ثنائيّة الحضور والغياب في مجموعة «موناليزا الموصل»
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
«موناليزا الموصل» هي المجموعة القصصية الأولى للقاصة العمانية زكية الشبيبية، بعد كتابة موسّعة في أدب الطفل، وقد حصدت المجموعة جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية عام 2022م، واشتملت على ثلاث عشرة قصة قصيرة، منها: حب عتيق، وفتاة الذهان، ومشهورة العالم الأزرق، وموناليزا الموصل، وإخفاء، وحالة جديدة وغيرها، وجاءت العتبات الأولى الماثلة في عنوان المجموعة «موناليزا الموصل» وصورة الغلاف لفتاة الموصل النازحة من مدينتها أثناء المعارك بين القوات العراقية وتنظيم «داعش»، جاءت لتوقع القارئ في مأزق انتظار قصص ذات منزع سياسي، لكن مضامين تلك القصص خرقت آفاق انتظاره، فجلّها يدور في فضاءات اجتماعية متعددة الأبعاد والرؤى، وبعد تدقيق النظر فيها ومحاولة استنطاقها نجد الثيمة الغالبة عليها هي ثنائية الحضور والغياب، فالحضور في النصوص متلبس بهواجس الغياب وتداعياته، وبينهما صراعات تسكن أذهان الشخصيات وتدفع بحركة السرد، وتشكل مجراه، ومآلاته.
أولا: ثنائية الحضور والغياب
تفضي القراءة المتأنيّة لمجموعة «موناليزا الموصل» إلى انبثاق سرديتها من ثنائية ضدية تمظهرت في قطبي الحضور والغياب، وهي ثنائية ماثلة بدرجة متفاوتة في قصص المجموعة، ففي قصة «حب عتيق» يعيش البطل (معلم القرآن) حالة من الصراع بين رغبته في مواصلة العيش مع زوجته «رقية»، وبين فراقها، فحضور رقية كان مبعثا للألم النفسي للبطل وهو ألم ناجم ـ كما هو محيّن في النص ـ من عتب الضمير الذي يلاحق البطل:
«تأخذه الحسرات كلما ناظر رقية تلك الصبية المتجلدة»... «تأخذه الحسرة مرة أخرى، إنه عاجز لا يملك من أمره حيلة، يود لو يتحرر من قيوده، فيأخذها بعيدا حيث بلاد العجائب، تلك البلاد المتقدمة -بلاد الإنجليز- الذين صنعوا دواء لكل شيء»...«يحبها ولا يطيق فراقها، لكنه وجع الضمير يطبق على أنفاسه».
فرقية صغيرة وقادرة على الإنجاب وغيابها عنه يمنحها فرصة بدء حياة جديدة وتكوين عائلة: «هل يستريح ويسرحها سراحا جميلا؟ لعلها تنعم بلطائف الأمومة من بعده».
ورغم أن غياب رقية قد حرر البطل من مشاكسات الضمير، لكنها ظلت حاضرة في نفسه حتى بعد سنوات طويلة من الغياب: «أمك رقية؟ وقبل أن تنطق الصغيرة بنعم احتضنها بحرارة فاض بها كأس الحنين» فالحضور هنا غير مرتهن بالحضور المحسوس، وإنما يتخطاه إلى الحضور الروحي المتأصل في نفس البطل والذي منحه قدره عالية على مجابهة الغياب.
ثنائية الحضور والغياب تتجسد أيضا في قصة «طارق من الماضي» فثيمة الغياب ماثلة في النصوص بشكل سافر يقترن بشعور نستولوجي، فالخالة زوينة تحن إلى ذكرياتها مع زوجها الراحل: «رحل بجسده، ولكن روحه تطوف كل أرجاء البيت، هل أتركها وأرحل؟» ما أفضى إلى إصرارها على مواصلة الحضور والإقامة في البيت القديم، الذي يحمل رائحة الماضي، وهو ما يحيلنا على ما ذكره غاستون باشلار عن البيت بصفته مكانا يتجاوز الوصف الطوبوغرافي الخالص إلى بناء دلالات ناجمة من شبكة من التعالقات بينه وبين المشاعر الإنسانية لقاطنيه ورؤاهم وأحلامهم وذكرياتهم، ما يعمّق ثيمة الحضور المنبثقة من ألم الغياب: «تجلس على حافة البئر الذي لا يزال مزروعا في قلب البيت ضاربا بعمق جذوره الأرض ولا شيء سوى الذكرى تلك التي يهيلها عليها». وفي قصة إخفاء يشي العنوان بصفته عتبة نصيّة مهمة تشتبك بتعالق وثيق بدلالات المتن، يشي بتوتر يحيل أفق القارئ إلى توقع غياب من نوع ما، وعند الولوج إلى مجريات السرد، وتوالي الأحداث، نجد البطلة تحاول تغييب تفصيل من تفاصيل حياتها عبر تكثيف حضور مراوغ، حضور المرأة المسنّة الهرمة التي ودّعت زينة الصبا، وانغمست في دائرة الشيخوخة: «تشق الرصيف كعادتها خالية الوفاض بظهر مائل وعباءة بالية سوداء لا تشي بملامح ذات زينة أو بريق وقد انتزعها كما ينتزع دهن عود من خشبة» هذا الحضور يتكشف زيفه لدى القارئ عبر آليتين تعملان بشكل متواز، هما:
أولا: تتبع حركة الشخصيّة (البطلة) في مسارها الخطيّ في النص وقد تحّين ذلك نصيّا مرتين: المرة الأولى حين أعلن السارد العليم صراحة عن عمرها الحقيقي وأفشى سر «الإخفاء»، وذلك في سياق سرده لمحاولات هروبها من نظرات المتطفلين: «...وتتقمص دور المسنة وتتسربل بسرباله وهي الفتية التي ما تزال في العقد الثالث من العمر» والمرة الثانية في نهاية القصة حين تؤوب البطلة إلى بيتها من إحدى رحلات المجاهدة في سبيل لقمة العيش، وتنزع رداء التخفي؛ لينتفي الغياب ويستحيل حضورا أصيلا مكتملا: «ثم تلتفت يمنة ويسرة، تتأكد من خلو المكان ثم تمد ساقيها بعنفوان وظهر مستقيم وقد حان الوقت لانتزاع ملابس الإخفاء» وهنا نلحظ أن النهاية فقدت صبغتها التنويريّة التي عادة ما تختص بها النصوص السردية القصيرة، فالنهاية التي كان يعوّل عليها في فضح الحضور الزائف قد سبقت بذلك في وسط النص كما أشرنا آنفا، وكان يمكن الاكتفاء بذلك في قفلة النص.
ثانيا: الاستدعاءات والذكريات التي قطعت كرونولوجية الزمن في القصة وأبانت وإن بشكل ضمني عن العمر الحقيقي للبطلة وصراعها مع تقلبات الحياة التي اضطرتها إلى تعمد الغياب والحضور برداء آخر: «أرغمها والدها على ترك الدراسة في عمر الثالثة عشرة لتزف إلى ابن عمها رغما عنها، كان وغدا يعاقر الخمر ولا ينفك عن شربها الأمر الذي أحال حياتها شقاء وبؤسا».
المحور الثاني: طرائق تقديم الشخصيّة
تعد الشخصيّة المكون الأهم الذي يدفع بالسرد إلى الأمام، وفي مجموعة زكية الشبيبيّة تنحو القصص إلى الاشتغال على عنصر الشخصيّة، من جهة بنائها وآلية تقديمها للمتلقي بدءا من عتبة العنوان الذي حمل في بعض القصص هوية الشخصية وأوصافها مثل قصة: موناليزا الموصل، وفتاة الذهان، وأقدم سجين، وبائع الزلابيا، وسنبني مقاربتنا لبنية الشخصيّة في المجموعة مستأنسين بما يسميه فيليب هامون بـ «المقياس النوعي أو الكيفي» في تقديم الشخصيّة، وهو مقياس يكشف عن مصادر المعلومات المقدّمة حول الشخصية؛ هل تقدمها الشخصيّة عن نفسها تقديما مباشرا أم يضطلع السارد بذلك، أم تقدمه شخصيات أخرى عنها؟
وعند تتبع مسارات بناء الشخصية وتقديمها في قصص المجموعة نجدها متشكّلة وفق طريقتين:
الأولى: الطريقة غير المباشرة التي خوّلت فيها القاصّة السارد العليم ليكون عونا سرديّا لها، وهي طريقة تنزع إلى نهجها جل القصص في المجموعة، ولنأخذ مثلا قصة «حالة جديدة» يتولى السارد الخبير بدواخل البطلة «عبير» زمام الإمساك بخيوط السرد، ويقدم لنا تفصيلات الشخصية وفق منطق «التحوّل» عبر عدسته التي تخطّت المظهر الشكليّ الخارجيّ وقدمت لنا في البدء وعند الاتصال الأول بالشخصيّة صورة سيكولوجيّة مكثفة ومغرقة في الوجع: «تنهدت تنهيدة طويلة خافتة من الأعماق كمن يستل سيفا من غمده وهي تهم بشرح مشكلتها للطبيب الماثل أمامها» ...«ولجت غرفته تنتعل الحزن كغريق يبحث عن قشة ليتعلق بها وتنتشله من مد الأمواج الجارفة وقد ابتلعت روحها وهي لا تزال حية رطبة».
هذا الحالة الهادرة بالألم التي يصفها السارد لا تلبث أن تكشف لاحقا عن وجه آخر من وجوه بؤس البطلة، إذ ثمة صراع محتدم يعتلج في ذهنها يعكس خوفا مستترا من زيارة الطبيب النفسي والحاجة الملحة لذلك أحيانا: «لم تعتد أن تشق صدرها لغريب وتبوح له بما يعتلج روحها من هموم وآلام» ...«لم تكن تؤمن بضرورة وجود الأطباء النفسيين من قبل، تظن أنهم عبء على هذه الحياة، لم يزيدوا الناس الذين خضعوا لرحمتهم سوى رهق ومشقة».
هذا الصراع يدفع بالسرد إلى الأمام ويفضي بالبطلة إلى إعادة تشكيل رؤيتها حول الاكتئاب وطرائق مجابهة الأفكار السوداء التي تفاقمت في ذهنها من جهة وزيارة الطب النفسي من جهة، وذلك عبر المراوحة بين المونولوج الداخلي غير المباشر: «تساءلت عبير: كيف للأفكار أن تملك كل هذه القوة التي أحالتها هشة متعبة، كانت تهرب من الأفكار، تمسك رأسها وتهزه هزًا عنيفا» ...تساءلت: «كل شيء كان على ما يرام، لطالما أصيبت بالخيبة وقارعت الألم وبللت مخدتها ليلا بالدموع» وبين حوارها مع الطبيب الذي قدّم لها إشارات حول ضرورة استنهاض قوة النفس بصفتها علاجا ذاتيّا مهما: «هل نظفت قلبك جيدا من سلة المهملات التي تغمره؟»...«يعيدنا الاكتئاب إلى نقطة البداية، يهذب أفكارنا ونظرتنا للحياة من جديد...».
هذه الحوارات انبثق عنها تحول داخلي عند البطلة آتى أكله خلال أشهر ونتج عنه تمثل عميق لضرورة تعزيز إمكانات الذات في التصدي لمسببات الاكتئاب، ما جعلها ترفض بشكل تدريجي الاستمرار في تناول الأدوية النفسية وتسعى لمحو ملفها الجديد في عيادة الطب النفسي: «بدت ضجرة من الرسائل التي ترد على هاتفها مختومة بتوقيع الطب النفسي»...«أريدك أن تمسح ملفي الطبي من جهازك».
الطريقة الثانية: تولى السارد المشارك بصيغة الضمير الأول مهمة تقديم الشخصية المحورية، والذات الساردة هنا لا تقدم الشخصية بمعزل عن ذاتيتها المتخفية خلف الأنساق اللغوية البانية للشخصية المحورية للنص، فبقدر ما تبني أسوارا لشخصيتها الرئيسة بقدر ما تنجلي مضامين الذاكرة ومخبوءاتها، نجد ذلك بيّنا في قصة «بائع الزلابيا» فعتبة العنوان شكّلت مرآة كاشفة عن تمحور النص حول شخصية «بائع الزلابيا» تلك الشخصيّة المناضلة والمهمّشة مجتمعيّا، قدّمتها لنا الذات الساردة وفق منطق التدرّج الذي انتظم النص، بدءا من التعريف المظهري للشخصية: «يعتمر فوق رأسه سطلا كبيرا هو كل إبله وماشيته...يجوب السكك والأزقة غير آبه بحرارة الشمس اللافحة... بشير الوافد الباكستاني بسحنته السمراء وطوله الفارع الذي تجاوز المترين» ومرورا بأسلوبه في أداء عمله: «قد اتخذ ركنا قصيا لبيعها تحت ظل شجرة سدرة معمرة يعرفها، وتعرفه، فلا أحد يثمن وجودها مثل بشير... يخرج حبات الزلابيا ذهبية اللون يصفها في أوراق الجريدة تقطر وتتلون بالسكر» وانتهاء بتقديم صورة نفسيّة عامة للشخصية (بائع الزلابيا) في تعاطيها مع المجتمع المحيط وتشبثها بمقومات عملها خشية فقدها: «لكنه آثر السكوت، ولم يرد وقد انتفض مذعورا في جلسته، يترقب بعينين وجلتين، لعله خشي أن يسحب منه بساط رزقه عنوة ... ابتسم مطمئنا واستمر في بيع الزلابيا»، كل ذلك جاء ممزوجا بصرير الذات المثقلة بمشاعر الحنين إلى تدفقات الطفولة والذكريات الشفيفة المتجذرة في الماضي البعيد وما تكتسيه من خصوصية تلهم الساردة :«سلام لبائع الزلابيا الذي عبر في طفولتنا ذات يوم، سلام لجميع الذين عبروا في ماضي أيامنا الجميلة».
ومجمل القول أنّ مجموعة «موناليزا الموصل» سعت إلى تقديم شخصياتها الحاضرة الغائبة وفق تقانات سردية متباينة مستأنسة بنبع الذاكرة من جهة، وبتحوّلات المجتمع من جهة أخرى.
غنية الشبيبيّة كاتبة عمانية
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ة الحضور والغیاب الشخصی ة فی النص ة التی من جهة فی قصة
إقرأ أيضاً:
المدير التنفيذي لقطاع صحة المجتمع في «أبوظبي للصحة»: 55 مركزاً تقدم البرنامج الشخصي لإدارة الوزن
هدى الطنيجي (أبوظبي)
كشفت الدكتورة أمنيات الهاجري، المدير التنفيذي لقطاع صحة المجتمع في مركز أبوظبي للصحة العامة، عن وجود 55 مركزاً في أبوظبي تقدم البرنامج الشخصي لإدارة الوزن؛ وذلك لدعم الأفراد في الوصول إلى وزن صحي، والحفاظ عليه بطريقة آمنة تحت إشراف طبي، وتحقيق حياة صحية.
وقالت الدكتورة الهاجري لـ «الاتحاد»، إن دائرة الصحة - أبوظبي ومركز أبوظبي للصحة العامة أطلقا البرنامج الشخصي لإدارة الوزن، وهو مبادرة صحية تهدف إلى دعم الأفراد المؤهلين من حاملي بطاقة «ثقة»، الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً وأكثر، للوصول إلى وزن صحي والمحافظة عليه بشكل آمن ومستدام، من خلال نهج طبي متكامل.
وأكدت أن البرنامج يرتكز على الكشف المبكر، والإرشاد السلوكي، والدعم النفسي، والمتابعة الطبية المصممة حسب احتياجات كل فرد، ويهدف إلى الوقاية من الأمراض المزمنة، وتعزيز نمط حياة نشط ومستدام.
وقالت: يتميز برنامج إدارة الوزن بنموذج مبتكر للتعويض قائم على الالتزام، حيث يوفر تغطية إضافية للمشاركين الذين يلتزمون بالخطة الموضوعة لهم - ما يعزز فرص النجاح، ويحفز على الاستمرارية.
وأضافت: إن معدلات السمنة تتزايد، خاصة بين الأطفال واليافعين، بسبب أنماط الحياة الخاملة، وزيادة وقت الجلوس أمام الشاشات، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع المخاطر الصحية التي تشمل أمراض القلب، والسكري، والضغط، ودهون الكبد، وبعض أنواع السرطان، ومشاكل في الحمل والعظام، بالإضافة إلى الأمراض النفسية.
وتابعت: «لذلك يتعين علينا تبني استراتيجيات فعالة تضمن تغيير مسار هذه الظاهرة، بما يتوافق مع رؤية الدولة الطموحة لبناء مجتمع أكثر صحة واستدامة، وهو ما نطمح لتحقيقه من خلال هذا البرنامج».
قرارات صحية
بينت الدكتورة الهاجري أن البرنامج يسعى لتمكين الأفراد من اتخاذ قرارات صحية واعية، من خلال تقديم خدمات تشمل الفحوص المبكرة، مثل قياس مؤشر كتلة الجسم والفحوص الأيضية، ووضع خطة صحية شخصية تبدأ بـ 16 أسبوعاً قابلة للتمديد لأكثر من عام، وتركز على تحسين التغذية، زيادة النشاط البدني، تحسين جودة النوم، وتعزيز الصحة النفسية.
وأوضحت: إنه بمجرد التسجيل، يتم دعم المشاركين من قبل فريق رعاية متعدد التخصصات يتضمن الأطباء واختصاصيي التغذية وخبراء الصحة النفسية الذين يعملون معاً لتطوير وتنفيذ خطة رعاية شخصية تتماشى مع احتياجات كل فرد، ومن خلال إجراء تقييمات منتظمة لوزن المشاركين، والمتابعة عبر تطبيق «صحتنا»، مع متابعة الفريق للمؤشرات الصحية بشكل فوري، مثل مستويات النشاط، والتغذية، والنوم، وصحة القلب، والصحة النفسية.
وأشارت إلى أن هذه الإجراءات تعزز استمرارية الرعاية، وتدعم اتخاذ القرارات المستنيرة طوال رحلة الرعاية، وقد تشمل خطط الرعاية تدخلات سلوكية، أو دوائية، أو علاجات أخرى حسب الحاجة.
التدخل الطبي
حول التدخلات الطبية، قالت الدكتورة الهاجري: إن التدخلات الطبية من خلال الأدوية أو الجراحة، للتعامل مع حالات الوزن الزائد يمكن اللجوء إليها في حالة عدم الاستجابة للتغييرات السلوكية، أو لم تكن كافية لتحقيق النتائج المرجوة، أو إذا كان مؤشر كتلة الجسم مرتفعاً بشكل كبير وترافقه حالات صحية أخرى. كما يمكن اللجوء إليها إذا أظهر التقييم السريري حاجة واضحة لدعم إضافي، حيث يتم اتخاذ القرار في هذه الحالات من قبل الفريق الطبي المتخصص، استناداً إلى معايير واضحة تضمن سلامة المشاركين وفعالية العلاج.
النتائج المنتظرة
ذكرت الدكتورة الهاجري، أنه من المتوقع أن يسهم برنامج إدارة الوزن في خفض معدلات السمنة والأمراض المرتبطة بها، وتحسين جودة الحياة ومتوسط العمر الصحي، وزيادة استخدام التطبيقات الصحية، وتعزيز الثقافة الصحية في المجتمع، كما سيسهم في تحسين كفاءة النظام الصحي عبر التركيز على الوقاية، وتقليل الحاجة إلى العلاجات المكلفة مستقبلاً، مما يعزز من استدامة الموارد الصحية.
ونصحت الدكتورة الهاجري، أفراد المجتمع كافة باتباع نظام غذائي متوازن ومعتدل في الكمية، والمداومة على الحركة اليومية، ولو من خلال أنشطة بسيطة، مثل المشي أو تمارين التمدد، إلى جانب الحرص على الحصول على نوم كافٍ، وإدارة التوتر من خلال تقنيات، مثل تمارين التنفس أو استخدام أدوات الصحة الرقمية.