لجريدة عمان:
2025-07-12@04:21:40 GMT

التعاطف مع الضحايا بين «بيلي» و«بيلا»

تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT

في مقال لها بعنوان «هل نكترث بمعاناة الحيوانات أكثر من البشر في الحروب؟» تسرد الصحفية الأسترالية هولي ماكاي حكاية شخصية حدثت لها خلال تغطيتها للحرب في أوكرانيا عام 2022، عندما صادفت كلبًا صغيرًا ينزف ويرتجف بجانب جسر مدمر بينما كانت تهرب من قصف روسي. وعلى الرغم من الخطر المحدق بها حينئذ إلا أنها غامرت والتقطت صورة للكلب ونشرتها على حسابها في إنستجرام.

أثارت هذه الصورة تعاطفًا واسعًا وردود فعل كثيرة من المتابعين الذين سألوا عن مصير الكلب الصغير، بشكل فاق ما تلقته ماكاي من تفاعل على صور المدنيين الجرحى أو القتلى.

تذكرتُ هذه القصة وأنا أتابع هذه الأيام، ليس باندهاش طبعًا، الأفراح الإسرائيلية العارمة بعودة الكلبة «بيلي» من «الأسر» في غزة. «إنها معجزة. لا يُعقل. الناس لم ينجوا، فكيف نجت هي؟» هكذا علقت مالكة الكلبة؛ الإسرائيلية راشيل دانزيغ لوكالة أسوشيتد برس، ولم تقصد بالناس الذين لم ينجوا أهل غزة طبعًا، وإنما زوجها السابق ألكسندر دانزيغ، وشقيقها يتسحاق إلغارات، اللذَيْن كانا من ضمن أسرى حماس، وقد لقيا حتفهما في إحدى الغارات الإسرائيلية على غزة. كانت الكلبة ترند في إسرائيل هذا الأسبوع، وتناقلت أخبار عودتها الميمونة أهم صحف العالم، بما في ذلك بعض الصحف العربية للأسف الشديد، في الوقت الذي تجوهل تمامًا نبأ حدث في الوقت نفسه تقريبًا، وهو تفحّم أطفال ونساء في عدد من مخيمات غزة جراء جريمة إبادة نفذها الجيش الإسرائيلي هناك.

بدأت حكاية «بيلي» في أحداث السابع من أكتوبر 2023 عندما أسرت المقاومة الفلسطينية عشرات الإسرائيليين ونقلتهم إلى غزة، ومن هؤلاء شقيق راشيل وزوجها السابق، ويبدو أن الكلبة كانت بيد أحدهما أثناء عملية الأسر. ولم تنس التغطيةُ المضللة لعودة الكلبة الإشارة إلى أنهما قُتِلا من قِبَل حماس!

وأعود إلى تساؤل هولي ماكاي المهم الذي وضعتْه عنوانًا لمقالها: «هل نكترث بمعاناة الحيوانات أكثر من البشر في الحروب؟» والإجابة هي نعم طبعًا للأسف الشديد. ولكي لا أُفهَم خطأً فأنا لستُ ضد الاهتمام بالحيوانات وإنقاذ حياتها مما يحدق بها من أخطار، فهذا واجب على الجميع، وهو ما تأمرنا به إنسانيتنا قبل الدين والأعراف، لكنني فقط ضد أن يكون هذا الاهتمام أكثر بكثير من الاهتمام بالإنسان البريء. تتساءل مكاي عن سبب هذا الفارق في التعاطف بين إنسان وحيوان يتعرضان للخطر نفسه، وتصيبهما أحيانًا القذائف نفسها، فتستعرض عوامل نفسية واجتماعية منها: أن الحيوانات تُرى غالبًا ككائنات بريئة وعاجزة لا تتحكم في مصيرها، عكسنا نحن البشر القادرين على الهروب من مناطق الخطر أحيانًا. وبالطبع فإن هذه الفرضية لا تضع في اعتبارها الأطفال الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة، والذين تُدمي القلب مشاهد جثثهم المتفحمة في المخيمات الفلسطينية.

وتضع الصحفية الأسترالية مبضع تحليلها على الجرح النازف حين تشير إلى أن الإعلام الغربي نادرًا ما يعرض صورًا صادمة لمعاناة البشر، بعكس صور الحيوانات التي تُعرض بحرية أكبر، فتؤثر بعمق أكبر في المتلقي. ويُلخّص هذا التأثير تدوينة في وسائل التواصل الاجتماعي تعليقًا على عودة الكلبة الإسرائيلية: «يا إلهي. أبكي. من الرائع أن هذه الكلبة الحلوة ما تزال على قيد الحياة... ومن المحزن أنها عاشت الجحيم لمدة عام ونصف بعيدًا عن أصحابها المحبين». لم يذكر موقع «نيوزويك» الذي وثّق هذه التدوينة مَنْ كاتبها، وهل هو إسرائيلي أم من جنسية أخرى، لكن اللافت فيها أنه لم ينتبه للجحيم الذي تعيشه غزة منذ عام ونصف، والذي أسفر حتى كتابة هذه السطور عن سقوط حوالي اثنين وستين ألف شهيد فلسطيني، بينهم أكثر من سبعة عشر ألف طفل، دون حساب أكثر من أربعة عشر ألف مفقود هم في الغالب شهداء أيضًا، وأكثر من مائة وأحد عشر ألف جريح، عدا تدمير معظم منازل غزة ومدارسها ومستشفياتها ومنشآتها التجارية وطرقها وأراضيها الزراعية، كل هذا لم يحزن له كاتب التدوينة، وإنما حزن لمعاناة كلبة عادت في النهاية إلى صاحبتها في زفة إعلامية (حيث وثّقت صحيفة ذا جيورازاليم بوست لحظة اللقاء في مقطع فيديو أظهر ذيل الكلبة يهتز وهي تُستَقبَل بالأحضان والقُبَل والدموع) بعد أن تلقت العناية من طبيب بيطري يحسدها عليه آلاف المرضى والمصابين في غزة!.

تُذكُرني حكاية الكلبة «بيلي»، بحكاية شقيقتها «بيلا»؛ كلبة الأسيرة الإسرائيلية ميا ليمبرغ التي أطلقت حماس سراحها مع أمها وخالتها في نوفمبر الماضي، لكن التي خَطفت الأضواء منهن في هذا الإفراج هي الكلبة. قالت ليمبرغ في لقاء مصور مع وكالة رويترز إن «بيلا» شكلت دعمًا معنويًّا كبيرًا لها في الأسر، لأنها أبقتها مشغولة بها وبالاطمئنان عليها، وكانت قد وضعتها تحت سترة البيجامة في غفلة من آسريها عند نُقِلَ الأسرى من إحدى المستوطنات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر. ولولا أنها كانت هادئة طوال الوقت، لما سمح لها مسلحو حماس بالبقاء مع صاحبتها. وقد سرد والد الأسيرة أنه عندها لاحظ أفراد حماس أن ذلك الشيء الذي تحمله ابنته في يدها لم يكن دمية، بل كان كلبا حيا يتنفس، دار جدال بينهم، وتقرر أن يسمحوا لها بالاحتفاظ بكلبتها، بل أضاف أنهم «أطعموها مما تبقى من طعامهم وتأكدوا أنها تؤدي حاجاتها البيولوجية في جزء معزول من المكان الذي كانوا فيه وعملوا على تنظيفه أولًا بأول، فلم تكن هناك رائحة أو أي بقايا». وهو تعامَلٌ إنساني يُرينا الفرق الكبير في معاملة الأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين الذين يسعى الجميع لشيطنتهم.

تخلص ماكاي في مقالها إلى أن تسليط الضوء على معاناة الحيوانات قد يكون وسيلة فعالة لجعل الحروب أكثر واقعية في وعي الجمهور، لأنها تبرز كيف أن الكائنات الأضعف، والتي لا صوت لها، تقع أيضًا ضحية للصراعات البشرية، وتُوقظ فينا إحساسًا عالميًا بالرحمة والعدل، وهذا كلام جميل. لكن ينبغي أن نضيف إليه أن الرفق بالحيوان والإشفاق عليه، لا ينبغي أن يفوق تقديرنا للإنسان، والحرص على سلامته.

سليمان المعمري كاتب وروائي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

قطع اليد الإسرائيلية قاب قوسين أو أدنى

في هذا الوقت ينتحر جنود العدو بسبب تأزم نفسياتهم في مواجهة عناصر المقاومة الفلسطينية، فيما يتواصل "أرَق" الصهاينة الغاصبين لأراضي الفلسطينيين، ومجلس الحكومة الصهيوني يحاول إعادة ترتيب الأوراق وفق وقْع التحديات، فتصاعد الخطر بات يشكل مفصلا يُنذر بإنهاء حالة الاستيلاء للأراضي الفلسطينية، وبالتالي إنهاء وجود الاحتلال.

تجرُّؤ الكيان الصهيوني على ارتكاب العملية الإرهابية في الحديدة، إنما أضاف مبررا آخر لإيلامه، بعد ثبوت أن الغطرسة والغرور قد بلغا به حد الانتحار، فاليمن قد حذر بأنه لن يقبل بالاستباحة، ولن يساوم في ثوابته، واليمن قد اتفقت الأوساط الصهيونية ومن واقع التجربة بأنه جاد، وإذا قال فعل، وحين يلجأ العدو وراعيته الأمريكية إلى ارتكاب حماقة ضد السيادة الوطنية اليمنية، فإنه حتما لن يعود كما كان سابقا على طول المنطقة، منتشيا بالإنجاز، وإنما عليه أن ينتظر العقاب. فاليد الإسرائيلية التي استباحت طويلا، لم يعد لها أن تبطش دون أن تلقى الرد، وهذه المرّة سيكون بقطعها، خصوصا وأنها مصدر إثارة للمشاكل، فضلا عن كون الكيان محتل.

الرد السريع يربك لقاء "ترامب" بـ"نتنياهو"

أراد ترامب والنتنياهو شُرب نخْب العملية الإرهابية في الحديدة، فإذا بهم في مواجهة رد يمني سريع وعنيف، استهدف  مطار اللَّدّ بصاروخٍ باليستيٍّ فَرْطِ صوتيٍّ نوعُ "فلسطين2"، وميناء أسدود بصاروخ باليستي فرطِ صوتي، ومحطة الكهرباء في منطقة عسقلانَ المحتلةِ بصاروخٍ باليستي فرطِ صوتي، وكذلك استهدافُ ميناءِ أُمِّ الرشراشِ بثمانِ طائراتٍ مُسيَّرَة، والقادم وفق هذا الإيقاع اليماني المتصاعد يبدو أعظم، ويُعطي استخلاصا واحدا لدى المراقبين والمحللين بأن الكيان قد دخل فعلا مرحلة دفع الثمن، خصوصا مع توعد الرئيس مهدي المشاط للعدو بالمفاجآت، ليسقط ترامب والنتنياهو من جديد في تعقيدات حسابات المواجهة مع اليمن، إذ إن عدم ارتداع اليمنيين يعني احتمالية أكيدة بتعاظم الخطر، ليس على الكيان فقط، وإنما أيضا على أمريكا التي لا تزال ممنوعة من دخول البحر الأحمر، لاستعادة هيمنتها عليه، خصوصا بعد أن حوّل اليمن البحر الأحمر إلى مصيدة للقطع البحرية الأمريكية والأوروبية.

وفيما لا يبدو هناك أفق يمكن أن تقف عنده القوات اليمنية عن تنفيذ عملياتها في عمق العدو إلا بتنفيذ شرط إيقاف إبادة غزة، تشتد رحى عمليات "الفتح الموعود"، ولا يمكن للعملية الإرهابية الإسرائيلية الأخيرة على الموانئ، أن تغير من الأمر شيئا لصالح الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية، وإنما تزيد من وتيرة العمليات، فجرأة العدو لا تتوافر إلا عندما ترى في الآخرين الضعف وعدم القدرة على الرد إما جُبنا أو افتقارا للقدرات.

ورأى مراقبون أن العملية الإرهابية الإسرائيلية فاجأت الكثير، لأنها جاءت عقب حملة دعائية إرهابية شديدة اللهجة من قادة الكيان، لينتهي الأمر إلى مهمة فاشلة، ألقت بعضها بحمولتها على أعيان سبق أن تم قصفها، فيما فرّت أخرى بحمولتها تحت وقع صواريخ الدفاع الجوي. في المقابل كانت المفاجأة من جانب القوات اليمنية بسرعة الرد، وتنوع الأهداف.

"ماجك" التي حاولت كسر القرار اليمني

في هذا الوقت أيضا كان من الحماقة الإيعاز إلى إحدى الشركات الملاحية المتعاونة مع الصهاينة أن تغامر بكسر قرار حظر التحرك لصالح العدو في المياه العربية، وربما أراد العدو من هذا الأمر قياس مدى تأثير ضرباته لجهة رضوخ اليمن وتوقفه عن فرض الحصار البحري على كيانه، أو قياس مدى تأثُر القدرات اليمنية بالضربات العقيمة التي أصبحت تُلحق به العار، أكثر من منحه جرعة من المعنويات، وهو الذي لا يغادر قصف الموانئ ومحطات الطاقة والأعيان المدنية، فزورقينِ مسيَّرينِ، وخمسةِ صواريخَ باليستيةٍ ومجنحة، وثلاثِ طائراتٍ مسيَّرةٍ، كانت كافية لإغراق سفينة (ماجيك سيز) وتأديب الشركة المالكة لها، ثم شمل التأديب سفينة (ETERNITY C)، لتتحدد رسالة القوات المسلحة في العمليتين، بأن قرار الحظر على الكيان قرار وطني وسيادي، ومن العبث اللعب في المنطقة التي باتت محرمة على أي دولة أو جهة تحمل العداء لدول المنطقة، أو "المتماهية مع السلوك الإجرامي الصهيوني الممارس في حق أعيان مدنية، وغضها الطرف عن كل الانتهاكات الجسيمة للكيان الصهيوني المجرم الخارقة لكل قواعد القانون الدولي، ومبادئه التي تجرم استهداف المدنيين، والأعيان المدنية، خاصة ما يتعلق بالقواعد المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والقانونين الإنساني الدولي، وحقوق الإنسان".

اليمن أيضا في عمليتي الإغراق، أضاف درسا جديدا في الأخلاق للأعداء، تمثل في إعطاء القوات البحرية السفينتين الفرصة لتتخذا القرار المناسب، فنبهتهما بالنداءاتٍ والتحذيراتٍ، إلا أنَّ طاقمَي السفينتين رفضَا كلَّ تلك التحذيراتِ. ولم يأت الرد اليمني العقابي إلا في إطار عمليات الإسناد لغزة، فضلا عن كون القرار وطني وقد قضى بفرض الحصار البحري على العدو انتصارا للفلسطينيين المحاصرين من الغذاء والماء والدواء، وانتهاكه يمثل انتهاكا للسيادة،  وسيُعلّمُ اليمن "العدوُّ المجرمُ أنَّ العُدوانَ على اليمنِ العظيمِ سيكلفُهُ الكثيرَ، ولن يَدفعَ اليمنيِّينَ إلَّا للمزيدِ من الصُّمودِ والثَّباتِ، والمزيدِ من العمليَّاتِ الإسناديَّةِ للشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ. وفق القوات المسلحة اليمنية.

 قلب المعادلات وفرض الصيغة اليمنية

اليمن الذي أجبر رأس الإرهاب أمريكا على تحريك خمس حاملات طائرات لمواجهة قواته المسلحة، وهو ما لم يحدث معها من قبل، وخضع نصف أسطولها البحري من السفن والحاملات للصيانة، تجاوَز حسابات التهويلات والتلويحات، ولا تُجدي معه التهديدات أو القيام بأي عمليات إرهابية ضده، أكانت أمريكية أو اسرائيلية. لذلك قبيل العملية الإرهابية، وفي إطار توزيع أدوار التصريحات، علت لدى الأعداء نبرة التهديد والوعيد، ثم ركنوا إلى أن تأثير الرسالة سيُجبر اليمنيين على الإذعان أو اللحاق بركب المتخاذلين. وهو ما نسفه صباح الاثنين الذي صنعت ضوءه الأسلحة اليمنية، وصنعت ضوضاءه أصوات انفجارات الأهداف مع اختراق الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية سماء الكيان (فلسطين المحتلة)، في طريقها إلى بنك أهدافها.

في أمريكا، ترامب يلتقي النتنياهو، والمنطقة هي محور النقاش بكل تأكيد، وربما سيعود النتن ليبدأ جولة جديدة من إغراق المنطقة في الفوضى، لكنه سيبقى دائما في مساحة ذات المربع دون أن يتجاوزه: إخفاقات تتكرر، وتزيد اليوم تعقيدا مع بروز محور المقاومة ككتلة حامية للمنطقة من التمدد الصهيوني، وصولا إلى بتره من الخارطة العربية.

يؤكد على ذلك القناعة التي باتت راسخة لدى كل الفريق الصهيوني، بما في ذلك المدعو ترامب ومجلس الدولة الأمريكية العميقة، بأن اليمن الفاعل المستمر في المحور، قد نجح في قلب المعادلات وفرض صيغته، وفي الظهور كقوة تأبى الضيم، ومستعدة لقطع دابر المستبيحين للقيم والأخلاق ولحقوق الشعوب في أوطانها.

#الملاحة البحرية  

مقالات مشابهة

  • بسبب الأبقار الإسرائيلية.. تنبيه عاجل من بلدية في الجنوب
  • الاحتلال يصدر أوامر إخلاء جديدة .. وارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين في غزة
  • من داخل أروقة الحكومة الإسرائيلية.. نتنياهو متهم بالخيانة
  • شهيد و5 جرحي في الغارة الإسرائيلية على النميرية
  • حوار مجتمعي لمناقشة تعديل المخطط التفصيلي لـ بيلا بكفر الشيخ.. الأحد
  • نجمة داود الحمراء.. هيئة الإسعاف الإسرائيلية
  • قطع اليد الإسرائيلية قاب قوسين أو أدنى
  • أمام مجلس الأمن.. سمر اليافعي: اليمنيون لا يحتاجون كلمات التعاطف بل شراكة تعيد لهم الكرامة
  • 30 عاما على مذبحة سربرنيتسا.. البوسنة تستعد لدفن مزيد من الضحايا
  • عشرات الزلازل والهزات الارتدادية في جواتيمالا وحصيلة الضحايا مفاجأة