جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-16@18:00:54 GMT

أول هدية يوم أم!

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

أول هدية يوم أم!

 

 

أنيسة الهوتية

في عائلتي، لم نكن نحتفل بعيد الأم، وكان الأغلب لا يعلم بوجوده! وعندما بدأوا يتسامعون به، تعاملوا معه على أنَّه احتفالية خاصة بالمسيحيين مثل "الكريسماس"، ولم يلقَ قبولًا للتعامل به في أغلب المجتمع المجاور آنذاك. وكانت قناعة جدي، وعمي، وأبي، أنَّ عيد الأم بدعة، وأن تخصيص يوم للاحتفال بالأم ليس من تعاليم ديننا الحنيف.

وبما أني كنت طفلة صغيرة آنذاك، ومع احترامي لوجهة نظر عائلتي، إلّا أنني كُنت أُريد أخذ الإذن لتقديم هدية لأمي، ولكن تربية "السمع والطاعة" لم تسمح لي حتى بالسؤال، بينما كانت خوالجي تتمنى أن أكون البنت التي تُسعد أمها بهدية في يوم الأم، حتى أرى تلك اللمعة الجميلة في عينيها، وألمس الشيء الذي كنتُ أقرأه في قصص الأطفال على أرض الواقع، وأستشعرُ مشاعر الفتاة المُطيعة التي أسعدت أمها بهدية في هذا اليوم، تمامًا كما قرأت في مجلة ماجد ومجلات الأطفال المصورة.

ترسخ تاريخ 21 مارس في ذهني، في وقت كان أغلب العائلة يتعامل بالتاريخ الهجري، إلّا أن التقويم المُعلَّق في صالة المنزل كان مُقيدًا بالإثنين؛ أي الهجري والميلادي، وهنا بدأت أتابع التاريخ الميلادي من عمر الثامنة.

ولماذا الثامنة؟ لأني في هذا السن أهديت أمي أول هدية عيد أم، وكانت "ليسو" مطبوع عليه جملة، "الله، الوطن، السلطان"، ورسومات على شكل مزهرية مزخرفة فيها ورود ملونة متنوعة، والخام كان لونه "حليبي" كما كنَّا نصفه آنذاك، وهو "البيج".

أخذته بخمسمائة بيسة، باتفاق أن أدفع كل يوم مئتي بيسة وهما مصروفي اليومي من جدي منصور، ووافقت عمتي شريفة والتي كانت هي الزوجة الأولى لوالدي، وطليقته آنذاك.

وفعلًا، غمرتني ابتسامة أمي بالسعادة حين ارتسمت على وجهها السمح، وخاصة أن ابتسامتها كانت عملة نادرة مع برنامجها اليومي المنهك من الأعمال والمسؤوليات اليومية، ولا زلت أشعر بأنَّ تلك الابتسامة كانت المختلفة على الإطلاق من أجمل؛ بل أروع ابتساماتها.

ثم بينما انتهت تلك اللحظة الجميلة والحضن الخجول، نظرت إلى يميني فرأيت جدتي المُعلمة حليمة بنت حمد تنظر إليَّ بعيون رضا ومحبة، فاعتصر قلبي ألم بأنني لم أحضر هدية لجدتي.

وفي اليوم التالي ركضت إلى بيت عمتي شريفة، وطلبت منها "ليسو" ثاني من نفس النوع لجدتي وبنفس اتفاق الدفع إلى أن ينتهي المبلغ، فأخرجت واحدة أخرى باللون البني الفاتح وبنقوش وزخارف شبه إسلامية بلا كلمات مطبوعة، وقالت: هذه تليق بالمعلمة حليمة أكثر.

فأخذته من يدها وركضت إلى جدتي، فأهديتها إياه، وسارعت بالنظر إلى عينيها، فرأيت تلك النظرات الحنونة ممتلئة بالفرح، وهنا كدت أن أطير إلى عنان السماء.

ولمحت شخصًا يقف وراء جدتي، وإذا بها خالتي خديجة، وهي في أوائل حَملِها بأوَّل طفلة لها بعد زواج خمس سنوات! وقد أتت للإقامة الطويلة عندنا، فحضنتها وفرحت بعودتها مرة أخرى. وشعرت بذات الشعور بأنني لم أحسب لها حسبة!

وبعد قليل، ذهبت إلى عمتي للمرة الثالثة، وطلبت "ليسو" آخر يليق بخالتي "خدوج"، فأعطتني "ليسو" باللون السماوي فيه ورود محمدية كبيرة، وقالت هذه تشبه خدود "خدوج" وسأضيف قيمته إلى حسابك. فحركت رأسي بنعم، وركضت سريعًا إلى البيت ثم لغرفة خالتي وأهديتها، وبالفعل السعادة التي رأيتها في عينيها كانت تتراقص في قلبي.

ولكن، شعرت بأني لا زلت مقصرة في حق شخص ما! فتبعت إحساسي، وذهبت إلى عمتي شريفة وقبلت رأسها، وطلبت منها أن تختار لنفسها واحدة هدية يوم الأم مني لها، وتضيفه على الحساب. فابتسمت، وقالت: حسناً، سآخذ الأسود والأبيض. والآن سأحسب عليكِ كل قطعة بمئتين وخمسين بيسة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حجز 4 متهمين في مطاردة مثيرة لمهندس وأسرته بالشرقية

أمرت نيابة مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، بحجز 4 أشخاص لمدة 24 ساعة على ذمة التحقيقات، لحين ورود تحريات المباحث، في واقعة اتهامهم بمطاردة مهندس وأسرته على طريق «بلبيس – أبو حماد» والتعرض لهم بعبارات خادشة للحياء، والتسبب في حالة من الرعب والفزع وسط الطريق العام.

 

بداية الواقعة
وتعود تفاصيل القضية إلى بلاغ حمل رقم 19417 جنح بلبيس، تلقته الأجهزة الأمنية بالشرقية، عقب تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يوثق استغاثة سيدة من مطاردة سيارة نصف نقل حمراء تقل عدة أشخاص لسيارتها الملاكي، التي كان يقودها نجلها المهندس وبصحبته والدته وزوجته وشقيقتاه.

 

وتبين أن المطاردة بدأت من منطقة العباسة مرورًا بقرية السعادات التابعة لمركز بلبيس، حيث قام قائد السيارة النصف نقل بمضايقة السيارة الملاكي عمدًا، ثم صدمها من جهة اليمين تارة، ومن جهة اليسار تارة أخرى، مما أدى لاختلال توازن المركبة وإحداث تلفيات بها، في مشهد كاد أن ينتهي بكارثة مروعة، وذلك بحسب رواية الأم والدة قائد السيارة وتُدعى «ص. ع» تعمل أخصائية تغذية علاجية، وأضافت: أحد ركاب السيارة الحمراء طلب من ابني خفض زجاج السيارة، ثم وجه له عبارات خادشة قائلًا: «هي الليلة بكام مع البنات دول؟»، فطلبت من ابني التزام الهدوء والإسراع حتى نصل إلى نقطة شرطة.

 

وتابعت: لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل لاحقونا بشكل جنوني، حتى نزل اثنان من ركاب السيارة النصف نقل، وركبا ميكروباص اعترض طريقنا، وحاول أحدهم جذب ابنتي سمر من السيارة بالقوة لإنزالها، قبل أن ينهالوا بالضرب المبرح على ابني أمامنا.

 

محاولة تضليل المارة
وأوضحت الأم أن المتهمين حاولوا تضليل المتجمعين من أصحاب المحال والمجازر على جانبي الطريق، بإيهامهم أن الأسرة  «لصوص»، لكنها سارعت بالصراخ مؤكدة أنها طبيبة وأن ابنها مهندس، وأن ما يقال عارٍ تمامًا من الصحة.

 

وأكدت: اتصلت فورًا بالنجدة، وحين علموا بقدوم الشرطة، فروا هاربين، وتركوا وراءهم مشهدًا مليئًا بالخوف والذهول لكل من شاهده.

 

التحرك الأمني وضبط الجناة
عقب تلقي البلاغ، تم تشكيل فريق بحث جنائي بقيادة ضباط مباحث مركز بلبيس، وبالتنسيق مع وحدة البحث بمديرية الأمن، ونجحوا في تحديد هوية المتهمين وضبطهم، وتبين أنهم: "محمد . إ . ع" 29 عامًا، سائق، و"محمد . ج .ع" 17 عامًا، عامل، و"محمد .خ . إ" 20 عامًا، عامل، و"مصطفى . ر . إ" 32 عامًا، سائق، وجميعهم مقيمون بدائرة مركز بلبيس.

 

وحرر محضر بالواقعة وأُحيل المتهمون إلى النيابة العامة التي أصدرت قرارها بحجزهم 24 ساعة لحين ورود تحريات المباحث حول الواقعة.

 

واختتمت الأم حديثها قائلة: لن أتنازل عن حقي وحق أسرتي، فما تعرضنا له من رعب وفزع لا يمكن أن يمر مرور الكرام.

 

غضب شعبي ومطالبات بالعقوبة
أثارت الحادثة حالة استياء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول رواد المنصات مقطع الفيديو المصور، مطالبين بسرعة محاسبة المتهمين وإنزال أقصى العقوبات بحقهم، باعتبار ما حدث جريمة تهدد أمن وسلامة المواطنين على الطرق.

 

وفي هذا الأسبوع، تكررت المأساة في طريق الواحات بمدينة 6 أكتوبر، حيث وقع حادث مماثل حينما لاحق أربعة أشخاص بينهم طلاب وسائق سيارة تقلان فتاتين، في مطاردة انتهت باصطدام مركبتهما بسيارة نقل متوقفة، ما أسفر عن إصابتهما بجروح ونقلهما إلى المستشفى، وأمرت النيابة بحبس المتهمين على ذمة التحقيق، وسط موجة غضب مجتمعي واسعة. 

مقالات مشابهة

  • بوتين: المحادثات مع ترامب كانت صادقة وجوهرية
  • كانت أم وجدة حنينة..رانيا فريد شوقي تحيي ذكرى ميلاد هدى سلطان
  • بوتين: أوكرانيا كانت إحدى القضايا الرئيسة في محادثاتي مع ترامب
  • السعودية.. كريستيانو رونالدو يتلقى هدية زواج غريبة ومفاجئة من إعلامي وسط تفاعل
  • ماذا تفعل إذا كانت قدميك باردة باستمرار؟
  • حجز 4 متهمين في مطاردة مثيرة لمهندس وأسرته بالشرقية
  • البرهان يتحدى الضغوط الدولية: لا مصالحة مع الدعم السريع مهما كانت الكلفة
  • أسرة ضحية مطاردة الواحات: كانت رايحة تشتري فستان التخرج .. ورفضنا عروض الصلح
  • أم تقتل رضيعها بطريقة وحشية
  • متى يصبح طفلك قادرًا على الجلوس دون مساعدة؟