جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-21@23:13:48 GMT

أول هدية يوم أم!

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

أول هدية يوم أم!

 

 

أنيسة الهوتية

في عائلتي، لم نكن نحتفل بعيد الأم، وكان الأغلب لا يعلم بوجوده! وعندما بدأوا يتسامعون به، تعاملوا معه على أنَّه احتفالية خاصة بالمسيحيين مثل "الكريسماس"، ولم يلقَ قبولًا للتعامل به في أغلب المجتمع المجاور آنذاك. وكانت قناعة جدي، وعمي، وأبي، أنَّ عيد الأم بدعة، وأن تخصيص يوم للاحتفال بالأم ليس من تعاليم ديننا الحنيف.

وبما أني كنت طفلة صغيرة آنذاك، ومع احترامي لوجهة نظر عائلتي، إلّا أنني كُنت أُريد أخذ الإذن لتقديم هدية لأمي، ولكن تربية "السمع والطاعة" لم تسمح لي حتى بالسؤال، بينما كانت خوالجي تتمنى أن أكون البنت التي تُسعد أمها بهدية في يوم الأم، حتى أرى تلك اللمعة الجميلة في عينيها، وألمس الشيء الذي كنتُ أقرأه في قصص الأطفال على أرض الواقع، وأستشعرُ مشاعر الفتاة المُطيعة التي أسعدت أمها بهدية في هذا اليوم، تمامًا كما قرأت في مجلة ماجد ومجلات الأطفال المصورة.

ترسخ تاريخ 21 مارس في ذهني، في وقت كان أغلب العائلة يتعامل بالتاريخ الهجري، إلّا أن التقويم المُعلَّق في صالة المنزل كان مُقيدًا بالإثنين؛ أي الهجري والميلادي، وهنا بدأت أتابع التاريخ الميلادي من عمر الثامنة.

ولماذا الثامنة؟ لأني في هذا السن أهديت أمي أول هدية عيد أم، وكانت "ليسو" مطبوع عليه جملة، "الله، الوطن، السلطان"، ورسومات على شكل مزهرية مزخرفة فيها ورود ملونة متنوعة، والخام كان لونه "حليبي" كما كنَّا نصفه آنذاك، وهو "البيج".

أخذته بخمسمائة بيسة، باتفاق أن أدفع كل يوم مئتي بيسة وهما مصروفي اليومي من جدي منصور، ووافقت عمتي شريفة والتي كانت هي الزوجة الأولى لوالدي، وطليقته آنذاك.

وفعلًا، غمرتني ابتسامة أمي بالسعادة حين ارتسمت على وجهها السمح، وخاصة أن ابتسامتها كانت عملة نادرة مع برنامجها اليومي المنهك من الأعمال والمسؤوليات اليومية، ولا زلت أشعر بأنَّ تلك الابتسامة كانت المختلفة على الإطلاق من أجمل؛ بل أروع ابتساماتها.

ثم بينما انتهت تلك اللحظة الجميلة والحضن الخجول، نظرت إلى يميني فرأيت جدتي المُعلمة حليمة بنت حمد تنظر إليَّ بعيون رضا ومحبة، فاعتصر قلبي ألم بأنني لم أحضر هدية لجدتي.

وفي اليوم التالي ركضت إلى بيت عمتي شريفة، وطلبت منها "ليسو" ثاني من نفس النوع لجدتي وبنفس اتفاق الدفع إلى أن ينتهي المبلغ، فأخرجت واحدة أخرى باللون البني الفاتح وبنقوش وزخارف شبه إسلامية بلا كلمات مطبوعة، وقالت: هذه تليق بالمعلمة حليمة أكثر.

فأخذته من يدها وركضت إلى جدتي، فأهديتها إياه، وسارعت بالنظر إلى عينيها، فرأيت تلك النظرات الحنونة ممتلئة بالفرح، وهنا كدت أن أطير إلى عنان السماء.

ولمحت شخصًا يقف وراء جدتي، وإذا بها خالتي خديجة، وهي في أوائل حَملِها بأوَّل طفلة لها بعد زواج خمس سنوات! وقد أتت للإقامة الطويلة عندنا، فحضنتها وفرحت بعودتها مرة أخرى. وشعرت بذات الشعور بأنني لم أحسب لها حسبة!

وبعد قليل، ذهبت إلى عمتي للمرة الثالثة، وطلبت "ليسو" آخر يليق بخالتي "خدوج"، فأعطتني "ليسو" باللون السماوي فيه ورود محمدية كبيرة، وقالت هذه تشبه خدود "خدوج" وسأضيف قيمته إلى حسابك. فحركت رأسي بنعم، وركضت سريعًا إلى البيت ثم لغرفة خالتي وأهديتها، وبالفعل السعادة التي رأيتها في عينيها كانت تتراقص في قلبي.

ولكن، شعرت بأني لا زلت مقصرة في حق شخص ما! فتبعت إحساسي، وذهبت إلى عمتي شريفة وقبلت رأسها، وطلبت منها أن تختار لنفسها واحدة هدية يوم الأم مني لها، وتضيفه على الحساب. فابتسمت، وقالت: حسناً، سآخذ الأسود والأبيض. والآن سأحسب عليكِ كل قطعة بمئتين وخمسين بيسة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«الشؤون الإسلامية» تنهي توزيع هدية خادم الحرمين من المصحف الشريف عبر ميناء جدة

أنهت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة بفرعها في منطقة مكة المكرمة، توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين من المصحف الشريف على آخر أفواج الحجاج المغادرين إلى بلادهم عبر ميناء جدة الإسلامي، وذلك ضمن البرامج النوعية التي تنفذها الوزارة للعناية بالحجاج وتوديعهم بما يليق بهذه الرحلة الإيمانية.

وعد ضيوف الرحمن المغادرون هذه اللفتة الكريمة والهدية المباركة تجسيد لعناية المملكة وقيادتها الرشيدة بالحجاج والمعتمرين، منوهين بما حظوا به من رعاية وخدمات متميزة منذ لحظة وصولهم إلى الأراضي المقدسة وحتى مغادرتهم.

 وسأل الحجاج المولى -عز وجل- أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء، وأن يحفظ المملكة وقيادتها، ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والرخاء، مؤكدين أن ما لمسوه من حسن الضيافة والتنظيم والخدمة، كان محط فخر واعتزاز للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

وتأتي هذه الهدية الكريمة ضمن جهود المملكة المتواصلة في خدمة الإسلام والمسلمين، ونشر كتاب الله الكريم في مختلف أرجاء العالم، وتعزيز القيم الإسلامية السمحة.

ميناء جدةاخبار السعوديةاخر اخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • برج الجوزاء .. حظك اليوم الأحد 22 يونيو 2025: هدية غالية
  • أغلى هدية.. أب يهدي بنته عمرة عشان طلعت الأولى بالغربية
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة آسيا بنة وزوجها يحصلان على هواتف “آيفون” هدية من أحد المحلات السودانية بالقاهرة
  • فائدة عظيمة يكشفها المفسرون.. لماذا فضل الله الأم على الأب؟
  • هدية الحكومة للعاملين .. عدد أيام الإجازات خلال يونيو
  • خلاف ورثة يفجّر أغرب معادلة نسب: الأب إيراني والأم إيرانية.. والابن كويتي؟
  • أتمنى ألا يأتوا مرة أخرى!
  • «الشؤون الإسلامية» تنهي توزيع هدية خادم الحرمين من المصحف الشريف عبر ميناء جدة
  • الصحة تحذر من الولادة القيصرية غير المبرر وتكشف مخاطرها على الأم والجنين
  • أم تعاقب طفلها الرضيع بماء مغلي ينهي حياته