رهانات وزارية متناقضة حيال السلاح تقسم الحكومة
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
برزت أخيراً مواقف وزارية متناقضة حيال مقاربة نزع سلاح "حزب الله" في إطار تطبيق اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، وتالياً تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، ما عكس ملامح أزمة سياسية داخلية بدأت تطل برأسها على طاولة مجلس الوزراء، حيث يأخذ هذا الموضوع حيزاً كبيراً من الاهتمام المحلي والخارجي، فيما تنتهج الحكومة سياسة النأي عن طرحه أو إثارته، ولو من باب مواكبة الإجراءات الآيلة إلى مواكبة التزامات خطاب القسم والبيان الوزاري.
وكتبت سابين عويس في" النهار": تتزامن الإثارة المتكررة للموضوع مع الضغط المتنامي الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية على لبنان من أجل الدفع نحو فتح قنوات التفاوض السياسي وربما المباشر بين لبنان وإسرائيل حول الحدود، تحضيراً لمرحلة التطبيع مع الدولة العبرية. ويرى مراقبون أن واشنطن تتسرع كثيراً في الدفع في هذا الاتجاه، مهددة بذلك الوضع الداخلي اللبناني الهش في ظل الانقسامات الواضحة منذ انخراط الحزب في "حرب الإسناد"، وصولاً إلى الوضع الراهن، حيث الخروق لاتفاق وقف النار من موقّعيه واضحة في شكل لا لبس فيه.
لم تنته بعد ردود الفعل على الموقف الملتبس لنائب رئيس الحكومة طارق متري من الجدول الزمني لنزع سلاح "حزب الله"، حتى جاء موقف مماثل لوزير المال ياسين جابر أكد فيه أن السلاح شمالي الليطاني لن يسحب قبل أسابيع، ليستكمل المشهد بموقف لافت عبرت عنه وزيرة البيئة تمارا الزين، مؤكدة أنها ليست مع وضع روزنامة لنزع السلاح، وأن وجود الاحتلال يعطي الحق تلقائيا في المقاومة.
قابل هذه المواقف المتوافقة حول استبعاد موعد نزع السلاح، كلام متقدم لوزير الخارجية يوسف رجي قال فيه إن الحزب يتنصل من تنفيذ اتفاق وقف النار، رغم أن نص الاتفاق واضح.
أمام هذه المواقف المتباينة، يبدو السؤال مبرراً عن التناقض الواضح في تفسير الاتفاق والسعي إلى الالتفاف على مضمونه، علماً أن التزام لبنان لا يقف عند هذا الاتفاق الذي وضع حدا للحرب، ولم يوقف الخروق، بل يذهب أبعد في التعهد بتنفيذ القرار ١٨٠١ وكل مندرجاته، وأهمها ما يتعلق بالقرارين ١٥٥٩ و١٦٨٠. والقراران يؤكدان مسألة نزع السلاح (الأول)، وترسيم الحدود البرية مع سوريا، حيث ينخرط الحزب في المواجهات رغم نفيه الرسمي لذلك
مصادر سياسية كشفت عن حال من الانقسام بدأت ملامحه تتبلور بين الوزراء بحسب توجهاتهم السياسية وما ترتبه عليهم مراجعهم الحزبية، ما يهدد التضامن الحكومي وينعكس سلباً على إنتاجيتهم، في ما لو تعمق هذا الانقسام أكثر بمرور الوقت واشتداد الضغوط الدولية المترافقة مع شروط الدعم المالي. ولاحظت أن الحكومة تشهد ثلاثة أنواع من الرهانات، أولها يأتي من فريق يراهن على عامل الوقت وتطور الوضع في سوريا لإعادة تعويم الحزب، بعد أن يتمكن من استرجاع قوته العسكرية والمالية. أما الفريق الثاني المتخوف من نجاح هذا الفريق في رهانه، فلا يستبعد من جهته أن يشتد الضغط الخارجي للقضاء كلياً على قدرات الحزب وعدم الاكتفاء بإضعافه، بعدما تبين أن الحزب ليس في وارد التعقل والعودة إلى الداخل من خلال العمل السياسي، كما أعلن مراراً أمينه العام. ويقف الفريق الثالث في الوسط محاولاً استغلال الزخم الدولي لإنجاز خطوات واتخاذ إجراءات من شأنها أن تعزز الوضع المؤسساتي وتوجه إشارات جدية إلى الخارج حول التزام لبنان تعهداته السياسية والإصلاحيّة التي تتيح له الخروج عملياً من عزلته والحصول على الدعم المالي الذي يحتاج إليه. وهذا الفريق يتعامل بحذر مع إجراءات تطبيق اتفاق النار والـ١٧٠١، على نحو لا يؤدي إلى وضع الجيش في مواجهة الحزب، علماً أن لبنان يتبلغ باستمرار استياء أميركياً من المماطلة والتباطؤ وسط تقارير تصل إلى جهات أميركية نافذة في اللوبي ضد الحزب، مؤداها أن الأخير يلتفّ على قرار تسليم سلاحه، بحيث يسلّم الجيش أسلحة غير صالحة. من هنا، لا تستبعد المصادر أن يزيد التوتر داخل الحكومة وخارجها مع اشتداد الضغط السياسي من الخارج، والعسكري على الجبهات المفتوحة! مواضيع ذات صلة تطمينات دولية جنوبا واجواء متناقضة شرقا Lebanon 24 تطمينات دولية جنوبا واجواء متناقضة شرقا
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
الضمانات السياسية بعد تسليم السلاح: بين الشراكة والمداورة
في ظل الحديث المتجدد عن ضرورة حصر السلاح بيد الدولة واحتكارها وحدها لوسائل القوة، يطرح سؤال جوهري : هل يحتاج الشيعة إلى ضمانات سياسية مقابل هذه الخطوة؟
في الوقت الذي يدور فيه حوار داخلي حول سلاح حزب الله، بدأ النقاش داخل أوساط الطائفة الشيعية، من صالوناتها الثقافية إلى نخبها السياسية والفكرية، حول ضرورة المطالبة بتوازن حقيقي في بنية النظام، وهذا ما ينبغي أن ينقله المفاوض الشيعي تحديدا في أي حوار مرتقب مع الأميركيين، خاصة أن مؤشرات هذا الحوار بدأت تلوح في الأفق.
بالنسبة إلى غالبية المكون الشيعي، لطالما شكل السلاح ضمانة وجودية في مواجهة التهديد الإسرائيلي من جهة، وإزاء مخاوف الإقصاء الداخلي من جهة أخرى. ومن هذا المنطلق، فإن أي نقاش حول تسليم هذا السلاح لا يمكن فصله عن ضمانات سياسية واضحة، تتجاوز الشراكة النظرية، وتترجم فعليا في بنية الحكم ومراكز القرار.
في المقابل، يرى العديد من المكونات اللبنانية، لا سيما من الطائفتين السنية والمسيحية، أن احتفاظ أي طرف بسلاح خارج سلطة الدولة يضعف فكرة الدولة نفسها، ويقوض التوازن الوطني. ويستشهد هنا باتفاق الطائف الذي نص صراحة على حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية.
نص الطائف أيضا على إلغاء الطائفية السياسية بشكل تدريجي، بدءًا بتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية، لكن بعد أكثر من ثلاثة عقود، لا تزال الطائفية متجذرة في عمق النظام، وأصبحت المراكز الحساسة من رئاسات الدولة إلى قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان توزع وفق توازنات طائفية دقيقة.
يشير البعض إلى أن المسيحيين لا يشكلون أكثر من 30% من السكان، ويبنى على هذا الطرح اقتراحات لإعادة توزيع المناصب ووظائف الفئة الأولى على أساس الحجم الديموغرافي. إلا أن هذا الطرح، يصطدم بجوهر النظام اللبناني القائم على التوازن لا الغلبة، والشراكة لا الأكثرية.
فما يؤكده المسيحيون هو أن الشراكة لا تقاس بالأرقام فقط، والتي هي في الواقع اللبناني مجرد وجهة نظر، بل بتوازن الكيانات، وهو منطق ينطبق أيضا على الشيعة، الذين يخشون أن تتحول دعوة حصر السلاح بيد الدولة إلى مدخل لعزلهم سياسيا، إن لم تقترن بضمانات دستورية وشراكة حقيقية في صناعة القرار.
ان تجاوز هذه المعضلات، بحسب مصدر شيعي، لا يكون بالاستمرار في النهج الطائفي السائد، بل عبر استكمال تنفيذ اتفاق الطائف، من خلال إلغاء الطائفية السياسية تدريجيًا، بدءا بتشكيل الهيئة الوطنية المنصوص عليها في الاتفاق، وتطبيق مبدأ المداورة في المواقع الحساسة في الدولة، منعا لاحتكارها طائفيا، وضمان شراكة فعلية لجميع المكونات في القرار، بعيدا عن منطق السلاح أو التهميش. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة تسليم السلاح والضمانات بالتزام "وقف النار" يعلّقان الأمور و"حزب الله"على موقفه Lebanon 24 تسليم السلاح والضمانات بالتزام "وقف النار" يعلّقان الأمور و"حزب الله"على موقفه 12/07/2025 10:00:33 12/07/2025 10:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 وفد فلسطيني في بيروت لوضع آلية تسليم السلاح داخل المخيمات خلافات بين بعض الفصائل Lebanon 24 وفد فلسطيني في بيروت لوضع آلية تسليم السلاح داخل المخيمات خلافات بين بعض الفصائل
12/07/2025 10:00:33 12/07/2025 10:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان رفض تأجيل تسليم السلاح الفلسطيني الى ما بعد منتصف حزيران Lebanon 24 لبنان رفض تأجيل تسليم السلاح الفلسطيني الى ما بعد منتصف حزيران
12/07/2025 10:00:33 12/07/2025 10:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 قاسم يقطع الطريق على تسليم السلاح: لا تنازلات من دون مقابل بعد الان Lebanon 24 قاسم يقطع الطريق على تسليم السلاح: لا تنازلات من دون مقابل بعد الان
12/07/2025 10:00:33 12/07/2025 10:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 قد يعجبك أيضاً
"Google Maps"حين يتحوّل الدليل إلى خطر
Lebanon 24 "Google Maps"حين يتحوّل الدليل إلى خطر
02:30 | 2025-07-12 12/07/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 خطرٌ كبير.. سيارات غير صالحة للسير في لبنان!
Lebanon 24 خطرٌ كبير.. سيارات غير صالحة للسير في لبنان!
02:45 | 2025-07-12 12/07/2025 02:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 كلاس: عودة الكيانية إلى تلفزيون الوطن ..!
Lebanon 24 كلاس: عودة الكيانية إلى تلفزيون الوطن ..!
02:19 | 2025-07-12 12/07/2025 02:19:37 Lebanon 24 Lebanon 24 تحسينات.. ماذا شهد سجن روميه؟
Lebanon 24 تحسينات.. ماذا شهد سجن روميه؟
02:15 | 2025-07-12 12/07/2025 02:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تعويضات نهاية الخدمة: 45 ألف للدولار ومفعول رجعي ..ولكن
Lebanon 24 تعويضات نهاية الخدمة: 45 ألف للدولار ومفعول رجعي ..ولكن
02:00 | 2025-07-12 12/07/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
بيان من أدرعي عن "اغتيال" في لبنان.. هذا ما أعلنه
Lebanon 24 بيان من أدرعي عن "اغتيال" في لبنان.. هذا ما أعلنه
13:37 | 2025-07-11 11/07/2025 01:37:45 Lebanon 24 Lebanon 24 "صاروخ" متطور يضرب لبنان.. تقريرٌ إسرائيلي يكشف عنه!
Lebanon 24 "صاروخ" متطور يضرب لبنان.. تقريرٌ إسرائيلي يكشف عنه!
14:10 | 2025-07-11 11/07/2025 02:10:52 Lebanon 24 Lebanon 24 أطلت كالأميرات.. فنانة لبنانية تدخل القفص الذهبي تعرفوا إلى عريسها (صور)
Lebanon 24 أطلت كالأميرات.. فنانة لبنانية تدخل القفص الذهبي تعرفوا إلى عريسها (صور)
04:41 | 2025-07-11 11/07/2025 04:41:50 Lebanon 24 Lebanon 24 بسبب "الأبقار الإسرائيلية".. تنبيه عاجل من بلدية في الجنوب
Lebanon 24 بسبب "الأبقار الإسرائيلية".. تنبيه عاجل من بلدية في الجنوب
15:25 | 2025-07-11 11/07/2025 03:25:24 Lebanon 24 Lebanon 24 بيان من "المالية".. هذا ما جاء فيه
Lebanon 24 بيان من "المالية".. هذا ما جاء فيه
06:17 | 2025-07-11 11/07/2025 06:17:45 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب
هتاف دهام - Hitaf Daham أيضاً في لبنان
02:30 | 2025-07-12 "Google Maps"حين يتحوّل الدليل إلى خطر 02:45 | 2025-07-12 خطرٌ كبير.. سيارات غير صالحة للسير في لبنان! 02:19 | 2025-07-12 كلاس: عودة الكيانية إلى تلفزيون الوطن ..! 02:15 | 2025-07-12 تحسينات.. ماذا شهد سجن روميه؟ 02:00 | 2025-07-12 تعويضات نهاية الخدمة: 45 ألف للدولار ومفعول رجعي ..ولكن 01:52 | 2025-07-12 موظفو الادارة العامة: التفاوض والا خطوات تصعيدية غير مسبوقة فيديو بهيكل نحيف وكاميرات ممتازة.. تعرّفوا إلى ميزات هاتف Galaxy Z Fold7 (فيديو)
Lebanon 24 بهيكل نحيف وكاميرات ممتازة.. تعرّفوا إلى ميزات هاتف Galaxy Z Fold7 (فيديو)
01:00 | 2025-07-12 12/07/2025 10:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 استولى على أموالها بالكامل.. فنانة شهيرة تكشف للمرة الأولى عن أزمتها مع زوجها الثالث (فيديو)
Lebanon 24 استولى على أموالها بالكامل.. فنانة شهيرة تكشف للمرة الأولى عن أزمتها مع زوجها الثالث (فيديو)
02:37 | 2025-07-11 12/07/2025 10:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 فنان سوري مُفاجأة سيرين عبد النور.. وتوجه له رسالة خاصة (فيديو)
Lebanon 24 فنان سوري مُفاجأة سيرين عبد النور.. وتوجه له رسالة خاصة (فيديو)
03:10 | 2025-07-10 12/07/2025 10:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24