قسد ترفض تسليم كامل الأسرى.. والدولة السورية تضغط لتنفيذ اتفاق حلب
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
أكد مدير مديرية الإعلام بحلب، عبد الكريم ليله، في حديث خاص لـ"عربي21" أن الدولة السورية تضغط لتنفيذ بنود الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد، في أحياء حلب.
حديث ليله، يأتي رداً على المطالبات للدولة السورية بضمان تطبيق كامل بنود الاتفاق الذي ينص على تبادل الأسرى (تبييض السجون)، وذلك عقب رفض "قسد" تسليم المعتقلين لديها، من عناصر فصائل "الجيش الوطني".
وكانت "قسد" قد أفرجت عن دفعات من المعتقلين لديها في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، من دون أن تشمل الدفعات كل المعتقلين، وتحديداً من عناصر فصائل الجيش الوطني التي كانت تنتشر في مناطق العمليات العسكرية التركية (درع الفرات، غضن الزيتون، نبع السلام).
وجراء ذلك، نظم أهالي المعتقلين أكثر من وقفة احتجاجية في حلب للمطالبة بتبييض السجون لدى "قسد"، وسط أنباء عن تأجيل ملف المعتقلين إلى حين الانتهاء من البنود المتعلقة بدخول قوات الأمن السوري إلى الأحياء التي كانت خاضعة لسيطرة "قسد"، وفتح الطرق وإزالة الحواجز التي كانت تُقطع أوصال مدينة حلب.
وبحسب عبد الكريم ليله، فإن "قسد" تتحمل مسؤولية عدم تنفيذ بنود الاتفاق، وتحديداً المتعلقة بتبييض السجون، كما ورد في الاتفاق.
الاتفاق في خطر
وأشار مصدر عسكري من حلب، إلى "الأزمة" التي سببها رفض "قسد" إخراج كل المعتقلين في سجونها، وقال طالباً عدم الكشف عن اسمه إن "عدم خروج الأسرى من فصائل الجيش الوطني من السجن، ينذر بفشل الاتفاق، وخاصة أن الدولة السورية كانت قد تعهدت بحل الملف خلال أسبوع".
وأضاف المصدر لـ"عربي21": "مضى أسبوع ولم يخرج الأسرى، ولا أحد يعرف مدى التزام الطرف الآخر (قسد) بالاتفاق، وبذلك نحن أمام إشكالية قد تتحول إلى أزمة حقيقية في قادم الأيام".
ما تفسير موقف "قسد"؟
ولم ترد "قسد" على مراسلات "عربي21"، لكن الكاتب والمحلل السياسي باسل المعراوي، يفسر سبب رفض "قسد" تسليم كامل الأسرى لديها، إلى إرغامها من الولايات المتحدة على توقيع الاتفاق.
ويقول لـ"عربي21": إن "قسد" وقعت الاتفاق مرغمة مع الدولة السورية تحت ضغط أمريكي، ولذلك كان من المتوقع أن تحاول "قسد" إفشال تطبيق الاتفاق، من خلال رفض تنفيذ كامل بنوده.
وتابع المعراوي، "في الحقيقة لا يوجد أسرى عند قسد غير العناصر من فصائل الجيش الوطني، لأن بقية الفصائل خلال الثورة لم تخص معاركاً مع "قسد"، ولذلك هي عمدت إلى تسليم بعض المدنيين الذين اعتقلتهم في حلب بعد سقوط النظام".
وعن أسباب رفض "قسد" تسليم عناصر الفصائل، يرى أن "قسد" تهدف إلى إحداث شرخ بين الفصائل وبين القيادة السورية بحجة عدم قدرة الدولة على إلزام "قسد" ببنود الاتفاق.
ويقول المعراوي "بعد الضغوط الأمريكية والتهديد التركي والسوري بالحرب لإخراج "قسد" من مناطق سيطرتها وبعد دعوة الزعيم الكردي عبد الله أوجلان حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي لإلقاء السلاح والتوجه نحو النضال السياسي، بات موقف الرافضين لكل الاتفاق بين "قسد" ودمشق ضعيفا وبالتالي يريدون أي ثغرة لعرقلته على أمل إفشاله، لقطع الطريق على تفاهمات مماثلة في مناطق شرق الفرات".
وبحسب المحلل السياسي، تخطط "قسد" لاستفزاز الفصائل، حتى تدخل في معركة خارج قرار القيادة السورية، وهذا يُعطيها (قسد) الحجة لإبقاء السلاح في يدها، بحجة أنها تدافع عن نفسها وعن مجتمعاتها المحلية.
وفي مطلع نيسان/أبريل الحالي، توصلت الدولة السورية إلى اتفاق مع "قسد" على تسوية الوضع في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، يتعين بموجبه على القوات العسكرية في الحيين الانسحاب بأسلحتها إلى منطقة شمال شرقي سوريا، وحظر المظاهر المسلحة فيها، وتبييض السجون من الأسرى لدى الجانبين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سوريا قسد سوريا الأسد قسد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدولة السوریة الجیش الوطنی
إقرأ أيضاً:
ترامب: فرص الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي ضعيفة رغم رغبة بروكسل الشديدة
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، إن احتمالات التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي لا تتجاوز 50%، وربما أقل، رغم أن بروكسل تسعى بشدة لإبرام صفقة تجنبها الرسوم الجمركية الثقيلة التي تهدد بها واشنطن.
وأوضح ترامب في تصريح للصحفيين أن "هناك نحو 20 نقطة خلاف ما تزال عالقة في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي"، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تبذل جهدًا كبيرًا للتوصل إلى تفاهم، لكنه لم يُخفِ تشككه في إمكانية تحقيق اختراق وشيك. وأضاف: "لدينا فرصة بنسبة 50-50، وربما أقل، لكننا نعمل بجد مع أوروبا".
ويخشى الاتحاد الأوروبي من تطبيق رسوم جمركية أمريكية تصل إلى 30% على صادراته إلى الولايات المتحدة، اعتبارًا من الأول من أغسطس، وهي خطوة قد تُحدث ارتدادات واسعة على العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي.
ترامب يقلّل من أهمية اعتراف فرنسا بدولة فلسطين: "تصريح بلا وزن ولن يغيّر شيئًا"
وسيط أمريكي: ترامب يوافق على إقامة دولة فلسطينية
وقد شددت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للتكتل المكوَّن من 27 دولة، على أن هدفها الأساسي هو تجنب هذا السيناريو من خلال اتفاق تجاري متوازن.
وصرح ترامب بأن الاتحاد الأوروبي "سيُضطر إلى خفض التعريفات الجمركية" إذا أراد تفادي هذه الإجراءات العقابية، من دون أن يوضح طبيعة التخفيضات أو القطاعات المعنية.
وتُشير مصادر دبلوماسية أوروبية إلى أن أحد الخيارات المطروحة يشمل اتفاقًا شبيهًا بالإطار الذي توصلت إليه واشنطن مع طوكيو، ويقضي بفرض رسوم نسبتها 15% على مجموعة من السلع المستوردة، بدلًا من فرض رسوم أوسع نطاقًا وأشد قسوة.
في غضون ذلك، تتصاعد الضغوط على قادة الاتحاد الأوروبي من قبل القطاعات الصناعية والزراعية، التي تخشى من فقدان حصصها في السوق الأمريكية لصالح شركاء بديلين.
وحذّر اتحاد الصناعات الألمانية مؤخرًا من أن فرض رسوم جمركية من طرف واحد قد يُعرّض استقرار سلاسل التوريد العابرة للحدود للخطر، داعيًا إلى الحفاظ على قنوات الحوار مع واشنطن مفتوحة.
كما يرى محللون اقتصاديون أن النزعة الحمائية المتصاعدة في السياسة التجارية الأمريكية تعكس تحولًا أعمق في توجهات ترامب، الذي يسعى إلى تعزيز الصناعة المحلية على حساب التزامات العولمة، وهو ما قد يفرض تحديات جديدة على الاقتصاد الأوروبي المتباطئ أصلًا، خاصة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتباطؤ النمو في الصين.