في رحابها تشعر براحة نفسية وسعادة غامرة، بكل ليلة من ليالي رمضان يمتلئ الميدان بآلاف من المواطنين، أجواءً روحانية في ساحة السيدة نفيسة بمصر القديمة، وصلاة التراويح تجمع المصلين من كل بقاع مصر، وذكر الله يعلو في ساحتها والدعاء في ليالي رمضان بصوت شيخ مسجدها الدكتور علي الله الجمال.

أسس مسجد السيدة نفيسة في 1314 هجرية الموافق 1897 ميلادية، ويقع ضمن الطريق المشهور بطريق أهل البيت، وسط توسعات، وترميم وتجديد للمسجد في عام 2025 ما يعكس اهتمام القيادة السياسية بتطوير مساجد آل البيت حيث يشهد المسجد حركة إعمار كبيرة ومازالت أعمال التطوير والتحديث تجري لتطوير المسجد والميدان بشكل أكثر جمالًا لما تحمله تلك المنطقة من تجليات، وروحانيات لوجود مقام نفيسة العلوم بها، فهي رمز للكرم والعطاء.

بساحتها تجد كل أشكال التكافل، الموائد ممتدة وآلاف الأسر ينهلون من بركاتها في الشهر الكريم خاصة وطوال العام، وعلى منوالها يستمر العطاء في تلك البقعة المباركة فهي العفيفة الزاهدة، الساجدة الراكعة، نهلت من علوم بيت النبوة، هي واحدة من أعظم سيدات العلم في العالم الإسلامي، هي نفيسة المصريين لحب أهل مصر لها، أجمع أهل السير والتاريخ على وفاة السيدة نفيسة بالقاهرة، كما أجمعوا على أنها عندما توفيت وصل زوجها في ذلك اليوم وأراد حملها إلى المدينة لدفنها بالبقيع، فاجتمع أهل مصر إلى أمير البلاد، واستجاروا به ليرد زوجها عما أراد، وقد دفنت فعلاً بالقاهرة.

ولذلك كان المصريون يسمونها بنفيسة المصرية، هي حفيدة الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه، وكانت تتعلم الفقه والحديث على يد كبار العلماء، مما أكسبها لقب نفيسة العلم، رحلتها كانت مليئة بالعلم والعبادة، وكانت قدوة في الاجتهاد والصيام والقيام.

كان الجميع يحبها ويأتي إليها لطلب العلم وطلب حل مشكلاتهم، لكن مع تزايد عدد الزوار، شعرت السيدة نفيسة أنها قد لا تستطيع متابعة عبادتها بنفس الوتيرة، فقررت العودة إلى المدينة، إلا أن وجودها في مصر كان جزءً من رؤية واضحة، إذ رأت في منامها الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لها: "ابقِ في مصر إنكِ ستموتين هنا".

وعلى إثر هذه الرؤية، قررت البقاء في مصر، لم تقتصر علاقتها بالعلم على زوارها فقط، بل كان الإمام الشافعي، أحد كبار علماء الإسلام، يزور قبرها، ويصلي في مسجدها خلال شهر رمضان، ويطلب دعاءها.

كما شرعت في حفر قبرها بنفسها، وختمت القرآن الكريم حوالي 190 مرة، حتى جاءت لحظة وفاتها في عام 208 هجريًا، وهي راضية عن حياتها التي كانت مليئة بالعطاء والعلم ودفنت السيدة نفيسة في القاهرة، في المكان الذي حفرته بنفسها، وبقيت خالدة في ذاكرة المصريين والعالم الإسلامي، انتقلت لربها يوم 26 من رمضان من العام 208هـ، وهو نفس اليوم الذي وصلت فيه إلى مصر عام 193هـ.

والسيدة نفيسة ولدت بمكة في 11 ربيع الأول سنة 145هـ، وتزوجت من إسحاق بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن علي، ثم جاءت لمصر في عهد هارون الرشيد، وفي العريش استقبلها أهل مصر بالتكبير والتهليل، وصلت القاهرة يوم السبت 26 رمضان 193هـ، ونزلت بدار سيدة من المصريين تدعى أم هانئ، وكانت دارًا رحيبة، فأخذ يقبل عليها الناس يلتمسون منها العلم، توفيت وهي تقرأ قول الله تعالى: "لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون"، ولما ماتت عزم زوجها على حملها إلى المدينة ليدفنها هناك، فسأله المصريون بقاءها عندهم، فدُفنت بذات المكان الذي به المسجد حاليًا.

وجمال شهر رمضان بكل تفاصيله يشعر بها من يزور مقامها رضي اللّه عنها، لينال فيضًا من التجلي ومنحة من الطاقة الإيجابية لسليلة بيت النبوة.

اقرأ أيضاًالطرق الصوفية تحتفل بالليلة الختامية لمولد السيدة نفيسة

نجوم الفن يغيبون عن جنازة الفنان محمد نصر بالسيدة نفيسة (صور)

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: شهر رمضان منطقة مصر القديمة شهر رمضان الكريم مسجد السيدة نفسية السیدة نفیسة بن الإمام

إقرأ أيضاً:

محافظة حجة تشهد فعاليات حاشدة في 33 ساحة إحياءً لذكرى يوم الولاية

الثورة نت/.
أحيت محافظة حجة اليوم، ذكرى يوم ولاية الإمام علي عليه السلام بفعاليات احتفالية وخطابية في 33 ساحة بمركز المحافظة والمديريات.

واحتشد أبناء المحافظة في الساحات المخصصة بمركز المحافظة والمحابشة ومديريات أفلح الشام وأفلح اليمن والشاهل وكحلان الشرف والمفتاح والجميمة وقفل شمر وكشر وقارة ووشحة ومستبأ وبكيل المير وبني قيس والمغربة وكحلان عفار وبني العوام وشرس ووضرة واسلم وخيران المحرق وكعيدنة وعبس وريف حجة.

وردد المشاركون في الفعاليات التي تقدّمها نائب رئيس مجلس النواب عبدالرحمن الجماعي ووزراء المالية عبدالجبار أحمد والصحة الدكتور علي شيبان والزراعة الدكتور رضوان الرباعي والنقل والأشغال العامة محمد قحيم ومحافظا حجة هلال الصوفي والحديدة عبدالله عطيفي ومسؤول التعبئة حمود المغربي، هتافات تجسّد متانة العلاقة التي تربط أحفاد الأنصار بالإمام علي عليه السلام وشعارات معبرة عن أهمية الولاية والبراءة من أعداء الإسلام.

وأكدوا التمسك بمبدأ الولاية ومواجهة أعداء الوطن والأمة، معتبرين إحياء ذكرى يوم الولاية المتوارث منذ القدم تعزيزًا للارتباط والولاء لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

وجددّوا التأكيد سيرهم على نهج الإمام علي القويم في مواجهة قوى الاستكبار، وتجسيد مبدأ الولاية الذي يحفظ للأمة كيانها وعزتها واستقلالها ومواجهة أعدائها في الواقع العملي.

وفي الفعالية بمركز المحافظة، أكد نائب رئيس مجلس النواب الجماعي، أهمية هذه الذكرى التي تتزامن مع أحداث جسام تمر بها المنطقة والعالم العربي وفي مقدمتها استمرار العدوان الصهيوني على غزة.

وقال “نحن اليوم في مناسبة عظيمة تأتي وقد وصل الجميع إلى مرحلة فرز حقيقية بين الحق والباطل والإسلام ومن يدعون الإسلام بين من وصفهم الله بالصادقين في أفعالهم وأقوالهم وبين أولئك الذين رضوا أن يكونوا أدوات لقوى الهيمنة في هذا الزمن”.

وأشار الجماعي إلى أن عيد الغدير يأتي اليوم في منعطف ومرحلة ثبت ووضح فيها كل شيْ وأصبح الحق حقًا لكل من يريد أن يعرف الحق والباطل لكل من يحاول أن يخدع نفسه ولا يستطيع أن يفهم.

وأضاف “نحتفي بهذه الذكرى ونستذكر موقفًا عظيمًا وقفة خاتم الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليؤكد للأمة أن المسار الحقيقي هو مسار الولاية للإمام علي عليه السلام ومن سار على نهجه حتى تقوم الساعة”.

وأشار نائب رئيس مجلس النواب، إلى أنه وبعد مرور ألف و400 عام يتضح جليًّا أنه ليس للأمة مخرج إلا السير على الطريق الذي رسمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كطريق نجاة في هداية الأمة، لافتًا إلى أن من تولوا أمريكا لا يستطيعون الحديث بكلمة حق في القضية الفلسطينية أمام ترامب بل دفعوا له مليارات ومبالغ طائلة ليرضى عن موالاتهم له في حين وقف السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي والشعب اليمني لقول كلمة الحق والانتصار للأشقاء في غزة.

وأكد أن الحق أصبح بين والباطل بين وطريق الولاية، هي التي تؤدي للنجاة ومن فرط بها سيذهب إلى مزبلة التاريخ، مشيرًا إلى رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحاسم على غطرسة الكيان الصهيوني.

وفي المحابشة أشار وزير المالية إلى أن أبناء حجة والشرفين قمة الولاء للإمام علي عليه السلام والمحبة والكرم والشهامة والتضحية والجهاد، مستعرضاً مواقفهم في مواجهة العدوان ودحره ومنعه من تدنيس أرض اليمن.

وعبر عن الاعتزاز بالاحتفاء بيوم الولاية في الشرفين مسقط رأس الشيخ والأستاذ والمعلم شهيد المنبر الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري الذي قضى شهيدًا صادقًا مع الله، معتبرًا الاحتفاء بهذه الذكرى محطة لاستلهام حكم وصبر وشجاعة وزهد وتضحية وثبات الإمام علي عليه السلام على الحق مهما كانت التضحيات.

ولفت الوزير عبدالجبار إلى ارتباط اليمنيين أحفاد الأنصار بالمسيرة والمشروع القرآني الذي انطلق الناس فيه أفواجاً وكان حماية لليمن من الغزو والاحتلال وحماية من الثقافات الدخيلة والصالة المنحرفة والمغلوطة، داعيًا إلى أن يتعلم الجميع من الإمام علي عليه السلام الثبات في الموقف والمبدأ في مختلف الظروف والأحوال.

وأكد اهتمام الحكومة بالجانب التنموي والحرص على استكمال الطريق ومحاولة سفلتة طرق ومساحات جديدة بحسب الإمكانات المتاحة والعمل على استكمال مشاريع المياه.

فيما ثمن أمين عام محلي المحافظة إسماعيل المهيم، تفاعل أبناء المحافظة مع إحياء يوم الولاية الذي تجدّد فيه الأمة الولاء لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وللإمام علي عليه السلام.

وتطرق إلى دلالة الاحتفاء بعيد الولاية للإمام علي عليه السلام التي تحمي الأمة من الاختراق وتعيد ضبط المسار في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي وآخرها الإيراني من أعداء الإسلام.

وأكد المهيم حاجة الأمة للعودة إلى الله والقرآن الكريم والتمسك بالمنهج المحمدي ونهج الإمام علي عليه السلام وآل البيت وأعلام الهدى والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الكيان الصهيوني.

فيما أكدت كلمات المناسبة أن غياب فهم الأمة لولاية الأمر في الاسلام جعلها فريسة لحكام الجور وسلاطين التسلط وحين تنكرت الأمة لولاية الله وقعت في ولاية اليهود والنصارى ومن لا يقبل بولاية الله ورسوله والأمام عليه وأعلام الهدى سيقبل حتماً بولاية الطاغوت والطغيان.

وأشارت إلى “أن التولي ليس شعاراَ مذهبياً وإنما هو التزام عملي يجسّد الولاء في القول والفعل والتولي الحقيقي هو ترجمة لمبادئ الرسالة الإلهية في الواقع العملي والسلوك القيمي وولايتنا لله تعني الانقياد التام له كما أن التولي ليس مجرد شعارات أو مواقف عاطفية ولا يعني الجمود والتخاذل وإنما هو حالة من الوعي والتفاعل مع كل قضايا الأمة من منطلق قرآني”.

كما أكدت الكلمات أهمية إعادة بناء الهوية الجماعية للأمة على أساس الولاء لله ورسوله والإمام عليه وأعلام الهدى لا على القومية أو المذهبية أو الحزبية أو المناطقية، لافتة إلى أن القرآن الكريم يربط مصير الأمة بتمسكها بولاية الله وأن الأمة تفقد فاعلية الرسالة وتدخل في الظلمات متى ما غابت عنها الولاية الصحيحة وفق مفهومها القرآني الذي يُعد المصدر الأول لمعرفة مفهوم الولاية وليس المفاهيم الموروثة أو المشوهة أو الناقصة أو المزورة.

وطالبت بدراسة شخصية الإمام علي عليه السلام كمنهج حياة لا كمجرد شخصية تأريخية وتربية الأجيال وتعريفهم بأن الأمام علي بن أبي طالب يعتبر النموذج الإسلامي الكامل للعدالة والإيمان والقيادة.

تخللت الفعاليات التي شارك فيها عدد من مسؤولي الدولة وأعضاء من مجلس النواب ووكلاء المحافظة وشخصيات اجتماعية وقيادات تنفيذية ومحلية وتعبوية قصائد شعرية وفقرات متنوعة معبرة عن المناسبة.

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس يعلن نقل تبعية كنيسة السيدة العذراء بالعلمين للبطريركية بالإسكندرية
  • البابا يصلي العشية في كنيسة السيدة العذراء والشهيدة مارينا بالعلمين
  • مهرجانات وفعاليات في 17 ساحة بمحافظة صنعاء إحياء لذكرى يوم الولاية
  • محافظة حجة تشهد فعاليات حاشدة في 33 ساحة إحياءً لذكرى يوم الولاية
  • محافظة صعدة تحتفي بيوم الولاية في 21 ساحة
  • محافظة صعدة تُحيي ذكرى يوم الولاية في 21 ساحة
  • الملك عبد الله الثاني: الأردن لن يكون ساحة حرب لأي صراع
  • «إسلامية الشارقة» تنجز ترميم مسجد الإمام النووي
  • أبناء الحديدة يحتشدون في 221 ساحة تضامنا مع غزة
  • وزارة الشؤون الإسلامية تكثّف جهودها في مسجد السيدة عائشة تزامناً مع توافد المعتمرين