سودانايل:
2025-10-07@22:07:24 GMT

صراصير سنغافورة تُدهٍش العالم في إدارة الكوارث

تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT

كتب د. محمد عبد الحميد استاذ مادة الحد من مخاطر الكوارث بالجامعات السودانية

كان الزلزال الذي ضرب ميانمار في مارس 2025م بقوة 7.7 على مقياس رختر، والدمار الهائل الذي خلفه وراح ضحيته أكثر من ثلاثة ألف شخص، فرصة لنشر سرب مكون من عشرة صراصير (سايبورغ Cyborg) هجين بين البيولوجيا والتكنولوجيا... فقد أفادت صحيفة ذا إستريت تاميز Strait Times السينغافورية الصادرة في الخامس من أبريل 2025م هذا الخبر حيث تم لأول مرة في تاريخ التدخلات الإنسانية نشر صراصير حية (من فصيلة مدغشقر الهساس) التي يبلغ طول الواحد منها عند إكتمال نموه 6 سنتيمترات.

موجهة عن بعد عن طريق التحكم في حركتها عن طريق نبضات كهربائية موصلة مع قرني إستشعارها تعمل بمثابة لِجام لتوجيهها حيثما يريد فريق البحث والإنقاذ، وتحمل على ظهرها حقيبة إلكترونية لا تفوق عقلة الإصبع تزِن حوالي 5.5 جرام تحتوي على كاميرات حرارية وأجهزة إستشعار لرصد تركيزات ثاني أكسيد الكربون كمؤشر لوجود ناجين تحت الأنقاض.
تتميز هذه التجربة الفريدة في أنها حولت هذه الحشرات من مجرد كائنات تثير التقزز والإشمئزاز، الي مساهم حقيقي في بعث أمل البقاء على قيد الحياة للعالقين وسط ما تخلفه الزلازل من حطام وأنقاض.... فالصراصير الهجينة - السيبورغية - تساهم بفضل ما تتدرعه من أجهزة تكنولوجية دقيقة في رسم خرائط ثلاثية الأبعاد للمنطقة التي تتواجد فيها، وبفضل حجمها الصغير يمكنها الدخول لمواقع الركام حتى لو كان مقدار الفتحة واحد سنتيمتر، و تتحمل مختلف أنواع الطقس القاسية. وتوفر الطاقة المستخدمة بدرجة عالية تفوق ما لدى الروبوتات بصورة كبيرة. وتعتبر هذه الخاصية بالذات في ظروف الكوارث ميزة مهمة لاسيما عند إنقطاع التيار الكهربائي ومصادر الطاقة. فهي تعتمد كلياً في تحركها على طاقتها الذاتية كحشرة و لا تحتاج للشحن المتكرر كما يحدث للروبوتات.
إن تكلفة إستخدام هذه الحشرات يعتبر إقتصادي بدرجة كبيرة إذا ما قورن بالروبوتات فقد يبلغ تكلفة إستخدام الواحد منها حوالي 50 دولار مقابل آلاف الدولارات للروبوتات، كما أن لديها ميزة مدهشة فهي تعمل (كفريق عمل متجانس) لديه "قائد" يتم التحكم فيهم بإستخدام خوازميات ذكاء اصطناعي حتى إذا ما إنقلبت واحدة منها على ظهرها تساهم الأخريات في إعادتها للوضع الطبيعي لتواصل مهام عملها في البحث.
تعِدُ هذه التجربة بفتح ثوري في عمليات الاستجابة للكوارث الطبيعية المتطرفة كالزلازل. وقد تسهم في إنقاذ حياة الكثير من بني البشر العالقين في ركام وحطام المباني المدمرة، كما يمكن أن تُعتبر تتويجاً للجهود الدولية القاضية بتحسين مستوى وسرعة الإستجابة للكوارث والتي أكد عليها إطار عمل هيوغو الدولي الخاص بالحد من مخاطر الكوارث (2005 - 2015م) والذي أكد في أولويته الثالثة على ضرورة (الإستفادة من المعارف والإبتكارات والتعليم لبناء ثقافة السلامة والقدرة على مواجهة الكوارث على جميع المستويات).
بهذا فإن جامعة نانيانغ السينغافورية وشركائها الذين طوروا تجربة الصراصير الهجينة يكونوا قد فتحوا آفاقاً غير مسبوقة في هذا المجال... وبغض النظر عن ما تثيره أخلاقية هذا الفعل تجاه الحشرات، إلا أنه يؤكد حقيقة أساسية هي أن الإنسان قادر على أن يطوع كل موجودات الطبيعة من أجل بقائه واستمرار نوعه رغم ما تحمله دواخله من نزعات تدميرية لذاته وللطبيعة.
د. محمد عبد الحميد استاذ مادة الحد من مخاطر الكوارث بالجامعات السودانية
للمزيد أنظر صحيفة ذا إستريت تاميز على الرابط
https://www.straitstimes.com/singapore/spores-cyborg-cockroaches-helping-with-search-and-rescue-efforts-in-myanmar-quake

wadrajab222@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

«جائزة سنغافورة» تشعل النيران بين سائقي ماكلارين!

 
سنغافورة (أ ف ب)

أخبار ذات صلة راسل يتوج بـ«جائزة سنغافورة» وماكلارين تحسم لقب «الصانعين» راسل أول المنطلقين في «جائزة سنغافورة»


احتفظ ماكلارين بلقب الصانعين لبطولة العالم لـ«الفورمولا-1» للعام الثاني توالياً، ولكن نيران الصراع، التي يبدو أنها استعرت بين سائقيه الأسترالي أوسكار بياستري والبريطاني لاندو نوريس عكرت أجواء الاحتفال، في ظلّ حرارة سباق جائزة سنغافورة الكبرى.
وفي وقت احتفل ماكلارين بلقبه العاشر لدى الصانعين، كان سائق مرسيدس الريطاني جورج راسل يرفع كأس المركز الأول للجولة الثامنة عشرة من الفئة الأولى مع نهاية سباق ليلة الأحد، الذي يُعدّ من أصعب الاختبارات البدنية للسائقين والسيارات على حد سواء.
وبعد حسم لقب الصانعين للعام الثاني على التوالي، يبقى السؤال المطروح: هل سيُطلق ماكلارين العنان لسائقيه للمنافسة على لقب السائقين، في حين يحدّق بهما خطر حامل اللقب في الأعوام الأربعة الماضية سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن الذي حلّ ثانياً في سنغافورة؟
أظهر سباق سنغافورة في شوارع مارينا باي أن الجولات الست المتبقية قد تكون محتدمة جداً بين زميلي الفريق الواحد.
وعلى غرار ما حدث في باكو قبل أسبوعين، كانت اللفة الأولى هي اللحظة الحاسمة، حين انطلق فيرستابن وحاول مفاجأة راسل، لكن الأخير حافظ على صدارته التي لم يفقدها إلا خلال توقفه لإبدال إطاراته، ليجتاز خط النهاية في المركز الأول محققاً فوزه الثاني هذا الموسم.
وعند المنعطف الثالث أيضاً، شهد السباق لحظة فارقة وهي الاصطدام بين سائقي ماكلارين، تفوق نوريس على بياستري، الذي انطلق متقدماً عليه بمركزين، بانزلاقه من الداخل، لكن ما أثار حفيظة الأسترالي متصدر ترتيب السائقين، هو فقدان زميله السيطرة أثناء المناورة، ما تسبّب في احتكاك قوي بين الإطارات الأمامية، وأجبره على تخفيف سرعته والتراجع إلى المركز الرابع.
لم يعترض المراقبون ولا ماكلارين على ما حصل، على الرغم من تعليقات بياستري الغاضب عبر الراديو، لا شك أن للحادثة تداعياتها عندما يتواجه السائقان مجدداً في السباقات المقبلة.
بدا واضحاً أن الشخصية الهادئة التي اتّسم بها بياستري في بداية الموسم تتلاشى بسرعة، بعدما عاد من باكو بعلامة صفر إثر تعرضه لحادث في اللفة الأولى واحتلاله المركز الرابع في سنغافورة خلف زميله، عبّر عن غضبه يوم الأحد قائلاً «هذا ليس عادلاً».
وأضاف الأسترالي: «هل أصبح مقبولاً الآن أن يقوم لاندو بدفعي جانباً بهذه الطريقة؟ ما الذي يحدث بالضبط؟».
واقتصرت إجابة الفريق على أنه سيناقش الحادثة بعد نهاية السباق، رافضاً إصدار أوامر لنوريس بتبديل المراكز، وهو لم يستسغه بياستري.
فردّ ابن الـ24 عاماً مجدداً «ما حصل ليس عادلاً، أنا آسف، ليس عادلاً».
وقلّص نوريس الفارق مع بياستري المتصدر (336 نقطة) إلى 22 نقطة قبل أسبوعين من سباق أوستن في الولايات المتحدة، والأهم من ذلك يبدو أن البريطاني حصل على جرعة ثقة إضافية بخلاف زميله.
بات يقع على كاهلي الإيطالي أندريا ستيلا مدير ماكلارين مهمة صعبة تتمثل بتهدئة بياستري الغائب عن احتفالات الفريق بتتويجه باللقب.
قال ستيلا «سنجري محادثات جيدة، سنعود أقوى وأكثر اتحاداً».
وأضاف «هناك الكثير على المحك، ليس فقط نقاط البطولة، بل ثقة سائقينا أيضاً».

مقالات مشابهة

  • فيديو.. غزو مرعب لأسراب الخنافس في بريطانيا
  • علم الحشرات الجنائي.. كيف يساعد الذباب في كشف أسرار الجرائم المعقدة؟
  • «وفرحت مصر».. عروض كورال وفنون شعبية وإنشاد في احتفالات ذكرى نصر أكتوبر بثقافة أسوان
  • استخدامات الخل الأبيض فى التنظيف
  • إنتاج الطاقة المتجددة في العالم يتجاوز الفحم لأول مرة
  • البرازيلية ليفيا فوغت تصبح أصغر مليارديرة في العالم
  • هل رش منتخب باكستان للسيدات مخدرا أثناء مواجهة الهند بكأس العالم للكريكيت؟
  • «جائزة سنغافورة» تشعل النيران بين سائقي ماكلارين!
  • بعد اجتياح الإعصار ماتمو.. الصين تصدر استجابة طارئة للإغاثة من الكوارث
  • الإمارات تقود مستقبل الطاقة النظيفة برؤية إستراتيجية