سلطت تداولات الأسابيع الماضية ببورصة مسقط مزيدا من الضوء على قطاع الصناعة مع ارتفاع مؤشر القطاع الأسبوع الماضي للأسبوع التاسع على التوالي. استفاد المؤشر الذي لم يسجل أي تراجع أسبوعي خلال العام الجاري من إقبال المستثمرين على أسهم الشركات الصناعية المدرجة في عينة مؤشر القطاع نظرا لنتائجها المالية من جهة وتوزيعات الأرباح التي تعتزم توزيعها على المساهمين خلال الشهر الجاري من جهة ثانية.
وفي حقيقة الأمر فإن قطاع الصناعة يعد أحد القطاعات الرئيسية في أي تنمية اقتصادية أو اجتماعية تستهدفها الدول، وكثيرا ما يعد أحد أدوات التفوق الاقتصادي، كما يعد أيضا أحد عوامل توطين المشروعات واستقطاب الاستثمارات وتوفير فرص العمل وتوفير احتياجات الدول من السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية وزيادة الصادرات غير النفطية.
عندما نعود إلى تداولات الشركات الصناعية المدرجة ببورصة مسقط نجد أن الجزيرة للمنتجات الحديدية وإسمنت عُمان والأنوار لبلاط السيراميك وصناعة مواد البناء وفولتامب للطاقة جاءت في مقدمة الشركات الصناعية التي حظيت باهتمام المستثمرين، وكما هو واضح من هذه القائمة فإن أعمال الشركات المشار إليها ترتبط بأعمال البنية الأساسية سواء في سلطنة عُمان أو الخارج، ولعل النمو الذي يشهده قطاع البناء والتشييد حاليا من خلال بدء الأعمال الإنشائية لمدينة السلطان هيثم والأحياء والمدن النموذجية في عدد من المحافظات هو أحد الأسباب التي أسهمت في نمو أعمال هذه الشركات، كما أن اتجاهها إلى فتح أسواق خارجية جديدة وتنمية أعمالها فيها هي أيضا من الأسباب الرئيسية في هذا الصعود.
وفي تقاريرها إلى المساهمين استعرضت الشركات جهودها نحو تنمية أعمالها، وعلى سبيل المثال قالت شركة فولتامب للطاقة إنها تمكنت في عام 2024 من تعزيز سلسلة حجز الطلبات مع دخول أسواق جديدة، وتأمين طلبات كبيرة على محولات الطاقة 400 كيلوفولت، وفتح أسواق واسعة رئيسية في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة، وتأمين 1.8 جيجاوات من محولات الطاقة لأحد المشروعات بدولة الإمارات، وإطلاق حلول الطاقة الشمسية في سلطنة عُمان، أما شركة إسمنت عُمان فقالت: إنها تعمل على تحسين سعتها الإنتاجية من خلال تحديث مبرد خط الإنتاج رقم 3 في موقع المصنع بمسقط، كما قررت تركيب منشأة إضافية شبه آلية لتحميل الشاحنات بهدف تحسين الكفاءة التشغيلية، وقالت شركة الجزيرة للمنتجات الحديدية: إنها ركزت في عام 2024 على زيادة الربحية وتحسين المبيعات وإدارة المخزون ومراقبة التكلفة مع الاستفادة من انتعاش قطاع البناء والتشييد خاصة بعد فوزها بمشروعات جديدة في هذا القطاع في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بالإضافة إلى استمرار نمو نشاط قطاع البناء والتشييد في سلطنة عُمان.
ومن خلال ما سبق يتضح لنا أن نمو أعمال الشركات الصناعية يعود إلى 3 أسباب رئيسية، يتعلق السبب الأول بجهود الشركات في مجال التسويق واستغلال الفرص المتاحة في مختلف الأسواق المحلية والدولية بهدف توقيع عقود جديدة وتنمية أعمال الشركة، ويتعلق الثاني بجهود الشركة في مجال تطوير المنتجات بما يواكب تطلعات المستهلكين، ويتعلق الثالث بالأعمال الإدارية والمالية المتعلقة بالتخطيط وتحديد الأهداف وضبط التكاليف وتحسين الإنتاجية، وبناء على هذا فإن أسباب نجاح هذه الشركات ليست «معجزة» بقدر ما هي تخطيط ورغبة في تحقيق النمو، ومع ما تشهده القطاعات الاقتصادية المختلفة في سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون الخليجي من نشاط فإن مجالات النمو أمام الشركات الصناعية عديدة وهو ما يجعلنا ندعو الشركات إلى الاستفادة من هذه الفرص مع التركيز قبل كل شيء على الإدارة الفاعلة والتخطيط الجيد واستثمار الفرص المتاحة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الشرکات الصناعیة
إقرأ أيضاً:
السويدي للتنمية الصناعية تجذب استثمارات تركية جديدة لتعزيز صناعة النسيج في مصر
وقعت شركة السويدي للتنمية الصناعية، إحدى شركات مجموعة السويدي إليكتريك، اتفاقية مع شركة بوني التركية، إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال الصناعات النسيجية، لشراء قطعة أرض صناعية بمساحة 120ألف متر مربع داخل مشروع “إندستريا العاشر” بمدينة العاشر من رمضان، لتصبح منطقة حرة خاصة، وذلك بهدف إنشاء مصنع متكامل للمنسوجات عالية الجودة، باستثمارات تقدر بحوالي 100 مليون دولار مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة النسيج.
جاءت هذه الخطوة بدعم من مكتب التمثيل التجاري المصري فى اسطنبول والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، لتكون إضافة جديدة لسلسلة النجاحات التي تحققها مصر في جذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة في قطاع النسيج الذي يُعد من القطاعات الرائدة في دعم الصادرات وتوفير فرص العمل.
شهد مراسم التوقيع حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والمهندس أحمد السويدي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السويدي اليكتريك، ومعالي السفير صالح موتلو شان، سفير تركيا بالقاهرة، والوزير مفوض تجارى علاء البيلي، مدير إدارة شئون الاستثمار بجهاز التمثيل التجارى.
وقع الاتفاقية المهندس محمد القماح، الرئيس التنفيذي لشركة السويدي للتنمية الصناعية، و حسن جلوكايا، الرئيس التنفيذي لشركة بوني للنسيج.
وأكد المهندس محمد القماح أن هذه الاتفاقية تعكس ثقة المستثمرين الدوليين في الخدمات المتكاملة والبنية التحتية المتطورة التي توفرها السويدي للتنمية الصناعية داخل المدن الصناعية، والتي صُممت خصيصًا لتلبية احتياجات المستثمرين وتحقيق تطلعاتهم في النمو والتوسع،
وأضاف أن مشروع “إندستريا العاشر” يوفر بيئة أعمال محفزة تساعد المستثمرين على التركيز على أعمالهم وتحقيق أعلى معدلات الإنتاجية، مشيرًا إلى أن الشركة تلتزم بتقديم دعم مستمر لعملائها من خلال حلول ذكية وشبكات مرافق متكاملة وخدمات تشغيل احترافية وفق أعلى المعايير الدولية، بما يضمن نجاح شركائها الصناعيين وتحقيق أهدافهم الاستثمارية في السوق المصري والأسواق التصديرية.
من جانبه، أعرب حسن جلوكايا عن فخره بالشراكة مع السويدي للتنمية الصناعية واختيار مصر كموقع استراتيجي للاستثمار، مشيرًا إلى أن المصنع الجديد سيوفر 2500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، باستثمارات تقدر بنحو 100 مليون دولار أمريكي، مع بدء التشغيل بنهاية عام 2026، بما يسهم في دعم الاقتصاد المصري وزيادة الصادرات إلى الأسواق الأوروبية والأفريقية.
ووجه الدكتور عبد العزيز الشريف، رئيس جهاز التمثيل التجارى المصرى، التهنئة إلى المهندس أحمد السويدى وشركة السويدي للتنمية الصناعية وشركة بونى التركية على بدء استثماراتهم الجديدة في مصر موضحاً الدور الهام لمكتب التمثيل التجارى المصرى في إسطنبول في إتمام توقيع هذا الاتفاق من خلال الاتصالات المستمرة بين المكتب وشركة بونى، وتوفير سبل الدعم والمعلومات اللازمة حول أنظمة الاستثمار المختلفة في مصر والتشريعات والقوانين والحوافز المختلفة لمساعدتها في اتخاذ قرار الاستثمار في مصر.
كما أنه وفي اطار التنسيق المستمر بين شركة السويدي للتنمية الصناعية والتمثيل التجاري فقد تم استكمال المراحل الأخيرة من الاتفاق خلال فعاليات البعثة الترويجية التي قامت بها شركة السويدي إلى اسطنبول برئاسة المهندس احمد السويدي خلال يونيو الماضي بالتنسيق مع المكتب التجاري في اسطنبول.
وقال حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، إن الحكومة المصرية تبذل قصارى جهدها لتلبية الطلب المتنامي على الاستثمار في مصر، خاصةً في قطاع المنسوجات والملابس الجاهزة، وهو أحد أهم القطاعات التي تستهدف الحكومة تعزيز معدلات نموه لمساهمته الكبيرة في تشغيل العمالة، مشيراً إلى تنسيق الجهود مع المطورين الصناعيين لتجهيز وترفيق العديد من المناطق الصناعية في العاشر من رمضان والسادات والسويس والمنيا، بما يُلبي الاحتياجات التصنيعية المتزايدة للاستثمارات المُتدفقة في قطاع المنسوجات والملابس الجاهزة.
وأكد الرئيس التنفيذي للهيئة على استمرار الشراكة المُمتدة مع مؤسسات القطاع الخاص، ومن ضمنها مجموعة السويدي، للترويج للأنشطة الاستثمارية في مصر، ما يخلق سياسات متطابقة مع احتياجات المستثمرين، وإضافة مئات الفرص على خريطة مصر الاستثمارية.
اقرأ أيضاً«التعليم» توقع مذكرة تفاهم مع «السويدي إلكتريك» لتعزيز فرص العمل للشباب
وزير البترول يبحث مع السويدي إليكتريك تعزيز التعاون المشترك