واشنطن توسع حربها التجارية ضد الصين بفرض رسوم على سفنها
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
أعلنت الولايات المتحدة، عبر مكتب الممثّل التجاري الأميركي، عن فرض رسوم جمركية جديدة على السفن المرتبطة بالصين، سواء كانت مصنّعة في الصين أو مملوكة ومدارة من جهات صينية، وذلك في محاولة لإحياء صناعة بناء السفن داخل الولايات المتحدة وتقليص الهيمنة الصينية على هذا القطاع الاستراتيجي.
ومن المقرّر أن تدخل هذه الرسوم حيّز التنفيذ في غضون 180 يوماً، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضحت الوكالة الفرنسية أن هذه الرسوم ستُفرض على السفن الصينية أو المرتبطة بالصين مرة واحدة فقط لكل رحلة إلى الولايات المتحدة، على ألا يتجاوز عدد الرسوم المفروضة على السفينة الواحدة خمس مرات في السنة. وتشمل الإجراءات:
فرض رسوم قدرها 50 دولاراً أميركياً لكل طن صافٍ من البضائع على السفن المرتبطة بالصين، مع زيادة بمقدار 30 دولاراً سنوياً على مدى السنوات الثلاث المقبلة. بالنسبة للسفن المصنّعة في الصين، سيتم فرض رسم قدره 18 دولاراً لكل طن صافٍ أو 120 دولاراً لكل حاوية قياسية، مع زيادات سنوية مماثلة. السفن غير الأميركية التي تنقل مركبات ستخضع لرسم قدره 150 دولاراً لكل وحدة. السفن الأجنبية التي تنقل الغاز الطبيعي المسال ستواجه قيوداً إضافية بعد ثلاث سنوات من بدء التنفيذ، وستتزايد تلك القيود تدريجياً على مدى 22 عاماً.كما قال موقع بي بي سي أن هذه الرسوم تُعد أقل حدة من مقترح سابق تم تداوله في فبراير/شباط الماضي، والذي كان يتضمن فرض رسوم تصل إلى 1.5 مليون دولار لكل زيارة تقوم بها سفينة صينية إلى أحد الموانئ الأميركية.بحسب ما نقلت بي بي سي، فإن السفن الفارغة القادمة إلى الموانئ الأميركية لتحميل صادرات مثل الفحم أو الحبوب، بالإضافة إلى السفن التي تنقل البضائع بين الموانئ الأميركية أو من تلك الموانئ إلى الجزر الكاريبية والأقاليم التابعة للولايات المتحدة، ستكون مُعفاة من الرسوم.
إعلانكما أُعفيت السفن الأميركية والكندية العاملة في منطقة البحيرات الكبرى.
ردود الفعل الصينية والدوليةوفي أول تعليق رسمي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، إن هذه الرسوم "ستكون مضرة لجميع الأطراف"، مضيفاً أن الولايات المتحدة "ترفع تكاليف الشحن العالمية، وتهدّد استقرار الإنتاج وسلاسل التوريد العالمية"، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف المسؤول الصيني أن هذه الخطوة "لن تنجح في إحياء صناعة بناء السفن الأميركية".
وحذّرت اتحادات أعمال أميركية تمثل نحو ثلاثين قطاعاً اقتصادياً من أن هذه الإجراءات، وإن كانت مفيدة لصناعة بناء السفن، إلا أنها ستؤثر سلباً على قطاعات عديدة، لا سيما الزراعة والصناعات التحويلية، وقد تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع للمستهلك الأميركي، وفق ذات المصدر.
خلفيات تجارية وتصعيد جمركي مستمروتأتي هذه الخطوة في سياق تصعيد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين. وكان الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قد كلّف مكتب الممثل التجاري بالتحقيق في "الممارسات غير العادلة للصين" في مجالات بناء السفن والخدمات اللوجستية والشحن البحري. وقد أبقى خلفه، الرئيس الحالي دونالد ترامب، على هذا التحقيق ووسّعه، معلناً في مارس/آذارعن إنشاء مكتب خاص لبناء السفن يتبع مباشرة للبيت الأبيض.
وتعليقاً على هذه السياسة، قال جايمسون غرير، ممثل التجارة في البيت الأبيض، إن "السفن والتجارة البحرية تمثلان ركيزة للأمن الاقتصادي الأميركي"، مضيفاً أن الهدف هو "قلب الهيمنة الصينية، وتوجيه رسالة واضحة حول الطلب الأميركي على السفن المصنّعة محلياً".
وكانت الولايات المتحدة قد خسرت موقعها الريادي في صناعة بناء السفن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وأصبحت تشكّل اليوم 0.1% فقط من الإنتاج العالمي، فيما تستحوذ الصين على ما يقارب 50% من سوق بناء السفن، متقدمة على كوريا الجنوبية واليابان، حسب بيانات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن هذه الرسوم الجديدة تأتي في وقت تتعرض فيه التجارة العالمية لتقلّبات كبيرة بفعل التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني. وقد رفعت إدارته الرسوم الجمركية على بعض الواردات الصينية إلى 145%، ومن المتوقع أن تصل إلى 245% عند دمج الرسوم الجديدة مع القديمة.
إعلانونقلت بي بي سي عن منظمة المعهد المعتمد للتصدير والتجارة الدولية أن هذه السياسات أدّت إلى تحويل وجهات العديد من السفن الصينية التي كانت متجهة إلى الموانئ الأميركية نحو أوروبا، مما تسبب في ازدحام كبير في موانئ مثل فيلكستو في بريطانيا وروتردام في هولندا وبرشلونة في إسبانيا.
كما أفاد سانه ماندرز، رئيس شركة "فليكس بورت" للخدمات اللوجستية، بأن الربع الأول من عام 2025 شهد زيادة بنسبة 15% في واردات الصين إلى المملكة المتحدة، و12% إلى الاتحاد الأوروبي، مرجعاً هذه الأرقام إلى سياسة الرسوم الجمركية الأميركية.
وأوضح ماندرز أن هذه التحركات قد تدفع الشركات إلى إعادة تصميم سلاسل التوريد العالمية، بحثاً عن أسواق بديلة أو فرص للالتفاف على الرسوم الأميركية، مؤكداً أن المستهلك الأميركي سيكون أول من يدفع ثمن هذه السياسات من خلال ارتفاع الأسعار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الموانئ الأمیرکیة الولایات المتحدة بناء السفن هذه الرسوم على السفن فرض رسوم أن هذه
إقرأ أيضاً:
بيتكوين يواصل خسائره بعد تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على الصين
تواصلت الضغوط على سوق العملات الرقمية خلال تعاملات اليوم، حيث سجلت بيتكوين انخفاضا إضافيا في ختام تعاملات أمس الجمعة لتصل إلى 104 آلاف و782 دولارا متراجعة بنسبة 3.2% عن مستوياتها السابقة، بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على الصين وقيود على الصادرات الأميركية اعتبارا من مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في خطوة أثارت موجة من التقلبات الحادة في الأسواق المالية.
ضغط على الأصول عالية المخاطروذكرت إنفستنغ دوت كوم أن المستثمرين اتجهوا إلى التخلص من الأصول عالية المخاطر، بما في ذلك العملات المشفّرة، عقب تهديدات ترامب التي وصف فيها الممارسات التجارية الصينية بأنها "عدائية وغير مسبوقة في التاريخ التجاري الدولي".
وأدت تلك التصريحات إلى تراجع بيتكوين لليوم الثاني على التوالي، وسط مخاوف من أن تؤدي الحرب التجارية المتجددة إلى تباطؤ أوسع في الاقتصاد العالمي، مما قد يقلل شهية المستثمرين للمضاربة الرقمية.
وبحسب التقرير، فإن هبوط بيتكوين ترافق مع انخفاض حاد في مؤشرات الأسهم الأميركية، واستمرار تراجع النفط، مقابل ارتفاع أسعار الذهب فوق مستوى 4 آلاف دولار للأوقية، في إشارة إلى انتقال رؤوس الأموال نحو الأصول الآمنة.
وفي ظل هذه التراجعات، أعلنت منصة التداول العالمية إتش.تي.إكس (HTX) المعروفة سابقا باسم "هوبي" عن مبادرة إستراتيجية لدعم النظام المالي الرقمي وتعزيز أرباح المستخدمين من خلال إطلاق موسّع للعملة المستقرة "يو.إس.دي.دي (USDD)" عبر أنظمة الضمانات المتعددة للأصول والعائد الذكي، بحسب ما نقلته إنفستنغ دوت كوم.
وتتضمن الحملة، التي تمتد من 11 إلى 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، 3 حوافز رئيسية:
عوائد سنوية تصل إلى 10% على عملة "يو.إس.دي.دي" عبر خدمة "العائد الذكي". خصم بنسبة 2% على التحويلات إلى حسابات العقود الآجلة. جوائز إجمالية بقيمة 30 ألفا من عملة "يو.إس.دي.دي" للمتداولين الأكثر نشاطا. إعلانووفقا للبيان الصادر عن المنصة، فإن هذه المبادرة "تهدف إلى تعزيز كفاءة إدارة الأصول وتوسيع فرص المستثمرين في إدارة الثروات الرقمية بطريقة أكثر مرونة وأمانا".
تحولات تقنية وتنظيميةوأشار تقرير إنفستنغ دوت كوم إلى أن العملة المستقرة "يو.إس.دي.دي"، التي تعمل على شبكتي ترون وإيثريوم، تكتسب أهمية متزايدة بعد تحديثها إلى النسخة 2.0، إذ تم دمجها بسلاسة في منظومة التمويل اللامركزي (DeFi)، مع تعزيز أدوات الاستقرار وإدارة المخاطر.
كما يتيح نظام "العائد الذكي" للمستخدمين احتساب المكافآت تلقائيا بناء على الأصول المحتفظ بها، في حين تسمح خاصية "الضمانات المتعددة للأصول" باستخدام مجموعة أوسع من العملات الرقمية كضمان للعقود الآجلة، مما "يحسّن كفاءة رأس المال ويوفر مرونة غير مسبوقة"، بحسب بيان الشركة.
ويرى محللون أن بيتكوين تتأثر اليوم بعاملين متداخلين:
التصعيد التجاري بين واشنطن وبكين والضبابية التنظيمية التي تدفع بعض المستثمرين إلى التراجع.وأوضح تقرير إنفستنغ دوت كوم أن "تهديدات ترامب الأخيرة أعادت إلى الأذهان مرحلة الانكماش الحاد في 2018 عندما تسببت الرسوم المتبادلة بين الطرفين في موجات بيع عنيفة عبر الأسواق كافة".
وخلص إنفستنغ دوت كوم إلى أن البيئة الاقتصادية المشحونة والسياسات الحمائية الجديدة قد تدفع العملات الرقمية إلى فترة من التقلبات المرتفعة، في وقت تسعى فيه الشركات المالية إلى تطوير أدوات أكثر أمانا لاستيعاب تلك المخاطر وتحقيق استقرار نسبي في أسواق الكريبتو.