الحوز في طريق التعافي بإنجاز مئات المنازل لإيواء العائلات ضحايا الزلزال المدمر
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
زنقة 20. الحوز
وسط جماعة أمغراس الجبلية، الواقعة ضمن النفوذ الترابي لإقليم الحوز، يمر أحمد، الذي كان يعمل فلاحا قبل وقوع الزلزال. اليوم، يبدو أكثر نشاطا، إذ عاد لتربية المواشي وزراعة الأرض التي طالما أحبها.
يقول أحمد، الذي كان من بين الأشخاص الذين فقدوا منازلهم بالكامل بدوار “أكني”، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه “رغم أن الزلزال دمر جزءا كبيرا من الأرض والمنزل، إلا أن الأمل لم يفارقنا.
فبعد أشهر على زلزال الحوز، عاد سكان جماعة أمغراس، على غرار باقي الجماعات الترابية المتضررة بالإقليم، إلى حياتهم اليومية، كما عادت المحلات التجارية الصغيرة إلى العمل، واستأنف الفلاحون أنشطتهم الفلاحية مجددا، وبدأت العائلات تستعيد روتينها المعتاد داخل منازلها المبنية حديثا.
وكما هو الحال بالنسبة لأحمد، تحدثت عائشة، إحدى ساكنة دوار “تفغاغت” بنفس الجماعة، عن عودتها رفقة أسرتها، منذ 5 أشهر، إلى منزلهم الجديد الذي أصبح أكثر متانة في مواجهة الكوارث، مؤكدة أن “مواجهة الحياة اليومية كانت صعبة، لكن الآن بفضل الدعم الذي حصلنا عليه، عدنا إلى منازلنا وبدأنا نعيش كأي عائلة أخرى، والأهم من ذلك أننا عدنا إلى حياتنا الطبيعية”.
بدوره، يشكل رشيد، رجل في الخمسينيات من عمره، كان يعمل في المجال الحرفي قبل الزلزال، مثالا لقدرة ساكنة الجماعة القروية على التكيف والصمود. اليوم، أصبح رشيد واحدا من بين العاملين الذين يساهمون في إعادة إعمار دوار “آيت ترغيت” عبر توظيف خبرته الحرفية في مجال البناء وطلاء الواجهات.
وتتغير الحياة في جماعة أمغراس الجبلية بسرعة رغم الجراح التي خلفها الزلزال، بالموازاة مع تسريع عجلة إعادة الإعمار، حيث تحرص لجنة اليقظة والتتبع المحدثة على مستوى عمالة الإقليم على تنفيذ برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية، بما يضمن تحسين ظروف عيش الساكنة المتضررة، وتمكينها من السكن في ظروف تحفظ الكرامة الإنسانية، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وبالمناسبة، أوضح منسق برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة جراء الزلزال، حسن إيغيغي، أن الأشغال بلغت مستويات إنجاز جد متقدمة، حيث انتهت عملية البناء بالنسبة لأكثر من 15 ألف و100 سكن أعيد بناؤه وتأهيله للسكن، أي بنسبة 60 في المائة، في أفق أن تصل نسبة تقدم الأشغال في غضون الشهرين القادمين إلى 80 في المائة.
وأكد السيد إيغيغي، في تصريح مماثل، أن “هذه المعطيات تجسد حصيلة إيجابية، لا سيما إذا استحضرنا أنه لم تمر بعد على بداية أشغال البناء والإعمار سنة كاملة، حيث لم تبدأ هذه العملية مباشرة بعد 8 شتنبر 2023، نظرا لقيام لجنة قيادة وتتبع عملية إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة بعمليات أخرى ضرورية لفتح المجال أمام عملية البناء”.
وأشار إلى أن أكثر من 10 في المائة من الأسر المعنية بإعادة الإعمار التي لم تباشر بعد عملية البناء، تدخل في إطار مشاكل بين الورثة، أو عدم مباشرة المستفيدين لعملية البناء رغم توصلهم بالدفعة الأولى من الدعم المرصود من طرف الدولة، حيث باشرت السلطات المحلية إشعارهم، وإنذارهم، وحثهم على بدء الأشغال أسوة بالمستفيدين الآخرين الذين أنهوا البناء وعادوا إلى منازلهم.
وسجل أنه فيما يرتبط بالمساكن التي تقع في المناطق ممنوعة البناء أو تستلزم تدابير خاصة، فقد تم تنفيذ حلول بديلة، وبدأ المستفيدون منها في أشغال البناء، مشيرا إلى أنه رغم كل الإكراهات والصعوبات الميدانية المطروحة، خاصة أن إعادة الإعمار تتم بمناطق جبلية صعبة الولوج، قامت لجنة القيادة والتتبع بتنزيل برنامج إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة بعمل إيجابي يمنح ساكنة الإقليم إمكانية السكن والعيش في ظروف لائقة.
من جانبه، أبرز مدير وكالة العمران الحوز، أمين بويه، الدور الذي تضطلع به مجموعة العمران في عملية إعادة الإعمار، لاسيما المواكبة التقنية لعملية إعادة البناء عبر وضع رهن إشارة المتضررين مهندسين معماريين وطبوغرافيين ومهندسين بمكاتب الدارسات، وكذلك مختبر من أجل تتبع عملية إعادة الإعمار.
وأضاف السيد بويه، في تصريح مماثل، أن عملية من هذا الحجم تضم أزيد من 26 ألف و253 مستفيد من عملية إعادة البناء، لا تخلو من مجموعة الإكراهات والتحديات الموضوعية التي تتمثل، بالخصوص، في قلة اليد العاملة المتخصصة في البناء، وصعوبة التضاريس نظرا للطبيعة الجبلية للإقليم، والتكلفة العالية لنقل مواد البناء خاصة في بعض المناطق النائية بالإقليم.
والأكيد أن عودة الحياة إلى طبيعتها في جماعة أمغراس بعد الزلزال، تمثل رمزا للتحدي والإرادة التي لا تنكسر، بالموازاة مع عملية إعادة الإعمار، التي تمضي بوتيرة متسارعة بباقي الجماعات الترابية لإقليم الحوز، حيث يظل الأمل قويا في قلوب الساكنة المحلية سعيا منها لكتابة فصول جديدة من التعافي والعودة إلى حياتها الطبيعية.
زلزال الحوزالمصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: زلزال الحوز وتأهیل المناطق المتضررة إعادة الإعمار عملیة البناء إعادة البناء عملیة إعادة
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط يشيد بإنجاز بترول أسيوط للكرة الطائرة جلوس سيدات والتتويج وصافة الدوري
أشاد اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، بالأداء البطولي لفريق بترول أسيوط للكرة الطائرة جلوس سيدات، بعد إحرازه المركز الثاني على مستوى الجمهورية في بطولة الدوري الممتاز، مؤكدًا أن ما حققنه اللاعبات يعد محطة مشرقة جديدة في مسيرة الرياضة النسائية بصعيد مصر.
وأكد المحافظ أن هذا التتويج هو ثمرة جهود متواصلة وتدريب جاد وإصرار غير محدود، في ظل منافسة قوية مع نخبة من أقوى الفرق، مشيرًا إلى أن حصول الفريق على الوصافة خلف فريق الشرقية للدخان يمثل إنجازًا نوعيًا يجسد روح التحدي لدى لاعبات الفريق، ويدل على حجم الدعم والرعاية التي توليها الدولة، بقيادة الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، لتوسيع قاعدة المشاركة الرياضية بين السيدات وذوي الهمم.
كما أشاد محافظ أسيوط بدور مديرية الشباب والرياضة بأسيوط، بقيادة أحمد سويفي وكيل الوزارة، في احتضان المواهب وتقديم الرعاية المستمرة للفرق، داعيًا إلى مواصلة العمل على ترسيخ ثقافة التميز الرياضي ورفع راية أسيوط في كافة المحافل.
ووجه المحافظ تحية تقدير لمجلس إدارة نادي بترول أسيوط وإدارة النشاط الرياضي بالنادي، مثمنًا جهودهم في بناء فريق قادر على المنافسة والتفوق، ومؤكدًا في الوقت ذاته على دعم المحافظة الكامل لكل الرياضيين الطموحين، عبر تهيئة بيئة محفزة تليق بإنجازاتهم وتطلعاتهم مشيرًا إلى التألق الفردي اللافت ضمن الفريق، حيث نالت اللاعبة رانيا صلاح الدين عبد العزيز لقب "أفضل إرسال"، بينما حصلت مها مختار على لقب "أفضل إعداد"، وهو ما يعكس تميز الفريق فنيًا وانضباطه تكتيكيًا.
وتجدر الإشارة إلى أن الفريق يضم كوكبة متميزة من اللاعبات هن: أسماء سيد محمد، رانيا صلاح الدين، هبة محمد أحمد، فاطمة مكرم، حنان بقطر خليل، شيماء محمد خضير، منجه فؤاد، سعدة سيد محمد، أمل سيد سويلم، زينب عدلي لملوم، مها مختار، أسماء عبد العال، تحت القيادة الفنية للكابتن ياسر أحمد زهران، والإدارية للكابتن عماد حلمي.