اتهم والد جندي إسرائيلي أسير في غزة، اليوم الأحد، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالتخلي عن الأسرى وتفضيل بقائه السياسي من خلال إطالة أمد الحرب.

جاء ذلك في حديث أدلى به حاجاي إنغرست والد الجندي ماتان، لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، غداة تصريحات لنتنياهو أكد فيها أنه لن ينهي حرب الإبادة المتواصلة بغزة للشهر الـ19 قبل ما وصفه بالقضاء على قدرات حركة حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل.

وأعرب والد الجندي الأسير عن خيبة أمله من تصريحات نتنياهو، قائلا إنه سمعها من "ساحة المختطفين" في تل أبيب حيث يعتصم مع عائلات الأسرى.

وأضاف أن العالم كله ينادي بوقف إطلاق النار كأولوية لضمان عودة الأسرى، في حين يتخلى رئيس الوزراء عن جنوده الأسرى ويرسل مزيدا منهم إلى المعركة، مشيرا إلى أن هذا الواقع يثير فيهم شعورا بالغضب والانفجار من الداخل.

وتابع حاجاي أن عودة جميع الأسرى تمثل الهدف النهائي للحرب، كما يُقال، لكنه يرى أن نتنياهو يتصرف بعكس ذلك، حيث يفضل الحفاظ على مصالحه السياسية على حساب الجنود الأسرى.

وأشار إلى أن هناك دعما واسعا من قبل الشعب الإسرائيلي لعودة الأسرى، وأن هناك فجوة كبيرة في المجتمع الإسرائيلي تحتاج إلى أن تعالَج.

إعلان تخويف الشارع

وتجاهلا للأصوات الداعية لوقف الحرب، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لا خيار أمام إسرائيل سوى مواصلة القتال في غزة حتى تحقيق ما وصفه بـ"النصر"، معتبرا أن تل أبيب تمر بمرحلة حاسمة.

ومواصلًا سياسة تخويف الشارع الإسرائيلي، ادعى نتنياهو في كلمته المسجلة، أنه مع "عدم القضاء" على حكم حماس، فإن تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 هو "مسألة وقت".

وأضاف مدعيا أن حركة حماس رفضت عرضا للإفراج عن نصف الأسرى الأحياء وعدد كبير من جثامين القتلى منهم، مقابل وقف الحرب، أن هذا الشرط "غير مقبول".

من جهته، أعلن رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)  بقطاع غزة خليل الحية، الاستعداد للبدء الفوري بـ"مفاوضات الرزمة الشاملة" لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، والوقف التام للحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وبدء الإعمار، وإنهاء الحصار.

وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّ "المهمة لم تُنجز بعد"، مدعيًا "أن تل أبيب ستكثف الضغط على حماس حتى نحقق كل أهداف الحرب".

وقال نتنياهو إنّ حركة "حماس" تريد ضمانات دولية ملزمة تمنع استئناف الحرب.

غير ممكن

وفي وقت سابق السبت أيضا، قال عومر دوستري، متحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن استعادة جميع الأسرى دفعة واحدة من قطاع غزة "أمر غير ممكن حاليا".

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ومطلع مارس/آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

إعلان

لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بالقطاع في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.

وبدعم أميركي، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن نحو 168 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رئیس الوزراء تل أبیب

إقرأ أيضاً:

طيارون بجيش الاحتلال يتظاهرون ضد خطة نتنياهو لإعادة احتلال غزة

تظاهر طيارون من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، أمام مقر هيئة الأركان في تل أبيب، رفضاً لخطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة، محذرين من أن هذه الخطوة تمثل "حكماً بالإعدام" على الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.

ويأتي هذا التحرك بعد إقرار المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، فجر الجمعة الماضي، خطة عسكرية للسيطرة الكاملة على غزة، وسط اعتراضات داخلية واسعة. 

وتشمل الخطة احتلال مدينة غزة أولاً عبر تهجير نحو مليون من سكانها إلى الجنوب، ثم تطويقها وتنفيذ عمليات توغل في أحيائها، يعقبها السيطرة على مخيمات اللاجئين وسط القطاع، التي دمر الاحتلال الإسرائيلي أجزاء كبيرة منها منذ بدء حربها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

كما أعلن الطيارون الذين هم من جنود الاحتياط والمتقاعدين، دعمهم لرئيس الأركان أيال زامير، الذي يعارض توسيع الحرب ويدعو إلى "خطة تطويق" للضغط على حركة حماس للإفراج عن الأسرى، بدلاً من الانجرار إلى ما وصفه بـ"الأفخاخ الاستراتيجية".

وفي بيانهم، أكد الطيارون أن الحرب المستمرة منذ 676 يوماً تفرض "ثمناً باهظاً لا يُحتمل على الأسرى"، وتعرض الجنود للخطر "بلا طائل"، وتتسبب في إيذاء واسع للمدنيين، وتدفع بمكانة الاحتلال الإسرائيلي الدولية نحو "انحدار غير مسبوق".


وتقدّر تل أبيب وجود 50 أسيراً في غزة، منهم 20 أحياء، فيما يحتجز الاحتلال أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني في ظروف وصفتها تقارير حقوقية بأنها قائمة على التعذيب والتجويع والإهمال الطبي المفضي للموت.

كما أعلنت عائلات الأسرى وقتلى الجيش نيتها تنفيذ إضراب شامل وشل الحياة في 17 آب/أغسطس الجاري، فيما ذكرت "وول ستريت جورنال" أن جنود احتياط هددوا بعدم العودة للقتال في غزة إذا استُدعوا مجدداً، في ظل إرهاق واستنزاف متزايدين لجيش الاحتلال.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي كامل، حربه التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة 154 ألفاً، معظمهم نساء وأطفال، إلى جانب مجاعة وتهجير قسري، في ما تصفه منظمات دولية بـ"الإبادة الجماعية".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يحدد 5 أولويات لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • ترامب قد يزور إسرائيل في سبتمبر المقبل
  • الاحتلال يحدد خطوطه الحمراء بشأن اتفاق وقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى
  • جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب - رئيس الموساد زار الدوحة لبحث صفقة شاملة
  • مصدر أمني إسرائيلي: شروط حكومة نتنياهو لإنهاء الحرب غير قابلة للتطبيق
  • مئات الجنود والضباط يطالبون نتنياهو بوقف الحرب وعقد صفقة أسرى
  • انتشار مرض الجرب وسوء معاملة الأسرى في سجن النقب
  • طيارون بجيش الاحتلال يتظاهرون ضد خطة نتنياهو لإعادة احتلال غزة
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم “حماس” بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • ترامب يتحدث عن مكالمته الأخيرة مع نتنياهو وخطة إعادة احتلال غزة