أجابت دار الافتاء المصرية عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:" ما معنى حديث: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ»؟ وهل هذا الحديث فيه تحريض على فعل الذنوب؟".

لترد دار الافتاء موضحة: ان هذا الحديث دالٌّ على تمام لطف الله تعالى بعباده بأن فتح لهم باب التوبة والرحمة والمغفرة، بحيث إذا تابوا ورجعوا إليه عفا عنهم برحمته ومغفرته وإحسانه؛ ولا يفهم من ظاهره التحريض على فعل الذنوب؛ لأنه إنما ورد في معرض تسلية صدور الصحابة رضوان الله عليهم عما أصابهم من شدةِ خوفٍ أورثت بعضهم عزلة كلية للعبادة، فكان لبيان عفوه سبحانه وتعالى ورحمته بعباده، وزجر المذنبين عن شدة الخوف التي تورث اليأس من رحمته سبحانه؛ وترغيبهم في الإقلاع عن الذنوب والآثام، والإقبال على الله العَفُوِّ ذي الإنعام.

دعاء العودة للعمل بعد إجازة عيد الفطر.. ردده يوفقك الله ويرزقكللطلاب والمكروبين والمرضى.. أسرار استجابة الدعاء بأسماء الله الحسنى

صحة حديث: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ»

هذا الحديث صحيح تواردت على صحته عبارات المحدثين وتخريجاتهم؛ فقد أخرجه الأئمة: مسلم في "الصحيح" وبوَّب له: (باب سقوط الذنوب بالاستغفار توبة)، وأحمد في "المسند"، وعبد الرزاق في "المصنف"، والطبراني في "المعجم الكبير"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ»، وله شواهد من عدة طرق بألفاظ مقاربة.

بيان معنى الحديث
هذا الحديث يُبيِّن فضل الله العظيم وكرمه العميم في قبول عباده المذنبين التائبين، حيث إنه تعالى مِن تمام لطفه بعباده أن فتح لهم باب الرحمة والمغفرة والإحسان، بحيث إذا وقع أحدهم في الذنب ثم تاب وأناب، ورجع إليه: دخل في سعة رحمته تعالى؛ حيث قال سبحانه: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53]، وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].

وعن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرويه عن ربه قال: «ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ، ابْنَ آدَمَ، إِنْ تَلْقَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا لَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً بَعْدَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا، ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ إِنْ تُذْنِبْ حَتَّى يَبْلُغَ ذَنْبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ تَسْتَغْفِرُنِي أَغْفِرْ لَكَ وَلَا أُبَالِي» أخرجه الإمام أحمد في "المسند" -واللفظ له-، والترمذي في "السنن" عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

قال عون الدين ابن هُبَيْرَة الشيباني في "الإفصاح عن معاني الصحاح" (8/ 188، ط. دار الوطن): [وقوله: «لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ» فما قال إلى الجنة، بل أطلق، والإطلاق هاهنا قد ينصرف إلى الإعلام، فيشير كل الإشارة لأهل العلم إلى أن الله عزَّ وجلَّ إنما خلق الخلق إيجادًا لما كانت صفته القائمة به سبحانه وتعالى يقتضيه مِن أنه غفورٌ عفوٌّ صفوحٌ متجاوزٌ، لم يكن من إيجاد الخلق يذنبون فيغفر لهم، ويخطئون فيعفو عنهم، ويخالفون فيتجاوز لهم، ولا أرى قول الله سبحانه وتعالى لملائكته: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ﴾ [البقرة: 30] إلا أنهم لما عرفوا من صفات الله العفو، فقالوا: إن ذلك يقتضي إيجادك من يذنب فيغفر له ويخطئ فتعفو عنه، ثم قالوا: ﴿وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ﴾ ولا تكون هذه الواو إلا واو حال أي: ونحن نسبح بحمدك، فلما خاطبوه بخطاب العلماء أجابهم عزَّ وجلَّ بقوله: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾] اهـ.

وقال محيي الدين النووي في "شرحه على مسلم" (17/ 75، ط. دار إحياء التراث العربي): [لو تكرر الذنب مائة مرة أو ألف مرة أو أكثر وتاب في كل مرة قبلت توبته وسقطت ذنوبه، ولو تاب عن الجميع توبة واحدة بعد جميعها صحت توبته] اهـ.

وقال تقي الدين ابن دقيق العيد في "شرح الأربعين النووية" (ص: 138، ط. مؤسسة الريان): [اعلم أن للتوبة ثلاثة شروط: الإقلاع عن المعصية، والندم على ما فات، والعزم على أن لا يعود..، فلو فعل الإنسان مثل هذا في اليوم مرارًا وتاب التوبة بشروطها فإن الله يغفر له] اهـ.

فالحديث فيه بيانٌ لسعة رحمة الله عزَّ وجلَّ بعباده المذنبين، فهو سبحانه كما اتصف بالإحسان اتصف بالتجاوز والصفح والغفران؛ بدلالة غير واحد من أسمائه الحسنى الشريفة.

قال شهاب الدين التُّورِبِشْتِي في "الميسر في شرح مصابيح السنة" (2/ 541، ط. مكتبة نزار): [والمعني المراد من الحديث: هو أن الله تعالى كما أحب أن يحسن إلى المحسن، أحب أن يتجاوز عن المسيء، وقد دل على ذلك من أسمائه غير واحد من الأسماء، ولما كان من أسمائه الغفار، الحليم، التواب الْعَفُوُّ، لم يكن ليجعل العباد شأنًا واحدًا؛ كالملائكة مجبولين على التنزه من الذنوب، بل يخلق فيهم مَن يكون بطبعه ميالًا إلى الهوى مفتتنًا بما يقتضيه ثم يكلفه التوقي عنه، ويحذره عن مداناته، إنكم لو كنتم مجبولين على ما جبلت عليه الملائكة لجاء الله بقوم يتأتى منهم الذنب فيتخلى عليهم بتلك الصفات على مقتضى الحكمة، فإن الغفار يستدعي مغفورًا، كما أن الرزاق يستدعي مرزوقًا] اهـ.

نفي دعوى التحريض على فعل الذنوب بحديث «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا»
مما يؤكد نفي دعوى التحريض على فعل الذنوب في الحديث معرضُ وروده وسياقه الذي قيل فيه؛ حيث إنه قد ورد مورد التسلية لخواطر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وإزالةً لِمَا تمكن في صدور بعضهم من شدة الخوف من عذاب الله تعالى واليأس من رحمته، حتى دفع بعضَهم إلى العزلة التامة من أجل العبادة، فكان الحديث زجرًا لهم عن ذلك، وترغيبًا لهم في الإقبال على الله تعالى والطمع في عفوه وغفرانه.

قال مظهر الدين الزَّيداني المشهور بالمُظْهِري في "المفاتيح في شرح المصابيح" (3/ 177، ط. دار النوادر): [لا يظنن قومٌ أن هذا الحديث يحرِّض الناس على الإذناب، ويُجوِّز الإذناب، بل سبب صدور هذا الحديث من رسول الله عليه السلام: أن الصحابة رضي الله عنهم كان قد غلب عليهم خوف الله، واستولى على قلوبهم تعظيم الله تعالى، بحيث اشتغلوا بالكلَّية بالعبادة والتقوى، حتى قال جماعة: نحن نَفِرُّ من بين الناس إلى رؤوس الجبال كي لا يَشْغَلَنا الناسُ عن عبادة الله، ولا يحدثوننا فيحصل لنا إثمٌ بالمحادثة، وقال جماعة: نحن نَخْصي أنفسنا، وقال جماعة: نحن نعتزل النساء، وقال جماعة: نحن لا نأكل الأطعمة اللذيذة ولا نلبس الثياب الجديدة، وقال بعضهم: أنا أصلي الليل ولا أرقدُ، وقال بعضهم: أنا أصوم النهار ولا أفطر، فزجرهم رسولُ الله عليه السلام عن هذه الأشياء بقوله عليه السلام: "ليس منَّا مَنْ خصى ولا منِ اخْتَصى"، وبقوله: "مَنْ رَغِبَ عن سنَّتي فليس مني"، وبقوله: "لا تشدِّدوا على أنفسِكم"، ثم قال لهم هذا الحديث؛ أعني: "لو لم تذنبوا" تسليةً لخواطرهم وإزالةً لشدة الخوف عن صدورهم، ومنعهم عن اليأس من رحمة الله، وتحريضهم على الرجاء إلى رحمة الله تعالى، وإظهار كرم الله ورحمته، وتعليمهم أنَّ الله تعالى يحبُّ الاستغفارَ والتوبة] اهـ.

وقال شهاب الدين التوربشتي في "الميسر في شرح مصابيح السنة" (2/ 541): [(لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون..) لم يرد هذا الحديث مورد تسلية للمنهكين في الذنوب، وتوهين أمرها على النفوس، وقلة الاحتفال منهم بمواقعتها على ما يتوهمه أهل الغرة بالله، فإن الأنبياء صلوات الله عليهم إنما بعثوا ليردعوا الناس عن غثيان الذنوب، واسترسال نفوسهم فيها، بل ورد مورد التنبيه والبيان لعفو الله عن المذنبين، وحسن التجاوز عنهم؛ ليعظموا الرغبة في التوبة والاستغفار] اهـ.

وقال العلامة ابن علان في "دليل الفالحين" (4/ 327، ط. دار المعرفة): [ليس هذا تحريضًا للناس على الذنوب، بل كان صدوره لتسلية الصحابة وإزالة شدة الخوف عن صدورهم؛ لأن الخوف كان غالبًا عليهم، حتى فَرَّ بعضُهم إلى رؤوس الجبال للعبادة، وبعضهم اعتزل النساء، وبعضهم النومَ، وفي الحديث تنبيه على رجاء مغفرة الله تعالى وتَحَقُّقِ أن ما سبق في علمه كائن؛ لأنه سبق في علمه تعالى أنه يغفر للعاصي، فلو قدر عدم عاص؛ لَخَلَقَ الله مَن يعصيه فيغفر له] اهـ.

الخلاصة
بناءً على ذلك: فهذا الحديث دالٌّ على تمام لطف الله تعالى بعباده بأن فتح لهم باب التوبة والرحمة والمغفرة، بحيث إذا تابوا ورجعوا إليه عفا عنهم برحمته ومغفرته وإحسانه؛ ولا يفهم من ظاهره التحريض على فعل الذنوب؛ لأنه إنما ورد في معرض تسلية صدور الصحابة رضوان الله عليهم عما أصابهم من شدةِ خوفٍ أورثت بعضهم عزلة كلية للعبادة، فكان لبيان عفوه سبحانه وتعالى ورحمته بعباده، وزجر المذنبين عن شدة الخوف التي تورث اليأس من رحمته سبحانه؛ وترغيبهم في الإقلاع عن الذنوب والآثام، والإقبال على الله العَفُوِّ ذي الإنعام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذنوب الذنوب والمعاصي المزيد ت ذ ن ب وا ل ذ ه ب سبحانه وتعالى رضی الله عنه الله علیهم الله تعالى هذا الحدیث شدة الخوف قال جماعة الله علیه اهـ وقال

إقرأ أيضاً:

اليمن.. بين حديث النبي وواقع ميادين المواجهة

 

حين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية»، لم تكن تلك العبارة مجرّد مديح عابر لأهل اليمن في زمنٍ مضى، بل كانت نبوءةً ممتدة عبر العصور، يحققها الله في واقعٍ يشهد له التاريخ اليوم في وجه العدوان والطغيان.

لم يقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحديث ليُذكر في كتب السيرة فقط، بل ليكون شاهدا على أمّة تؤمن حين ييأس الناس، وتثبت حين تتساقط الرايات، وتقاوم حين ينام الآخرون.

وها هو اليمن اليوم — في زمن تاهت فيه البوصلة وضاعت القيم — يترجم الحديث قولاً وفعلاً، إيمانا وحكمة، عقيدةً وموقفا، وسيفا وميدانا.

ولقد وردت في فضل اليمن وأهلها أحاديث كثيرة، منها قوله :

((الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية، والفقه يمانٍ)) (رواه البخاري ومسلم).

وفي حديث آخر قال ﷺ:

((أتاكم أهل اليمن، هم أرقّ أفئدةً، وألين قلوباً، الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية)) (رواه مسلم).

وقال أيضاً:

((نَفَسُ الرحمن من قِبَل اليمن)) (رواه أحمد والطبراني).

وفي رواية أخرى قال:

«اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا” (رواه البخاري).

لنتأمل كيف جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين الإيمان واللين والحكمة والبركة في وصفه لليمن، وكأنّه يرسم للأمة خريطة الروح حين تضلّ طريقها ليقول: إذا أردتم أن تعرفوا الإيمان في زمن الفتنة فانظروا إلى اليمن، وإذا أردتم أن تلتمسوا نَفَسَ الرحمن حين يشتد الكرب فانظروا إلى اليمن .

وها هو اليمن اليوم يواجه عدوانا عالميا منذ أكثر من تسع سنوات، تتكالب عليه قوى الاستكبار، ويُفرض عليه حصارٌ بريّ وبحريّ وجويّ، ومع ذلك لم تنكسر إرادته ولم يضعف إيمانه.

بل خرج من تحت الركام أكثر صلابةً وثباتا، يُعلن أن الإيمان ليس شعارا يُقال، بل موقفا يُصاغ في الميدان.

فحين صمت كثير من العرب والمسلمين عن المجازر في غزة، كان اليمن يرفع صوته عاليًا: “لن تُرفع الراية البيضاء في صنعاء ما دامت تُرفع رايةُ المقاومة في فلسطين.”

أرسل رسائل الصواريخ والطائرات المسيّرة من البحر الأحمر إلى عمق الكيان الصهيوني، وقال للعالم: “من اليمن يخرج اليوم نفسُ الرحمن نصرةً للمستضعفين.”

وهكذا تحقّق قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «نفسُ الرحمن من قِبَل اليمن».

فأنفاس الإيمان التي هبّت من جبال صعدة وتهامة والحديدة وصنعاء وغيرها ليست إلا نسائم رحمة على غزة وأهلها، وسياط عذاب على المعتدين الطغاة.

لم تكن مقاومة اليمن عشوائية ولا انفعالية، بل تجلّت فيها الحكمة اليمانية التي وصفها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فجمعت بين الصبر والبصيرة، بين الإعداد العسكري والوعي السياسي، بين الإيمان بالقضية والقدرة على إدارة الموقف.

قيادة صنعاء لم تُستدرج إلى حروب جانبية، ولم تضع البوصلة في غير موضعهاـ عرفت أن المعركة الكبرى هي مع أمريكا وإسرائيل ومن يواليهم، وأن كل معركة دون ذلك ما هي إلا إلهاء عن المعركة الأم.

وهذا عين ما تعنيه الحكمة اليمانية.. أن تعرف متى تقاتل ولماذا وضد من.

فاليمن اليوم أحد أهم أعمدة محور المقاومة، يربط بين جنوب الجزيرة العربية وبلاد الشام، ويمتد إيمانه عبر البحر الأحمر إلى فلسطين ولبنان والعراق وإيران.

هو القلب الذي يضخّ روح الصمود في جسد الأمة، وهو السيف الذي يضرب حيث يُراد إذلالها.

لقد أصبحت مضائق اليمن خطوط مواجهة مفتوحة في معركة الأمة ضد الاحتلال.

وما فعله المجاهدون اليمنيون في البحر الأحمر ليس عدوانا، بل تطبيق عملي لواجب النصرة الذي أمر الله به في قوله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال: 72].

الإيمان اليماني تجلّى في مظاهره الإيمانية والاجتماعية أيضا … في وحدة الكلمة رغم الحصار.. في صبر الأسر والشهداء والجرحى.. في التكافل المجتمعي الذي جعل من اليمن نموذجًا للصبر الجماعي والإيثار.

لقد سقطت دعاوى العروبة الزائفة، وبقي الإيمان اليماني الأصيل.. وبات اليمن اليوم منارة للثبات، وصوتا للحق، ومهدا لنهضة الأمة القادمة.

ذلك هو نَفَسُ الرحمن الذي يهبّ من اليمن ليغسل عن وجه الأمة غبار الخنوع والخيانة.

من يتأمل الواقع اليوم، يدرك أن أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن اليمن تتحقق أمام أعيننا..

فطوبى لليمن أرض الإيمان والحكمة ومهوى نَفَسِ الرحمن.

وطوبى لأبنائها الذين صدقوا الوعد وكتبوا بدمائهم صفحة جديدة من صفحات الإسلام العزيز.

ومن صنعاء الإيمان إلى غزة العزّة، يلتقي الخط الإيماني في وعد إلهيّ لا يتبدّل

﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ الله لقوي عزيز﴾ [الحج: 40].

مقالات مشابهة

  • معنى الصلاة الواردة في قوله تعالى صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وبيان شبهة في ذلك
  • معنى العفو وفضله في الشرع الشريف
  • المراد من حديث النبي: «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ فَأَحْسِنُوا الصَّلَاةَ»
  • بن غفير يواصل تحريضه: ينبغي محو "حماس" من على وجه الأرض
  • مع سماع أذان الفجر.. ردد دعاء المغفرة من الذنوب كلها
  • اليمن.. بين حديث النبي وواقع ميادين المواجهة
  • كيف فضل الله تعالى النبي ﷺ بين سائر الأنبياء؟
  • لتهريبه الميثامفيتامين المخدر إلى المملكة.. تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا بأفغاني في مكة المكرمة
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بجانيين من الجنسية المصرية في منطقة تبوك
  • كيف يقبل الله عملك؟.. انتبه فهذا الأمر يصعد به للسماء السابعة