لبحث الملف النووي الإيراني.. لقاء سرّي في باريس بين مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
كشف موقع “والا” الإسرائيلي، نقلاً عن 3 مصادر مطلعة، “أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ورئيس جهاز “الموساد” ديفيد بارنيع، أجريا زيارة سرية إلى باريس للقاء المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، لبحث تطورات الملف النووي الإيراني”.
وبحسب الموقع، “يأتي هذا اللقاء قبل أيام من انطلاق الجولة الثانية من المحادثات الأميركية – الإيرانية، المقررة السبت المقبل في العاصمة الإيطالية روما، بوساطة سلطنة عمان”.
الملف النووي على طاولة باريس
وبحسب التقرير، “تسعى إسرائيل من خلال هذه اللقاءات إلى التأثير في الموقف الأميركي، خصوصاً بعد أن عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبته في التوصل إلى تسوية سياسية تمنع إيران من امتلاك سلاح نووي”، مؤكداً في تصريحات للصحافيين: “لا نريد إيذاء أحد، لكن لا يمكن لإيران أن تمتلك أسلحة نووية”.
وأضاف ترمب أن “الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما عام 2015 كان صفقة سيئة، ويمهد الطريق أمام إيران لحيازة سلاح نووي، وهو أمر لم أكن لأوافق عليه”.
تحركات دبلوماسية موازية
هذا “وتزامن اللقاء السري مع اجتماعات عقدها المبعوث الأميركي ويتكوف مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومسؤولين كبار من بريطانيا وألمانيا، وشملت المباحثات أيضاً الجهود المبذولة لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية، دون أن تغيب القضية الإيرانية عن الأجندة”.
وأكد مصدر مطلع على هذه المحادثات “أن ويتكوف شدد على أن واشنطن تسعى إلى اتفاق جديد مع إيران يضمن وقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من باريس، “إن على الأوروبيين الاستعداد لاحتمال إعادة فرض العقوبات على إيران، إذا ثبت أنها على وشك تطوير سلاح نووي”. وأضاف: “علينا جميعاً أن نكون جاهزين لتقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يُظهر أن طهران أصبحت أقرب من أي وقت مضى لتحقيق هذا الهدف”.
تحركات إيرانية نحو موسكو وروما
وفي سياق متصل، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى موسكو، الخميس، “حيث أجرى مشاورات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تطورات الاتفاق النووي، قبل أن يتوجه إلى روما الجمعة للمشاركة في المحادثات المقبلة مع الولايات المتحدة”.
ورغم عدم مشاركة موسكو بشكل مباشر في المحادثات، “إلا أن طهران تراهن على دعم روسي محتمل في ظل تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن”، وكانت وزارة الخارجية العُمانية أعلنت أن “العاصمة الإيطالية روما ستستضيف الجولة الثانية من المحادثات، مؤكدة أن عُمان تواصل جهودها في تسهيل الحوار بين واشنطن وطهران، واختيرت روما لاعتبارات لوجستية”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا وإيران إيران وأمريكا إيران وإسرائيل المفاوضات النووية مفاوضات إيران وأمريكا
إقرأ أيضاً:
إيران تشدد على الحل التفاوضي لملفها النووي.. وتحذف أربعة أصفار من عملتها تحت وطأة العقوبات
في ظل تصاعد العقوبات وتفعيل آلية الزناد، شدّد عراقجي على أن الحلّ للملف النووي يجب أن يكون دبلوماسيًا، لافتًا إلى تراجع الدور الأوروبي، فيما أقرّ البرلمان الإيراني خطة حذف أربعة أصفار من الريال في محاولة لاحتواء تدهور العملة وسط أزمة اقتصادية متفاقمة. اعلان
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن "التجربة أثبتت أنه لا يوجد حل للقضية النووية الإيرانية سوى حل دبلوماسي تفاوضي"، مشيرًا إلى أن جميع محاولات الضغط عبر التهديدات العسكرية أو آلية الزناد الأوروبية "فشلت في حل أي قضية، بل زادت من تعقيد المفاوضات".
وانتقد عراقجي خلال حديثه للصحفيين بعد لقائه مع السفراء والقائمين بالأعمال ورؤساء الممثليات الأجنبية في طهران صباح الأحد، "المطالب المفرطة وغير المعقولة" من الدول الغربية، موضحًا أن إيران سعت باستمرار إلى تقديم حلول "عادلة ومتوازنة"، لكنها قوبلت برفض وضغوط لم تُثمر سوى مزيد من التوتر.
وشدّد على أن "دور الدول الأوروبية الثلاث في المحادثات المقبلة تراجع بلا شك، كما ضعفت مبرراتها الدبلوماسية للمشاركة"، مضيفًا أن الشروط التي تداولتها وسائل الإعلام كمطالب إيرانية "لم تُبلَّغ رسميًّا إلى طهران"، وأن المناقشات في الأشهر الأخيرة ركّزت فقط على الملف النووي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر مع الجانب الأمريكي.
Related "لم يبق سوى بضع ساعات"..ماكرون يؤكد لبزشكيان أن الاتفاق بشأن النووي الإيراني ما زال ممكنًابعد تفعيل آلية الزناد الممهّد للعقوبات.. إيران تستدعي سفراءها لدى الترويكا الأوروبيةعشية إعادة فرض العقوبات.. النووي الإيراني أمام مجلس الأمن وعراقجي يعلن: لا تنازل عن السيادةوأشار عراقجي إلى أن الجمهورية الإسلامية "استنفدت كل السبل الدبلوماسية لإثبات الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي"، وقدمت "مقترحات بناءة وشفافة"، مؤكدًا أن "مصالح مشتركة وحسن نية من الأطراف الأخرى كفيلان بإنجاح المفاوضات"، رغم أن التطورات الأخيرة في مجلس الأمن جعلت المسار "أكثر صعوبة".
وفي سياق متصل، أوضح أن الاتفاق الجديد المبرم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في القاهرة "أصبح غير كافٍ في الظروف الراهنة"، مؤكدًا أن "تفعيل آلية الزناد والهجمات على المنشآت النووية غيّرا قواعد التعاون"، ما يستدعي "اتخاذ قرارات جديدة".
وأضاف: "اليوم، أثبتت إيران مرة أخرى أنها، بينما تحمي حقوقها، تظل على استعداد تام للنظر في أي حل يضمن المصالح المتبادلة ويبني الثقة في الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي".
عقوبات متجددة واقتصاد تحت الضغطوتأتي تصريحات عراقجي في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية على إيران، بعد أن أعادت بريطانيا وفرنسا وألمانيا تفعيل آلية الزناد "سناب باك" الشهر الماضي، ما أدى إلى عودة العقوبات الدولية وزيادة العزلة المالية للبلاد.
ويتزامن ذلك مع تدهور حاد في قيمة الريال الإيراني، الذي بلغ في السوق السوداء مستوى قياسيًا عند نحو 1,115,000 ريال للدولار الواحد، مقارنة بـ920,000 ريال في مطلع أغسطس. الأمر الذي أدى إلى تآكل القدرة الشرائية للمواطنين بفعل التضخم الحاد.
وفي مسعى لاستعادة جزء من الثقة في الاقتصاد المتعثّر، أقرّ البرلمان الإيراني خطة لحذف أربعة أصفار من العملة الوطنية، بحيث يُستبدل كل 10,000 ريال حالي بريال واحد جديد. وستتداول النسختان القديمة والجديدة جنبًا إلى جنب لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، على أن يمنح البنك المركزي مهلة عامين لإطلاق العملية رسميًّا.
وتعيد هذه الخطوة إلى الواجهة خطة طُرحت لأول مرة عام 2019، لكنها جُمّدت آنذاك بسبب تفاقم الأوضاع الاقتصادية وارتفاع التضخم. ورغم أن حذف الأصفار يهدف إلى تسهيل المعاملات اليومية وتقليل الأعباء المحاسبية.
ويُنتظر أن يُنهي مجلس صيانة الدستور مراجعته للخطة، ليُوقّعها الرئيس مسعود بزشكيان ويُدخلها حيز التنفيذ، في خطوة تأمل طهران أن تُسهم في تخفيف العبء النفسي على المواطنين وسط أزمة اقتصادية ممتدة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة