مَرَّ شهرُ رمضان مسرعاً بنفحاتهِ الطيِّبة، وبسعينا إلى مَرضاةِ الله طمعاً في قبولِ ما أعاننا عليه سبحانه بقدرته، ويَسَّرهُ لنا برحمته من صيامٍ وقيامٍ وزكاة، وما استطعناه من تركٍ وابتعادٍ عن معصيته.
ولأنه شهرُ القرآن فإن مَنْ جعلَ لنفسهِ وِرداً منه يقرأه ويتدبَّره استوقفته بعض الآيات وأمْعَن فِكرهُ فيها ليَفْهَم المعنى، ويُدْرِك المَغْزَى المُرادُ منها، كقولهِ تعالى:
{ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (٢٣) وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا } ( الإسراء ٢٤).
فقد أمَرَنا الله بحُسنِ معاملة والِديْنا، وبِرّهما في حياتهما، وبَعدَ وفاتهِما بالدُّعاء لهما بالرَّحمة.
ونظراً لما يواجهه المجتمع اليوم مِنْ تياراتٍ ثقافيةٍ وإعلاميةٍ مُفْزِعة، تَهُبُّ علينا مِن اتجاهاتٍ عِدَّة تَعصِفُ بما يبذله الآباء في تربية أبنائهم، وتنشئتهم على الفضائل. لذلك يلزم التنبيه إلى عامل التربية، فحُسْن تربية الأبناء هي الشرط الأول لحصول الوالدين على رحمة الله بدعاء أبنائهما كما يُبيِّنه قوله تعالى: "وقل رَبِّ ارحَمهُما كما رَبَّياني صَغيرا"، فبقدرِ المعاناة واتباع أفضل أساليب وطُرُق الرعاية يكون صَلاحُ الأبناء وفلاحهم في الدنيا والآخرة.
وتعقيباً على جَدَلٍ مُثار حوْل بِرُّ الوالدين وعقوقِهما، وأسباب كُلِ مِنهما، نجِدُ أن الأمر ببساطة يتلخَّصُ في: "أن الأَخْذ بقدر العَطاء" كقول الشاعر:
إذا أَحسَنَ المَرءُ الغِراسَ فإنه.. يَجْني لَعمركَ أَطيَبَ الثَّمَرَاتِ.
فللإنسان طاقة محددة ووقت محسوب لإنجاز أي مهمة، فهل يستهلك الوالدان طاقتيهما ووقتيهما في العمل المستمر لتوفير المال اللازم لحياة مُتْرَفَة للأبناء وترْكَهم للخادمةِ الأجنبية، ومتابعة أفلام الكرتون، ومشاهدة ما يُعرَض من مسلسلات تليفزيونية قَذِرَة الأفكار والأداء، و ما يصادفهم على المواقع الالكترونية من إباحِيَّة، أو تَركِ الأبناء لأصدقاءٍ مُنْحرفين يُغرِّرون بهم، وربما يكونُ مِن التَّغرير تحرُّشاً، أم أنهما (الوالدان) سيقضيان كُلَّ الوقت بدون عمل لتربية الأبناء تربية حسنة؟
الإجابة: بالقطعِ لا، ولكن سيكون القرارُ اختياراً بين أمْرَين تَرْجَحُ فيهما كِفَّة التَربية مع العمل بالقدر الكافي للحياة الكريمة باعتدال وتَرشيد.
فان وفَّق الله الوالدين في الجَمْعِ بين العمل ورعاية وتربية الأبناء فخير وبركة، وإنْ لَمْ يتمَكَّنا مِن ذلك وكان خياراً واحداً فإن تضحية الأم بعملِها (خارج البيت) هي الخيارُ الأفضل في هذه الحالة، لأنها بطبيعتها التي فَطَرها الله عليها هي الأنسبُ لرعاية البيت، وتربية الأبناء بمساعدة الزوج (قَدْرَ استطاعته). ويلتزمُ هو بحُكمِ مسئوليته، وقدرته بتوفير المال من عملٍ شريف حتى لو كان مالاً قليلاً، لكنه يحمي الأسرة مِنَ الهَدْمِ والضَّياع.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
الخارجية الفلسطينية تدين اقتحام وإغلاق مقري لجان العمل الزراعي في رام الله والخليل
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مقري لجان العمل الزراعي في رام الله والخليل، والاعتداء على محتوياتهما قبل إغلاقهما بقرارات عسكرية، مؤكدة أن إسرائيل لا تملك أي سيادة على الأرض الفلسطينية.
وأوضحت الوزارة أن استهداف مؤسسة أهلية تعمل ضمن إطار قانوني وحقوقي معترف به، يُعد خرقًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي تفرض حماية المؤسسات المحلية والعاملين في المجال الإنساني.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأضافت أن تكرار الهجمات على المؤسسات الإغاثية والتنموية يعكس نمطاً ممنهجاً يستهدف الأعيان المدنية ويقوض الجهود الإنسانية، في انتهاك واضح لما أكدته محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل بصفتها قوة احتلال.
وحملت الوزارة الاحتلال المسؤولية القانونية الكاملة عن هذه الاعتداءات، مشددة على أن احترام القانون الدولي هو أساس الاستقرار، وأن المساس بالمؤسسات الإغاثية يعرّض السكان المدنيين للخطر ويقوّض الخدمات الإنسانية المقدمة لهم.
وارتقى اليوم الثلاثاء مصور صحفي فلسطيني وأصيب آخر،إثر قصف لقوات الاحتلال على خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" باستشهاد المواطن المصور محمد عصام وادي، وبإصابة الصحفي محمد عبد الفتاح اصيلح، وهو شقيق الصحفي الشهيد حسن اصليح، إثر قصف من طائرة "درون" على خان يونس.
وقال قيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس لوكالة رويترز إنهم سيُسلمون إحدى الجثتين المتبقيتين لديهم لإسرائيل.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس سيلتقيان المبعوثة الأمريكية إلى لبنان مورجان أورتاجوس.
ويأتي ذلك في إطار الجهود الدولية والإقليمية لاحتواء التوتر المُتصاعد على الحدود اللبنانية.
وأقدم مستوطنون يهود، صباح اليوم الثلاثاء، على إحراق جرار زراعي في قرية برقة شمال غرب نابلس، في اعتداء جديد يستهدف ممتلكات المواطنين.
وذكرت مصادر محلية أن مجموعة من المستعمرين اقتحمت القرية في ساعات الصباح الأولى، وأضرمت النار في الجرار العائد للمواطن إياد صلاح أبو الراغب، كما حاولت إحراق مركبة أخرى قبل أن يتصدى الأهالي للاعتداء.
وأضافت المصادر أن المستعمرين خطّوا شعارات عنصرية على جدران أحد المنازل، في إطار سلسلة من الاعتداءات المتصاعدة التي تشهدها القرية في الفترة الأخيرة.
أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، على اتقتحام بلدة أبو ديس، جنوب شرق القدس المحتلة.
وأفادت محافظة القدس، بأن قوات الاحتلال اقتحمت أبو ديس، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع وسط البلدة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.