هل تشجع الحرب التجارية الأمريكية الاستثمار الصيني في الخليج؟ (خاص)
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
اقتصاديون:الجائحة الاقتصادية الأمريكية تدفع الصين للبحث عن وجهات استثمارية آمنة الإمارات والسعودية الفائز الأكبر من الحرب التجارية بين أمريكا والصين!الرسوم الجمركية الأمريكية تفتح أبواب الخليج للاستثمارات الصينية الضخمة!الشرق الأوسط يعيد تشكيل خريطة الاقتصاد العالمي.. والصين تتقدم من بوابة الخليج
في خضم تصاعد الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي شملت فرض رسوم جمركية على العديد من المنتجات من الصين ودول آسيوية أخرى، برزت السعودية والإمارات كوجهات رئيسية وآمنة للمستثمرين الصينيين الذين يسعون لتنويع استثماراتهم بعيدًا عن الصين.
وبدلًا من أن تكون تلك الحرب عبئًا على الاقتصاد العالمي، يرى محللون أن الحرب التجارية قد تؤدي إلى تحول استثماري في المنطقة الخليجية، بما يتيح لهذه الدول مزيدًا من الفرص الاقتصادية في ظل بيئة تجارية ملائمة.
الفرص السياسية والاقتصادية تعزز مكانة الخليجويقول الصحفي نادر رونغ هوان، من مجموعة الصين للإعلام، لـ"الفجر"، إن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تجعل من السعودية والإمارات وجهتين جاذبتين للمستثمرين الصينيين، الأول هو الجانب السياسي، حيث شهدت العلاقات بين الصين ودول الخليج تطورًا سريعًا في السنوات الأخيرة، مع تعزيز التعاون السياسي وزيارة متبادلة بين القادة، مثل زيارة رئيس الإمارات للصين ثماني مرات.
وأضاف: "كما أن انضمام السعودية والإمارات إلى التكتلات الإقليمية مثل مجموعة "بريكس" يعزز مكانتهما على الساحة الدولية، أما من الناحية الاقتصادية، فيعتبر هوان أن الصين تظل أكبر شريك تجاري لدول الخليج".
وتابع: "وقد شهدت العلاقات الاقتصادية تطورًا ملحوظًا في إطار المنتدى الصيني-العربي وقمة الصين-الخليج، حيث تعتبر الصين أكبر مشتري للنفط من السعودية والإمارات".
ويوضح الصحفي في مجموعة الصين للإعلام، أن هذا التبادل يعزز التعاون المشترك بين الطرفين، مستفيدين من مزايا اقتصادية متكاملة، مشيرا إلى أنه كذلك يعزز التكامل بين الصين والدول الخليجية في مجالات مثل التقنية والإنتاج المحلي، بما يدفع لزيادة الاستثمارات المتبادلة.
ويشير هوان في تصريحاته لـ"الفجر"، إلى القواسم الثقافية المشتركة بين الصين والدول العربية، مما يسهل التبادل التجاري والتفاعل الاقتصادي، ويسهم في نجاح الاستثمارات المشتركة.
فتح أبواب الاستثمارات في الخليجمن جانبه، يضيف الدكتور إبراهيم مصطفى الخبير الاقتصادي، أن فرض الرسوم الجمركية من قبل الولايات المتحدة على منتجات الصين ودول آسيوية أخرى أثر بشكل كبير على مسارات الإنتاج والتجارة، لافتا إلى أن بفرض هذه الرسوم، تجد الشركات الصينية نفسها مضطرة للبحث عن أسواق بديلة تتمتع برسوم جمركية منخفضة، وهو ما يجعل الخليج، وخاصة الإمارات والسعودية، خيارًا مثاليًا لتوسيع استثماراتها.
ويؤكد مصطفى في تصريحاته لـ"الفجر"، أن الإمارات والسعودية، تتمتعان برسوم جمركية منخفضة (نحو 10%) مقارنة بدول أخرى مثل الصين التي تفرض رسومًا جمركية تصل إلى أكثر من 50%.
وتابع: “هذا يشجع الشركات الصينية على تعزيز وجودها في الخليج، مما يتيح لها الوصول إلى أسواق جديدة، خاصة في أمريكا وأوروبا، دون تحمل التكاليف الجمركية المرتفعة”.
وأشار أيضًا إلى أن مصر يمكن أن تكون واحدة من الوجهات الجاذبة للاستثمار، خصوصًا إذا استطاعت توفير بيئة اقتصادية مرنة تتضمن مناطق اقتصادية خاصة، مما يتيح للشركات العالمية تقليل تكاليف الإنتاج.
"جائحة ترامب" تدفع الصين للهيمنة الاقتصادية على حساب أمريكا وأوروبابينما يرى الدكتور أحمد خزيم، رئيس منتدى التنمية والقيمة المضافة والمتخصص في الاقتصاد، أن ما يمكن تسميته بـ "جائحة ترامب" قد تسبب في تفاقم الأزمات الاقتصادية العالمية، فالرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة، في محاولة لتقليص العجز في الميزان التجاري، أسفرت عن تداعيات اقتصادية شديدة أدت إلى زيادة الدين الوطني الأمريكي، والذي تجاوز 36 تريليون دولار.
ويضيف خزيم في تصريحاته لـ"الفجر"، أن تلك السياسات التجارية أسفرت عن تدهور في الأسواق العالمية، خاصة في منطقة اليورو وجنوب شرق آسيا، مما ساهم في ارتفاع معدلات التضخم على مستوى العالم. وفي هذا السياق، يعتقد خزيم أن الصين ستستفيد من هذه الأزمة الاقتصادية، حيث عززت مكانتها في الأسواق العالمية من خلال الإعلان عن إعفاء 33 دولة فقيرة من الرسوم الجمركية، مما يعزز موقفها كقوة اقتصادية كبرى.
وعن المنطقة العربية، يشير خزيم، إلى أن السعودية والإمارات تمثلان وجهات استثمارية هامة، لا سيما في ظل الاستقرار الاقتصادي النسبي في المنطقة مقارنة بالدول الغربية التي تعاني من تداعيات الحرب التجارية.
ومع تصاعد التوترات العالمية، يرى خزيم، أن المستثمرين الخليجيين يجب أن يوجهوا أموالهم نحو السندات السيادية لدول الخليج، وكذلك في الدول الإفريقية التي تتمتع بفرص استثمارية واعدة.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرضت رسوما جمركية على عدد من الدول، ضمن سياسة تجارية تحت شعار "أمريكا أولًا"، واستهدفت تلك الرسوم دول حليفة مثل الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، بدعوى حماية الأمن القومي والصناعات الأمريكية، مما أدى إلى توترات تجارية وردود انتقامية من بعض الشركاء التجاريين.
وصعدت إدارة ترامب المواجهة مع الصين بفرض رسوم جمركية، بنسبة 34% على مجموعة واسعة من البضائع الصينية، قبل أن تقوم لاحقا برفع هذه الرسوم إلى 104%، وجاءت هذه الإجراءات في إطار ضغوط أمريكية لمعالجة قضايا تتعلق بالملكية الفكرية والدعم الحكومي الصيني للشركات، مما تسبب في اندلاع حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم وأثار اضطرابات واسعة في الأسواق العالمية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السعودیة والإمارات الرسوم الجمرکیة الحرب التجاریة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تصعيد غير مسبوق في الخليج .. إيران تقصف قاعدة العديد الأمريكية في قطر وواشنطن تؤكد لا إصابات
عواصم – وكالات: دخلت منطقة الخليج مساء الاثنين في مرحلة شديدة الخطورة، بعد إعلان إيران شنّ هجوم صاروخي استهدف قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، في تصعيد وصفته طهران بأنه "رد مباشر" على قصف أمريكي طال منشآتها النووية تحت الأرض.
وأكدت وزارة الدفاع القطرية أن الدفاعات الجوية نجحت في اعتراض جميع الصواريخ دون تسجيل إصابات أو خسائر بشرية، فيما قررت الدوحة إغلاق مجالها الجوي مؤقتًا كإجراء احترازي. وأعقب القرار إعلان مماثل من البحرين والكويت بتعليق حركة الطيران وإغلاق أجوائهما "حتى إشعار آخر".
من جهتها، أوضحت هيئة الأركان الإيرانية أن الهجوم جاء ردًا على القصف الأمريكي، مضيفة أن عدد الصواريخ أُريد به مضاهاة القنابل الأمريكية المستخدمة ضد المنشآت الإيرانية، وأن قطر أُبلغت مسبقًا عبر قنوات دبلوماسية بهدف تفادي وقوع ضحايا. كما شددت طهران على أن الهجوم "لا يستهدف قطر كدولة شقيقة".
وأكد البنتاغون أن الصواريخ الإيرانية كانت قصيرة ومتوسطة المدى، وأنه لم تُسجل أي إصابات بين القوات الأمريكية. في المقابل، رفعت واشنطن من حالة التأهب في قواعدها العسكرية في المنطقة، خصوصًا في العراق وسوريا، حيث دخلت قاعدة عين الأسد في غرب العراق في "أقصى درجات الاستعداد".
وفي أول رد رسمي، دانت قطر الهجوم بشدة واعتبرته "انتهاكًا صارخًا للسيادة"، مؤكدة أنها تحتفظ بـ"حق الرد بما يتناسب مع حجم الاعتداء"، مع التأكيد على أن "الوضع الأمني الداخلي مستقر وتحت السيطرة".
وأجمعت دول الخليج على إدانة الهجوم، إذ اعتبرت السعودية أن "العدوان الإيراني على قطر لا يمكن تبريره"، فيما أعربت سلطنة عُمان عن استنكارها الشديد للتصعيد المتواصل في المنطقة، محمّلة إسرائيل مسؤولية اندلاع المواجهات منذ 13 يونيو الجاري، عقب هجومها الصاروخي على إيران.
وقالت وزارة الخارجية العمانية في بيان، إن قصف إيران لأراضٍ قطرية يُعد انتهاكًا مرفوضًا لسيادة دولة شقيقة ويتنافى مع مبادئ حسن الجوار، محذّرة من توسيع رقعة الصراع. وأكدت تضامن سلطنة عُمان مع قطر في ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها، داعية إلى الوقف الفوري للأعمال العسكرية والصاروخية والاحتكام إلى القانون الدولي والمفاوضات السلمية.
ودعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار، محذّرة من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، بينما نبهت بعثة تقصي الحقائق الأممية إلى احتمال وجود انتهاكات للقانون الدولي الإنساني في الضربات الإسرائيلية على طهران.
على الصعيد الاقتصادي، ارتفعت أسعار النفط في الأسواق العالمية وسط مخاوف من تهديدات إيرانية بإغلاق مضيق هرمز، رغم تأكيد مصدر في شركة قطر للطاقة أن الهجوم لم يؤثر على الإنتاج أو شحنات الطاقة.
في السياق نفسه، واصلت إسرائيل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد مواقع إيرانية حساسة، فيما لمّحت مصادر حكومية في تل أبيب إلى اقتراب "تحقيق الأهداف الاستراتيجية"، معتبرة أن "الكرة الآن في ملعب إيران".
أما السفارات الغربية في قطر، وبينها الأميركية والبريطانية والكندية، فقد دعت رعاياها إلى الاحتماء في أماكنهم، وسط أجواء توتر غير مسبوقة في المنطقة، تُنذر بتحول الأزمة إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق إن لم تُضبط بوادرها سريعًا.