صرحت جهات التحقيق بدفن جثة عامل لقي مصرعه إثر انهيار سور فيلا تحت الإنشاء بمدينة 6 أكتوبر بالجيزة، وذلك عقب الانتهاء من إعداد تقرير مفصل عن سبب الوفاة.

تلقت شرطة النجدة بالجيزة، بلاغا يفيد بانهيار مبنى وبه عامل متوفي، بمدينة 6 أكتوبر.

وانتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ، وبالفحص والمعاينة تبين أنه في أثناء بناء العمال فيلا تحت الإنشاء، سقط سور الفيلا على أحد العمال مما أسفر عن مصرعه وتم التحفظ على الجثة تحت تصرف النيابة العامة.

ومن خلال التحريات تبين عدم وجود شبهة جنائية بالواقعة، واتخذت الجهات المختصة الإجراءات القانونية اللازمة.

اقرأ أيضاًالواقعة الغامضة.. تحقيقات موسعة في العثور على جثة شخص بـ «شقة الدقي»

«الميديا فضحتهم».. حبس المتهمين بترويج المخدرات في القليوبية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أكتوبر الجيزة الأسبوع أخبار الحوادث حوادث الأسبوع حوادث ضحية لقمة العيش دفن دفن جثة التصريح دفن جثة عامل

إقرأ أيضاً:

التصريح الرسمي.. حرارة العفوية أم برودة التقنين؟

 

 

 

خالد بن حمد الرواحي **

 

في لحظة عابرة، التقطت الكاميرات كلمات مسؤول خرجت من القلب قبل أن تمر على العقل. جملة صادقة حملت دفئًا إنسانيًا غير مألوف في الخطابات الرسمية، فصفّق لها النَّاس في مجالسهم، وتناقلتها الشاشات والهواتف. غير أن الصدق الذي أسر القلوب سرعان ما تحوّل إلى جدل واسع: هل تمثل هذه الكلمات رأيًا شخصيًا أم تعبيرًا عن سياسة مؤسسة كاملة؟

العفوية في تصريحات المسؤولين قد تكون جسرًا مباشرًا إلى قلوب الناس، فهي تكسر الجمود وتُشعر المواطن بقرب المسؤول منه. غير أن هذه العفوية، إذا لم تُحسن إدارتها، قد تتحول إلى عبء يُضعف وضوح الرسائل ويفتح باب التأويلات. فالمسؤول لا يتحدث بصفته الفردية فقط، بل بلسان مؤسسة تُبنى صورتها على كلماته.

أما التصريحات المُقنّنة، فهي تمنح الخطاب الرسمي استقرارًا وانضباطًا، لكنها في المقابل قد تترك لدى الناس شعورًا بالجفاء. وحين تمتلئ الكلمات بالمصطلحات الرسمية والعبارات المحسوبة بدقة، يبدو الخطاب موجّهًا إلى التقارير والأوراق أكثر من كونه موجّهًا إلى البشر، فينشأ حاجز عاطفي يضعف جسور الثقة.

وبين العفوية والتقنين يسير المسؤول على خيط رفيع يشبه الحبل المشدود. فالعفوية تمنحه صدق الحضور لكنها قد تجرّه إلى الانزلاق، في حين يوفر له التقنين الأمان لكنه قد يحرمه من حرارة التأثير. لذلك تبقى التصريحات الأكثر نجاحًا هي تلك التي توفّق بين الجانبين: صدق إنساني لا يُفقد المسؤول مهابته، وانضباط مؤسسي لا يجرّده من ملامحه البشرية.

وما يقوله المسؤول أمام موظفيه يختلف كثيرًا عن خطابه أمام الإعلام. فالتواصل الداخلي يسمح بقدر من الصراحة والمكاشفة، بينما الخطاب الموجّه للجمهور يحتاج إلى ضبط وحذر لأنه عُرضة للتأويلات المتعددة. والعفوية الزائدة في هذه المواقف قد تجذب الانتباه وتُثير المتلقي، لكنها في المقابل تضعف صورة المؤسسة التي يمثلها.

كما إن التحضير المسبق لأي لقاء إعلامي لا يقل أهمية عن لحظة التصريح ذاتها. فمراجعة المعلومات والأرقام والإحصاءات تمنح المسؤول ثقة في حضوره ووضوحًا في رسالته، وتجنّبه الوقوع في التناقض أو تقديم بيانات غير دقيقة. والإعداد الجيد لا يقيّد عفويته، بل يحمي المؤسسة من الارتباك ويصون صورتها أمام الرأي العام.

ولا يمكن إغفال دور الإعلام في تضخيم أثر التصريحات. فبعض المنابر تسعى وراء "الترند" أكثر من حرصها على الدقة، وقد تُقتطع جملة من سياقها أو يُحاصر المسؤول بأسئلة لا تترك له مجالًا إلا أن يجيب بالاتجاه الذي يريده السائل. مثل هذه الممارسات قد تُبرز العفوية بشكل مبالغ فيه أو تُفرغ التقنين من مضمونه، لتصل إلى الناس صورة مبتورة لا تعكس الحقيقة.

ومن هنا تبرز أهمية اختيار المتحدث الرسمي بعناية، بعيدًا عن المجاملات أو القرارات الشكلية، فهو الوجه العلني للمؤسسة وصوتها أمام الجمهور. وينبغي أن يمتلك المهارات الكافية للتعامل مع الإعلام، وأن يخضع لتأهيل متخصص قبل توليه هذه المهمة. فغياب الكفاءة أو ضعف التدريب لا يُسيء إلى الشخص وحده؛ بل ينعكس سلبًا على صورة المؤسسة بأكملها، بينما يضمن الاختيار الواعي والتأهيل الجيد نقل الرسائل بدقة ويحمي المؤسسة من الهفوات والتأويلات.

وفي الختام.. تظل تصريحات المسؤولين مرآة لعلاقتهم بالمجتمع؛ فالعفوية تمنح دفئًا وثقة، والتقنين يوفر حماية وانضباطًا، أما الفاعلية الحقيقية فتقوم على الجمع بين الصدق والاتزان. فالمسؤول الذي يظل قريبًا من الناس دون أن يفقد هيبة موقعه، يرسّخ جسور الثقة ويمنح خطابه حياة لا تصنعها العبارات الرسمية وحدها. وهكذا، يصبح الحديث الرسمي فنًّا يوازن بين العقل والقلب، والسياسة والإنسانية.

** باحث متخصص في التطوير الإداري والمالي

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مصرع عامل فى مشاجرة بين عدد من الأشخاص فى الهرم
  • شهيد لقمة العيش.. مصرع عامل محارة سقط من الطابق الرابع بالطالبية
  • سقوط من الطابق الرابع ينهى حياة عامل فى الطالبية
  • التصريح بدفن موظف بالتعليم لقي مصرعه فى بئر رملي بالمنيا
  • التصريح الرسمي.. حرارة العفوية أم برودة التقنين؟
  • التصريح بدفن جثة عامل سقط في بئر مياة ري بالعدوة شمال المنيا
  • 12 ضحية في حادث حافلة بغليزان
  • «أزمة نفسية كلفته حياته».. التصريح بدفن جثة شاب عثروا عليه بشقة في الجيزة
  • مصرع شاب غرقا فى النيل بمدينة فارسكور بدمياط
  • إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بمدينة 6 أكتوبر