تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تمثل قضية الأيتام أحد أبرز القضايا التي تهم المجتمع المصري، كونهم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني، ولما تمثله القضية من تأثير على الحاضر والمستقبل، ولكن بالرغم من أهميتها، لم يتم معالجة قضايا الأيتام بالقدر الكافي على الشاشة، وربما كان مسلسل "ولاد الشمس"، الذي تم عرضه في موسم رمضان 2025، هو أبرز الأعمال الفنية التي تناولت قضية دور الرعاية وما يحدث داخلها، حيث كشف المسلسل عن الوجه الخفي لعالم الأيتام.

أعمال فنية تناول قضية الأيتام

وهناك العديد من الأعمال الفنية التي تناولت قضية الأيتام قبل مسلسل "ولاد الشمس"، ومن أبرزها: مسلسل "ليه لأ 2"، حيث سلط المسلسل الضوء على قضية التبني، عندما تقرر بطلة المسلسل كفالة طفل يتيم، وفي السينما كان الأبرز فيلم "سعد اليتيم" للراحل أحمد زكي، والذي تناول قصة الشاب سعد الذي يبحث عن حق عائلته الضائع وسط عالم الفتوات، كما سلط فيلم "العذراء والشعر الأبيض" الضوء أيضًا على قضية تبني الأيتام، عندما تقرر امرأة تبني فتاة ثم تقع الفتاة في حب زوجها عندما تصل إلى سن المراهقة، كما تناول فيلم "دهب"، قضية الأيتام عندما يقرر والد الطفلة دهب التخلص منها خوفا من فضيحة أن والدتها الخادمة، لتعيش الفتاة يتيمة ويجدها رجل آخر ويتبناها، وتناول فيلم "اليتيمتين" الذي تم إنتاجه في عام 1948 قضية الأيتام، حيث يعثر رجل على فتاة يتيمة ويربيها مع ابنته ولكن عندما يتوفى الرجل تتفرق الفتاتان، وتقع الفتاة اليتيمة تحت قبضة امرأة متسلطة تقود عدد من الشحاذين والنشالين.

مسلسل «ولاد الشمس»  

وتحدث عدد من أبرز نقاد الفن، في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، عن تناول السينما والدراما لقضية الأيتام، والتي كان آخرها مسلسل "ولاد الشمس".

وقالت الناقدة حنان شومان، إنه عادة كان يتم تناول قضية الأيتام في الدراما والسينما بطريقة تقليدية حيث تناولت تلك الأعمال قضية الأيتام بشكل هامشي من أجل التعاطف معهم، ولكن مسلسل "ولاد الشمس" الذي تم عرضه في موسم رمضان 2025، هو أول عمل فني يتناول قضيتهم بشكل مفصل حيث تناول دورهم في المجتمع، وكانت حبكة المسلسل رائعة، ليخرج العمل بشكل شديد الجودة والواقعية.

وأشارت حنان شومان خلال حديثها لـ«البوابة»، إلى أن مسلسل "ولاد الشمس"، تناول دور الأيتام في المجتمع، وهي فكرة رائعة، لأننا بحاجة إلى مثل هذه النوعية من الأعمال الفنية التي تسلط الضوء على قضايا مهمة في المجتمع، والأيتام جزء أصيل من نسيج المجتمع المصري ولا يمكننا تهميشهم والاقتصار فقط على زيارتهم في يوم اليتيم والاحتفال بهم، ونحن بحاجة إلى مثل هذه النوعية من الأعمال التي تسلط الضوء على قطاع منسي من الشعب.  

نظرة الناس إلى الأيتام

وقال الناقد أحمد سعد، "إننا دائما لا نعرف الكثير عن الأيتام، ولا نعرف الكثير عن دور رعاية الأيتام، حيث إننا فقط نتبرع لهم من أجل مساعدتهم والعطف عليهم، ولكننا لا نعرف الكثير عن تفاصيل حياتهم، ومسلسل "ولاد الشمس" الذي تم عرضه في موسم رمضان 2025 تناول قضية الأيتام بالشكل المناسب وتناول أبعاد جديدة عنهم".

كما أن المسلسل أظهر في الحلقة الأخيرة كيف اندمج الأيتام في المجتمع وأصبحوا عنصرا فعالا، وقبل هذا المسلسل كان يتم تناول قضية الأيتام بشكل سطحي، وكان يتم عرض دار الرعاية من الخارج فقط، ولم يكن يتم التعامل معها بالعمق المناسب.

وأضاف أحمد سعد، خلال حديثه لـ«البوابة»، أننا بحاجة إلى أعمال فنية تغير نظرة الناس إلى الأيتام، وكيفية التعامل معهم، حيث يواجه الأيتام العديد من المشاكل في حياتهم، فمثلا عندما يذهب شاب يتيم من أجل التقدم للزواج من فتاة، فأنه سوف يواجه مشكلة عندما يعرف أهل الفتاة أنه تربى في دار أيتام، لذلك لابد من وجود أعمال فنية تلفت النظر إلى تلك الشريحة من الناس المسكوت عنها والمهمشة في المجتمع، لأنهم شريحة من شرائح المجتمع لا يمكننا تهميشها.  

قضية الأيتام في السينما والدراما

وقالت الناقدة خيرية البشلاوي، إنه من الجيد أن يتم تناول قضية الأيتام سواء في السينما أو الدراما، نظرا لأنهم نسيج أصيل من المجتمع المصري ولا يمكننا تهميشهم.

وأشارت خيرية البشلاوي خلال حديثها لـ«البوابة»، إلى أنه لم تكن هناك أعمال فنية تناولت قضية بالشكل الذي يناسب قضية الأيتام، ومعظم الأعمال التي تناولت قضية الأيتام تناولت القضية بشكل بسيط وسطحي. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مسلسل ولاد الشمس يوم اليتيم الايتام دراما رمضان الدراما المصرية ولاد الشمس تناولت قضیة ولاد الشمس أعمال فنیة لـ البوابة الأیتام فی فی المجتمع الذی تم

إقرأ أيضاً:

بين وهج الضياء وغربة العتمة

الظلام والنور:

ألم تر أن الظلام لا يُذكر إلا والنور صنوه مُخالِفُهُ ماحِقُهُ، وكلما اتسع الظلام بان اختراقه من الوميض أو تلألؤ شعلة من نار مهما بعدت لتكون هداية إلى السبيل، لكن النار لا بد من وجود من يشعلها ولا بد من تحول المشاعل إلى رماد، فإن أتى الصبح بعد ليل بلا قمر استيقظت النفوس الساهرة منها والنائمة. أما الساهرة فمعايش نهضة الشمس يحس بأطياف الشعاع وهو ينتشر، والنائم يحتاج إلى وقت ليدرك أنه في الصباح بيد أنه لم يك يحس بمعاني الظلمة عندما يقترب الخوف مع معانقة غريزة البقاء خيال البشر وأسر تفكيره، كل هذا لا يصف الظلام ولا النور إلا من معاناة من لم يحس بمعاناته من ظرفه.

أما معنى الظلام فهو الفضاء كله لكنه يتمزق عندما تجهد بدورانها الكواكب لتواجه الشمس فتشرق، بيد أن الشمس ليست آمنة إلا في كوكب كالأرض تحيطه دروع تصفي وتنقي أشعة الشمس التي تستنير بها والتي لولا دروع الأرض لأبادت من على الأرض، لذا كانت الأرض الأم للبشرية ليست كتراب فحسب، بل كطبقات الهواء التي تغلف الأرض إلى يوم الوعيد،وفي المقابل حين تلامسنا الشمس بنورها ترسم الظلال الممتدة، كأن الضوء لا يكتمل إلا بصحبة العتمة. الطفل يخاف الغرفة المظلمة، والعجوز يغلق عينيه أمام توهج النهار، كلاهما يواجه حقيقة أعمق: النور والظلام ليسا خارجنا فقط، بل فينا ومعنا.

الظلام والنور: جدلية الوجود والعدم بين الرمز والحقيقة

ومع توالي المدنيات، أصبح الظلام والنور رمزين متلازمين للخير والشر، الجهل والمعرفة، الغياب والحضور، بل وحتى الحياة والموت. لكن، هل هما خصمان يتصارعان في كينونة الكون والإنسان؟ أم أنهما وجهان متكاملان لحقيقة واحدة؟ النور دائما مرادفا للوعي، والحقيقة، والإلهام كما الظلام يصف الجهل في الانطباع العام، هكذا تعارف الناس واصطلحوا على فهمه، وشبهوا الشر بالسواد ولا يختلف في تشبيه الشر أفريقي أسود عن ناصع البياض؛ في الفلسفة اليونانية، اعتبر أفلاطون النور صورة الخير الأسمى في "محاورة الكهف"، حيث يخرج السجين من الظلام إلى ضوء الشمس، فيكتشف الحقيقة بعد الوهم. والنور صفة إلهية: "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"؛ أي أنه مبدأ الإشراق والمعرفة والوجود. النور هنا ليس فقط ما يُرى بالعين، بل ما يُدرك: لحظة الوعي التي تُبدد الجهل، فكرة تولد وسط الفوضى، أو حب يسطع في قلبٍ مظلم باليأس، أما الظلام فهو الشر والجهل كناية عما لا يدرك، هو خيالات كهف أفلاطون، هو أنت في الأمس نسبة إلى معرفتك ووعيك اليوم، لذا كان وما زال الانتقال من الجهل بالله إلى الإيمان تغييرا ثوريا يصعب تفسيره إلا بشروق يوم أو مرحلة جديدة من الحياة.

الظلام هو السائد لكن النور القليل يجعل تعريفا للواقع هذا معروف وهذا ليس معروفا، فمن بقي على انطباعات أهل كهف أفلاطون فهو سيبقى في الظلام رغم وجود النور الخلفي الذي لا يولد إلا الخيالات، المؤامرة التي هي قدر مقدور، الأنا الطاغية، الركض وراء الأوهام وتسخيف العلم والعلماء، كذلك هم سجناء خيالات كهف أفلاطون.

إن لم تبحث فأنت ستكون بعلمك كالكرة الأرضية من الظلام مع شمعة في صحراء تسمع عواء الذئاب وينسكب ماؤك، فلا أنت تنام ولا تشرب ولا تستطيع السير بعيدا، ذلك مثل من وصل تمام العلم في ظنه وراح يحكم على العلم والعلماء من ظلام جهله، لكن الحقيقة أن الإنسان مهما بلغ من علم ومعرفة فهو ما زال لم يصل الغاية، وإنما عليه أن يبحث ليفهم وليكون خروجه من الحياة أفضل حينما يترك شموعا يستنير بها من بعده فيكمل صناعة الحياة.

جدلية التوازن: المعرفة شموع لم تشعل فتائلها

الثنائية بين النور والظلام سباق مساحات يتقدم فيها نور المعرفة فإن وجد من يتفكر وينمي ويستنبط بعد قراءة واقعه انحسر الظلام عن مساحة أوسع، فإن لم يجد فإن المعرفة شموع مكدسة لا تكون فاعلة إلا إن وجدت من يشعل الفتيل، لذا فالمعرفة لا تطرد الجهل بل قد يستعين الجهل بها ما لم يك تفكرا يشعل فتائل المعرفة لتكون نورا، أو تكون كمن اشترى سلاحا يقتله. ولعلنا نميز بين الظلام وظل الضوء، عندما يأتي المفكر بالجديد فتتصوره ظلاما، فلا ظل إلا نابع من مصدر ضوء، وليس مدرك النور حين يدركه مثل من جرّب الظلام.

الظلام هو إطار للنور، محيط به؛ من أجل هذا قال الإسلام إننا لا نكره الإنسان بل نكره فعله أو انحرافه عن الرأي السديد ولكل علاجه وظرفه؛ فإن تاب أتى كما ولدته أمه "وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ" (التوبة: 6). من أجل هذا كان سيف الله المسلول وكان عمر أمير المؤمنين، وتحول كفار الأمس إلى دعاة هداة للعالمين، وإلا فإن قتلت مخالفك فلا دعوة ولا عزوة ولا حياة؛ الحكمة تكمن في التوازن بين من عاش في النور الدائم وقد يعمى عن التفاصيل، ومن غرق في الظلام فقد يغطي عينيه منبهرا ويعود إلى الكهف ما لم يشهد نسائم الصبح وخيوط الشمس تبشر بيوم جديد.

خاتمة:

إن الظلام واسع، والشر قادر ومتمكن لأنه الأكبر دوما، فتفعيل البصيرة غير البصر، وكم من أعمى يرى ما لا يراه ذو العينين. نحن في الأرض لامتحان منظومتنا العقلية، فعلى قدر فاعليتها يتسع النور من حول الناظر، فإن أغمض عينيه أو لم يشعل شموع المعرفة بقيَ قانعا بظلمة انطباعاته أو ما تلقى، ويظن أنه يعيش في النور، فلا بد من إشعال شموع المعرفة ولا يكتفي بتكديسها أو القناعة بها انطباعا وظنا وتجميد الفكر؛ ذلك مثله كالحمار يحمل أنواعَ الغذاء وهو جائع.


مقالات مشابهة

  • توك شو| الجبالي: اختيار مكان وزمان مؤتمر البرلمان من أجل المتوسط كان موفقا.. وأحمد موسى: تحرك النيابة العسكرية في قضية سيدز يعزز حماية المجتمع
  • أحمد موسى: تحرك النيابة العسكرية في قضية سيدز يعزز حماية المجتمع ويستعيد الثقة في المؤسسات التعليمية
  • الأيتام الثلاثة.. ومتاعب الحياة
  • السينما من أهم وسائل التعبير.. المحكمة الإدارية توضح سبب موافقتها على فيلم الملحد
  • بعد دعم الأهلي لرمضان.. لميس الحديدي: ولاد النادي دايمًا مسئوليتنا
  • رشيد مشهراوي: السينما الفلسطينية وصلت إلى مكانة عالمية رغم الظروف الصعبة
  • بين وهج الضياء وغربة العتمة
  • نوارة أبو محمد تتكفل بإنشاء مركز لرعاية وتعليم الأيتام بحلفايا الملوك
  • في ذكرى ميلادها.. مها أبو عوف أيقونة الفن بين السينما والتليفزيون
  • أهم أيقونات الفن العربي.. كيف صنعت دلوعة السينما مجدها؟