جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-11@21:57:36 GMT

 معالي الوزير

تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT

 معالي الوزير

 

 

جابر حسين العُماني **

jaber.alomani14@gmail.com

 

 

لا توجد دولة في العالم إلا ولديها وزراء يعملون لخدمة مصالحها ومصالح مواطنيها، وهو عمل واجب لا مجال فيه للتراخي أو التكاسل أو التخاذل، ولتحقيق ازدهار الأوطان لا بد من اختيار الوزراء الناجحين، القادرين على إيجاد التوازن بين العمل الحكومي وخدمة المواطنين، في شتى الظروف الاجتماعية، والسعي الدائم لتلبية مطالب الناس، واتخاذ القرارات الحكيمة والصائبة والرشيدة المدعومة بالرؤية المستقبلية الثاقبة بما يسهم في بناء الوطن وخدمة أفراد المجتمع.

ولا تقتصر مهام الوزير على تحقيق الأهداف الحكومية المطلوبة فحسب؛ بل ينبغي العمل الجاد على تطوير وتحسين الحياة الاجتماعية والأسرية للمواطنين، ووضع مصلحة الوطن والمواطن في عين الاعتبار، ولتحقيق ذلك النجاح، لا بد أن تتوفر في الوزير صفات معينة لبناء وطن خال من المنغصات والمعكرات، ومن أهم تلك الصفات التي ينبغي أن تتوفر في الوزير الناجح ما يلي:

أولًا: تقوى الله؛ وهي من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها، لأنها تجعله يراقب الله في كل شيء بإخلاص وتفانٍ، قال تعالى: {فَاتَّقُوا اَلنّٰارَ اَلَّتِي وَقُودُهَا اَلنّٰاسُ وَاَلْحِجٰارَةُ} [البقرة: 24]. ثانيًا: القيادة الحكيمة، وهي أن يتمتع الوزير بقدرات كافية ومناسبة، وأن يكون قدوة صالحة لمن يرأسهم، قادرًا على إعدادهم وتشجيعهم على التفاني والإخلاص، والحفاظ على الأمانة، وتكريس الجهود، والعمل بروح الفريق الواحد، الذي يستطيع من خلاله خلق الكثير من التغيرات الإيجابية في بيئة العمل، بل ويلعب دورا أساسيا للوصول إلى نجاح وازدهار البلاد والعباد. قال تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]. ثالثًا: أن يكون مستمعًا متمكنًا ومبتسمًا لبقًا، قريبًا من الناس، ملبيًا احتياجاتهم، مستأنسًا باقتراحاتهم وأفكارهم وآرائهم، متطلعًا لمستقبلهم، فاتحًا لهم قلبه ومكتبه وجوارحه. قال الإمام علي بن أبي طالب: (مَنْ أَحْسَنَ اَلاِسْتِمَاعَ تَعَجَّلَ اَلاِنْتِفَاعَ). رابعًا: أن يكون قادرًا على إدارة وحل الأزمات والمشكلات المجتمعية، فلا يصح لمن حصل على منصب الوزير أن يكون فاشلًا أو متكاسلًا أو متخاذلًا في إدارة الأزمات، بل يجب أن تكون له القدرة الكافية على اتخاذ قرارات صحيحة ومدروسة بشكل منطقي وحيادي، مبنية على الحقائق والوقائع الواضحة التي تصب في مصلحة الجميع. خامسًا: أن يكون من أهل الخبرة في الإدارة، لضمان تحقيق الأهداف الوطنية المنشودة وتفادي الوقوع في الأخطاء والخسائر التي قد تضر بالمصلحة العامة للوطن والمواطنين. سادسًا: أن يتحلى بالنزاهة والشفافية ليكون بذلك قدوة حسنة في الحفاظ على الأمانة والاستقامة، محاربًا للفساد بيد من حديد، ساعيًا لتعزيز الثقة بين الحكومة وأفراد المجتمع. سابعًا: أن يكون عادلًا وشجاعًا في قول الحق، وأن يساعد الحاكم على تحقيق العدل وليس على تثبيت السلطة فقط. قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: (أَلاَ وَإِنَّ مَنْ لاَ يَنْفَعُهُ اَلْحَقُّ يَضُرُّهُ اَلْبَاطِلُ).

وعندما تتوفر هذه الصفات والمعايير في الوزير ستكون قيادته قيادة ناجحة، قادرة على تحقيق التغيير الإيجابي والملموس في وزارته ومحل عمله، بما يخدم الوطن والمواطنين، ويسهم في بناء دولة مباركة وقوية، تطبق العدل والإنصاف على الجميع.

وفي حال عدم توافر تلك الصفات والمعايير، من المتوقع أن يُلحق الوزير ضررًا بالغًا بالمصلحة العامة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومن أبرز تلك الأضرار، إهدار الموارد المالية والبشرية، وتأخير التنمية المستدامة، وعدم تحسين معيشة الناس، وضعف تنفيذ السياسات والخطط الحكومية المنشودة والمرجوة، كما يؤثر على الخدمات العامة التي ينبغي أن تقدم للمواطنين، مما يؤثر ذلك سلبًا على سمعة ومكانة البلاد والعباد.

ختامًا.. إنَّ منصب الوزير- أيًّا كانت درجته ومكانته الاجتماعية في المجتمع- يُعد تكليفًا لا تشريفًا، وعلى من يحظى بهذا المنصب أن يدرك جيدًا دوره في خدمة الشعب وإدارة شؤونه وشؤون الدولة، وأن يكون عند حسن ظن من أوصله لهذا المنصب، مراعيًا بذلك رضا الله تعالى والناس أجمعين.

** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السيد الخامنئي: لا ينبغي للدول الإسلامية نسيان القضية الفلسطينية

يمانيون../ أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي، على ضرورة أن لا تسمح الدول الإسلامية بنسيان القضية الفلسطينية، مشددًا على أن العالم بأسره يجب أن يقف ضد جرائم الكيان الصهيوني وداعميه في غزة وفلسطين.

وقال السيد الخامنئي لدى استقباله جمعاً من العمّال اليوم السبت، أن الدعم الأميركي للكيان الصهيوني ليس مجرد ادعاء سياسي، بل هو دعم حقيقي وواقعي.
وأضاف أنّ “السياسات الخبيثة التي تُمارس اليوم ضد الشعوب في مختلف أنحاء العالم تهدف بشكل متعمد إلى نسيان قضية فلسطين”، لافتاً إلى أنّه ينبغي “ألا تسمح الشعوب المسلمة بذلك، إذ تُستخدم الشائعات لصرف الأذهان عن جوهر القضية الفلسطينية”.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو باقي المناطق الفلسطينية، لا يواجه الكيان الصهيوني فحسب، بل يواجه أيضًا الولايات المتحدة وبريطانيا.

كما شدّد، على أنّ فلسطين ستحقق النصر على العدو الصهيوني ، وقال “الحدث سيتحقق حتماً”.

وبشأن الوضع في سوريا، لفت السيد الخامنئي إلى أنّهم “يفعلون بعض الأمور في سوريا ولديهم تحركات هناك وفي أماكن أخرى، لكنها ليست علامة قوة، بل دليل على الضعف، وسيُفضي إلى مزيد من الضعف”.

مقالات مشابهة

  • كامل الوزير يعاقب 11 موظفا ويرقي المُبلغ.. إجراءات صارمة بعد كشف مخالفات في السكة الحديد
  • السيد الخامنئي: لا ينبغي للدول الإسلامية نسيان القضية الفلسطينية
  • مواطنون: الدوام المرن تجربة ناجحة ينبغي تطبيقها طوال العام
  • ما ينبغي إدراكه في خضم تسريبات الدرسي بليبيا
  • الوزير: مشروع مترو الإسكندرية يشكل نقلة نوعية بمنظومة النقل الجماعي الأخضر
  • شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري: معركة فاصلة مع الوزير مشعل
  • «تحقيق أمنية» تنظم أمسية شعرية خيرية
  • نقابة الصحفيين السودانيين تعرب عن بالغ قلقها إزاء الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة الإعلام
  • هذا ما ينبغي للبابا الجديد فعله أولا
  • «تحقيق أمنية» تنظم أمسية شعرية خيرية لدعم الأطفال المرضى