شارك الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، افتراضيًا في الاجتماع الأول لعام 2025 لمجلس محافظي الاتحاد الدولي للمستشفيات، ممثلًا لمصر وأفريقيا وإقليم شرق المتوسط.

التحولات الاستراتيجية في حوكمة المستشفيات

شهد الاجتماع نقاشات معمقة حول التحولات الاستراتيجية في حوكمة المستشفيات، وتعزيز الشراكات الدولية، وأهمية التحول الرقمي في تطوير قطاع الرعاية الصحية، بما يضمن استدامة الخدمات الصحية وتحسين جودتها، كما ناقش الاجتماع استعدادات الاتحاد الدولي للمستشفيات للمؤتمر العالمي للمستشفيات 2025 في جنيف، والذي سيسلط الضوء على أحدث التطورات في إدارة المستشفيات والتقنيات الحديثة المستخدمة في تحسين كفاءة الخدمات الصحية.

استعرض الدكتور السبكي التقرير السنوي للاتحاد، مشيرًا إلى أن التعاون الدولي يعد حجر الأساس في تطوير الرعاية الصحية، إذ  يسهم في تبادل الخبرات واعتماد أحدث الممارسات العلاجية والإدارية، كما استعرض نتائج منتدى المستشفيات العالمي لعام 2024 في ريو دي جانيرو، مؤكدًا أن مصر تؤمن بأهمية التكامل الصحي العالمي، وتعزيز الشراكات بما ينعكس على تحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.

المستشفيات الحديثة لم تعد مجرد منشآت علاجية

وأكد السبكي، أن المستشفيات الحديثة لم تعد مجرد منشآت علاجية، بل تحولت إلى مراكز ديناميكية للابتكار والتطوير، حيث يتطلب ذلك تحديث نظم الإدارة الصحية لمواكبة التطور في تقديم الخدمات الطبية، وأشار إلى أن التحول الرقمي أصبح عنصرًا أساسيًا في تحقيق الكفاءة التشغيلية والاستجابة السريعة لاحتياجات المرضى، موضحًا أن مستقبل الرعاية الصحية يعتمد على تطبيق التكنولوجيا في الإدارة الصحية وتحليل البيانات الضخمة لضمان تقديم رعاية أكثر دقة وفاعلية.

كما أكد على أن تحقيق التغطية الصحية الشاملة يستلزم الاستثمار في البيانات الضخمة والحوكمة الرشيدة، إذ تساهم التحليلات المتقدمة في تحسين أداء المستشفيات واتخاذ قرارات مبنية على الأدلة، ما يؤدي إلى رفع كفاءة التشغيل وضمان استدامة الخدمات الصحية، موضحا أن مصر بدأت بالفعل في تطبيق تقنيات التحليل التنبؤي في إدارة المستشفيات، ما ساعد في تحسين التخطيط الصحي، والتنبؤ بحالات الطوارئ، وضمان الاستخدام الأمثل للموارد.

ناقش الاجتماع البيان الخاص بصحة الأمهات، والذي يركز على تعزيز دور المستشفيات في الحد من وفيات الأمهات وتحسين خدمات الرعاية قبل وأثناء الولادة، وأوضح الدكتور السبكي أن مصر تبنت استراتيجيات متقدمة لتعزيز صحة الأمهات، كما أكد أن دور المستشفيات يجب أن يتجاوز تقديم العلاج ليشمل التوعية المجتمعية والتثقيف الصحي، إلى جانب دعم برامج الصحة العامة التي تسهم في تحسين صحة الأمهات والأطفال.

وفي هذا السياق، دعا الدكتور السبكي إلى توسيع الشراكات مع المنظمات الدولية المعنية بالرعاية الأولية، كونها أساس التغطية الصحية الشاملة، مسترشدًا باستراتيجيات مصر الناجحة في تعزيز صحة الأمهات.

كما تابع استعدادات الاتحاد الدولي للمستشفيات للجمعية العامة للصحة العالمية في جنيف خلال مايو القادم، ومنتدى المستشفيات العالمي الثامن والأربعين المزمع عقده في جنيف عام 2025، والتاسع والأربعين عام 2026 في كوريا، وأكد أن مصر تتطلع لاستضافة المنتدى العالمي للمستشفيات 2027 بمدينة شرم الشيخ، حيث ستكون هذه الاستضافة فرصة لاستعراض إنجازات مصر في مجال الرعاية الصحية، وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، فضلًا عن الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع الرعاية الصحية.

وخلال الاجتماع، أشاد الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للمستشفيات بانضمام الهيئة العامة للرعاية الصحية كممثل لمصر وأفريقيا وإقليم شرق المتوسط، مشيرًا إلى دورها الفاعل في تعزيز التعاون الدولي، ونقل خبراتها المتميزة لدول العالم، كما أكد أن مشاركة مصر في الاتحاد تسهم في تطوير نظم الرعاية الصحية بدول القارة والإقليم، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك القدرة على لعب دور مؤثر في صياغة السياسات الصحية العالمية.

وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2023، جرى انتخاب الدكتور أحمد السبكي عضوًا في مجلس محافظي الاتحاد الدولي للمستشفيات، ممثلًا عن مصر وأفريقيا وإقليم شرق المتوسط، وذلك ضمن ثمانية مسؤولين على مستوى العالم لقيادة الاتحاد، ويعكس هذا الانتخاب الدور الريادي لمصر في تطوير نظم الرعاية الصحية عالميًا، ويؤكد مكانتها كمحور إقليمي للابتكار والاستدامة الصحية، إذ تواصل الهيئة العامة للرعاية الصحية نقل خبراتها وتجاربها الناجحة إلى الساحة الدولية، والمساهمة الفعالة في رسم سياسات القطاع الصحي على المستوى العالمي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الرعاية الصحية التأمين الصحي التأمين الصحي الشامل الاتحاد الدولی للمستشفیات الرعایة الصحیة فی تطویر فی تحسین أن مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

لتعزيز الوعي.. الصحة تنظم يوما علميا بمناسبة اليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد

نظّمت وزارة الصحة والسكان، يوماً علمياً بالتزامن مع اليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد، الذي يوافق السابع والعشرين من مايو من كل عام، وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية، وبمشاركة نخبة من أساتذة واستشاريي المخ والأعصاب، وممثلي المؤسسات الطبية والأكاديمية، ومنظمات المجتمع المدني، المهتمة برعاية مرضى التصلب المتعدد ودعمهم.

وزير الصحة: نسعى لتوطين صناعات الأجهزة الطبية في مصرنقل حالات الرعاية والحضانات.. تدخل عاجل من وزير الصحة بعد انقطاع الكهرباء عن مستشفى أم المصريينلا تشترط مؤهلا طبيا ..وزير الصحة يبحث آليات الوظيفة الجديدةوزير الصحة: تطور ميزانية قطاع الرعاية الصحية أخر 10 سنوات لتبلغ 406.47 مليار جنيه

وأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن تنظيم اليوم العلمي يأتي في إطار حرص الوزارة على دعم التوعية المجتمعية، والتشخيص المبكر لمرض التصلب المتعدد، باعتباره أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة غير الناتجة عن الحوادث لدى الشباب، مشيراً إلى أن التشخيص المبكر يُسهم في تحسين جودة الحياة للمرضى وتقليل المضاعفات المرتبطة بالمرض.

بناء منظومة علاجية متكاملة ومستدامة

وأوضح عبدالغفار أن مرض التصلب المتعدد لا يشكّل عبئًا صحياً فقط، بل يُثقل كاهل الأسرة التي تضطلع بدور رئيسي في رعاية المريض ومتابعة علاجه، مما يبرز أهمية بناء منظومة علاجية متكاملة ومستدامة، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة تولي اهتماماً كبيراً بإعادة تخصيص الإمكانيات المتاحة لتطوير خطط العلاج، وتوفير الأدوية، وزيادة عدد الوحدات المتخصصة على مستوى الجمهورية.

وأضاف أن جهود الدولة في هذا الملف أسفرت عن انخفاض كبير في عدد الهجمات التي يتعرض لها المرضى سنوياً، حيث كشفت دراسة حديثة تم استعراضها خلال الفعالية أن المريض كان يتعرض إلى نحو ثلاث هجمات سنوياً ، بينما انخفض العدد إلى النصف بعد إتاحة العلاج المجاني المنتظم، ما ساهم في تقليل المضاعفات طويلة الأمد والتكاليف المرتبطة بها.

من جانبه، أشار الدكتور إسحاق جميل، نائب رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، إلى أن الأمانة اتخذت خطوات عملية للتوسع في إنشاء وحدات متخصصة لعلاج مرض التصلب المتعدد بمختلف المحافظات، حيث وصل عدد الوحدات حالياً إلى 18 وحدة في 10 محافظات، تقدم الرعاية لما يقرب من 70% من المرضى على مستوى الجمهورية.

وأضاف أن الأمانة حرصت على تيسير وصول الخدمة للمناطق النائية من خلال تقديم خدمات الفحص والتقييم عن بُعد، وذلك بالتعاون مع نخبة من أساتذة الجامعات، بما يسهم في ضمان تقديم خدمة طبية متكاملة، وعالية الجودة، في إطار خطة الدولة لدعم المرضى وتخفيف معاناتهم.

وفي كلمتها خلال الفعالية، أكدت الدكتورة دينا زمزم، أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، ورئيس وحدة علاج مرضى التصلب المتعدد بمستشفى الشيخ زايد آل نهيان، أن التشخيص المبكر يمثل التحدي الأكبر في مواجهة المرض، نظراً لتشابه أعراضه مع العديد من الأمراض العصبية الأخرى، مما يؤدي إلى تأخر كبير في اكتشافه، وأشارت إلى أن قاعدة بيانات المرضى في مصر رصدت وجود نحو 50 ألف حالة، يتلقى العلاج منهم قرابة 20 ألف مريض ضمن منظومة العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحي.

وأضافت أن ما يقرب من 50% من الحالات لا تزال غير مكتشفة ولم تصل بعد إلى منظومة الرعاية والعلاج، نتيجة لغياب الوعي المجتمعي، ولعدم وجود اختبار تشخيصي واحد حاسم للمرض، مؤكدة أن التصلب المتعدد يُعد السبب الأول للإعاقة بين الشباب بعد حوادث الطرق، وشددت على أن دعم التوعية وتدريب مقدمي الخدمة هو المدخل الرئيسي لتحسين الاكتشاف المبكر وتقليل نسب الإعاقة.

وفي هذا الإطار، أكدت الدكتورة هبة عبدالعزيز، مدير عام أكاديمية الأميرة فاطمة للتدريب المهني، أن تدريب مقدمي الخدمة الصحية يمثل محوراً رئيسياً في دعم جهود الدولة للتشخيص المبكر لمرض التصلب المتعدد.

وأشارت إلى أن الأكاديمية تولي أهمية خاصة لبناء قدرات الفرق الطبية من مختلف التخصصات، بهدف رفع كفاءتهم في التعامل مع أعراض المرض التي قد تتداخل مع أمراض أخرى، مما يسهل الاكتشاف المبكر ويُسهم في تحسين فرص العلاج وتقليل المضاعفات.

وأضافت أن الأكاديمية تعمل على تحديث البرامج التدريبية لتشمل أحدث ما توصل إليه العلم في أدوات التشخيص والرعاية المتكاملة، بما ينعكس على تقليل العبء الذهني والحركي والمالي على المرضى وأسرهم، وتخفيف الضغط على المنظومة الصحية.

من جانبها، أوضحت الدكتورة نشوى ربيع، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية "رعاية"، أن الجمعية باعتبارها إحدى منظمات المجتمع المدني وعضواً في الاتحاد الدولي للتصلب المتعدد، تسعى جاهدة إلى تقديم الدعم المباشر للمرضى، ونشر الوعي بالمرض في مختلف المحافظات، ضمن شراكة فعالة مع الجهات الحكومية والمجتمع العلمي.

وأكدت أن الجمعية تشارك في فعاليات اليوم العالمي تحت شعار "التغلب على صعوبات التشخيص"، من خلال حملات ومبادرات تهدف إلى سد فجوة الاكتشاف المبكر، وتعزيز وعي المرضى وأسرهم ومقدمي الخدمة بأهمية التشخيص والعلاج في الوقت المناسب.

وشهدت الفعالية حضوراً واسعاً من أساتذة طب المخ والأعصاب من مختلف الجامعات المصرية، ضمن جهود تعزيز الشراكة العلمية والطبية وتبادل الخبرات، لدعم جهود الدولة في تطوير الرعاية المقدمة لمرضى التصلب المتعدد.

طباعة شارك وزارة الصحة والسكان مرض التصلب المتعدد المخ والأعصاب المجتمع المدني وزير الصحة والسكان

مقالات مشابهة

  • الداخلية تعزز الشراكة مع منظمة «أطباء بلا حدود» لتحسين الرعاية الصحية بالمراكز
  • لتعزيز الوعي.. الصحة تنظم يوما علميا بمناسبة اليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد
  • الرعاية الصحية: مشروع السياحة العلاجية نرعاك في مصر نموذج للتكامل
  • رئيس أستئناف ذمار يؤكد أهمية تحقيق تحولات نوعية في العمل القضائي تلبي احتياجات المواطن
  • بحث احتياجات المراكز الصحية وسبل توفيرها في سلمية بريف حماة
  • أطباء متقاعدون يعززون الرعاية الصحية في سجون العراق
  • نقل حالات الرعاية والحضانات.. تدخل عاجل من وزير الصحة بعد انقطاع الكهرباء عن مستشفى أم المصريين
  • تكريم قسم التمريض لتميزه في تقديم الرعاية الصحية لمرضى الأورام بالأقصر
  • أيمن عاشور: الجامعات الخاصة شريك أساسي في منظومة التعليم وتلبية احتياجات السوق
  • «معيار أبوظبي لاستمرارية الرعاية الصحية».. «نموذج عالمي» لتأمين الخدمات الحيوية خلال الطوارئ والأزمات