الأسواق المالية بعد ترامب: تراجع كبير بمؤشر ستاندرد آند بورز 500 وازدهار في أوروبا
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
نشرت صحيفة "ال كونفيدينسيال" تقريرًا حول تراجع حماس الأسواق عقب وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة؛ حيث اتجه مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" للإغلاق، الاثنين، دون مستوى 5,712 نقطة الذي كان عليه قبل إعلان فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية الماضية.و"ناسداك 500" بنسبة 12 بالمئة.
ويعني ذلك أن أكثر من أربع تريليونات دولار من رأس المال الذي جمعته "وول ستريت" في أقل من شهر قد تلاشت الآن نتيجة للارتباك السائد بين المستثمرين بشأن تحركات الرئيس الأمريكي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن التراجع الكبير في البورصة الأمريكية يتناقض بشكل لافت مع الأداء الجيد للأسواق الأوروبية. ورغم المخاوف الأولية من فوز ترامب، استطاعت الأسواق الأوروبية إعادة ترتيب مسارها؛ فبعد ما يقارب من أربعة أشهر على الانتخابات، سجل مؤشر "يورو ستوكس 50" مكاسب بنسبة 11.15 بالمئة، بينما حقق مؤشر "إيبكس 35" نفس النسبة، في حين سجل مؤشر "داكس" الألماني، الأكثر ارتفاعًا في هذه الفترة، زيادة بنسبة 17.47 بالمئة.
بينت الصحيفة أن الفروق في الاتجاهات بين "وول ستريت" وأوروبا ترجع إلى عدة عوامل. من جهة، تعاني "وول ستريت" من ضعف في القطاع التكنولوجي، المحرك الرئيسي لتقدمها، بعد ظهور شركة "ديب سيك"، مما دفع المستثمرين لإعادة تقييم افتراضاتهم بشأن الذكاء الاصطناعي. في المقابل، استفادت أوروبا من بيئة سوق مواتية للقطاع المصرفي، بفضل التوقعات بعدم انخفاض أسعار الفائدة كما كان يُفترض. كما أن الصناعة المالية تؤثر بشكل أكبر على مؤشرات الأسواق في أوروبا مقارنة بالولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن البورصة الأمريكية وصلت إلى مستويات تقييم مرتفعة، مما دفع المستثمرين للبحث عن خيارات أرخص في أسواق أخرى مثل البورصة الأوروبية ومؤشر "هانغ سنغ" في هونغ كونغ. كما أن التوقعات باتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا قد يكون مفيدًا للاقتصاد الأوروبي، من خلال عودة تدفقات الطاقة وبدء خطط إعادة الإعمار في أوكرانيا.
تغيير وجه "الترامبية"
قالت الصحيفة إنه من المهم الإشارة إلى أن العديد من العوامل التي تؤثر على الأسواق كانت موجودة بالفعل في نهاية العام الماضي، باستثناء تأثير شركة "ديب سيك"، الذي لا يزال غير واضح. في تلك الفترة، كان من الواضح بين الخبراء أن "وول ستريت" كانت "محكومة" بمواصلة قيادة الأسواق العالمية، دون وجود بديل لهيمنتها.
ومع ذلك، في تطور غير متوقع للأسواق على جانبي الأطلسي في الأشهر الأخيرة، أصبح من المستحيل تجاهل رد فعل المستثمرين تجاه السياسات التي تبنتها إدارة ترامب؛ حيث بدا أن المستثمرين يستنتجون بشكل متزايد أن الولايات المتحدة لا تمتلك الأفضلية الواضحة.
وأوضحت الصحيفة أن عدوانية الرئيس الأمريكي التجارية وميوله لاستخدام التعريفات الجمركية لم تكن مفاجئة تمامًا للسوق، ولكن كانت هناك رؤية "لطيفة" سائدة تربط خطابه الحماسي ببرنامج أكثر تطورًا لإعادة تعريف العلاقات التجارية. إلا أن هذا المفهوم تعرض لضغوط كبيرة في الأسابيع الأخيرة بسبب حجم تهديداته الجمركية وتناقض قراراته، التي تجلت في استثناءات وتأخيرات على التدابير المعلنة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم أن سياسات ترامب تبقي على فكرة أن الحرب التجارية لا تزال جزءًا من المفاوضات، فإن حالة عدم اليقين بشأن تطبيق هذه السياسات بدأت تؤثر سلبًا على البيئة الاقتصادية الأمريكية، مما يعزز من خطر الركود الذي لم يكن متوقعًا حتى في السيناريوهات الأكثر تشاؤمًا. ومع استمرار هذا الغموض، أصبح المستهلكون والشركات أكثر حذرًا بشأن المستقبل، ما أدى إلى تقليص الإنفاق والاستثمارات، وسط حالة من "الارتباك والدهشة والخوف".
وأضافت الصحيفة أن أوروبا استفادت من التهديدات التي يمثلها ترامب، سواء من خلال تأثير التعريفات الجمركية المباشرة أو الرسوم المفروضة على مناطق أخرى مثل الصين، ما دفعها إلى تبني مسار مالي جديد بقيادة ألمانيا، مما أثار بعض التفاؤل بشأن انتعاش المنطقة.
واستعرضت الصحيفة العديد من التساؤلات حول نجاح المخطط الألماني، وسرعته في التنفيذ، وتأثيره على الاقتصاد، وقدرة الدول الأوروبية الأخرى على اتباعه. رغم ذلك، يبدو أن المستثمرين يقدرون تحرك المنطقة في الاتجاه الصحيح، بينما تواجه الولايات المتحدة تحديات معقدة في إعادة تشكيل علاقاتها الاقتصادية والجيوسياسية، مما يثير شكوكًا أكثر من الآمال.
وقالت الصحيفة إن "الاستثنائية الأمريكية"، التي كانت الموضوع الرئيس منذ انتخاب ترامب في تشرين الثاني/ نوفمبر، قد تعرضت لانتكاسة واضحة، مما يعزز من فرضية تراجع القوة الناعمة الأمريكية. ووفقًا لخبراء "ناتيكسيس"، فإن ترامب ليس المسؤول الوحيد عن هذا التدهور، بل يبدو أن وعد النهوض الذي كان قد وعد به قد بدأ يتلاشى.
هل السوق حساس للتوترات المالية؟
وذكرت الصحيفة أنه يمكن القول إن الأسواق نادرًا ما تُظهر هذا العمق في تفكيرها حول القضايا الاقتصادية غير الواضحة، لكن كما يُحذر، بدأت بالفعل في استخدام حجج قصيرة الأجل للتعبير عن استيائها من سياسات ترامب. وتشير المراجعات إلى تقليص توقعات أرباح شركات "ستاندرد آند بورز 500" للربع الأول من 2025 إلى مستويات أعلى من المتوسط التاريخي، بسبب حالة عدم اليقين التجاري.
وأضافت الصحيفة أن ترامب غالبًا ما يُشار إليه كونه حساسًا لتطورات الأسواق، مما قد يدفعه لإلغاء أي تحركات تضر بالأسواق المالية. ويرى البعض أن رد فعل المستثمرين قد يكون محاولة مبالغا فيها لدفعه لتصحيح المسار. هذه المحاولة قد تحتاج إلى وقت أطول، كما يحذر جيريمي شوارتز من "نومورا" قائلاً: "تاريخ فترة ولاية ترامب الأولى يشير إلى تسامح نسبي مع ضعف سوق الأسهم".
واختتمت الصحيفة التقرير بالقول إنه في غياب رد فعل مناسب، قد يستمر المستثمرون في البحث عن فرص في أسواق أخرى، مثل السوق الأوروبية. والخوف هو أنه إذا انتهت الولايات المتحدة إلى الدخول في إعادة تشكيل جذرية للسيناريو الاقتصادي العالمي، فقد لا يكون هناك سوق خالية من الاضطرابات، كما أنه من المؤكد أن حماس الأسواق مع وصول دونالد ترامب أصبح شيئًا من الماضي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب وول ستريت وول ستريت أسواق المال ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ستاندرد آند بورز 500 الصحیفة أن وول ستریت
إقرأ أيضاً:
مجلة "التايم": ما يجب أن تعرفه عن حظر السفر الجديد الذي فرضه ترامب عن 12 بلد بينها اليمن؟
كما وعد خلال حملته الانتخابية، يُعيد الرئيس دونالد ترامب إحياء سياسة حظر السفر "الشهيرة" التي انتهجها منذ ولايته الأولى، مُشيرًا إلى تهديدات للأمن القومي لمنع جنسيات بأكملها من دخول الولايات المتحدة.
أصدر ترامب إعلانًا يوم الأربعاء يمنع دخول مواطني 12 دولة، ويُشدد القيود على مواطني سبع دول أخرى. يدخل القرار حيز التنفيذ في 9 يونيو. ويُوفر استثناءات، تشمل المقيمين الدائمين الشرعيين وحاملي تأشيرات محددة، بالإضافة إلى الرياضيين وأعضاء الفرق الذين يسافرون لحضور فعاليات رياضية كبرى. (تستضيف الولايات المتحدة كأس العالم للأندية FIFA هذا الصيف، وكأس العالم FIFA عام 2026، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2028).
أثار حظر السفر الأصلي الذي فرضه ترامب، والذي أصدره بعد أسبوع واحد فقط من توليه منصبه في ولايته الأولى عام 2017، فوضى في نقاط الوصول وأثار احتجاجات في جميع أنحاء البلاد. عُرف الأمر على نطاق واسع باسم "حظر سفر المسلمين"، إذ استهدف في البداية الدول ذات الأغلبية المسلمة، حيث منع اللاجئين السوريين من الدخول، وعلّق مؤقتًا دخول مواطني العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن.
ومع مرور الوقت، عُدّلت قائمة الدول، بينما طُعن في الحظر أمام المحكمة. أيدت المحكمة العليا الحظر في عام 2018، على الرغم من أن الرئيس جو بايدن، خليفة ترامب، ألغاه عند توليه منصبه في عام 2021.
يأتي "حظر السفر" الجديد بعد أمر تنفيذي صدر في 20 يناير، وجّه فيه وزيري الخارجية والأمن الداخلي، والنائب العام، ومدير الاستخبارات الوطنية، لتحديد الدول التي تُشكّل مخاطر على الأمن والسلامة العامة.
وقال ترامب في إعلانه يوم الأربعاء إن القيود الجديدة ضرورية "لمنع دخول أو قبول الرعايا الأجانب الذين تفتقر حكومة الولايات المتحدة إلى معلومات كافية عنهم لتقييم المخاطر التي يُشكّلونها على الولايات المتحدة".
ما هي الدول التي فرضت قيودًا جديدة؟
يعلق الإعلان دخول مواطني أفغانستان، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، وميانمار، والصومال، والسودان، واليمن بشكل كامل.
سيواجه مواطنو بوروندي، وكوبا، ولاوس، وسيراليون، وتوغو، وتركمانستان، وفنزويلا قيودًا محدودة، تشمل حظر دخول المهاجرين، ومنع دخول غير المهاجرين حاملي فئات معينة من التأشيرات.
في مقطع فيديو نشره البيت الأبيض على منصة X للإعلان عن الإعلان يوم الأربعاء، أضاف ترامب أنه يمكن توسيع القائمة لتشمل دولًا أخرى "مع ظهور تهديدات في جميع أنحاء العالم". في مارس/آذار، أظهرت مذكرة داخلية حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز أنه يمكن إدراج ما يصل إلى 43 دولة في هذا الحظر.
لماذا أُدرجت هذه الدول في القائمة؟
تسرد ورقة حقائق أصدرها البيت الأبيض حول الإعلان مبررات كل دولة من الدول الـ 19 المدرجة في القائمة.
لبعض هذه الدول صلات بالإرهاب. تسيطر حركة طالبان الإسلامية السنية على أفغانستان، والتي تولت السلطة عام 2021 بعد خروج القوات الأمريكية من البلاد؛ ولإيران صلات بالعديد من المنظمات المسلحة في الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وحماس في غزة؛ أما الصومال، حيث تتمركز حركة الشباب الجهادية، فقد صنفتها الولايات المتحدة "ملاذًا آمنًا للإرهابيين".
ويُعتبر آخرون غير متعاونين مع الولايات المتحدة في مشاركة بيانات إنفاذ القانون أو في قبول عودة مواطنيهم المغادرين.
في الفيديو على قناة X، قال ترامب إن هجوم الأول من يونيو في بولدر بولاية كولورادو، والذي أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص، "أكد الخطر الشديد الذي يشكله دخول الأجانب غير الخاضعين للتدقيق الأمني السليم، وكذلك أولئك الذين يأتون إلى هنا كزوار مؤقتين ويتجاوزون مدة تأشيراتهم". وصل مهاجم بولدر إلى الولايات المتحدة بتأشيرة غير مهاجرة انتهت صلاحيتها منذ ذلك الحين.
قال الرئيس، الذي وعد أيضًا ببذل جهود لترحيلهم جماعيًا: "بفضل سياسات بايدن المفتوحة، يوجد اليوم ملايين وملايين من هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين الذين لا ينبغي أن يكونوا في بلادنا. لا نريدهم".
وأشاد ترامب في الفيديو بقيود السفر التي فرضها خلال ولايته الأولى، مدعيًا أنها ساهمت في إحباط الهجمات الإرهابية.
وقال ترامب في الفيديو: "لن نسمح بدخول من يرغبون في إيذائنا إلى بلادنا. ولن يمنعنا شيء من الحفاظ على أمن أمريكا".
*يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست