تركيا.. اشتباك قضائي وسياسي يفتح سباق الرئاسة مبكرًا
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
البلاد – أنقرة
يتصاعد التوتر السياسي في تركيا بين الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم العدالة والتنمية، وحزب الشعب الجمهوري المعارض، على خلفية اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وتبادل الاتهامات بين الجانبين. وبينما تواجه الحكومة اتهامات بتسيس القضاء وإقصاء المنافسين، يسعى أردوغان لحسم المعركة عبر القضاء، في وقت تكشف فيه استطلاعات الرأي عن تقدم المعارضة للمرة الأولى منذ سنوات.
واتهم الرئيس التركي، أمس الثلاثاء، المعارضة بقيادة حزب الشعب الجمهوري بمحاولة عرقلة تحقيق قضائي “كبير” في قضية فساد تتعلق بعمدة إسطنبول المسجون أكرم إمام أوغلو. وقال أردوغان: “مهما فعلتم، لا يمكنكم عرقلة سير العدالة… على القضاء أن يكسر هذه الأيدي القذرة”. بالتزامن، أعلن محاميه حسين أيدين رفع دعوى قضائية ضد زعيم الحزب المعارض، أوزغور أوزال، أمام محكمة أنقرة بتهمة “الإهانة”، على خلفية تصريحات ألقاها الأخير خلال المؤتمر الطارئ للحزب، قال فيها إن “تركيا تُدار من قبل مجلس عسكري يخاف الانتخابات”، واصفًا أردوغان بـ “رأس المجلس العسكري”.
ومن داخل محبسه في سجن مرمرة، واصل إمام أوغلو التصعيد عبر تغريدات نارية نشرها حسابه الرسمي على منصة “X”، مهاجمًا الحكومة بشدة، قائلًا “أولئك الذين يفترون علينا من الصباح إلى المساء دون أي خجل أو حياء، يصمتون عندما يتعلق الأمر بزيادة الكهرباء بنسبة 25%. هل تعلمون لماذا يصمتون؟ لأنهم يعلمون جيدًا أنهم يجرون البلاد إلى كارثة كبيرة”. وأضاف: “للأسف الشديد، يدفع الوطن كله ثمن شغف حفنة من الناس بالكراسي وطموحهم في السلطة”. كما هاجم إمام أوغلو الوضع القضائي في تركيا، بالقول “إذا كان القانون قد أصبح أكثر المؤسسات التي لا يمكن الاعتماد عليها في هذا البلد، فإن السبب الوحيد في ذلك هو العقل الذي يسيس القضاء”.
وتحولت قضية إمام أوغلو إلى عنوان صراع سياسي وقضائي واسع، إذ يرى حزب الشعب الجمهوري أن الاعتقال محاولة مكشوفة لإقصائه من السباق الرئاسي، خاصة بعد ترشيحه رسميًا كمرشح أوحد للحزب في الانتخابات المقبلة، والتي تطالب المعارضة بتقديم موعدها من 2028 إلى أقرب وقت ممكن.
وفيما يؤكد أردوغان أن لا أحد فوق القانون وأن قضية أوغلو جنائية، تستعر المعركة بين قصر الحكم وبلدية إسطنبول، مع تلويح من الطرفين بخوض “حرب شاملة” قبيل الانتخابات، التي تبدو هذه المرة أبكر وأشرس من أي وقت مضى. ومع تصاعد الخلافات، يكشف أحدث استطلاع للرأي العام التركي، لمؤسسة “ALF” للدراسات في أبريل الجاري، عن تقدم حزب الشعب الجمهوري للمرة الأولى منذ سنوات في نوايا التصويت. حيث حصل الحزب المعارض على 32.1 % من الأصوات، بينما جاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في المرتبة الثانية بـ30.7 %. وحل حزب الحركة القومية في المرتبة الثالثة بـ8.5 %، بينما حصل حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب الكردي على 8.2 %.
ويواجه حزب العدالة والتنمية تحديات غير مسبوقة على مستوى الشعبية والسيطرة السياسية. وبينما يواصل الرئيس أردوغان تصعيد مواقفه ضد المعارضة، تزداد التكهنات بشأن مستقبل الانتخابات وكيفية تأثير هذه الصراعات القانونية والسياسية على نتائجها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح صورة: الرئيس التركي وعمدة إسطنبول في لقاء قبل توقيف أوغلو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: حزب الشعب الجمهوری إمام أوغلو
إقرأ أيضاً:
تركيا ترفض إعادة رسم الحدود الإقليمية «بالدم»
إسطنبول «وكالات» اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الدول الغربية بتقديم «دعم غير مشروط» لإسرائيل، وقال في كلمة في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول اليوم أن أنقرة لن تسمح بإعادة رسم الحدود الإقليمية «بالدم». وأضاف مخاطبا الدول الـ57 الأعضاء في المنظمة التي تأسست عام 1969 بهدف تمثيل العالم الإسلامي، «من الضروري أن نبرهن تضامنا أكبر للحد من أعمال البلطجة الإسرائيلية، ليس فقط في فلسطين، بل كذلك في سوريا ولبنان وإيران». ودعا الرئيس التركي الذي التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، إلى إجراء «محادثات رفيعة المستوى» بين طهران وواشنطن، مؤكدا أن تركيا مستعدة لأداء دور «الميسّر» للمساعدة في إنهاء النزاع، بحسب بيان من الرئاسة التركية.
كما التقى عراقجي في إسطنبول نظيره القطري الذي أكد له أنه يعمل على إعادة الأطراف المختلفة «إلى مسار الحوار»، بحسب وزارة الخارجية القطرية.
من جانبه اتهم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم إسرائيل بجر المنطقة إلى «كارثة تامة»، في اليوم التاسع من الحرب ضد إيران.وقال فيدان في اليوم الأول من قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، إن «إسرائيل تجر الآن المنطقة إلى شفير كارثة تامة بمهاجمتها إيران جارتنا».
وأضاف «ليس هناك من مشكلة فلسطينية، لبنانية، سورية، يمنية، أو إيرانية، بل هناك بوضوح مشكلة إسرائيلية» داعيا إلى وقف «العدوان غير المحدود» ضد إيران.وأضاف متحدثا إلى نظرائه من دول منظمة التعاون الإسلامي «علينا أن نمنع الوضع من أن يتحول إلى دوامة عنف تشكل المزيد من الخطر على الأمن الإقليمي والأمن العالمي».