شاركت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، رانيا المشاط، مساء اليوم الثلاثاء، في اجتماع اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، برئاسة النائب محمد سليمان، لمناقشة قرار رئيس الجمهورية رقم 70 لعام 2025 المتعلق بتوسيع نطاق عمليات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في أفريقيا جنوب الصحراء والعراق، حيث وافقت اللجنة على القرار.

أكدت المشاط خلال الاجتماع الشراكة الممتدة بين مصر والبنك الأوروبي، التي بدأت منذ تأسيسه عام 1991. وأشارت إلى أن مصر، التي أصبحت دولة عمليات كاملة في 2015، تُعد أكبر دولة عمليات للبنك في منطقة جنوب وشرق المتوسط، حيث استثمر البنك 13.8 مليار يورو في 194 مشروعًا، 86% منها موجهة للقطاع الخاص.

رانيا المشاط: نجاح مصر في استكمال المراجعة الرابعة مع صندوق النقد الدولي يعزز الثقة في الاقتصادرانيا المشاط: الحكومة تواصل تنفيذ إصلاحات هيكلية لتعزيز دور القطاع الخاصرانيا المشاط: انخفاض التضخم واستقرار الاقتصاد الكلي يعززان جاذبية الاستثماررانيا المشاط تؤكد نجاح مصر في تنفيذ برنامج صندوق النقد الدولي

كما استعرضت الوزيرة إطار الشراكة الاستراتيجية القطرية للفترة 2022/2027، الذي يستهدف تحقيق نمو اقتصادي شامل، تسريع التحول الأخضر، وتحفيز التنافسية الاقتصادية.

 وأكدت أهمية توسع البنك في أفريقيا جنوب الصحراء لتعزيز دوره بالقارة، مشيرة إلى أن هذا التوسع يتماشى مع توجه مصر لتعزيز الشراكات الاقتصادية داخل القارة ودعم التعاون الثلاثي.

وأضافت أن قرار البنك يعكس دوره في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتقليل تكلفة التمويل، مشددة على أهمية التعاون بين مصر ودول القارة لتحقيق الاستفادة المشتركة من الموارد الاقتصادية والبشرية الهائلة في أفريقيا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجلس النواب التنمية الاقتصادية وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية النائب محمد سليمان عمليات البنك الأوروبي المزيد فی أفریقیا

إقرأ أيضاً:

عنصر المفاجأة.. درس كبير للخليج

 

 

د. عبدالله باحجاج

عندما كنت أبحث وأُمعن التفكير في النجاح المطلق للساعات الأولى للعدوان الصهيوني على إيران، ومن ثم تفوُّق الصهاينة جوًا عبر استفرادهم بالأجواء الإيرانية دون أي مقاومة أرضية، تساءلتُ: كيف لو لم تُخترق إيران من الداخل وتُدمَّر معظم دفاعاتها الجوية، ويُغتال قادتها العسكريون والأمنيون البارزون، وكذلك علماؤها المعروفون في مجال الذرة؟ لأننا شهدنا بعد ذلك وحتى الآن نجاح الضربات الصاروخية والطائرات المُسيَّرة الإيرانية الموجعة على الكيان الغاصب التي تزلزل الوجود الديموغرافي المحتل، وتُبدد مستقبل عيشهم الآمن، فكيف لو لم تُشَلّ تلكم القدرات والإمكانيات الإيرانية في الساعات الأولى للعدوان؟ وهل كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتجرأ على ضرب منشآتها النووية، ويطلع للصحفيين معلنًا تدميرها كاملًا، حسب زعمه.

لم يعد التساؤل هنا كيف شُلَّت؟ فالإجابة قد أصبحت معروفة، وينبغي أن تشغل الآن كل دولة خليجية، وأي مرور لها، فلن ينُم عن وجود إيمان بالتخطيط المُسبق للأزمات، والاستفادة منها، وهي الآن- أي الأزمات- قد أصبحت من الوزن الوجودي، فلا تغتر دولنا الخليجية بعلاقاتها وشراكاتها مع الغرب وواشنطن خصوصًا، ولا بعضها بالكيان الصهيوني؛ فهي علاقات قائمة على عدم التوازن في القوة، وهناك أجندات صهيونية ستفرض على المنطقة بعد الحرب على إيران، ولن استبعد اختراقاتها الخليجية- البنيوية- مثلما فعلت ونجحت في إيران، ومن خلالها تمكنت من إحداث عنصر المفاجأة في عدوانها على طهران.

عنصر المفاجأة قد تم تحقيقه من خلال حرب سريّة داخلية على إيران تم التحضير لها منذ عدة سنوات؛ لضمان تحقيق النصر النهائي منذ ساعات العدوان الأولى، أي في يوم واحد فقط، عبر شن هجوم واسع على ما سُمِّي "بنك أهداف إيرانية" تشمل حتى قيادتها السياسية العُليا، لكنه لم ينجح في تحقيق كل أهدافه في هذه الساعات، مما نعتبره فشلًا رغم نجاح الاختراقات الصهيونية للشأن الإيراني الداخلي، ورغم نجاح الساعات الأولى للعدوان في تحقيق مكاسب تحتية وفوقية عديدة؛ حيث لم تنجح في تدمير كامل القدرات النووية والباليستية وإضعاف إيران، فظلَّت طهران قوية، ولم يتوقعها قادة الصهاينة باعترافات المجرم بن غفير وزير ما يُسمى بالأمن القومي الإسرائيلي، بعد ما انفجر فيه الصهاينة غضبًا من قوة الرد الإيراني المؤلمة، قائلًا لهم إنهم لم يدركوا حجم قوة الصواريخ الباليستية الإيرانية، وهذا يُفسِّر لنا الحتمية الأمريكية لتدخلها العدواني، وظلت قوية حتى بعد تدخل الأمريكي في قصف المنشآت الإيرانية أمس، وإعلان ترامب تدميرها كاملًا.

هُنا نستوقف الوعي الخليجي السياسي بالقول إن وراء نجاح الساعات الأولى للعدوان الصهيوني "عنصر المفاجأة"، وهو يعني إحداث فعل غير متوقع، والتخطيط له لعدة سنوات. والفعل غير المتوقع هنا ليس في توقيت شن العدوان على طهران، فذلك قد سبقه تهديدات صريحة وجادة من الصهاينة والرئيس ترامب، وقبلها حدثت تحولات إقليمية لم تكن في صالح طهران، كالقضاء على قدرات حزب الله، وإسقاط نظام بشار الأسد، وإضعاف جماعة أنصار الله "الحوثي" في اليمن، وإنما كانت وراءه صناعة "عنصر المفاجأة" لهذا العدوان، وهي تكمُن في شن حرب سرية داخل إيران نجحت في تجنيد جواسيس، ويُقال حتى وزراء، وزرع مخبريها داخل العمق الإيراني، وإقامة معسكر للطائرات المُسيَّرة، واختراق كاميرات وهواتف وأجهزة محمولة.. إلخ، ومن ثم تحديد مجموعة بنوك من الأهداف لاستهدافها أثناء عدوان الساعات الأولى.

إنها حرب استخباراتية / سيبرانية صهيونية استُخدِمت فيها التقنية المُتقدمة، ونجحوا فيها بصورة مثالية لكنها ليست حاسمة، والمثالية تكمن هنا في بنية الاختراقات، التقليدية والسيبرانية، تمكنوا من خلالها تعطيل التكنولوجيا الإيرانية في طائراتها ودفاعاتها ومواقعها، ومن ثم شل أنظمة دفاعاتها الجوية، وإحداث خسائر جسيمة، بحيث لم يبق لطهران سوى الاعتماد على صواريخها بعيدة المدى والطائرات المُسيَّرة، واستبعاد الآن أي احتمالية بقدرة إيرانية نووية، ولو لا الصواريخ والطائرات المُسيَّرة الإيرانية، لكانت أهداف العدوان قد تحققت خلال يومين أو ثلاثة، وربما في ساعاتها الأولى.

الحرب السرية الداخلية ضد إيران لا يمكن للصهاينة وحدهم النجاح فيها، فمن المؤكد أن هناك تعاونًا أمريكيًا وإقليميًا عميقًا، وبالتالي، لا يُنسب نجاح الاختراق لجهاز الاستخبارات الصهيونية "الموساد" ولا نظيره العسكري "أمان"، وإنما لتواطؤ وتعاون مُتعدد الجنسيات، تم بسرية عالية رغم طول مدته الزمنية، فالقضاء على البرنامج النووي الإيراني رغبة صهيونية وإقليمية ودولية مُعلنة. وهذا التحالف الأمني يمكن أن يُستدام عبر تحوُّله الى تحالف عسكري وأمني، خاصة بعد عودة ما يسمى بـ"الشرق الأوسط الجديد" بتصور سلام عربي إسرائيلي. وهنا لا نستبعد الاختراقات المُسبقة واللاحقة للشأن الداخلي لكل دولة خليجية، ولا نستبعد أن يكون صناعة عنصر المفاجأة في بعضها قد تم أو في الطريق إليه؛ لأنه سيكون سهلًا؛ إذ لديهم الأموال والديموغرافيا- كمًا ونوعًا- في الخليج، وكذلك الوقت اللازم والمتلازم للاختراقات بعد فتح بعض العواصم الخليجية لهم؛ استثمارًا وإقامةً وهويةً.

فهل هناك دولة خليجية لديها من التأكيدات المطلقة أو المطمئنة على عدم اختراق داخلها حتى الان- مع التباين- أو أنها ستكون منأى عنه مُستقبلًا؟ ففي الحرب السرية الداخلية على إيران تم إنفاق الملايين من الدولارات، وسنوات من الجهد، وُظِّفت فيها حتى أقمار صناعية تجارية واختراق الهواتف، وتجنيد عملاء سريون جُنِّدوا محليًا، وإقامة مستودعات سرية لتجميع الطائرات المُسيَّرة.. وهذا بأثمان باهظة، ومع كل ذلك، نُكرر لم يحققوا النجاح الكامل في ساعات عدوانهم الأولى، وهذا مرده لصيرورة القضاء والقدر التي تُعبِّر عن عِلم الله الشامل وإرادته في كل ما يقع في هذا الكون، فلا يمكن أن يقع أي شي إلّا بمشيئة الله جل في علاه، وحتى عدوان واشنطن على المنشآت النووية الإيرانية تدخل في هذا السياق، وستنتُج وقائع جديدة ستضرب دول العدوان وكل من يقف وراءه، فمن يعتقد أن المنطقة ستدخل في مرحلة الهدوء بعد القضاء على المنشآت الإيرانية هو وَاهِم، لأن المنطقة في طور حقبة جديدة من صناعة العنف، ما شكله وما مصادره يحتاج لمقال آخر.

وما يقع بين الصهاينة وإيران لا يمكن تفسيره إلا من منظور القضاء والقدر؛ فمشيئة الخالق قد حيَّدت الصواريخ والطائرات المُسيَّرة الإيرانية من نجاح الحرب السرية داخل إيران في زمن التواطؤ والمشاركة المتعددة الجنسيات لإبادة أهالي غزة وتجويعهم وانتهاك أعراضهم وتهجريهم الجماعي، فهذه الحرب جاءت- قدريًا- لتُكرِّر مشاهد رعب وتدمير غزة على الصهاينة مصداقًا للمقولة التالية "كما تُدين تُدان"، من هنا فقد استثنى القضاء والقدر الصواريخ والطائرات المُسيَّرة الإيرانية. وهذا التحليل الثيولوجي / الديني يجعلنا من خلاله أن نترقب الصيرورة القدرية على الدول التي تورطت في جرائم الإنسانية في غزة حسب أدوارها فيه، يقينا، لن يتركوا.

وينبغي أن تطرح كل دولة خليجية التساؤل التالي: هل هي بمنأى عن الاختراقات الوجودية الجديدة؟ فهناك بيئات الفقر والبطالة والأجور المتدنية وانتشار المخدرات بأنواعها.. تسهل الاختراقات الوجودية، ومن ثم ينبغي الاستفادة من تجربة الاختراقات الإيرانية الجديدة التي يراها خبراء الغرب الاستراتيجيون إنجازًا مذهلًا لم تشهده الحروب الحديثة، ومفهوم الاختراقات الآن يجمع بين التقليدية والحديثة ولدواعٍ وجودية لوجود أطماع جيوسياسية، وقريبًا ستدخل المنطقة في الثنائية المتعارضة "معي أو ضدي" من أجل تحقيق السلام / الاستسلام في الشرق الأوسط.

من هُنا.. ثمَّة دواعٍ عاجلة لتقوية الجبهات الداخلية لكل دولة، وتقييم مختلف خياراتها المالية والاقتصادية الجديدة، وتعزيز دورها الاجتماعي، بهاجس الحفاظ على منظومة الولاء والانتماء التي أسست استقرارها طوال العقود الماضية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • عنصر المفاجأة.. درس كبير للخليج
  • وزير الاستثمار يتوجه إلى الصين لتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة
  • وفد أممي يزور شرق البلاد لتعزيز جهود الاستجابة الإنسانية والتنمية المستدامة
  • جنوب أفريقيا خرجت من الأرباتهايد النظامي إلى فساد حكام حزب المؤتمر الوطني
  • إيران تحذر: أي دولة تدعم الكيان الصهيوني عسكرياً ستكون هدفاً مشروعاً لقواتنا
  • الاتحاد العربي للتطوير والتنمية: لدينا شراكات متنوعة مع الكيانات الاقتصادية الكبرى
  • «ميناء سرت».. نقطة جذب لتعزيز التجارة والتنمية الاقتصادية بالمنطقة
  • التخطيط والتنمية الاقتصادية تعرض حصادها الأسبوعي
  • جنوب أفريقيا تسعى للعودة إلى فورمولا 1 بعد غياب 3 عقود
  • لتعزيز مستويات الإفصاح والشفافية.. البنك المركزي يُصدر قواعد إصدار وتشغيل بطاقات الائتمان المحدثة