عاجل. بأمر تنفيذي من ترامب.. واشنطن تصنف الحوثيين "جماعة إرهابية"
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، يوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة صنفت الحوثيين في اليمن كـ "منظمة إرهابية أجنبية" بشكل رسمي، وذلك بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذياً بهذا الشأن في 22 يناير/كانون الثاني الماضي.
وأشارروبيو في بيان إلى أن "الخارجية الأمريكية تنفذ أحد الوعود الأولى التي قطعها ترامب على نفسه"، معبرًا عن "سعادته" لتصنيف جماعة "أنصار الله" كـ"منظمة إرهابية أجنبية".
وكان ترامب قد وقّع في 22 يناير/كانون الثاني الماضي أمرًا تنفيذيًا يقضي بتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، معللًا قراره بأن أنشطة الحوثيين تهدد سلامة المدنيين والعسكريين في الشرق الأوسط، فضلاً عن زعزعة استقرار شركاء واشنطن الإقليميين والتأثير على حركة التجارة البحرية العالمية.
ولفت البيان، إلى أن الجماعة المسلحة أطلقت أكثر من 300 مقذوف علىإسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن هجماتها المتكررة علىالشحن الدولي ساهمت في تفاقم التضخم العالمي.
Relatedشاهد: مظاهرة مسلحة في صنعاء تنديدا بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابيةواشنطن تعيد إدراج جماعة أنصار الله الحوثيين على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية"وأكد ترامب حينها، أن السياسة الأمريكية الجديدة تهدف إلى التعاون مع الشركاء الإقليميين لتقويض قدرات الحوثيين وحرمانهم من الموارد التي تدعم هجماتهم.
ما الفرق بين اللائحتين؟وبعد توليه منصبه، قام الرئيس السابق جو بايدن بنزع التصنيف عن الجماعة التي فتحت جبهة على تل أبيب طوال حربها على غزة، ثم أعاد العام الماضي إدراجهم على قائمة "الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص"، وهي لائحة أقل تشددًا من لائحة "المنظمات الإرهابية الأجنبية".
إذ تسمح لائحة بايدن بإدخال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، على اعتبار أن واشنطن "تعترف بالوضع الإنساني الخطير في صنعاء"، حسب تعبير وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن.
في المقابل، يترافق إدراج الحوثيين على "اللائحة الأجنبية" الخاصة بترامب مع فرض العقوبات على أي شخص يقدم "دعمًا ماديًا" للجماعة، ما يعني قيودًا أكثر صرامة.
وعن ذلك، علّق ترامب بالقول إن تراخي بايدن السابق مع الجماعة اليمنية دفعها إلى إطلاق النار على سفن حربية أمريكية عدة مرات، واستهداف السفن التجارية أكثر من 100 مرة، وهجومهم على البنية التحتية المدنية في الدول الشريكة.
وكانت الجماعة قد أعلنت اليوم عن استعدادها "لاستئناف عملياتها في مواجهة الخروق الصهيونية"، وذلك انطلاقًا من "موقف اليمن الثابت في دعم فلسطين ومقاومتها، بالإضافة إلى دعم القوات المسلحة اليمنية".
وفي بيان رسمي، قال المكتب السياسي للحوثيين إن "إمعان العدو الإسرائيلي في اختراق وقف إطلاق النار وإغلاق معابر قطاع غزة أمام المساعدات يشكل تصعيدًا خطيرًا" وفق تعبيره.
وأشار البيان إلى استعداد الجماعة لاستئناف عملياتها العسكرية "في مواجهة الخروق الصهيونية"، وقالت إن هذا يستند إلى ما سمته "موقف اليمن الثابت في دعم فلسطين ومقاومتها، بالإضافة إلى تأكيدها دعم القوات المسلحة اليمنية".
وأضاف البيان، أن "الشعب الفلسطيني له الحق في مقاومة الاحتلال وفي رفض كافة جرائم الحرب المرتكبة بدعم من الإدارة الأمريكية" حسب قوله.
ودعا المكتب السياسي للحوثيين القمة العربية الطارئة إلى اتخاذ موقف حازم تجاه جرائم الحرب الإسرائيلية" وإلى ضرورة اتخاذ "خطوات عملية لإنقاذ المدنيين وكسر الحصار المفروض على غزة" حسب تعبيره.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية زيلينسكي: المشادة الكلامية التي حصلت مع ترامب مؤسفة ونحن جاهزون للتعاون تحت قيادته القوية اختفاء مقاتلة فلبينية وطياريها خلال مهمة عسكرية ضد مسلحين شيوعيين كيف تساعد المعادن الأوكرانية في تقليل اعتماد أمريكا على الصين؟ غزةتهديد إرهابيجو بايدنواشنطندونالد ترامبالحوثيونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي جامعة الدول العربية أوكرانيا الصين دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي جامعة الدول العربية أوكرانيا الصين غزة تهديد إرهابي جو بايدن واشنطن دونالد ترامب الحوثيون دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي جامعة الدول العربية أوكرانيا الصين بنيامين نتنياهو الحرب في أوكرانيا قطاع غزة القاهرة غزة ألمانيا یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
بين الحشد والتعبئة والانقياد: مدخل إلى سيكولوجيا الجماهير في اليمن
هل تساءلت يوما لماذا يتغير سلوك شخص تعرفه بمجرد انضمامه إلى جماعة أو حزب؟ أو كيف ينجذب عدد كبير من الناس خلف فكرة أو شعار أو حتى قائد يفتقر إلى أبسط مقومات الكفاءة والكاريزما؟
عادة ما يتم تفسير هذا السلوك بعدة أسباب مثل الأيديولوجيا أو الضغوط، لكن ثمة منظور آخر يقدّمه لنا علم سيكولوجيا الجماهير، الذي يستكشف التحولات النفسية العميقة التي تطرأ على الفرد حين يذوب داخل الجماعة، ويتلاشى من فاعل مستقل إلى تابع يتأثر بالعاطفة والاندفاع الجمعي.
في هذا المقال، سنحاول مقاربة الواقع الراهن من منظور علم النفس الاجتماعي، لفهم آليات تأثير الجماعة على الفرد، وكيف يتغير سلوكه تبعا لذلك.
ما معنى “سيكولوجيا الجماهير”؟
يشير مفهوم “سيكولوجيا الجماهير” إلى فرع من علم النفس الاجتماعي، الذي يُعنى بدراسة سلوك الأفراد وتفكيرهم عندما يكونون جزءا من تكتل أو تجمع جماهيري.
ويُعد الطبيب والفيلسوف والمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون، من أبرز رواد هذا الحقل، حيث وضع أسسه النظرية في كتابه الشهير “سيكولوجيا الجماهير” الصادر سنة (1895).
يرى لوبون أنه بمجرد انضمام الفرد للحشد يفقد استقلاله العقلي لصالح “العقل الجمعي”، الذي لا يمثل مجموع الأفراد، بل هو كيان جديد له سماته النفسية وديناميكياته الخاصة، التي تؤثر على سلوك الأفراد.
تخيّل أنك وسط مظاهرة أو في ملعب رياضي أو فعالية دينية، وفجأة تجد نفسك تردّد شعارات لم تكن لتقولها بمفردك، هذا هو جوهر سيكولوجيا الجماهير: حين يذوب الفرد داخل المجموعة ويتراجع تفكيره النقدي لصالح التأثر العاطفي والانفعال الجماعي.
وقد يتساءل البعض: هل يحدث ذلك دوما؟ الجواب ليس نعم أو لا، بل يعتمد على وعي الفرد، وفهمه لطبيعة الجماعة التي ينتمي إليها، إلى جانب مستوى التأطير الذي تمارسه عليه، وكما يقول المثل اليمني: “من ساير القوم أربعين يوما صار منهم”.
كيف يتصرف الفرد داخل الجماعة؟
تؤثر مجموعة من الخصائص النفسية على سلوك الفرد داخل الإطار الجمعي، أبرزها:
1-فقدان الهوية الفردية والشعور بالمسؤولية
يتراجع شعور الفرد بالمسؤولية حين يندمج داخل الحشود، مما يجعله أكثر استعدادا للقيام بتصرفات قد لا يفعلها بمفرده. تُعرف هذه الحالة في علم النفس بمفهوم “إزالة الفردية” (Deindividuation)، وهو مصطلح استخدمه عالم النفس فيليب زيمباردو في سياق دراسته الشهيرة “تجربة سجن ستانفورد”، ويُشير إلى لحظة يفقد فيها الإنسان وعيه الذاتي داخل الجماعة، فيصبح أكثر عرضة للسلوك المندفع وغير المنضبط.
تتجلى هذه الظاهرة بوضوح في سلوك عناصر جماعة الحوثي عند نقاط التفتيش أو خلال المداهمات، وكذلك لدى أفراد “المجلس الانتقالي”، إذ يُلاحظ تراجع الإحساس بالمسؤولية الفردية، لصالح طاعة عمياء تُغذيها التعبئة العقائدية والمزاج النفسي المصاحب للحظة.
وعلى النقيض من ذلك، يختلف الوضع في السياق القبلي، حيث يكون الفرد غالبا أكثر وعيا بمسؤوليته، لأن سلوكه يرتبط بمكانة قبيلته، وقد يترتب عليه عقاب وفقا للأعراف القبلية. صحيح أن البعض قد يتهور إذا كان ينتمي إلى قبيلة قوية، إلا أن العنف القبلي في العادة مقنّن، كما أن الإيدولوجيا ليست جزءا من البنية القبلية، بخلاف التنظيمات المسلحة ذات الطابع الإيديولوجي، التي تكرّس داخل الفرد ثقافة الطاعة والانقياد على حساب التفكير والاستقلالية.
2-طغيان اللاعقلانية والعاطفة:
تتأثر الجماهير بشكل كبير بالرسائل العاطفية والمشاعر الغريزية مثل الخوف، الحماس، الغضب، والتعصب، حيث تنتقل هذه المشاعر بين الأفراد كعدوى نفسية، ما يجعل الجماعة عرضة للانفعال السريع والتلقين دون تفكير عقلاني.
ولهذا، يمكن لشعار مثل: “بالروح بالدم نفديك يا يمن” أو “لبيك يا أقصى” أن يحدث تحوّلا سريعا في المزاج الجماعي، من الهدوء إلى الحماسة أو من العقلانية إلى الانفعال، دون أن يتوقف الأفراد للتساؤل عمّا إذا كانت الشعارات تعكس فعلا طبيعة الحدث أو أهدافه، أم أنها تُستخدم كأدوات تعبئة تُخفي وراءها أجندات أخرى.
3-القابلية للتأثر والتقليد:
بحسب عالم الاجتماع الفرنسي غابرييل تارد، فإن التقليد(Imitation) هو المحرك الأساسي في السلوك الاجتماعي، إذ ينتشر الفعل بين الأفراد كما تنتقل العدوى، بفعل التأثر المتبادل والاندماج في الجماعة.
في هذا السياق، حين يدعو عبدالملك الحوثي إلى مظاهرة في ميدان السبعين باسم “نصرة غزة”، رغم تكرارها وعدم جدواها الواقعية في التأثير على الكيان الإسرائيلي، فإن دوافع الاستجابة تتغير مع الزمن، فمن الالتزام الإيديولوجي والتضامن الإنساني إلى التقليد أسوة بالأصدقاء والمحيط أو تحت ضغطهم حتى يتحول الحضور إلى طقس جماعي واجب، بحيث يُعد التخلف عنه بمثابة خذلان أو نوع من الرفض الضمني لموقف الجماعة.
4-التلقائية والاندفاع:
غالبًا ما تفتقر الجماهير إلى التخطيط أو التفكير المسبق، إذ تكون استجابتها آنية، تحكمها اللحظة وتؤججها المشاعر، لا الحسابات العقلانية، مما يجعلها عرضة للاندفاع واتخاذ قرارات سريعة، دون وعي كافٍ بعواقبها أو خلفياتها.
وكمثال تطبيقي على ذلك، يهرب “المجلس الانتقالي”، من فشله في تأمين الحد الأدنى من الخدمات، إلى دعوة أنصاره للتظاهر ضد سلطة هو شريك فيها أساسا، بحيث يتم توجيه مشاعر الغضب والمعاناة ضدها، في قالب تعبوي عاطفي يصوّر الأزمة كجزء من “حرب خدمات” تستهدف الجنوب، ويُقدَّم التظاهر كفعل مقاوم لإفشال المؤامرة. وهكذا، يندفع الناس إلى الشارع بدافع الغضب والحاجة، دون أن يتوقفوا لمساءلة المجلس عن مسؤوليته المباشرة في ما يعيشونه من واقع سيء.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةأنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...