صحيفة البلاد:
2025-06-27@15:07:17 GMT

التنمر وآثاره بعيدة المدى على الطلاب

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

التنمر وآثاره بعيدة المدى على الطلاب

التنمُّر مشكلةٌ واجهها الكثير منا في مرحلةٍ ما من حياتنا، سواءً كضحايا أو شهود أو حتى جناة، ورغم شيوعه، غالبًا ما لا يُؤخذ على محمل الجد كما ينبغي، ويتجاهل هذا التجاهل، الأثرَ العميقَ والدائمَ الذي قد يُخلّفه التنمُّر على الأفراد والمجتمعات، للتنمُّر جوانب وعواقب وخصائص، يُشكّل التنمُّر، خاصة في المدارس، مصدر قلق متزايد، لأن نسبة كبيرة من الطلاب إما يتعرضون للتنمّر بانتظام، أو هم من يُبادرون بسلوك التنمُّر، تتجاوز آثار التنمُّر المعاناة المباشرة، إذ يُمكن أن تُؤدّي إلى عواقب وخيمة، حيث غالبًا ما يُعاني الضحايا من أمراض مُرتبطة بالتوتر، مثل الخوف المُزمن، وآلام المعدة، والصداع، بالإضافة إلى الاكتئاب، وانخفاض تقدير الذات، ولهذا السبب، يتجنب نسبة من الطلاب الذهاب للمدرسة بسبب التنمُّر، مما يُؤثّر بشكل كبير على تعليمهم ونموّهم الاجتماعي، ولا تقتصر عواقب التنمُّر على الضحايا فحسب، بل يواجه مرتكبوه أيضًا آثارًا طويلة المدى، لأن المتنمِّرين أكثر عرضة للانخراط في سلوك إجرامي بأربع مرات بحلول سن الرابعة والعشرين، وغالبًا ما يعانون من نقص في المهارات الاجتماعية والتأقلم والتفاوض، ويكونون أكثر عرضة لتعاطي المخدرات، فعادةً ما يُظهر المتنمِّرون سلوكياتٍ وسماتٍ معينة، مثل الشعور بالرضا من إيذاء الآخرين، وغياب التعاطف، وتحدي السلطة، وتكرار مخالفة القواعد، وغالبًا ما ينشأون في بيئاتٍ تُعتبر فيها السلوكيات السلبية أمرًا طبيعيًا، كالمنازل التي يسود فيها العقاب البدني، تُسهم هذه العوامل في سلوكهم العدواني، وفي المقابل يميل ضحايا التنمُّر إلى إظهار ضعفهم من خلال سمات مثل القلق وانعدام الأمن وتدني احترام الذات وغالبًا ما يكونون معزولين اجتماعيًا، ويفتقرون إلى الأصدقاء، وقد ينحدرون من عائلات مفرطة الحماية تُسهم دون قصد في عزلتهم، كما أن الاختلافات الجسدية، مثل الضعف البدني، أو وجود سمات مميزة مثل ارتداء النظارات أو تقويم الأسنان، قد تجعلهم أهدافًا، ويكون التأثير على الضحايا عميقا، ممَّا يؤدي إلى التغيب عن المدرسة، وتراجع الأداء الدراسي، ومشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق.


لإحداث تغيير مستدام ضد سلوك التنمّر، يجب على المدارس وضع مدونة سلوك تُشدد على الاحترام والشمولية والتفاعل الإيجابي، وتشجيع الطلاب على أن يكونوا جزءًا من الحل لا المشكلة، يتطلب تعليمهم مواجهة التنمّر ودعم أقرانهم، من خلال تقديم مثال يُحتذى به في الرعاية واللطف، يمكن للمدارس وضع معيار يُثبط سلوك التنمُّر، حيث يتجاوز التنمُّر ساحات المدارس ليشمل وسائل التواصل الاجتماعي وأماكن العمل والحياة اليومية، ويؤثر على الناس من جميع الأعمار، بالبدء بالطلاب يمكننا إحداث تحول ثقافي أوسع نحو التعاطف والتفاهم، ويجب على المعلمين وأولياء الأمور والأقران العمل بتعاون لتهيئة بيئات يشعر فيها الجميع بالأمان والتقدير. وبمعالجة هذه المشكلة بشكل استباقي، يمكننا تمهيد الطريق لمستقبل لم يعد فيه التنمُّر تجربة شائعة، بل استثناءً نادرا.
التنمر قضية معقّدة تتطلب نهج متعدّد الجوانب لمعالجتها بفعالية من خلال فهم خصائص ودوافع كل من المتنمِّرين والضحايا، وتطبيق استراتيجيات شاملة، وتعزيز السلوك الإيجابي، يمكننا تهيئة بيئات لا يُتسامح فيها مع التنمُّر، ويتمكن جميع الأفراد من النجاح دون خوف.

NevenAbbass@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

كانسيلو يطمئن الدكة بعد هدف ليوناردو: ما فيها تسلل .. فيديو

ماجد محمد

خطف فريق الهلال الأنظار مجددًا خلال مواجهته أمام باتشوكا المكسيكي، ضمن منافسات كأس العالم للأندية، بعدما قدّم عرضًا قويًا تُوّج بهدف ثانٍ أحرزه البرازيلي ليوناردو.

وجاء الهدف في لحظة حاسمة من المباراة، في الوقت بدل الضائع، والذي أسهم في تعزيز تفوق الهلال وحسمه بطاقة التأهل إلى دور الـ16.

وفي لقطة لاقت انتشارًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، ظهر النجم البرتغالي جواو كانسيلو عقب تسجيل الهدف، وهو يلتفت نحو دكة البدلاء مطمئنًا زملاءه بقوله: “ما فيها تسلل”.

وأصبح الهلال أول نادٍ آسيوي وعربي يتأهل إلى الأدوار الإقصائية في النسخة الجديدة من البطولة العالمية، في إنجاز يُضاف إلى سجل النادي الحافل بالنجاحات.

 

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/ssstwitter.com_1751008891948.mp4

مقالات مشابهة

  • كانسيلو يطمئن الدكة بعد هدف ليوناردو: ما فيها تسلل .. فيديو
  • مختص: الإدمان ليس اضطرابا نفسيا ويحتاج إلى علاج طويل المدى
  • هبة وسارة مهند يردان على تعليقات التنمر: عادي صرنا ناكل بزيادة.. فيديو
  • تحذير رسمي في إسطنبول.. سلوك يومي شائع قد يكلّفك غرامة فورية!
  • بعد إحالته للجنة المختصة.. تفاصيل طلب المناقشة العامة بشأن مكافحة ظاهرة التنمر
  • سلوك العصابات.. اقتحام مليشيا الانتقالي لمسجد في عدن واختطاف الإمام تشعل غضبًا واسعًا في اليمن
  • هذا ما يحدث لجسمك عند تناول مشروبات الطاقة
  • الجديد: مهلة سحب المصارف لورقة العشرين والخمسة مازالت بعيدة
  • جيش الاحتلال: إيران أصبحت بعيدة عن امتلاك سلاح نووي
  • «نماء» تطرح أدوات عملية لبناء بيئات عمل أكثر عدلاً وشمولية