عربي21:
2025-06-17@21:52:20 GMT

غزة واقتصاد الإعمار

تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT

شهد الأسبوع الماضي، بناء على دعوة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اجتماعا في الرياض بين كل من ملك الأردن عبد الله الثاني، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، وأمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد البحريني، سلمان بن حمد آل خليفة.



وقد تم هذا الاجتماع دون أن يصدر عنه بيان صحفي بما نتج عنه، وإن كان واضحا أنه جاء لتنسيق المواقف قبل اجتماع القمة العربية الذي سيعقد في القاهرة في الأسبوع القادم بعد تأجيل موعد هذا الانعقاد، وأن موضوعه يتعلق بتهجير أهل غزة، وإعمارها، ومن سيحكمها، لا سيما بعد خطة ترامب بالاستيلاء على غزة وتهجير سكانها، ومطالبته الملك عبد الله الثاني إبان زيارته للبيت الأبيض بذلك، ورد الأخير عليه بأن مصر والدول العربية لديها خطة بشأن العمل معه للتعامل مع تحديات غزة.

وقد لوحظ تراجع ترامب عن تصريحاته وتحويلها إلى توصية، وفي الوقت نفسه تراجع العديد من قادة الكيان الصهيوني عن تبني اقتراح ترامب واعتبروه غير منطقي، وفي المقابل أصبحت قضية إعمار غزة متصلة بتنحية حماس عن السلطة في غزة باسم المصلحة العامة، وهو ما صرح به أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط وغيره. وأخشى ما أخشاه أن يكون هذا التوجه تنفيذا لصفقة القرن وخطة ترامب بطريقة دبلوماسية بإنهاء كل سبل وأدوات المقاومة بأيد وأموال عربية، باسم إعمار غزة ومنع التهجير.

إننا لا ننكر أن التكاتف العربي والإسلامي حكاما وشعوبا للوقوف ضد تهجير أهل غزة هو أمر محمود ومطلوب، لا سيما في ظل خطة الاستيطان الصهيوني ليس لفلسطين فقط، بل لابتلاع من حوله من الدول العربية. فغزة هي الحائط المنيع لحفظ الأمن القومي العربي، والوقوف بقوة ضد الصلف والعدوان الصهيوني.

وإذا كانت الأمم المتحدة قدرت في تقرير حديث لها إعادة إعمار غزة بأكثر من 53 مليار دولار، منها أكثر من 20 مليارا على مدى الأعوام الثلاثة الأولى، فإن هذا يضع الدول العربية والإسلامية على المحك لتفعيل وإبراز اقتصاد الإعمار حفاظا على أمن غزة وسلامة أهلها، والأمن العربي والإسلامي كذلك.

وإعمار غزة يتطلب صدق النوايا وجهودا كبيرة ومتكاملة بين حكام المسلمين وشعوبهم، تكون بؤرتها المحافظة على المقاومة وسلاحها بغض النظر عمن يحكم غزة من أهل فلسطين. فلا قيمة لإنسان يلبي شهواته من طعام وشراب وهو يعيش خانعا لعدوه، وأهل غزة ما عرفوا يوما خنوعا، وقد جاعوا وعروا في سبيل دينهم وأرضهم وما ضعفوا وما استكانوا، وما دفعهم القتل بالنابالم للهجرة، ولن يدفعهم كذلك ذهب ترامب -الذي يريد أن يدفعه من جيوب العرب وثرواتهم- إلى ترك ديارهم.

كما أن إعمار غزة عمليا يتطلب في البداية "الإعمار الإسعافي السريع" بتوفير ما يحتاجه السكان من أماكن للإيواء، خاصة فيما يتعلق بتوفير الكرافانات اللازمة للسكن، وتوفير احتياجاتهم من الطعام والشراب والصحة والتعليم من خلال المستشفيات والمدارس المتنقلة، ودعم الناجين نفسيا وخاصة الأطفال والنساء، مع إزالة كل القيود في المعابر سواء كانت قيودا مادية أو صهيونية لإدخال تلك الاحتياجات العاجلة، خاصة وأننا على أبواب شهر رمضان المبارك.

وإلى جانب ذلك من المهم وضع خطة إستراتيجية لإعادة الإعمار، بناء على إجراء حصر شامل للأضرار التي لحقت بالمباني السكنية، والبنية التحتية، والمرافق العامة، والطرق والجسور، والمستشفيات، والمدارس، وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي وغيرها، وترجمة ذلك في صورة تكلفة تقديرية، مع مراعاة الأولويات للمناطق الأكثر تضررا وإلحاحا للإعمار الفوري.

و\هذا يتطلب عمل مؤتمر دولي لإبراز ما ارتكبه الكيان الصهيوني من إجرام، وتوفير التمويل اللازم للإعمار من دول العالم وفي مقدمتها الدول الإسلامية، فضلا عن المؤسسات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية، والقطاع الخاص بمساهمته عينا ونقدا وعملا في الإعمار، مع تفعيل تمويل المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة لتمكين الأفراد اقتصاديا واجتماعيا، وتعويض أصحاب المشروعات التي تم تدميرها، وجعل ذلك واجبا على كل متعاون للتمويل، وفتح المجال برفع قضايا قانونية دولية على الكيان الصهيوني بالتعويض، مع أهمية الرقابة والمتابعة الفعالة لعمليات الإعمار للتأكد من تحقيق مستهدفاتها.

x.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة ترامب إعمار غزة إعمار ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إعمار غزة

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب تستهدف مصر وسوريا و34 دولة بحظر السفر للولايات المتحدة

إدارة ترامب تستهدف مصر وسوريا و34 دولة بحظر السفر للولايات المتحدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبحسب مذكرة داخلية لوزارة الخارجية الأمريكية تشمل القائمة الجديدة 25 دولة إفريقية من بينها شركاء مهمون للولايات المتحدة مثل مصر وجيبوتي، إضافة إلى دول في منطقة الكاريبي وآسيا الوسطى وعدد من جزر المحيط الهادئ.

وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الإجراءات التي تتخذها إدارة ترامب لتشديد القيود على الهجرة في تصعيد جديد لنهجها الصارم.

وبحسب المذكرة الموقعة من وزير الخارجية ماركو روبيو والموجهة إلى دبلوماسيين أمريكيين يعملون مع هذه الدول، فإن الحكومات المعنية أمامها مهلة 60 يوما لتقديم خطط عمل أولية تلبي معايير ومتطلبات جديدة حددتها الوزارة، مع تحديد موعد نهائي لتقديم هذه الخطط في تمام الساعة الثامنة من صباح الأربعاء، ولم يتضح بعد موعد دخول القيود الجديدة حيز التنفيذ في حال عدم امتثال الدول المعنية.

وشملت قائمة الدول قيد المراجعة كلا من (أنجولا، أنتيغوا وبربودا، بنين، بوتان، بوركينا فاسو، الرأس الأخضر، كمبوديا، الكاميرون، كوت ديفوار، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جيبوتي، دومينيكا، إثيوبيا، مصر، الجابون، جامبيا، غانا، قيرغيزستان، ليبيريا، مالاوي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، سانت كيتس ونيفيس، سانت لوسيا، ساو تومي وبرينسيب، السنغال، جنوب السودان، سوريا، تنزانيا، تونغا، توفالو، أوغندا، فانواتو، زامبيا، زيمبابوي).

وانتقد الديمقراطيون وجهات أخرى معارضة هذه الإجراءات، واعتبروها ذات طابع عنصري وتندرج في إطار كراهية الأجانب، مشيرين إلى أن ترامب سبق وأن حاول خلال ولايته الأولى فرض حظر على دول ذات أغلبية مسلمة، وإلى النسبة المرتفعة من الدول الإفريقية والكاريبية المستهدفة حاليًا.

وفي بداية ولايته الأولى حاول ترامب منع دخول مواطنين من إيران، العراق، سوريا، الصومال، السودان، اليمن وليبيا، مما تسبب في فوضى في المطارات، وواجه تحديات قانونية متكررة إلى أن أقرّت المحكمة العليا النسخة الثالثة من القرار في يونيو 2018، ورغم إلغاء الحظر خلال إدارة الرئيس جو بايدن، تعهد ترامب مرارا بإعادة العمل به خلال حملته الانتخابية، بل وأكد أنه سيكون أوسع من ذي قبل.

وفي يونيو 2025 وقع ترامب أمرا تنفيذيا جديدا يحظر دخول مواطني 12 دولة (أفغانستان، ميانمار، تشاد، الكونغو، غينيا الاستوائية، إريتريا، هايتي، إيران، ليبيا، الصومال، السودان، واليمن)، مع قيود جزئية على سبع دول أخرى، مستشهدا بهجوم في كولورادو نسب إلى مهاجر غير شرعي كمبرر أمني

مقالات مشابهة

  • الدول العربية الأكثر امتلاكا للمقاتلات الحربية (إنفوغراف)
  • تعرف على الدول العربية والإسلامية التي أدانت هجمات إسرائيل على إيران
  • القناة الـ12 الإسرائيلية: إعادة إعمار بات يام ستستغرق 5 سنوات
  • هل يصبّ سقوط النظام الإيراني في مصلحة الأنظمة العربية؟
  • الجامعة العربية تؤكد أهمية تضافر الجهود لمواجهة ظاهرة الجفاف والتصحر في المناطق العربية
  • وزير الري: ضرورة تعزيز قدرات الدول العربية في تعبئة تمويلات لمشروعات التكيف مع المناخ
  • كيف تتعامل الدول العربية مع التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية؟
  • الرئيس المشاط : اليمن تقف مع إيران ضد التغول الصهيوني وندعو العالم لردع العدوان قبل أن يطال الجميع (تفاصيل)
  • بدر حامد: سيتم افتتاح أكاديمية للزمالك في نيجيريا والدول العربية
  • إدارة ترامب تستهدف مصر وسوريا و34 دولة بحظر السفر للولايات المتحدة