منار علي: نجيب محفوظ جوهرة مضيئة في سماء الأدب العربي
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
احتفت مكتبة القاهرة الكبرى بقصر الأميرة سميحة حسين كامل، في ندوة ثقافية متميزة، بأديب نوبل نجيب محفوظ، ضمن مبادرة وزارة الثقافة التي تحمل عنوان "محفوظ في القلب"، وذلك تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو، وإشراف الفنان القدير خالد جلال رئيس قطاع المسرح.
شارك في الاحتفالية الكاتبة اليمنية، الدكتورة منار علي، التي تحدث عن نجيب محفوظ، ومسيرته الإبداعية، وتأثيره في الرواية العربية.
وقالت منار علي: "يُعد نجيب محفوظ جوهرة مضيئة في سماء الأدب العربي، إذ أسهم في صياغة ملامح الرواية العربية الحديثة بأسلوب بديع يجمع بين العمق الفلسفي والتشريح الدقيق للمجتمع، حصد جائزة نوبل في الأدب عام 1988، وكان بذلك أول كاتب عربي يظفر بهذه المنزلة، مما زاد من تألقه على الصعيد العالمي".
وأكدت أن الأعمال الأدبية لنجيب محفوظ حظيت بتنوع مدهش، فمزج بين الواقعية الرمزية والطرح الفلسفي، ومن درره، الثلاثية (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية)، فهي لوحة بانورامية للواقع المصري في النصف الأول من القرن العشرين.
وتابعت: "أولاد حارتنا: رواية رمزية مثيرة للجدل ....جالت وصالت في دروب المسائل الفكرية والدينية، أما اللص والكلاب: دراما مشحونة بالصراع النفسي والاجتماعي، والحرافيش: ملحمة سردية تعكس نضال الفئات المهمشة في المجتمع".
وأوضح أن نجيب محفوظ صاحب قلم ذو بصمة في الأدب العربي، وأرسى تقنيات سردية غير مسبوقة، مستلهمًا من عمق التراث ومن نبض الشارع العربي، أضحت رواياته مرجعًا للأدباء اللاحقين، الذين نهلوا من معين إبداعه الثري والمتنوع ليُحلقوا بالرواية العربية إلى آفاق عالمية".
واختتمت: "لا تزال أعمال نجيب محفوظ شامخة كالنخلة، تُثمر دروسًا وعبرا لأجيال متعاقبة من الكتّاب والقراء، وأدبه بمثابة مرآة عاكسة لروح الأمة، وسيظل إرثه الأدبي شامة في جبين الثقافة العربية والعالمية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نجيب محفوظ وزارة الثقافة محفوظ في القلب المزيد نجیب محفوظ
إقرأ أيضاً:
بدر حزيران يسطع في “حدث سماوي نادر” فوق سماء الأردن
صراحة نيوز ـ تشهد سماء الأردن مساء الأربعاء، 11 حزيران، ظاهرة فلكية “نادرة لا تتكرر” إلا كل 18.6 سنة، تُعرف علميا بـ”الانقلاب القمري الرئيسي” (Lunistice)، بحسب رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي.
وقال السكجي إنه “في هذا اليوم، يكتمل القمر في تمام الساعة 10:45 صباحًا بتوقيت الأردن، لكنه يكون تحت الأفق، فيما يظهر لاحقا عند شروقه مساءً من الجهة الجنوبية الشرقية، وتحديدًا في الساعة 8:14 مساءً بزاوية سمتية تبلغ 114 درجة”.
وأشار إلى أن اللافت في هذا الحدث ليس فقط اكتمال البدر، بل موقع شروقه المتجه نحو الجنوب مبتعدا عن زوايا الشروق المعتادة للبدور محطما الرقم القياسي والمنخفض جدًا على الأفق، في ظاهرة فلكية استثنائية تنتج عن التفاعل بين جاذبية الأرض والشمس والقمر، إلى جانب ميلان مدار القمر عن مستوى مدار الأرض، وميل محور دوران الأرض نفسه.
وأوضح السكجي أن هذه العوامل مجتمعة تُحدث دورة فلكية طويلة تؤدي إلى انحراف القمر إلى أقصى الشمال أو الجنوب على مدار سنوات، ليصل خلال هذه الظاهرة إلى انحراف زاوي يبلغ ±28.5 درجة عن خط الاستواء السماوي.
وأوضح أنه وبفضل موقع الأردن المتوسط على خطوط العرض، يُعد من أفضل الأماكن لمشاهدة هذه الظاهرة، من أسطح المنازل في عمّان، إلى جبال البتراء الوردية، وصحارى وادي رم، والمواقع الأثرية المنتشرة، وسيتمكن المواطنون والزوار من الاستمتاع بمشهد البدر وهو يشرق وكأنه يلامس الأفق الجنوبي، مكوّنا لوحة سماوية فريدة.
“مع انخفاض القمر قرب الأفق، يمر ضوؤه عبر طبقات كثيفة من الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى تشتته وظهوره بألوان دافئة تتدرج من البرتقالي إلى الأحمر، في مشهد ساحر يجذب هواة التصوير وعشاق الفلك، وفق السكجي، مشيرا إلى أن الاهتمام بحركات القمر ومواقعه القصوى ليس حديث العهد؛ فقد شيّدت حضارات قديمة مثل الأسكتلندية والأميركية الأصلية معالم فلكية لمحاكاة هذه المواقع. وفي المنطقة العربية، كان للقمر دور مهم في الزراعة والتقاويم، وربما أيضا في توجيه بعض المواقع الأثرية ذات الصلة بالسماء.
ومن المقرر أن تنظم الجمعية الفلكية الأردنية فعاليات مفتوحة في مواقع أثرية وسياحية مختارة، لتشجيع التصوير الفلكي ودعم السياحة الفلكية، في إطار جهودها لربط العلوم بالتراث والثقافة.
ودعت الجمعية الفلكية المصورين وهواة الرصد الفلكي للتخطيط المبكر، حيث يكون القمر عند الأفق أكثر تأثيرا بصريا وإبداعيا، كما توفر هذه الظاهرة محتوى تعليميا ثريا يمكن استثماره في المدارس والجامعات.
وبين السكجي أنه “في الوقت الذي يلمع فيه البدر منخفضا فوق الأردن، سيرتفع عاليًا في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، من جنوب إفريقيا إلى نيوزيلندا، مضيئا ليالي الشتاء. أما في أقصى الشمال، كآيسلندا وألاسكا، فلن يظهر القمر إطلاقا هذه الليلة لبقائه تحت الأفق”.
وأشار إلى أن مراصد عالمية مثل مرصد غريفيث في لوس أنجلوس بدأت بالإعداد لفعاليات خاصة بهذه الليلة الفريدة، لما تحمله من أهمية علمية وثقافية وفنية على حد سواء.
وأكد أنه “نظرًا لاتساع مسار القمر خلال هذا العام، فمن المتوقع أن يعبر كوكبات نجمية خارجة عن دائرة البروج، حيث يعبر في هذا اليوم كوكبتي الحواء والقوس، وقد يُشاهد في 18 كوكبة مختلفة، تشمل الأبراج الـ13، إضافة إلى كوكبات مثل السدس، الجبار، ممسك الأعنة، الباطية، والغراب”.
وقال السكجي إنها فرصة نادرة لمراقبة قمر لا يُشبه ما نراه كل شهر، وفرصة ذهبية لتأمل العلاقة العميقة بين السماء والأرض، وبين الإنسان والكون