مبادرة ترامب وتحرك الأسطول السادس.. مبادرة سلام أم رسم خرائط نفوذ جديدة؟
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
تشهد ليبيا في الآونة الأخيرة نشاطًا أمريكيًا متسارعًا على المستويين العسكري والدبلوماسي، توّج بوصول سفينة القيادة التابعة للأسطول السادس الأمريكي، “يو إس إس ماونت ويتني” إلى ميناء طرابلس قادمة من تونس، في زيارة تمثل أقوى ظهور بحري أمريكي في ليبيا منذ سنوات.
وتأتي هذه الزيارة في إطار جولة يقوم بها وفد أمريكي رفيع يضم قائد الأسطول السادس نائب الأدميرال جيه.
وشملت اللقاءات كلًا من النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي، رئيس الأركان العامة الفريق محمد الحداد، والمكلف بتسيير وزارة الخارجية الطاهر الباعور، ووكيل وزارة الدفاع عبدالسلام الزوبي، ومستشار الأمن القومي إبراهيم الدبيبة، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك.
وأوضحت السفارة الأمريكية في بيان لها أن المباحثات تناولت سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، ودعم جهود التكامل العسكري الليبي، مع التأكيد على التزام الولايات المتحدة بشراكة طويلة الأمد مع ليبيا.
مبادرة لحل الأزمة؟
زيارة السفينة إلى طرابلس، والتي يُنتظر أن تمتد لاحقًا إلى بنغازي، تأتي أيضًا في سياق تصريحات أدلى بها مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كشف فيها عن وجود مبادرة جديدة تسعى إدارة ترامب لطرحها بهدف إنهاء الأزمة الليبية.
وأشار بولس، في مقابلة صحفية، إلى أن المبادرة تشمل “ورقة متكاملة” تضم جميع الأطراف، وتقوم على رؤية لإقامة مشروع حكم موحد مبني على مبدأ الشراكة الوطنية الشاملة.
تفاقم الأزمة الاقتصادية
التحرك الدبلوماسي الأمريكي الأخير سبقه تحذير من جون كيلي، القائم بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة لمجلس الأمن، دعا فيه الأطراف الليبية إلى الاتفاق على موازنة موحدة، محذرًا من تداعيات استمرار الانقسام المالي على قيمة الدينار والوضع الاقتصادي العام.
كما شدد كيلي على ضرورة تعزيز التكامل الأمني بين مناطق البلاد، وضمان أمن الموانئ لمكافحة الهجرة غير النظامية ووقف تهريب الأسلحة والوقود، وهي ملفات تحظى باهتمام أمريكي متزايد في ظل تصاعد التحديات الإقليمية.
إشارة رمزية لمعركة درنة
من جهته، اعتبر السفير الأمريكي لدى تونس جوي هود أن زيارة “ماونت ويتني” تحمل أيضًا بعدًا رمزيًا، إذ تتزامن مع الذكرى الـ220 لمعركة درنة عام 1805، التي تُعد أول تدخل عسكري أمريكي على الأرض الليبية، مشيرًا إلى أن التعاون الأمني يظل مفتاحًا لتحقيق الاستقرار الإقليمي في المنطقة.
الدلالة الاستراتيجية لتحرك القطع البحرية
ويعد تحرك السفينة (ماونت ويتني) وهي سفينة قيادة متقدمة تُستخدم عادة في تنسيق العمليات العسكرية الكبرى، رسائل استراتيجية تتجاوز الطابع البروتوكولي للزيارة.
فمن جهة، يُعد إرسال هذه القطعة البحرية الثقيلة إلى الساحل الليبي عرضًا للقوة ورسالة تأكيد على الحضور الأمريكي الفاعل في البحر المتوسط، وسط تصاعد تنافس النفوذ بين قوى إقليمية ودولية في منطقة الشرق الأوسط والساحل.
كما تعكس الزيارة دعمًا مباشرًا لمفهوم وحدة ليبيا، من خلال زيارة كل من طرابلس وبنغازي من على متن نفس السفينة، بما يوصل رسالة مفادها أن واشنطن تتعامل مع ليبيا كدولة واحدة رغم الانقسام القائم.
في المقابل، يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تمثل أيضًا ضغطًا سياسيًا على الأطراف الليبية والدولية لتسريع خطوات التوافق، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لإعادة رسم أولوياتها في المنطقة بما يوازن بين مكافحة الإرهاب والاستقرار السياسي والحفاظ على أسواق الطاقة.
المصدر: السفارة الأمريكية – قناة ليبيا الأحرار
الأسطول السادسالولايات المتحدةترامبرئيسي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0المصدر: ليبيا الأحرار
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف الأسطول السادس الولايات المتحدة ترامب رئيسي
إقرأ أيضاً:
سيناتور أمريكي يحذر من هذا الأمر في غزة.. بماذا دعا نتنياهو؟
قال السيناتور الأمريكي كريس فان هولين إن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة انتقلت من كونها مروعة إلى جحيم على الأرض مشددا على أن الأطفال هناك يتضورون جوعا، وسكان القطاع يواجهون خطر المجاعة الشاملة.
ودعا فان هولين حكومة بنيامين نتنياهو إلى السماح فورا باستئناف نظام توزيع المساعدات بقيادة الأمم المتحدة، محذرا من أن الوضع الإنساني الكارثي في غزة لم يعد يحتمل مزيدا من التأخير أو العراقيل.
والخميس، قالت عضو مجلس الشيوخ الأمريكي من ولاية ماساتشوستس إليزابيث وارن إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلقت كارثة تاريخية في قطاع غزة.
وأشارت السيناتور الديمقراطية إلى أن "6 آلاف شاحنة طعام تنتظر على الحدود والأطفال يتضورون جوعا".
من جانبه قال السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز إنه لا يمكن للولايات المتحدة الاستمرار في تمويل حكومة قتلت نحو 60 ألف فلسطيني وأصابت أكثر من 143 ألفا آخرين، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.
وأضاف ساندرز أنه لا يمكن الاستمرار في دعم حكومة منعت المساعدات وتسببت في مجاعة شاملة وجوّعت سكان غزة حرفيا، في إشارة إلى الحكومة الإسرائيلية.
وأشار السيناتور الأمريكي إلى أن دافعي الضرائب أنفقوا عشرات المليارات دعما لحكومة بنيامين نتنياهو العنصرية والمتطرفة، مضيفا أنه سيفرض على مجلس الشيوخ أن يصوت على مشروعي قرار لمنع مبيعات الأسلحة لإسرائيل وذلك بسبب المجاعة في غزة.
وكان نواب ديمقراطيون في مجلس الشيوخ قد دعوا لاستئناف المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة "بحسن نية وبأسرع وقت"، وطالبوا بتوسيع نطاق المساعدات في القطاع.
ونقلت مجلة "ذا أتلانتك" عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن الرئيس دونالد ترامب يعتقد أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو يسعى لإطالة أمد الصراع في غزة.
وأضاف المسؤولون، أن ترامب يعتقد أن الأهداف العسكرية بغزة تحققت ونتنياهو يواصل الحرب حفاظا على سلطته.
وأوضح المسؤولون، أن البيت الأبيض يرى أن نتنياهو يتخذ خطوات تتعارض مع اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل.
وأضافوا "لا نتوقع أن يحاسب ترامب نتنياهو بأي شكل من الأشكال ولا يوجد خلاف كبير بين ترامب ونتنياهو والحلفاء قد يختلفون أحيانا".
وتابع المسؤولون، أن صبر ترامب ينفد بشكل أساسي تجاه حماس وليس تجاه نتنياهو، كما أن ترامب يريد إنهاء الحرب وهو يدرك الغضب المتزايد تجاه إسرائيل من قبل مؤيدي تياره.
وفي وقت سابق قال ترامب إن ما يحصل في قطاع غزة مفجع وعار وكارثي.
وأضاف ترامب "قدمنا 60 مليون دولار قبل أسبوعين للمساعدات في غزة وأردت فقط أن يحصل الناس هناك على الطعام، ونحن نساعد ماليا في هذا الوضع".
وأوضح الرئيس الأمريكي، "لا أرى نتائج في غزة للمساعدات التي قدمناها".
وفي وقت سابق أعرب ترامب، عن تأثره الشديد والسيدة الأولى ميلانيا بصور المجاعة والموت جوعا في غزة.
وقال ترامب للصحفيين إن "السيدة الأولى تعتقد أن الوضع مروع، وهي ترى نفس الصور التي نراها جميعا، وأعتقد أن الجميع، ما لم يكونوا قساة القلوب أو أسوأ من ذلك، مجانين، لا يوجد شيء يمكن قوله سوى أن الأمر مروع عندما ترى الأطفال".
وأضاف: "هؤلاء أطفال، كما تعلمون، سواء تحدثوا عن المجاعة أم لا، هؤلاء أطفال يتضورون جوعا".