"جهاز الاستثمار" يُسهم في تحسين التصنيف الائتماني لعُمان مع خفض مديونية شركاته
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
الرؤية- سارة العبرية
نجحت سلطنة عُمان في تحسين تصنيفها الائتماني حتى وصلت إلى مستوى الجدارة الاستثمارية؛ إذ أكدت وكالة ستاندرد آند بورز في مارس الماضي التصنيف الاستثماري للسلطنة عند مستوى "BBB-" مع نظرة مستقبلية مستقرة، ويُعزى هذا الإنجاز إلى الجهود المكثفة التي بذلتها الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة المالية، في السعي نحو تحقيق الاستدامة المالية وتعزيز الهيكل الاقتصادي.
وأسهم جهاز الاستثمار العُماني في تحقيق هذا التصنيف من خلال تبني مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى حوكمة شركاته المحلية التي انتقلت ملكيتها إليه في منتصف عام 2020 تحت مسمى "محفظة التنمية الوطنية"، وشملت هذه الإجراءات خفض مستوى المديونية وتعزيز الاستدامة المالية للمجموعات المُدارة. واستطاع الجهاز خفض مديونية الشركات التابعة له من 11.4 مليار ريال عُماني في عام 2021 إلى 9.2 مليار ريال عُماني حتى نهاية الربع الثالث من العام الماضي 2024، ومن أبرز هذه الشركات مجموعة أوكيو التي شهدت تحسنًا ملموسًا في تصنيفها الائتماني؛ حيث أسهم ذلك في تخفيض نسبة الدين الصافي إلى الأرباح وتعزيز استدامة أدائها المالي والتشغيلي، إضافة إلى اجتياز شركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية OQ8 اختبار موثوقية المقرضين بنجاح في أبريل الجاري، ما مكنها من تحرير ضمانات للمساهمين بأكثر من 800 مليون ريال عُماني، كما عمل الجهاز على تحسين شروط القروض السابقة لشركاته التابعة عبر مفاوضات مع البنوك لتكون أقل تكلفة وأكثر مرونة.
وفي خطوة لتعزيز الحوكمة المالية واستقلالية الشركات التابعة؛ عمل الجهاز على تخفيض الضمانات الحكومية على قروض الشركات الكبرى مثل أوكيو وأسياد ونماء؛ حيث انخفض مجموع الضمانات من 3.2 مليار ريال عُماني في عام 2021 إلى 1.8 مليار ريال عُماني في عام 2024، إلى جانب إيقاف إصدار ضمانات حكومية على القروض الجديدة، ومَثّل هذا القرار تحولًا إستراتيجيًا أسهم في التقليل من المخاطر المالية على الدولة، وعزز من قدرة الشركات على الاعتماد على إمكاناتها في الاستثمار والاقتراض لتمويل المشروعات الجديدة.
أما فيما يتعلق بحوكمة الشركات التابعة، أطلق الجهاز في فبراير 2022 ميثاقًا موحدًا للحوكمة يضمن سلامة اتخاذ القرارات ووضوح الصلاحيات والمسؤوليات بين مختلف مستويات الإدارة، كما هدفت السياسات المصاحبة للميثاق إلى ضبط إدارة الدين وضمان التزام الشركات بتطبيق معايير مالية شفافة ومنضبطة، يتم من خلالها تنظيم عمليتي الاستثمار وتنظيم القروض، مما يسهم في تنظيم أعمالها، وتحسين أدائها المالي والتشغيلي، ومواءمة خططها مع خطط التنمية المستدامة، وتحقيق التوازن بين أهدافها الاقتصادية والإستراتيجية التي أنشئت من أجلها، وتشجيع الاستخدام الكفء للموارد فيها.
وعمل الجهاز على تعزيز مبادئ الشفافية في الشركات وألزمها بالإفصاحات المتعلقة بالأداء المالي؛ مما أسهم في بناء الثقة مع وكالات التصنيف الائتماني والمؤسسات المالية الدولية، بالإضافة إلى سعي الجهاز عبر شراكاته الإستراتيجية إلى الإسهام في جلب الاستثمارات الخارجية لمشروعات في القطاعات المحلية الحيوية؛ الأمر الذي عزز من احتياطيات العملات الصعبة.
وتُجسِّد هذه الإجراءات جهود جهاز الاستثمار العُماني لتحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040" عبر تعزيز الثقة بالاقتصاد العُماني، والإسهام في بناء مستقبل اقتصادي قوي ومستدام، وتعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة استثمارية موثوقة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نيويورك.. الشركات الإسرائيلية تجد موطئ قدمٍ لها وتنعش اقتصاد المدينة بـ19.5 مليار دولار
تكشف الأرقام عن حضور متنامٍ للشركات الناشئة الإسرائيلية في نيويورك، حتى باتت تشكّل ركيزة من ركائز اقتصاد المدينة، وتؤكد مكانتها كلاعب رئيسي في دفع عجلة الابتكار والنمو الاقتصادي الأمريكي.
بحسب تقرير حديث لمنصة "تك إن آسيا"، فإن الشركات التي أسسها إسرائيليون في ولاية نيويورك تسهم في تحقيق إنتاج اقتصادي إجمالي بـ19.5 مليار دولار. ويبلغ عدد هذه الشركات 648 شركة وفّرت مجتمعة 57,145 وظيفة، وحققت أرباحًا إجمالية بلغت 8.6 مليارات دولار خلال عام 2024، فيما بلغت القيمة المضافة التي ساهمت بها في اقتصاد الولاية نحو 13.3 مليار دولار.
ورغم أن التقرير يرصد التأثير على مستوى الولاية، فإن الجزء الأكبر من النشاط الاقتصادي يتمركز في نيويورك نفسها، ما يجعلها مركز الثقل في العلاقة الاقتصادية الإسرائيلية – الأمريكية.
Related 3 علماء يفوزون بجائزة نوبل في العلوم الاقتصادية 2025 لأبحاثهم حول الابتكار والنمومن أحمر الشفاه إلى الملابس الداخلية: مؤشرات غريبة تكشف ملامح الركود الاقتصاديتحت ضغط الاقتصاد وتغيّر القيم.. الشباب التونسي يؤجّل الزواج والمجتمع يتجه نحو "الشيخوخة السكانية" نيويورك وجهة مفضلة لرواد الأعمال الإسرائيليينيقول آرون كابلويتز، رئيس التحالف الأمريكي – الإسرائيلي للأعمال (USIBA): "تؤكد البيانات أن مؤسسي الشركات الإسرائيليين ما زالوا عنصرًا لا غنى عنه في نيويورك، فإلى جانب خلق فرص العمل المحلية وتوفير الإيرادات للمجتمعات، يشكّل الإسرائيليون جزءًا أساسيًا في دفع اقتصاد الابتكار في الولاية إلى الأمام".
ويضيف: "عندما يفكر رواد الأعمال الإسرائيليون في دخول السوق الأمريكية أو توسيع شركاتهم عالميًا، تأتي مدينة نيويورك على رأس الخيارات، فهذه الجاذبية العالمية تنعكس في نهاية المطاف بفرص عمل أكثر وأموال متدفقة داخل اقتصاد المدينة".
ويستعرض التقرير التغير في حجم الحضور الإسرائيلي منذ التقرير الأول عام 2019، أي قبل جائحة كوفيد-19 والحرب على غزة. وعلى الرغم من تلك الأزمات، شهدت الولاية نموًا ملحوظًا في الاستثمارات الإسرائيلية، إذ ارتفع عدد الشركات من 506 إلى 648 شركة، ما خلق 3,674 وظيفة مباشرة إضافية و4,793 وظيفة إجمالية جديدة.
تغطي الشركات الناشئة الإسرائيلية في نيويورك قطاعات استراتيجية مثل الأمن السيبراني، والتكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا الصحية، ما يعزز خلق فرص العمل ويدفع الابتكار في عموم الولاية. ووفق تقرير عام 2025، تستضيف مدينة نيويورك وحدها 560 شركة تكنولوجية أسسها إسرائيليون.
ويرى تقرير لـ The Times of Israel أن انتقال عدد متزايد من رواد الأعمال الإسرائيليين إلى الولايات المتحدة يأتي بحثًا عن أسواق أوسع وفرص نمو أكبر، إضافة إلى تجاوز التحديات المرتبطة بالحروب وتعطّل السفر، وهو ما سرّع في تعزيز الدور الإسرائيلي داخل واحدة من أكثر المدن ديناميكية في العالم.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة شركات ناشئة الولايات المتحدة الأمريكية نيويورك إسرائيل شركات اقتصاد
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم