هل تقطع بغداد علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
يحترف خطاب الإسلام السياسي أسلوباً عجيباً في تفسير نظرية المؤامرة التي تلخص كل مآسي الإسلاميين ونكباتهم إلى الآخر المتآمر عليهم الذي يهدد سلطتهم ويريد تحطيمهم لاعتقادهم بأنهم خير أمة أُخرجت للناس. دائماً ما يدفع الأبرياء أثماناً باهظة لانتقام دعاة الإسلام السياسي، والمصيبة أن تجاربهم تتكرر في بلداننا دون أن يتعظوا أو يأخذوا النصيحة.
وقعت الإدارة الجديدة لسوريا في نفس الأخطاء التي وقع فيها حكام العراق الجدد حين اعتقدوا أن الانتقام هو السبيل الوحيد لتثبيت الحكم الجديد. أصبح الأبرياء من المدنيين السوريين ضحايا لصراع قاتل بين قوى اليوم والأمس، والمصيبة أن تلك القوى تعلم جيدا أن هؤلاء المدنيين لا حول لهم ولا قوة، سوى أنهم كانوا في الوقت والزمن الخطأ تماما كما حصل مع المكون السني حين اجتاح مدنهم تنظيم داعش الإرهابي واستطاع أن يحتل بيوتهم ويحرق مزارعهم ويجبرهم على ترك أراضيهم كمهجرين، تلاحقهم تهمة الموالاة للإرهاب مع أنهم أكثر المتضررين من ذلك الإرهاب.
يقف السوريون اليوم على مشهد مستنسخ من العراق في الخراب والتقسيم، ورغم ذلك التشابه والتطابق بين المشهدين إلا أن كل منهما يأبى أن يمُتّ إلى الآخر بصلة. يبدو أن ذلك التنافر قد أخذ بالتعاظم بعد أحداث الساحل السوري مؤخراً والتخوف العراقي من أن يمتد ذلك الانفلات والفوضى إلى الداخل العراقي بعنوان طائفي قد يعبر الحدود إلى بغداد. كل ذلك جعل التوتر يتصاعد في العلاقات بين البلدين ويزداد تأزماً، خصوصاً بعد مطالبات لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي لوزارة الخارجية بقطع العلاقات مع الجارة السورية نهائياً، سبقها انتشار قوات حفظ النظام أمام السفارة السورية في بغداد تحسباً لانطلاق تظاهرات حاشدة بالقرب من السفارة.
القلق العراقي بلغ ذروته حين أُعلن عن مراقبة الأجهزة الأمنية لجميع حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الداعمة للإرهاب واعتقال سوريين روّجوا للإرهاب، حيث صدرت التعليمات بتدقيق ملفات جميع السوريين الداخلين إلى الأراضي العراقية وخاصة المخالفين لشروط الإقامة. كما تنوه بعض المصادر أن هؤلاء المقيمين قد يكونون “قنابل موقوتة” تهدد بالانفجار في أيّ لحظة في الشارع العراقي.
لا يُستبعد أن يؤدي اتساع حجم التأزم بين العراق وسوريا إلى عدم حضور الرئيس الجديد لسوريا أحمد الشرع إلى مؤتمر القمة العربية المزمع انعقاده في مايو (أيار) القادم. فُسّر بيان الإطار التنسيقي بإدانته للمجازر التي تتعرض لها الأقليات في سوريا ومطالبتهم المجتمع الدولي لأخذ دوره في حمايتهم بأنه رصاصة رحمة أطلقت على العلاقات العراقية – السورية.
يتشابه السيناريو السوري والعراقي في حكم الإسلام السياسي مع أن كليهما في طريقين متناقضين، فعقائدياً يتوحدان في الهدف ويختلفان في الاتجاه. وفي كل مناسبة يُثبت الإسلام السياسي فشله في إدارة الحكم ويؤكد أن نسخته أصبحت مستهلكة لا تصلح للواقع الجديد.
أحداث الساحل السوري من وجهة نظر الإطار التنسيقي الحاكم هي حرب طائفية تمارسها جماعات الحكم السوري الجديد من أجل التطهير العرقي، وأمنيات الشارع العراقي ألاّ تقع سوريا في نفس أخطاء بغداد التي مزقتها الطائفية لكي تستفيد من هذا التشرذم الجارة الشرقية.
هل تلجأ بغداد إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع حكومة الشرع؟ لا يحتاج القرار إلى إعلان رسمي، فكل ما يحدث على أرض الواقع يؤكد باليقين أن التوتر بين البلدين بلغ ذروته وما زالت الأزمة تتفاقم على الحدود مع ذلك التحشيد للقوة والسلاح على جانب الحدود العراقية خوفاً من انتقال شرارة ما يحدث في سوريا إلى الداخل العراقي، وهو الخوف الحقيقي لما قد يحدث في قادم الأيام.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد سوريا أحمد الشرع الإسلام السیاسی
إقرأ أيضاً:
وزير الإعلام يؤكد أهمية الاستفادة من التجربة الفرنسية في تطوير الإعلام السوري
دمشق-سانا
أكد وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى، خلال لقائه السفير الفرنسي في دمشق “جان باتست فافر”، تطلع الوزارة للاستفادة من التجربة الفرنسية في تطوير الإعلام السوري، وخاصة في بعض المجالات التقنية، والمساعدة في تطبيق أفضل الممارسات الإعلامية، وتعزيز التعاون في مجال السينما.
وأشار الوزير، خلال اللقاء الذي جرى بالوزارة، إلى أن الاستراتيجية الحالية لوزارة الإعلام تقوم على إرساء بيئة إعلامية صديقة للعمل الصحفي، وبناء إعلام وطني مستقل يستثمر في المعلومة ويبتعد عن الدعاية، ويكون منافساً في مجال الإعلام الإخباري.
وبين الوزير أنه يتم حالياً الإعداد لوضع مدونة أخلاق إعلامية، تعزز الالتزام بالمعايير المهنية، وذلك بالتشارك مع جميع المشتغلين في الحقل الإعلامي، معبراً عن أمله في الاستفادة من التجربة الفرنسية في هذا المجال.
وتطرق الوزير، خلال حديثه، إلى جهود وزارة الإعلام لدعم حرية الصحافة، وتوسيع نطاق التعاون مع الإعلام الدولي، وذلك من خلال تحديث معايير التراخيص الإعلامية، واعتماد آلية تزيل الكثير من القيود التي كان يفرضها النظام البائد، والتي أعاقت حرية عمل وسائل الإعلام العربية والدولية في سوريا.
من جانبه عبّر السفير الفرنسي عن استعداد بلاده لتقديم الدعم في عدد من المجالات الإعلامية، مؤكداً جاهزية وسائل الإعلام الفرنسية لتوفير تدريبات متقدمة للإعلاميين السوريين.
وفي ختام اللقاء عبّر وزير الإعلام عن شكره للحكومة الفرنسية، نظراً لجهودها في تسهيل رفع العقوبات الأوروبية عن الشعب السوري، مؤكداً أن التعاون الإعلامي مع فرنسا، يشكل خطوة مهمة لدعم مشاريع النهوض بالإعلام السوري في المرحلة القادمة.
تابعوا أخبار سانا على