بعض الجرائم تُكشف خيوطها سريعًا، وبعضها يظل معلقًا لسنوات، لكن الأخطر هو تلك الجرائم التي وقعت أمام الجميع، ولم تترك وراءها أي دليل يقود إلى الجاني.

سرقات جريئة، اغتيالات غامضة، جرائم نفذت بإحكام، ومع ذلك، بقيت بلا حل رغم التحقيقات والاتهامات. كيف تختفي لوحة فنية لا تُقدر بثمن دون أن يراها أحد؟ كيف يُقتل عالم بارز وسط إجراءات أمنية مشددة دون أن يُعرف الفاعل؟ ولماذا تظل بعض القضايا غارقة في الغموض رغم مرور العقود؟
في هذه السلسلة، نعيد فتح الملفات الأكثر إثارة للجدل، ونسلط الضوء على القضايا التي هزت العالم لكنها بقيت بلا أدلة.

. وبلا إجابات!

الحلقة السابعة

كان اسمه علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية، مخرجًا من طراز فريد، اشتهر بأعماله التي لا تزال محفورة في ذاكرة الأجيال. لكنه لم يتخيل يومًا أن حياته ستنتهي كما لو كانت مشهدًا سينمائيًا غامضًا في أحد أفلامه، مشهد لم يكتمل، وبقيت أسراره حبيسة الظلام.

ولد نيازي مصطفى في 11 نوفمبر 1910 بمحافظة أسيوط، لأب سوداني وأم تركية. عشق السينما منذ صغره، ودرس فنونها حتى أصبح من رواد الإخراج في مصر، مقدمًا أعمالًا خالدة مثل "رُد قلبي" و"سُلطان" و"عنتر بن شداد".

تزوج مرتين، الأولى من الممثلة كوكا، التي اشتهرت بأدوار البدوية، لكنها لم تستطع الإنجاب، فتزوج لاحقًا من الراقصة نعمت مختار.

في صباح يوم 19 أكتوبر 1986، كان نيازي مصطفى يستعد لتصوير المشهد الأخير من فيلمه "القرادتي"، لكنه لم يصل إلى موقع التصوير.

كانت الشقة هادئة على غير العادة، وحين دخل طباخه وجد المشهد الأكثر رعبًا: نيازي مصطفى جثة هامدة في غرفة نومه، مكبل اليدين من الخلف بكرافتة، وكمم فمه بقطعة قماش، بينما شرايين يده مقطوعة بشفرة حادة، في تنفيذ احترافي يشبه سيناريو أفلام الجريمة.

بدأت التحقيقات، وتوسعت دائرة البحث بين خلافاته العائلية والفنية وحتى السياسية، لكن كل الخيوط انتهت إلى طريق مسدود.
لم يُعثر على بصمات، ولم تكن هناك أي علامات اقتحام.

جريمة مدبرة بإتقان، لكنها ظلت بلا دليل قاطع، ومع مرور الأيام، أغلقت القضية دون تحديد الجاني، لتُضاف جريمة جديدة إلى قائمة "ضد مجهول".

39 عامًا مرت، وبقيت الجريمة لغزًا معقدًا لم يُحل، وسرًا دفن مع شيخ المخرجين، كأنما كان هو نفسه بطلًا لآخر أفلامه، لكن هذه المرة.. بلا نهاية.







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: ضد مجهول نيازى مصطفى

إقرأ أيضاً:

صورة العيد: مشهد طفولي يُجسّد براءة وفرحة الأضحى

خاص

تداول مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لافتة ومعبّرة التُقطت في أحد أحياء المملكة، توثّق لحظة بريئة من صباح عيد الأضحى، حيث ظهرت مجموعة من الفتيات الصغيرات بملابس العيد الزاهية وهنّ يقفن حول سيارة “وانيت” تقل أضاحي العيد في صندوقها الخلفي.

والتُقطت الصورة بعفوية تامة، وجسّدت روح العيد ومشاعر الطفولة الصادقة تجاه هذه الشعيرة الدينية، حيث بدت الفتيات وهن يُحدقن في الأضاحي بنظرات بريئة ملؤها الفضول والدهشة، في مشهد يُلامس الوجدان ويختزل الكثير من القيم الأصيلة.

وقد لقيت الصورة تفاعلاً واسعاً بين المغردين، الذين وصفوها بأنها “أجمل لقطات العيد لعام 1446هـ”، مشيرين إلى ما تحمله من دلالات عميقة تمزج بين تراث المجتمع، وبساطة الحياة، وفرحة الطفولة.

وأكد البعض أن مثل هذه الصور البسيطة تُحاكي الذاكرة الشعبية، وتُعيد للأذهان ذكريات العيد كما عاشها الأجداد.

وتتزامن هذه الصورة مع أجواء العيد التي تعم مختلف مدن وقرى المملكة، حيث تبرز مشاهد الأضاحي وتبادل التهاني ولباس العيد كجزء من الموروث الثقافي والاجتماعي الذي يتجدد مع كل عيد، في لوحة إنسانية تتوارثها الأجيال.

مقالات مشابهة

  • فابريزيو رومانو: “فرصة جمع ميسي ورونالدو في فريق واحد هذا الصيف كانت قائمة.. لكنها انتهت”
  • مشهد يحبس الأنفاس لأسد يقترب من رجل نائم ويغادر بهدوء .. فيديو
  • منال سلامة لـ "الفجر الفني": الشهرة لا تسلب إنسانيتك.. لكنها تسلبك حريتك!
  • «طبيبة طوارئ» أمريكية تدحض مزاعم الاحتلال: لا أدلة على استخدام «حماس» للمستشفيات مقار لها ولا أنفاق أسفل هذه المنشآت
  • بعد مقتل 4 جنود إسرائيليين.. مصطفى بكري: الشعب الفلسطيني لن يركع و المقاومة لن تنتهي
  • مشهد إنساني مؤثر لحاجة من شرق آسيا ورضيعها يلامس قلوب الملايين .. فيديو
  • صورة العيد: مشهد طفولي يُجسّد براءة وفرحة الأضحى
  • وفاة مؤثرة اشتهرت بتذوق مستحضرات التجميل بمرض غامض
  • النوبة القلبية التي تقتلك بصمت: 9 إشارات خادعة تظنها "تعبًا عادياً"... لكنها قاتلة
  • تحقيق لـCNN: أدلة ميدانية تكشف تورط الجيش الإسرائيلي في إطلاق النار قرب موقع توزيع المساعدات برفح