البلاد- جدة
تشهد السعودية خلال الأيام المقبلة اجتماعًا مهمًا بين الفرق الفنية الأمريكية والروسية، في خطوة تهدف إلى تنفيذ وتوسيع نطاق وقف إطلاق النار الجزئي في أوكرانيا، في ظل تفاؤل عقب اتصالات ثنائية بين “ترامب وبوتين” من جهة و”ترامب وزيلينسكي” من جهة أخرى.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس (الأربعاء) أنّه أجرى “اتصالاً جيداً للغاية” مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك غداة اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أنّ المحادثات “تسير على الطريق الصحيح” في وقت تدفع واشنطن باتجاه وقف إطلاق النار في أوكرانيا.


وقال ترامب في منشور على منصته “تروث سوشيال”: “أجريت مكالمة جيدة للغاية مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي. استمرت حوالي ساعة. تركز جزء كبير من المحادثة على المكالمة التي جرت مع الرئيس بوتين لمواءمة مطالب واحتياجات كلّ من روسيا وأوكرانيا. نحن على الطريق الصحيح”.

يأتي هذا في ظل اتصالات متواصلة بين ترامب وبوتين، وصفها الأول بالمثمرة والبناءة، مما يعكس تحسنًا ملحوظًا في العلاقات بين البلدين، قد يُمهد الطريق لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقد شهدت العلاقة بين الرئيسين تطورًا لافتًا في الفترة الأخيرة، حيث أكد الكرملين أن بوتين وترامب يتبادلان الثقة ويفهمان بعضهما البعض جيدًا. وفي هذا السياق، صرّح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن “الرئيسين بوتين وترامب يفهمان أحدهما الآخر جيدًا ويتبادلان الثقة ويعتزمان المضي تدريجيًا نحو تطبيع العلاقات”. كما أشار بوتين إلى أن “الرئيس ترامب قائد حقيقي لديه رؤية واضحة وقرارات حاسمة”، مؤكدًا أن “الولايات المتحدة وروسيا يمكنهما تحقيق الكثير معًا عندما تكون هناك قيادة تعرف كيف تبني الجسور بدلًا من هدمها”.
وفي إطار هذه الجهود، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز أنه تحدث مع نظيره الروسي بشأن المساعي المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، موضحًا عبر منشور على منصة “إكس” أنه “تم الاتفاق على أن تجتمع الفرق الفنية في السعودية خلال الأيام المقبلة للتركيز على تنفيذ وتوسيع نطاق وقف إطلاق النار الجزئي الذي حصل عليه الرئيس ترامب من روسيا”.
وفي سياق متصل، صرّح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بأن التوصل إلى هدنة في أوكرانيا قد يكون ممكنًا خلال أسابيع قليلة، مشيرًا إلى أن المحادثات بشأن وقف محتمل لإطلاق النار ستُعقد يوم الأحد في مدينة جدة السعودية.
وتلعب السعودية دورًا بارزًا كوسيط محايد في الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مستفيدة من علاقاتها القوية مع جميع الأطراف المعنية. وقد سبق أن استضافت المملكة محادثات حول الأزمة الأوكرانية، مما يعكس ثقة المجتمع الدولي بقدرتها على تسهيل الحوار وتحقيق تقدم ملموس في هذا الملف الشائك.
ويحظى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، بدور مؤثر في حل النزاعات وتعزيز السلام العالمي، حيث لعب دورًا أساسيًا في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، فضلًا عن جهوده في قضايا إقليمية ودولية أخرى. وقد أشاد ترامب بدور الأمير محمد بن سلمان، قائلًا: “ولي العهد السعودي قائد استثنائي يتمتع برؤية واضحة وشجاعة كبيرة في مواجهة التحديات العالمية”.
من جانبه، أثنى بوتين على جهود الأمير محمد بن سلمان، مؤكدًا أن “السعودية، بقيادة ولي عهدها، تُظهر قدرة مميزة على الوساطة وتحقيق التوازن في القضايا الدولية المعقدة”.
وفي سياق متصل، عبّر زيلينسكي عن تقديره لدور الأمير محمد بن سلمان في الوساطة بين بلاده وروسيا، مشيرًا إلى أن “السعودية أثبتت أنها شريك مسؤول يسعى لتحقيق السلام والاستقرار، ونحن نُقدر دعم ولي العهد في هذه الأوقات الحرجة”.
ومع اقتراب موعد المحادثات في السعودية، يترقب العالم نتائج هذا التقارب الأمريكي الروسي وسط آمال بأن تسهم هذه الجهود في إنهاء الحرب الأوكرانية وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين القوى الكبرى، بوساطة سعودية حكيمة ومتوازنة.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: لإنهاء الحرب فی أوکرانیا الأمیر محمد بن سلمان إلى أن

إقرأ أيضاً:

ترامب مستاء لأن زيلينسكي لم يقرأ خطته للسلام

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد إنه شعر "بخيبة أمل بعض الشيء" تجاه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لعدم انخراطه في الدفع قدما بمقترح خطة السلام لإنهاء الحرب مع روسيا.

وقال ترامب للصحفيين ردا على سؤال خلال حفل جوائز تكريم سنوي ينظمه مركز كينيدي، "تحدثت مع الرئيس بوتين ومع القادة الأوكرانيين بمن فيهم زيلينسكي ويجب أن أقول إنني أشعر بخيبة أمل بعض الشيء لأن الرئيس زيلينسكي لم يقرأ المقترح بعد، وكان هذا قبل ساعات قليلة".

وانتهت يوم السبت محادثات بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين استمرت لأيام وشارك فيها زيلينسكي عبر الهاتف دون تحقيق أي تقدم واضح، على الرغم من تعهد الرئيس الأوكراني بإجراء المزيد من المحادثات للوصول إلى "سلام حقيقي" ونهاية الحرب الروسية الأوكرانية.

وجاءت المحادثات بعد أن التقى المبعوثان الأميركيان ستيفن ويتكوف وجاريد كوشنر بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، حيث رفضت موسكو أجزاء من المقترح الأميركي للسلام.

وخضعت الخطة الأميركية لعدة تعديلات منذ طرحها للمرة الأولى خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وسط انتقادات خصوصا من قادة أوروبا بأنها تتساهل مع روسيا التي غزت أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يعلق على محادثات السلام الأوكرانية مع أميركا
  • ترامب مستاء لأن زيلينسكي لم يقرأ خطته للسلام
  • نجل الرئيس الأمريكي: ترامب قد ينسحب من دعم أوكرانيا
  • المبعوث الأميركي: اتفاق لإنهاء حرب أوكرانيا “قريب جدًا”
  • زيلينسكي: أوكرانيا وأمريكا ناقشتا القضايا الرئيسية التي قد تضمن إنهاء الحرب
  • زيلينسكي يجري محادثات مع وفد أمريكي لبحث سبل إنهاء الحرب
  • محادثات جديدة بين أوكرانيا والولايات المتحدة لمناقشة خطة إنهاء الحرب مع روسيا
  • مودي وبوتين يحددان ملامح شراكة هندية – روسية حتى 2030
  • أوكرانيا تؤكد سعيها لـسلام حقيقي مع روسيا وبوتين يُعلن شروطه لإنهاء الحرب
  • ويتكوف يلتقي وفدا تفاوضيا أوكرانيا وبوتين يتمسك بأهداف الحرب