علاج واعد يعزز التعافي الحركي بعد إصابة الحبل الشوكي
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
كشفت دراسة حديثة عن إمكانية استخدام عقار "إدونيربيك مالييت" (Edonerpic Maleate) في تسريع التعافي واستعادة الحركة بعد إصابة الحبل الشوكي، حيث أظهرت تجارب على الحيوانات أن الدواء يحسن القدرة على التحكم باليدين والإمساك بالأشياء بعد الإصابة.
وتمثل هذه الدراسة تقدما واعدا في تطوير علاجات لإصابات الحبل الشوكي، قد يسهم في تحسين نوعية حياة المرضى وتقليل الأعباء الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بهذه الإصابات.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة مدينة يوكوهاما ومن مشروع الأطراف الاصطناعية العصبية في معهد طوكيو للعلوم الطبية في اليابان، ونُشرت نتائجها في دورية "برين كوميونيكيشنز" (Brain Communications) يوم 13 مارس/آذار الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
وتُعد إصابات الحبل الشوكي من المشكلات الصحية التي قد تؤدي إلى الشلل الجزئي أو الكلي، مما يؤثر في حياة ملايين الأشخاص حول العالم. ورغم التقدم الطبي، لا تزال استعادة الوظائف الحركية، مثل تحريك اليدين، تحديا كبيرا.
كيف يعمل إدونيربيك مالييت؟يعزّز دواء إدونيربيك مالييت المرونة العصبية، المعروفة علميا باللدونة العصبية أو مطاوعة الدماغ (Neural Plasticity)، وهي قدرة الدماغ على التكيف وإعادة تنظيم نفسه بعد التعرض لإصابة لتعويض الوظائف المفقودة.
إعلانيقول البروفيسور تاكويا تاكاهاشي، من جامعة مدينة يوكوهاما اليابانية وقائد فريق البحث في هذه الدراسة، إنها تركز على دور المرونة العصبية في التعافي من الشلل، وأضاف "تُظهر دراستنا أن إدونيربيك مالييت يمكن أن يسهّل إعادة التأهيل من خلال تحفيز التغيرات العصبية في الدماغ مما يدعم التعافي بعد إصابة الحبل الشوكي".
واستخدم الباحثون في هذه الدراسة نموذجا من الرئيسيات غير البشرية (القرود) لدراسة تأثير دواء إدونيربيك مالييت على التعافي الحركي بعد الإصابة الجزئية في الحبل الشوكي العنقي. وخضعت القرود لتدريب على التقاط الطعام باستخدام أطرافها الأمامية كجزء من التجربة. وبعد ذلك، أُحدثت لها إصابة جزئية متعمدة في الحبل الشوكي أدت إلى شلل جزئي أفقدها القدرة على أداء هذه المهمة.
نتائج مبشّرة في استعادة الحركة
أظهرت القرود، بعد تلقيها علاج إدونيربيك مالييت بالتزامن مع إعادة التأهيل، تحسنا ملحوظا في التحكم الحركي، وخاصة في قدرتها على استخدام اليد المصابة لالتقاط الطعام.
وأوضحت النتائج أن الدواء يعزز إرسال الإشارات بين الدماغ والعضلات، مما يساعد على تحسين التحكم في الحركة. كما أشارت النتائج إلى أن الدواء يدعم إعادة تشكيل الروابط العصبية المتبقية بعد الإصابة، مما يُساعد الدماغ على إيجاد مسارات جديدة للحركة بدلا من تلك التي تعطلت بسبب الإصابة، وبالتالي استعادة السيطرة على الأطراف المصابة.
وأظهرت فحوص الدماغ أن هذا الدواء يوسّع المناطق المسؤولة عن التحكم في حركة اليد، مما يعزز القدرة على القيام بحركات دقيقة مثل الإمساك بالأشياء، مما يشير إلى أن الدواء يساعد الدماغ على التكيف مع الإصابة بشكل أسرع، وبالتالي يُسرّع التعافي.
وصرّح البروفيسور تاكاهاشي في هذا السياق "رغم أن هذه الدراسة أُجريت على الحيوانات، فإن النتائج واعدة وقد تُساعد في تطوير علاج جديد للبشر. نأمل أن يصبح هذا الدواء جزءا من برامج إعادة التأهيل بالمستشفيات، ليساعد المرضى حول العالم على استعادة قدرتهم على الحركة".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الحبل الشوکی هذه الدراسة أن الدواء
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذر: انقطاع النفس أثناء النوم يصيبك بمشاكل خطيرة
كشفت دراسة جديدة أن انقطاع النفس النومي، وخاصةً أثناء نوم حركة العين السريعة، قد يُلحق الضرر بمناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة، مما يزيد من خطر الإصابة بالخرف والزهايمر، وارتبط انخفاض مستويات الأكسجين أثناء النوم بتلف المادة البيضاء وانكماش الدماغ، مما يُسلط الضوء على الأثر الإدراكي الخفي لانقطاع النفس النومي غير المُعالج لدى كبار السن.
انقطاع النفس النومي، وهو اضطراب شائع في النوم، قد يؤدي إلى إتلاف الدماغ بصمت وزيادة خطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالذاكرة مثل الخرف ومرض الزهايمرتشير دراسة جديدة نُشرت في 7 مايو في مجلة علم الأعصاب، إلى أن انخفاض مستويات الأكسجين أثناء النوم - وخاصةً في مرحلة نوم محددة - قد يرتبط بتغيرات دماغية ضارة.
ركزت الدراسة على نوم حركة العين السريعة (REM)، وهي المرحلة التي تحدث فيها معظم الأحلام، ويعالج فيها الدماغ الذكريات الجديدة ويخزنها، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين عانوا من انخفاض مستويات الأكسجين أثناء نوم حركة العين السريعة كان لديهم تلف أكبر في أجزاء الدماغ المرتبطة بالذاكرة، كلما زاد نقص الأكسجين، كان تلف الدماغ أشد.
انقطاع النفس الانسدادي النومي هو حالة يتوقف فيها تنفس الشخص ويبدأ بشكل متكرر أثناء النوم، يؤدي هذا غالبًا إلى انخفاض مستويات الأكسجين، مما يُوقظ الدماغ لفترة وجيزة ليستعيد التنفس، ووفقًا للباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور برايس ماندر، الأستاذ المشارك في جامعة كاليفورنيا، إيرفين، فإن هذا الانخفاض المتكرر في الأكسجين قد يُلحق الضرر بالأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ، وقد يؤثر هذا الضرر بدوره على مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة.
قال ماندر: "يزداد انتشار انقطاع النفس النومي مع تقدم السن، وإذا تُرك دون علاج، فقد يُقلل من قدرة الدماغ على العمل بشكل سليم"، "وجدت دراستنا أن انخفاض مستويات الأكسجين أثناء نوم حركة العين السريعة يرتبط بمشاكل في الذاكرة، وقد يؤدي إلى التدهور المعرفي".
أجرى فريق البحث فحصًا على 37 بالغًا، متوسط أعمارهم 73 عامًا، يعاني 24 منهم من انقطاع النفس النومي، وأجروا فحوصات دماغية، وراقبوا نوم المشاركين، وأظهرت الفحوصات أن الأشخاص الذين انخفضت لديهم مستويات الأكسجين أثناء نوم حركة العين السريعة (REM) كانوا أكثر عرضة لتلف المادة البيضاء في الدماغ، وتُعدّ المادة البيضاء أساسية لإرسال الإشارات بين مناطق الدماغ المختلفة، ولها دور كبير في الذاكرة والتعلم.
وجدت الدراسة أيضًا أنه كلما طال الوقت الذي يقضيه المشاركون بمستويات أكسجين أقل من 90% أثناء النوم، زاد الضرر الذي لحق بمادتهم البيضاء.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أولئك الذين يعانون من مستويات أكسجين أعلى تلف المادة البيضاء كما عانى المشاركون من انكماش في مناطق رئيسية مرتبطة بالذاكرة في الدماغ، مثل الحُصين والقشرة الشمية الداخلية، وكان أداء المشاركين الذين عانوا من انكماش أكبر في هذه المناطق أسوأ في اختبارات الذاكرة.
في حين تشير الدراسة إلى وجود صلة قوية بين انقطاع النفس النومي وتغيرات الدماغ التي تؤثر على الذاكرة، يُحذّر الباحثون من أنها لا تُثبت وجود سبب مباشر. ومع ذلك، تُساعد النتائج في تفسير سبب إسهام انقطاع النفس النومي غير المُعالج في تسريع تدهور الذاكرة مع تقدم العمر.
يأمل الباحثون أن يشجع عملهم المزيد من الأشخاص، وخاصة كبار السن، على الخضوع لتقييم انقطاع النفس النومي، فالعلاج المبكر لا يحمي الصحة العامة فحسب، بل يحمي أيضًا وظائف الدماغ.
المصدر: timesnownews.