صراصير سنغافورة تُدهٍش العالم في إدارة الكوارث
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
كتب د. محمد عبد الحميد استاذ مادة الحد من مخاطر الكوارث بالجامعات السودانية
كان الزلزال الذي ضرب ميانمار في مارس 2025م بقوة 7.7 على مقياس رختر، والدمار الهائل الذي خلفه وراح ضحيته أكثر من ثلاثة ألف شخص، فرصة لنشر سرب مكون من عشرة صراصير (سايبورغ Cyborg) هجين بين البيولوجيا والتكنولوجيا... فقد أفادت صحيفة ذا إستريت تاميز Strait Times السينغافورية الصادرة في الخامس من أبريل 2025م هذا الخبر حيث تم لأول مرة في تاريخ التدخلات الإنسانية نشر صراصير حية (من فصيلة مدغشقر الهساس) التي يبلغ طول الواحد منها عند إكتمال نموه 6 سنتيمترات.
تتميز هذه التجربة الفريدة في أنها حولت هذه الحشرات من مجرد كائنات تثير التقزز والإشمئزاز، الي مساهم حقيقي في بعث أمل البقاء على قيد الحياة للعالقين وسط ما تخلفه الزلازل من حطام وأنقاض.... فالصراصير الهجينة - السيبورغية - تساهم بفضل ما تتدرعه من أجهزة تكنولوجية دقيقة في رسم خرائط ثلاثية الأبعاد للمنطقة التي تتواجد فيها، وبفضل حجمها الصغير يمكنها الدخول لمواقع الركام حتى لو كان مقدار الفتحة واحد سنتيمتر، و تتحمل مختلف أنواع الطقس القاسية. وتوفر الطاقة المستخدمة بدرجة عالية تفوق ما لدى الروبوتات بصورة كبيرة. وتعتبر هذه الخاصية بالذات في ظروف الكوارث ميزة مهمة لاسيما عند إنقطاع التيار الكهربائي ومصادر الطاقة. فهي تعتمد كلياً في تحركها على طاقتها الذاتية كحشرة و لا تحتاج للشحن المتكرر كما يحدث للروبوتات.
إن تكلفة إستخدام هذه الحشرات يعتبر إقتصادي بدرجة كبيرة إذا ما قورن بالروبوتات فقد يبلغ تكلفة إستخدام الواحد منها حوالي 50 دولار مقابل آلاف الدولارات للروبوتات، كما أن لديها ميزة مدهشة فهي تعمل (كفريق عمل متجانس) لديه "قائد" يتم التحكم فيهم بإستخدام خوازميات ذكاء اصطناعي حتى إذا ما إنقلبت واحدة منها على ظهرها تساهم الأخريات في إعادتها للوضع الطبيعي لتواصل مهام عملها في البحث.
تعِدُ هذه التجربة بفتح ثوري في عمليات الاستجابة للكوارث الطبيعية المتطرفة كالزلازل. وقد تسهم في إنقاذ حياة الكثير من بني البشر العالقين في ركام وحطام المباني المدمرة، كما يمكن أن تُعتبر تتويجاً للجهود الدولية القاضية بتحسين مستوى وسرعة الإستجابة للكوارث والتي أكد عليها إطار عمل هيوغو الدولي الخاص بالحد من مخاطر الكوارث (2005 - 2015م) والذي أكد في أولويته الثالثة على ضرورة (الإستفادة من المعارف والإبتكارات والتعليم لبناء ثقافة السلامة والقدرة على مواجهة الكوارث على جميع المستويات).
بهذا فإن جامعة نانيانغ السينغافورية وشركائها الذين طوروا تجربة الصراصير الهجينة يكونوا قد فتحوا آفاقاً غير مسبوقة في هذا المجال... وبغض النظر عن ما تثيره أخلاقية هذا الفعل تجاه الحشرات، إلا أنه يؤكد حقيقة أساسية هي أن الإنسان قادر على أن يطوع كل موجودات الطبيعة من أجل بقائه واستمرار نوعه رغم ما تحمله دواخله من نزعات تدميرية لذاته وللطبيعة.
د. محمد عبد الحميد استاذ مادة الحد من مخاطر الكوارث بالجامعات السودانية
للمزيد أنظر صحيفة ذا إستريت تاميز على الرابط
https://www.straitstimes.com/singapore/spores-cyborg-cockroaches-helping-with-search-and-rescue-efforts-in-myanmar-quake
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
اختتام فعاليات الدورة الصيفية لـ«الإمارات العلمي»
دبي (الاتحاد)
اختتم نادي الإمارات العلمي فعاليات دورته الصيفية لعام 2025 بحفل ومعرض علمي مميز، شهد حضور عدد من الشخصيات، من بينهم بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي ورئيس مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي، والدكتور صلاح القاسم، المدير الإداري للندوة، والمهندسة مريم بن ثاني، عضو مجلس الإدارة، إلى جانب أعضاء مجلس إدارة النادي العلمي، وجمع غفير من أولياء الأمور والمهتمين بالشأن العلمي.
وبلغ عدد المشاركين في الدورة 320 طالباً وطالبة، بواقع 180 طالباً و140 طالبة، خلال الفترة من 29 يونيو إلى 27 يوليو 2025، حيث تم تخصيص أسبوعين للطلاب وأسبوعين للطالبات، في أجواء محفزة ومليئة بالحماس والإبداع.
وقد شمل البرنامج التدريبي المكثف إشراف 11 مدرباً متخصصاً ومساعدين اثنين، وضم 20 ورشة عمل مبتكرة (10 ورش للطلاب و10 للطالبات)، بالإضافة إلى أكثر من 200 محاضرة تعليمية غطت مجالات متنوعة من الثورة الصناعية الرابعة والمهارات المستقبلية، من أبرزها: الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، الكيمياء العامة، الاستدامة، الكهرباء والإلكترونيات، الطباعة ثلاثية الأبعاد، الروبوتات، العالم الصغير، النجارة، والفن التشكيلي.
الكفاءات العلمية
أتاح النادي لهؤلاء الطلبة فرصة سرد تجاربهم الملهمة أمام الحضور، ليكونوا مصدر إلهام للأجيال القادمة من المنتسبين. من بين هذه النماذج، برزت مزنه محمد المنصوري، التي أصبحت اليوم عضواً في مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي، بعد أن بدأت رحلتها كطالبة شغوفة بالتكنولوجيا والبحث العلمي.
كما شمل النموذج أيضا كل من نورة محمد طالب، وجود محمد طالب، ومهرة ماهر البستكي، وسلطان عبدالرحمن الزرعوني، وراشد أحمد محمد صالح، وحمدان عبدالله درويش، أحمد عبدالرحمن الزرعوني الذين انتقلوا من مقاعد التعلم إلى مواقع التدريب.