قراءة أمريكية في دوافع إسرائيل لاستهداف المواقع العسكرية في الجنوب السوري مؤخرا
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
سوريا – كشفت “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن استهداف الجيش الإسرائيلي الأخير لمواقع عسكرية في مناطق جديدة جنوب سوريا يهدف إلى منع وقوع الأسلحة الموجودة فيها في أيدي قوات الحكومة السورية.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تعمل على مسارين متوازيين: عسكري وسياسي. فبينما تستمر في الضربات العسكرية، تحاول إقناع القوى العالمية بالإبقاء على الحكومة المركزية في دمشق في حالة ضعف، مما يخدم مصالحها الأمنية.
من جانبه، صرح دانييل شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل خلال فترة إدارة أوباما، بأن “إسرائيل لديها مصلحة مشروعة في ضمان عدم وجود تهديدات يمكن أن تنطلق ضدها من الأراضي السورية”. وأضاف: “لكن لديها أيضًا مصلحة، مثل الولايات المتحدة، في معرفة ما إذا كان يمكن أن يحدث انتقال مستقر للسلطة في سوريا”.
وحذر شابيرو من أن استمرار القوات الإسرائيلية في احتلال الأراضي السورية والتدخل العدواني قد يجعل إسرائيل قضية رئيسية في السياسة الداخلية السورية، مما يعقد المشهد السياسي والأمني في المنطقة.
وفي سياق متصل، أدان الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال خطابه في القمة العربية التي عقدت يوم الثلاثاء الماضي في القاهرة، الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة داخل سوريا. وقال: “منذ احتلال إسرائيل لهضبة الجولان السورية عام 1967، لم تتوقف عن انتهاك حقوق شعبنا”.
المصدر: “وول ستريت جورنال”
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
اجتماع سوري-إسرائيلي سري في باريس برعاية أمريكية لتخفيف التوتر جنوب سوريا
أعلن السفير الأمريكي لدى أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، عن عقد اجتماع غير مسبوق في باريس جمعه بمسؤولين سوريين وإسرائيليين، مساء الخميس، بهدف تخفيف حدة التوترات بين الجانبين.
وقال باراك في بيان نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "التقيت بمسؤولين سوريين وإسرائيليين في باريس هذا المساء... كان هدفنا تخفيف التوترات، وقد نجحنا في ذلك".
المبعوث الأمريكي توم باراك: يجب محاسبة الحكومة السورية
توم باراك: اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل لم ينجح
وأضاف أن جميع الأطراف التي شاركت في اللقاء أكدت التزامها بمواصلة هذا المسار الحواري، رغم حساسية الظروف وتعقيد الملفات العالقة، مشيرًا إلى أن اللقاء شهد أجواءً إيجابية تعكس رغبة مشتركة في تجنب التصعيد.
ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي الأمريكي في وقت تشهد فيه محافظة السويداء، جنوب سوريا، حالة من التدهور الأمني الحاد، في ظل اشتباكات دموية اندلعت منذ 12 يوليو الجاري بين مجموعات من العشائر البدوية ومقاتلين من الطائفة الدرزية، بمشاركة عناصر من قوات الأمن السورية.
وأسفرت هذه المواجهات عن مقتل ما لا يقل عن 814 شخصاً، بينهم نساء وأطفال وأفراد من الكوادر الطبية والإعلامية، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 900 شخص، وفقاً لما وثقته الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وفي ظل هذا التصعيد، نفذت إسرائيل عدة غارات جوية جنوب سوريا وفي العاصمة دمشق، زاعمة أن تدخلها العسكري يأتي لحماية أبناء الطائفة الدرزية، وهو ما اعتبره مراقبون سبباً إضافياً لتفاقم التوتر وتعقيد المشهد الإقليمي.
ورغم إعلان الحكومة السورية عن عدة مبادرات لوقف إطلاق النار وتوقيع اتفاقات تهدئة، إلا أن العنف ما يزال مستمراً في بعض المناطق، مع استمرار الاشتباكات المتقطعة ووجود حالة من الانفلات الأمني، الأمر الذي دفع المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، إلى تكثيف جهود الوساطة بين مختلف الأطراف.
ويرى محللون أن الاجتماع في باريس قد يمثل بداية لمسار دبلوماسي جديد يربط بين الأوضاع الميدانية في الجنوب السوري وتوازنات إقليمية أوسع تشمل إسرائيل، مع احتمال فتح قنوات غير معلنة للتنسيق الأمني أو تهدئة النزاعات الحدودية، وسط مخاوف من تحول التصعيد في السويداء إلى صراع إقليمي مفتوح.