اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس تدعو إلى تحرك دولي عاجل لوقف الجرائم الإسرائيلية
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، في ختام جولتها بالولايات المتحدة، أن استئناف الاحتلال لحرب الإبادة في قطاع غزة واستهداف الأطفال والمدنيين يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان تتطلب محاسبة فورية، وشددت اللجنة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل، مشيرة إلى أن البيانات الجوفاء لم تعد كافية، بل المطلوب هو اتخاذ إجراءات عملية لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر.
جاءت هذه التصريحات بعد سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية والدينية التي عقدها وفد اللجنة خلال مشاركته في مؤتمر "كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط" في ذكراه ال 44 عاما، حيث ناقش الوفد تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية، سواء حرب الابادة في غزة أو ما يجري من استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتهجير القسري، وممارسات تهويد القدس والاقتحامات العسكرية المتواصلة في الضفة الغربية.
ضم وفد اللجنة السفيرة أميرة حنانيا، ممثلة اللجنة في أوروبا، والسفير مانويل حساسيان، سفير دولة فلسطين لدى الدنمارك وعضو اللجنة الاستشارية، حيث أكدا أن إسرائيل تواصل انتهاك القانون الدولي بشكل صارخ، مستغلة الصمت الدولي والدعم الأمريكي غير المشروط.
في هذا السياق، شددت حنانيا على أن “ما نشهده اليوم ليس مجرد تصعيد عابر، بل جزء من مخطط طويل الأمد يهدف إلى فرض واقع جديد يخدم المشروع الإسرائيلي التوسعي.” وأضافت أن الوجود المسيحي في فلسطين، خاصة في القدس، يتعرض لضغوطات غير مسبوقة، من خلال الاستيلاء على الممتلكات واستهداف المؤسسات الدينية، في محاولة لطمس الهوية التاريخية للمدينة.
من جهته، أكد السفير حساسيان أن السياسات الإسرائيلية تسير في اتجاه خطير، حيث تعمل إسرائيل على تحويل القضية إلى بعد ديني بحت، من خلال تهميش وإقصاء المسيحيين الفلسطينيين، الذين يشكلون جزءا أصيلا من نسيج الشعب الفلسطيني. وقال: “هذه ليست مجرد انتهاكات عشوائية، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى تغيير الطابع الديموغرافي لفلسطين، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك قبل فوات الأوان.”
وخلال جولتهم في الولايات المتحدة، عقد وفد اللجنة اجتماعًا في جمعية الرفاه الكاثوليكي للشرق الأدنى (CNEWA) في نيويورك، بحضور السفير رياض منصور، المندوب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة، حيث التقى الوفد بالمونسينيور بيتر فاكاري، رئيس المؤسسة، وتم بحث سبل حماية الوجود المسيحي في فلسطين، خاصة في القدس، حيث تتعرض الكنائس لاعتداءات متكررة بهدف فرض واقع تهويدي جديد. كما تم تسليم تقرير موثق حول هذه الانتهاكات، إلى جانب ذلك تم بحث تنظيم معرض كنيسة المهد، وعرض الفيلم الوثائقي “طريق الآلام”، الذي يعكس تاريخ المسيحيين الفلسطينيين عبر القرون.
كما عقد الوفد لقاءات مع شخصيات قيادية ومع الجاليات الفلسطينية والمسيحية، ورجال دين وناشطين حقوقيين، وتم عرض فيلم طريق الالام ضمن الاجتماعات النصف سنوية لجمعية اتحاد أبناء رام الله، وفي اجتماع منفصل مع المطران سابا، متروبوليت أنطاكية الأرثوذكسي في أمريكا الشمالية، الذي اكد على أهمية التضامن بين الكنائس لحماية الوجود المسيحي في فلسطين، مشددًا على أن الدفاع عن المقدسات هو جزء من الدفاع عن العدالة.
وشملت الجولة زيارة دار فلسطين للحرية ولقاء الناشط الحقوقي ميكو بيليد، الذي أكد على ضرورة تعزيز الرواية الفلسطينية في الولايات المتحدة لمواجهة حملات التضليل الإسرائيلية.
وفي ختام الجولة، دعت اللجنة الرئاسية الإدارة الأميركية إلى مراجعة سياساتها تجاه الوضع الفلسطيني-الإسرائيلي، محذرة من أن استمرار الانحياز لإسرائيل لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار، الأمر الذي ستكون له تداعيات تتجاوز حدود المنطقة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الاحتلال حرب الإبادة قطاع غزة الأطفال فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
حراك دولي وعربي واسع في يوم التضامن مع فلسطين
شهدت عواصم أوروبية وعربية حراكا شعبيا ودبلوماسيا مكثفا، اليوم السبت، بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يحييه العالم في 29 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
واعتمدت الأمم المتحدة هذا اليوم عام 1977، ليكون مناسبة دولية لإظهار الدعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حق تقرير المصير، والاستقلال الوطني، والسيادة، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجروا منها عام 1948.
وعرفت القضية الفلسطينية زخما كبيرا في عدة بلدان أوروبية أبرزها إسبانيا وإيطاليا خلال حرب الإبادة على قطاع غزة، ما أدى إلى تعاظم الضغوط على الحكومات لاتخاذ قرارات تدين جرائم الحكومة الإسرائيلية.
وفي مدينة برشلونة الإسبانية، خرجت مظاهرة حاشدة رفع المشاركون فيها شعارات تؤكد أن حرب الإبادة في غزة لم تنته، وأن وقف إطلاق النار لم تحقق أهدافه. كما دعوا إلى اتخاذ مواقف أكثر صرامة دعماً لحقوق الفلسطينيين ووقف الانتهاكات المستمرة.
وفي بريطانيا، تحشد الحركات التضامنية قواها لتأكيد مطالبها الداعية لإنصاف الفلسطينيين، رغم محاولات الاحتواء والتجريم التي تواجهها من الجهات الرسمية.
تضامن عربي واسععربيا، جددت عدة دول تأكيدها "حق تقرير المصير" للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة، وذلك في بيانات منفصلة صدرت عن الكويت ومصر والبرلمان العربي.
وجددت وزارة الخارجية المصرية في بيان ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان التدفق الحر وغير المشروط للمساعدات الإنسانية، تفعيلا لقرار مجلس الأمن 2803، وتجسيداً للتوافق الدولي المعلن في قمة شرم الشيخ للسلام، تمهيدا لإطلاق عملية سياسية شاملة تعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأكدت الوزارة استمرار التنسيق مع الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين لضمان تنفيذ خطة السلام ودفع الآليات المرتبطة بها، ودعم الجهود للتخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة، وتهيئة الظروف اللازمة لاستعادة الهدوء والاستقرار وفتح أفق سياسي يعالج جذور الصراع. وشددت على مركزية دور السلطة الفلسطينية ووحدة الأراضي الفلسطينية كأساس لأي تسوية قابلة للاستمرار.
حصار وتهجيرمن جهته، قال رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي، إن يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني يأتي في ظل أوضاع إنسانية وسياسية بالغة الخطورة، من استمرار عدوان الاحتلال على قطاع غزة وتصاعد الاعتداءات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وأضاف أن الشعب الفلسطيني يعاني من حصار وتهجير وقتل وانتهاكات ممنهجة ترتقي إلى جرائم حرب وإبادة جماعية.
إعلانوشدد اليماحي على أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق شرم الشيخ بالعمليات العسكرية المستمرة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وتكثيف الاستيطان، وفتح المجال لمليشيات المستوطنين لمهاجمة المدنيين الفلسطينيين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وأكد أن يوم التضامن ليس مجرد مناسبة رمزية، بل تجديد عهد عربي ودولي ثابت بالوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني، وتعزيز التحركات البرلمانية والدبلوماسية لنصرة القضية الفلسطينية حتى نيل كامل الحقوق المشروعة.
ودعا المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية، ورفع الغطاء عن ممارسات الاحتلال، وضمان وقف فوري وشامل لإطلاق النار وتأمين تدفق المساعدات وحماية الشعب الفلسطيني.
وطالب الأمم المتحدة والهيئات الدولية باتخاذ خطوات عملية لمحاسبة سلطات الاحتلال، ودعم جهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الكويتية في بيانها موقف الكويت التاريخي والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية، وجددت تضامنها الثابت مع الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع لنيل حقوقه، وعلى رأسها حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس.
صمت وتقاعسمن جانبها، دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيانها إلى تعزيز التضامن الدولي مع فلسطين، ورفض الصمت والتقاعس عن مساءلة إسرائيل على جرائمها.
وأكدت أن الشعب الفلسطيني يعيش أطول وأقسى فصول المعاناة الإنسانية والسياسية، في ظل غياب المساءلة الدولية عن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال منذ عقود.
في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني:
تؤكد وزارة الخارجية والمغتربين أن التضامن مع الشعب الفلسطيني هو في رفض التقاعس الدولي ورفض الاستعمار
بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تؤكد وزارة الخارجية والمغتربين أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعيش واحدا من أطول وأقسى… pic.twitter.com/dDsEW6TH5i
— State of Palestine – MFA ???????????????? (@pmofa) November 29, 2025
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دعت إلى تصعيد الحراك الجماهيري العالمي، اليوم، ضد إسرائيل وممارساتها بحق الشعب الفلسطيني، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن معه.
وقالت حماس في بيان "بهذه المناسبة ندعو جماهير أمتنا، وأحرار العالم إلى اعتبار اليوم السبت يوما عالميا لتجديد فواعل الحراك الجماهيري العالمي ضد الاحتلال الصهيوني وانتهاكه، وخروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتصعيد إرهابه في الضفة الغربية والقدس المحتلة".
وبهذه المناسبة أيضا، نفذ الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن في الأردن وقفة احتجاجية، أمس الجمعة، أمام ساحة المسجد الحسيني وسط العاصمة عمّان تعبيرا عن دعم الشعب الفلسطيني ورفض السياسات العدوانية الإسرائيلية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما تظاهر مئات المغاربة، الجمعة، في عدد من مدن المملكة تضامنا مع الفلسطينيين. وعبّر المشاركون، في الوقفات التي دعت إليها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، عن رفضهم استمرار انتهاكات إسرائيل حقوق الفلسطينيين.
إعلانوتأتي هذه الذكرى بعد حرب إبادة شنتها تل أبيب على قطاع غزة واستمرت عامين، خلفت أكثر من 69 ألف شهيد، وما يزيد على 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى دمار هائل قدرت الأمم المتحدة كلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار.
وفي العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2025، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، وفقا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.