خلال كلمته بمؤتمر أسبوع سيرا 2025.. رئيس أرامكو السعودية: آن الأوان إلى نموذج عالمي جديد للطاقة
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
أكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر اليوم، ضرورة تغيير التخطيط الحالي لتحوّل الطاقة، وتنفيذ نموذجٍ عالميٍ جديدٍ للطاقة يتيح المجال بشكل متوازن لجميع أنواع الطاقة التقليدية والمتجددة للنمو مع التركيز على تحقيق أهداف المناخ.
وفي كلمة رئيسة ألقاها خلال مؤتمر أسبوع سيرا 2025 الذي استضافته مدينة هيوستن في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، أشار الناصر إلى أن استمرار الخطة الحالية التي أثبتت فشلها وتركز فقط على نمو الطاقة المتجددة والبديلة وتنظر سلبًا وبطريقة تشريعية غير عادلة للطاقة التقليدية سيتطلب من العالم أن يستثمر مبلغًا إضافيًا سنويًا يتراوح بين 6 إلى 8 تريليونات دولار أمريكي، محذّرًا من أن الاستمرار في الخطة الحالية وعدم تغييرها من شأنه أن يشكّل مسارًا سريعًا نحو مستقبل مظلم.
وبشأن التخطيط الحالي للتحوّل، قال المهندس الناصر: “إن أكبر وهم يتعلق بالتحوّل هو أنه يمكن الاستغناء عن الطاقة التقليدية، بين عشية وضحاها؛ وذلك لأنها لا تزال توفر أكثر من 80% من الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية، ونحو 90% في الصين، وحتى في الاتحاد الأوروبي تزيد على 70%, ولا تحل المصادر الجديدة للطاقة محل المصادر التقليدية, بل تضيف لها وتتكامل معها ولا تستبدلها، كما أن المصادر الجديدة للطاقة لا تستطيع حتى تلبية مقدار النمو في الطلب، في حين أن المصادر التقليدية التي أثبتت جدواها عبر السنين يتم تشويهها والتخلص منها بطرق غير عقلانية, وذلك، بلا شك، طريق سريعة تقود إلى الدستوبيا وهي المستقبل القاتم المليء بالمعاناة”.
اقرأ أيضاًالمملكةوزير الخارجية يتلقي نظيره الإيراني
وفيما يتعلق بالحاجة إلى نموذج عالمي جديد للطاقة، أضاف الناصر: “هناك ضرورة قصوى للاتفاق على نموذج عالمي جديد يقوم على 3 ركائز: الركيزة الأولى، أن تؤدي كافة المصادر دورًا متسارعًا في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة بطريقة متوازنة ومتكاملة, ولا شك أن ذلك يشمل مصادر الطاقة الجديدة والبديلة التي ستكمل دور الطاقة التقليدية، ولن تحل محلها بأيّ شكل من الأشكال, لذلك فإننا بحاجة إلى استثمارات في جميع المصادر، ولإتاحة المزيد من هذه الاستثمارات على مستوى العالم، نحتاج إلى تخفيف القيود التنظيمية على نطاق واسع وتقديم حوافز أكبر للمؤسسات المالية لتوفير تمويل غير متحيّز لاستثمارات الطاقة التقليدية, الركيزة الثانية هي أن يراعي النموذج بشكل حقيقي خدمة احتياجات الدول المتقدمة والنامية على حدٍّ سواء، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتقنية, والركيزة الثالثة، وهي مهمة جدًا، ينبغي أن يتم التركيز على تقديم نتائج حقيقية على أرض الواقع”.
وبالنسبة إلى أهمية خفض الانبعاثات، قال الناصر: “لا بد من الوضوح التام, وهذا لا يعني التراجع عن طموحاتنا المناخية العالمية, ينبغي أن يظل خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في أعلى سلّم الأولويات الممكنة, وهذا يعني إعطاء الأولوية للتقنيات التي تعمل على تعزيز كفاءة الطاقة، ومواصلة خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من الطاقة التقليدية، ويبدو من الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيكون عامل تمكين قادر على تحقيق نقلة نوعية, ولكن مستقبل الطاقة لا يقتصر على الاستدامة فحسب، بل ينبغي أن يأتي موضوع أمن الطاقة وموضوع إتاحة الطاقة للمستهلكين بتكاليف معقولة في الصدارة، لتعمل مصادر الطاقة في تناغم وانسجام بصورة جماعية، بما يحقق نتائج فعلية”.
ويُعد مؤتمر “أسبوع سيرا” فعالية سنوية تجمع قادة قطاع الطاقة والمسؤولين الحكوميين ومسؤولي السياسة العامة والرؤساء التنفيذيين من جميع أنحاء العالم بهدف تبادل الرؤى والأفكار والحلول المبتكرة لتحديات مثل أمن الطاقة والإمدادات والمناخ والتقنية والاستدامة, ويشارك في فعاليات “أسبوع سيرا” أكثر من 10 آلاف مشارك من أكثر من 2050 شركة و80 دولة، ويشارك فيها أكثر من 1400 متحدث خبير, ويركز عنوان الحدث هذا العام على “المضي قدمًا: إستراتيجيات الطاقة لعالم معقد”.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الطاقة التقلیدیة أسبوع سیرا من الطاقة أکثر من
إقرأ أيضاً:
تعاون بين "فالي" و"أوكيو للطاقة البديلة" لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة
مسقط- الرؤية
وقّعت شركة فالي في عُمان اتفاقية إطارية مع شركة أوكيو للطاقة البديلة، وذلك خلال مشاركتها في أسبوع عُمان للاستدامة، بهدف تطوير مشاريع طاقة متجددة لتغذية مصنعها لتكوير خام الحديد في ميناء وصحار. وستساهم هذه الخطوة في دعم خطة الشركة لتلبية احتياجاتها التشغيلية المستقبلية من مصادر مستدامة، وخدمة المجمع الصناعي الأخضر المزمع تطويره في منطقة الدقم.
وتُمهّد الاتفاقية لمرحلة جديدة من التعاون بين الطرفين عبر تحديد إطار مشترك لتطوير المشاريع المستقبلية، يشمل مجالات توفير الطاقة، وتخصيص الأراضي، والتخطيط طويل الأمد، بهدف تعزيز إدماج الطاقة المتجددة ضمن عمليات فالي التشغيلية في السلطنة.
وقال صالح المصلحي الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمشاريع الحديد الأخضر بشركة فالي: "تأتي هذه الاتفاقية ضمن خطوات تنفيذية واضحة في إطار التزام فالي بتحقيق التحوّل نحو تشغيل صناعي منخفض الانبعاثات، من خلال بناء شراكات استراتيجية قادرة على تلبية متطلبات الطاقة المستدامة على المدى البعيد، ويمثل التعاون مع أوكيو للطاقة البديلة خطوة محورية في هذا المسار، عبر العمل المشترك على تحديد حجم الطلب، وتهيئة البنية الأساسية، ووضع نماذج إمداد طويلة الأجل، ما يسهم في دعم الانتقال التدريجي لمصنعنا لتكوير خام الحديد للطاقة المتجددة، ووضع الاسس لمرحلة التطوير القادمة في الدقم بما يواكب مستهدفات النمو الصناعي المستدام في السلطنة".
وأوضحت نجلاء بنت زهير الجمالية الرئيس التنفيذي لأوكيو للطاقة البديلة: "تأتي هذه الاتفاقية ضمن جهود أوكيو للطاقة البديلة لتمكين القطاع الصناعي من الوصول إلى مصادر طاقة متجددة، ضمن نهج وطني واضح يهدف إلى خفض الانبعاثات وتعزيز الاستدامة التشغيلية، وتمثل هذه الخطوة جزءًا من توجه أوسع لتطوير حلول متكاملة تدعم متطلبات الطاقة المستقبلية، بما ينسجم مع أولويات سلطنة عُمان في بناء قطاع صناعي منخفض الانبعاثات يسهم في تحقيق مستهدفات النمو والتنويع الاقتصادي."
وتسعى فالي إلى الإسهام في خفض الانبعاثات في قطاع التعدين، ودعم التوجّه العالمي نحو إنتاج الحديد منخفض الكربون، انطلاقًا من إيمانها بدور تحوّل الطاقة في بناء قطاع صناعي أكثر كفاءة واستدامة.
وفي هذا الإطار، تعتمد الشركة نهجًا واضحًا يرتكز على تبني تقنيات النظيفة، وتحسين الكفاءة، وتطبيق أنظمة متقدمة لإدارة الانبعاثات، إذ يُترجم هذا النهج في سلطنة عُمان من خلال خطة لتحويل مصنع التكوير في شمال الباطنة إلى الاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، بما يتماشى مع الأولويات الوطنية في البلاد إلى جانب تطوير مجمّع صناعي متكامل في الدقم لإنتاج مواد عالية الجودة تُستخدم في صناعة الحديد منخفض الكربون، للتصدير الى الأسواق المحلية والعالمية.