يمانيون| بقلم: حمدي دوبلة
استهل خطته السحرية لإنقاذ الكيان بالإطراء طويلاً على كرم «إسرائيل»، بمنحها الشعب الفلسطيني قطاع غزة والتفضل على أبناء غزة بانسحاب مجاني من أراضي القطاع وإعطائها لهم منة، لكن كانت مكافأة الإحسان – كما يقول رئيس أمريكا – من قبل الغزيين الشر والإرهاب والسابع من أكتوبر.
-حديث دونالد ترامب عن قطاع غزة بهذا الشكل السطحي والمبتذل، ينم عن جهل مستفحل وحماقة مركبة ونوايا أكثر قبحاً وخبثاً، بينما تسابق العالم وفي المقدمة الأنظمة العربية إلى الترحيب والمباركة لخطة الرئيس الذي ما فتئ يتباهى بأنه أكثر الرؤساء الأمريكيين دعما للكيان الصهيوني وسرد الكثير من إنجازاته وهو يشرح خطته التي في ظاهرها السلام وفي باطنها العذاب والكذب والخداع والاحتيال على حقوق ومكتسبات شعب قدم عظيم التضحيات في مسيرة نضاله المتواصل للانعتاق من نير الاحتلال.
-حاول ترامب ومعه كثير من أنظمة الدجل والنفاق أن يجعل من الحنظل البري عسلا وأن يلبس الذئاب ثياب الحملان وأن يستخدم الدبلوماسية الناعمة مطية للانقضاض الاستراتيجي على حقوق الشعوب وإرداتها في الحرية والاستقلال وتقرير المصير.
-حملت الخطة الترمبية العديد من الأهداف الخبيثة، منها ما هو آني ومنها بعيد المدى وأخرى على صلة بالبعد الاستراتيجي، أما الهدف القريب فتمثل في محاولة إنهاء العزلة الدولية لكيان الاحتلال الآخذة بالاتساع يوما بعد آخر بسبب ما يرتكبه من جرائم الإبادة الجماعية بغزة ومجازره الوحشية بحق المدنيين من أبناء القطاع واستخدامه الفج للجوع سلاحا في حربه القذرة والمجاهرة بذلك على لسان مسؤولية المتطرفين وغيرها من الانتهاكات الصارخة التي باتت تؤرق الضمير العالمي وأدت الى ضغوطات شعبية هائلة في أكثر من بلد أوروبي على الحكومات الحليفة للكيان، لتباشر بعضها في اتخاذ إجراءات عقابية غير مسبوقة ضد حكومة الإرهاب الصهيوني.
-ألقى ترامب الحالم بجائزة نوبل للسلام بكل غروره وغطرسته لتجميل صورة القتلة في «تل أبيب» وحشر المقاومة والحق الفلسطيني في زاوية ضيقة من خلال تحميلها مسؤولية استمرار الحرب والتهديد مجددا بجحيمه الذي لا يرحم في حال رفضت الخطة إياها، لكن المفاوض الفلسطيني أثبت عبقرية وحنكة دبلوماسية كبيرة وهو ما تجلى بوضوح في رد حماس الذي امتص كل ذلك الهجوم السياسي الكاسح واستطاع بدهاء إعادة الكرة إلى ملعب الاحتلال وحشر نتنياهو وفريقه المتطرف في الزاوية الضيقة.
-فشلت خطة ترامب إلى حد كبير في تحقيق الهدف المنظور وستفشل حتما في تحقيق أهدافها الاستراتيجية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وإعادة تشكيل وعي عربي يقبل بفكرة وجود «إسرائيل» ككيان طبيعي وصاحب حق في الأرض والمقدسات، لكن ذلك مشروط بالعمل الفلسطيني والعربي والإسلامي المشترك، وفق استراتيجية شاملة وواضحة المعالم، تتكامل فيها نتائج الصمود الشعبي ومكاسب مجاهدي المقاومة مع الحنكة السياسية والكفاءة الدبلوماسية القادرة على تفويت الفرص على العدو وداعميه ومساعيهم المحمومة لزرع بذور الفرقة والتشظي بين أبناء فلسطين وخلق انطباع عام لدى الرأي العالمي والإقليمي بأن الشعب الفلسطيني بات وحيدا في مواجهة قدره ومصيره.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الهلال الأحمر الفلسطيني: ارتقاء 29 شهيدا من طواقمنا في قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة
أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية بأن 29 شهيدا من طواقمها ارتقوا أثناء أداء واجبهم في قطاع غزة، في ظروف مأساوية، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وأعربت الجمعية في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، بالتزامن مع مرور عامين على بدء الحرب المدمرة، عن بالغ حزنها وخيبة أملها إزاء فشل المجتمع الدولي في وضع حد لهذه الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون.
وأوضحت، أن الاحتلال استهدف طواقمها بشكل مباشر دون أي اعتبار لمهامها الإنسانية، أو لشعار الهلال الأحمر المحمي دوليا.
وأشارت إلى أن من بين الشهداء اغتيال مسعفين من طواقم الإسعاف التابعة لها، أثناء محاولتهما إنقاذ الطفلة هند رجاب (5 أعوام) وعائلتها في شهر كانون الثاني 2025، بالإضافة إلى اغتيال ودفن ثمانية من أفراد طاقم الإسعاف (مع سيارات الإسعاف الخاصة بهم) في شهر آذار 2025. كما أُجبرت المستشفيات والمراكز الطبية ومرافق أخرى تابعة للجمعية على الإغلاق بعد تعرضها لأضرار جسيمة جراء القصف، وأوامر الإخلاء القسري الصادرة عن قوات الاحتلال.
ونوهت إلى أن معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة بلغت مستويات صادمة، إذ تملأ رائحة الموت كل زاوية، وتهيمن أنقاض المنازل والمدارس، والطرق، وغيرها من البنى التحتية المدنية المدمرة على المشهد.
وما زال دخول المساعدات الإنسانية مقيداً بشدة، فيما تكافح العائلات من أجل العثور على مأوى وطعام ومياه نظيفة.
وأكدت أن الطواقم الإنسانية والطبية بمن فيهم متطوعوها وموظفوها يواصلون تقديم المساعدة المنقذة للحياة، في ظل أخطر الظروف حيث يتم تجاهل القانون الدولي الإنساني يوميًا.
واستدركت قائلة: بينما نواجه نقصا حادا في الوقود والدواء والمواد الأساسية، الأمر الذي عرقل تقديم الخدمات الطبية والإنسانية الحيوية لأبناء شعبنا في قطاع غزة، فإننا نواصل بذل الجهود للوصول إلى المحتاجين والمتضررين في قطاع غزة.
وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر يونس الخطيب: "لقد حان الوقت كي يوقف العالم المقتلة في قطاع غزة، ويُنهي هذا الدمار العبثي ويُغلق هذه الصفحة السوداء من التاريخ، ويضمن بدلًا من ذلك أن تسود الإنسانية والعدالة والكرامة في فلسطين".
اقرأ أيضاًالهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال يحاول إجبار أهالي غزة على النزوح لمناطق الوسط والجنوب
«قافلة زاد العزة».. الهلال الأحمر يواصل دعم غزة بـ 2750 طنًا من المساعدات
الهلال الأحمر المصري: استطعنا تخطي كافة التحديات اللوجستية لإدخال المساعدات إلى غزة