البلاد – رام الله
في ظل التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة، برز مؤخرًا مقترح مصري جديد يهدف إلى تمديد وقف إطلاق النار واحتواء التوتر المتزايد، إلا أن تفاصيله لا تزال غير واضحة، وسط تباين ردود الفعل من الأطراف المعنية. ويثير هذا الغموض تساؤلات حول مدى إمكانية تحقيق تهدئة فعلية في ظل الأوضاع الراهنة، خاصة مع تصاعد العمليات العسكرية والضغوط السياسية المتبادلة.


وفقًا لمسؤول فلسطيني تحدث لوسيلة إعلامية عالمية بشرط عدم الكشف عن هويته، طرحت القاهرة مقترحًا مرحليًا لوقف إطلاق النار، تضمن جدولًا زمنيًا للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين المتبقين، بالإضافة إلى مهلة زمنية محددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، على أن تتم هذه الخطوات بضمانات أمريكية تضمن تنفيذها.
وتأتي هذه المبادرة في وقت يشهد فيه القطاع تصعيدًا عسكريًا متواصلًا، حيث كثّفت إسرائيل عملياتها الهجومية عبر توغل بري في مناطق استراتيجية شمالية، مثل محور “نتساريم”، إلى جانب فرض قيود صارمة على حركة السكان. فقد أعلنت السلطات الإسرائيلية حظر التنقل على شارع “صلاح الدين” في الاتجاهين، بينما سمحت بمرور السكان عبر طريق البحر المعروف باسم شارع “الرشيد”.
واستأنفت إسرائيل هجومها على غزة منذ 18 مارس الجاري، مما أسفر عن سقوط أكثر من 500 قتيل وإصابة المئات خلال 24 ساعة فقط، جراء القصف الجوي العنيف الذي طال منازل ومنشآت حيوية. ومع استمرار العمليات العسكرية، يزداد الوضع الإنساني تدهورًا، في ظل غياب أي بوادر لحل يضع حدًا لهذه المأساة.
أفادت مصادر أمنية مصرية بأن المقترح المصري يتضمن إطارًا زمنيًا واضحًا للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. وأشارت المصادر إلى أن واشنطن أبدت موافقة مبدئية على هذا المسار، ما يضفي عليه بُعدًا دوليًا، في ظل سعي بعض الأطراف الفاعلة إلى تحقيق استقرار – ولو مؤقت – في المنطقة.
لكن الموقف الإسرائيلي الرسمي لم يُحسم بعد، حيث لم تصدر حكومة نتنياهو ردًا واضحًا، فيما تُطرح تساؤلات حول مدى قبول تل أبيب بهذا الطرح في ظل التصعيد الميداني المستمر. أما حركة حماس، فلا يزال موقفها من المقترح غير معروف، وسط استمرار القصف الإسرائيلي واشتداد المعارك البرية.
تتفاوت التحليلات بشأن نوايا إسرائيل في هذه المرحلة، حيث يرى البعض أن عودة المتطرف اليميني إيتمار بن غفير إلى ائتلاف نتنياهو مؤشر على تصعيد أكبر قد يشمل اجتياحًا بريًا واسعًا. في المقابل، يعتقد آخرون أن التصعيد الحالي يهدف إلى الضغط على حماس للقبول بالمقترح الإسرائيلي الأمريكي، المعروف باسم “مقترح ويتكوف”، والذي يسعى إلى تمديد المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى دون الالتزام بمرحلتها الثانية.
في ظل هذه التطورات المتسارعة، يظل مصير المقترح المصري غير محسوم، إذ يتوقف نجاحه على قدرة الأطراف المعنية على تجاوز العقبات السياسية والميدانية. كما أن موقف الولايات المتحدة قد يكون عاملًا حاسمًا في توجيه مسار الأحداث خلال الأيام المقبلة. وبينما يترقب المجتمع الدولي مآلات هذه الجهود الدبلوماسية، يبقى المشهد في غزة هشًا، مع توقعات بتصعيد أكبر في حال فشل جهود التهدئة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

استنكار ورفض عربي لما يسمى بـ إسرائيل الكبرى.. ومصر: إصرار على التصعيد

“إسرائيل الكبرى”.. تصريح قاله رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ما أدى إلى إثارة حالة من الاستنكار والرفض العربي لما تفوه به نتنياهو، والذي يؤكد نوايا إسرائيل الخبيثة بما يزيد التوتر في المنطقة.

"صوت الشعب" يدين تصريحات الاحتلال حول "إسرائيل الكبرى" ومخططات الاستيطاننائب: إسرائيل الكبرى وهم في رأس نتنياهو.. ومصر عصية على أحلامهنائب: مصر درع الأمة الحصين.. و"إسرائيل الكبرى" حلم مريض ستسحقه إرادة الشعوبمصر القومي يدين مصطلح إسرائيل الكبرى ويؤكد: القاهرة ثابتة في رؤيتها لحل القضية الفلسطينيةمصر تستنكر وتطلب إيضاحات 


أعلنت وزارة الخارجية في بيان رسمي، أن جمهورية مصر العربية تتابع بقلق بالغ ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن ما يُسمى بـ"إسرائيل الكبرى"، معتبرة أن مثل هذه التصريحات تمثل توجهاً مرفوضاً يتنافى مع خيار السلام ويعكس إصراراً على التصعيد وزعزعة الاستقرار في المنطقة.

وطالبت الوزارة، وفقا للبيان، الجانب الإسرائيلي بتقديم إيضاحات عاجلة حول هذه التصريحات، مؤكدة أن تبني مثل هذه الأطروحات يتعارض مع تطلعات الأطراف الإقليمية والدولية الساعية لتحقيق الأمن والسلام لجميع شعوب الشرق الأوسط.

وشددت مصر على أن السبيل الوحيد لإحلال السلام العادل والشامل يتمثل في العودة الجادة إلى طاولة المفاوضات، ووقف الحرب على قطاع غزة، وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

إدانة المملكة العربية السعودية 

أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها الشديدة للتصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول ما يعرف بـ"رؤية إسرائيل الكبرى"، مؤكدة رفضها الكامل لكافة المخططات الاستيطانية والتوسعية التي تنتهجها سلطات الاحتلال.

وشددت وزارة الخارجية السعودية، في بيان رسمي، على الموقف الثابت للمملكة الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه التاريخي والقانوني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على أراضيه، وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة.

وحذرت الوزارة من خطورة استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته الصارخة للقانون الدولي، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تقوض أسس الشرعية الدولية، وتمثل اعتداءً على سيادة الدول، وتهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

العراق يرفض بشدة 

استنكرت وزارة الخارجية العراقية تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بشأن تمسكه بما تُسمى "برؤية إسرائيل الكبرى"، مشيرة إلى أن تلك التصريحات عادةً  أنها "تمثل استفزازاً صارخاً لسيادة الدول، وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

وفي بيان لها ، أعربت الخارجية العراقية عن إدانة جمهورية العراق، بأشد العبارات، للتصريحات الصادرة عن كيان الاحتلال بشأن ما يُسمى (رؤية إسرائيل الكبرى)، والتي تكشف بوضوح عن الأطماع التوسعية لهذا الكيان، مؤكدة سعيه إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".

وقالت الوزارة العراقية  "هذه التصريحات تمثل استفزازاً صارخاً لسيادة الدول، وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، الأمر الذي يستدعي موقفاً عربياً ودولياً واضحاً وحازمًا للتصدي لمثل هذه السياسات".

وأضاف البيان  "هذه التصريحات السافرة تأتي متزامنة مع استمرار سلطات الاحتلال في انتهاج سياسات العدوان وارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني".

وفي ختام البيان، شددت الوزارة العراقية على أن هذه الممارسات، المقترنة بخطاب سياسي قائم على التوسع والضم، تستدعي تحركًا فاعلاً لوضع حد لتجاوزات الاحتلال ووقف سياسة الإفلات من العقاب.

 سلطنة عمان: تعدٍ على الحقوق الفلسطينية 


أعربت سلطنة عمان عن رفضها القاطع لمخططات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التوسعية غير الشرعية التي تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي وتتعدى على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أراضيه في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية عاصمة لها.

وفي بيان لها، أدانت وزارة الخارجية العمانية تصريحات رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ومزاعمه حول ما يُسمى بـ”إسرائيل الكبرى”.

وشدّدت سلطنة عُمان في بيانها على أنّ هذه الطروحات التوسعية تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار المنطقة، وتؤجج مشاعر العداء والتوتر، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى التهدئة والتعاون بين دول المنطقة واحترام مبادئ السيادة الوطنية وحُسن الجوار.

كما أكّدت سلطنة عُمان موقفها الثابت في دعم سيادة دول المنطقة ووحدة أراضيها، ورفضها الحاسم لأي مخططات تهدف إلى تقويض الكيانات الوطنية أو تغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة.

طباعة شارك نتنياهو إسرائيل اسرائيل الكبرى مصر اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • سيناريوهات قمة ترامب - بوتين تفتح باب التكهنات حول مستقبل الحرب فى أوكرانيا
  • وفد منظمة «الحكماء» يزور المراكز اللوجستية للهلال الأحمر المصري وميناء رفح البري
  • وزير الخارجية لمسئولة بالاتحاد الأوروبي: نرفض ما يسمى “إسرائيل الكبرى”
  • استنكار ورفض عربي لما يسمى بـ إسرائيل الكبرى.. ومصر: إصرار على التصعيد
  • إعلام إسرائيلي: زيارة ترامب لتل أبيب مرهونة بمسار مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة
  • خرق جديد لوقف إطلاق النار.. إسرائيل تغير على جنوب لبنان وسقوط مصابين
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية: نثمن الجهود المصرية القطرية لوقف إطلاق النار بغزة
  • برلماني: القاهرة مستمرة في دورها القيادي لإنهاء التصعيد وحماية المدنيين بغزة ووقف الحرب
  • مصر تكثف اتصالاتها مع كافة الأطراف للوصول لتهدئة تمهيدًا لإنهاء الحرب بغزة
  • روسيا: وقف إطلاق النار في غزة سيوقف النزاع بين إسرائيل والحوثيين