمتعون بمكانة اجتماعية مرموقة، على عكس الاعتقاد السائد بأنهم كانوا مجرد عبيد، شارك عالم المصريات الدكتور زاهي حواس هذه الاكتشافات في بودكاست مات بيل "بلا حدود".
من أبرز الاكتشافات المثيرة في الحفريات الحديثة اكتشاف " مدينة عمال " تقع شرق الهرم الأكبر، كانت هذه المستوطنة، التي ضمت مخابز وثكنات ومرافق أخرى، موطناً للعمال الذين عملوا في بناء الهرم.
اكتشف الدكتور حواس وفريقه أيضاً آلافًا من عظام الحيوانات، بما في ذلك عظام أبقار وماعز، مما يدل على أن العمال كانوا يتغذون جيداً، وكشف تحليل هذه العظام أن العمال كانوا يتناولون نظاماً غذائياً أكثر تنوعاً بكثير مما كان يُعتقد سابقاً، حيث كان يشمل اللحوم ومؤناً أخرى تكفي لإعالة ما يصل إلى 10,000 عامل يومياً.
قام عالم المصريات الدكتور زاهي حواس وفريقه مؤخراً باستكشاف سلسلة من الغرف الضيقة فوق حجرة الملك باستخدام تقنية التصوير، حيث عثروا على علامات لم يسبق لها مثيل تركتها فرق العمل من القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
تُقدم مدينة العمال نظرةً ثاقبةً على حياة بناة الهرم، فهي دليلٌ واضحٌ على أن العمال كانوا منظمين، ويسكنون في مستوطنات متخصصة، ومُزودين بالموارد اللازمة لأداء عملهم بكفاءة، وهذا يتناقض بشكلٍ صارخ مع النظريات السابقة التي تُشير إلى أن العمال كانوا يُعاملون معاملةً سيئةً ويعانون من سوء التغذية.
كشف تقنيات البناء المتقدمة
بالإضافة إلى الكشف عن ظروف معيشة العمال، وجد الفريق أيضاً أدلة على تقنيات بناء متقدمة استُخدمت خلال عملية بناء الهرم، وباستخدام تقنية التصوير، اكتشف الدكتور حواس وزملاؤه بقايا منحدرات مصنوعة من الأنقاض والطين، استُخدمت لنقل كتل الحجر الجيري الضخمة من محجر قريب إلى موقع البناء، كانت هذه المنحدرات، التي عُثر عليها جنوب غرب الهرم، ستسمح للعمال بنقل الأحجار الضخمة إلى مواقعها بكفاءة نسبية.
كانت عملية البناء نفسها منظمة للغاية، حيث كُلِّفت فرق مختلفة بمهام محددة، قام بعض العمال بقطع وتشكيل الأحجار، بينما نقلها آخرون على زلاجات خشبية جُرِّفت فوق الرمال، تشير هذه النتائج إلى أن البناة استخدموا تقنيات متطورة لتحقيق محاذاة وحجم دقيقين للهرم الأكبر، مما يدحض النظريات القائلة بتشييد الهرم باستخدام أساليب بدائية .
استكشاف "الفراغ الكبير" والاكتشافات المستقبلية
بالإضافة إلى الاكتشافات المتعلقة ببناء الهرم، يُجهّز الدكتور حواس وفريقه لاستكشافٍ رائدٍ لـ" الفراغ الكبير "، وهي غرفةٌ غامضةٌ اكتُشفت عام 2017 فوق الرواق الكبير للهرم الأكبر. لا تزال هذه الغرفة، التي يُقارب حجمها حجم شاحنتين، مجهولةً إلى حدٍّ كبير. ويُخطط الفريق لاستخدام روبوتٍ صغيرٍ لاستكشاف هذه المساحة، مما قد يُكشف النقاب عن المزيد من أسرار الهرم