تشهد ليبيا في الآونة الأخيرة نشاطًا أمريكيًا متسارعًا على المستويين العسكري والدبلوماسي، توّج بوصول سفينة القيادة التابعة للأسطول السادس الأمريكي، “يو إس إس ماونت ويتني” إلى ميناء طرابلس قادمة من تونس، في زيارة تمثل أقوى ظهور بحري أمريكي في ليبيا منذ سنوات.

وتأتي هذه الزيارة في إطار جولة يقوم بها وفد أمريكي رفيع يضم قائد الأسطول السادس نائب الأدميرال جيه.

تي. أندرسون، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، والقائم بالأعمال جيريمي برنت، حيث عقد الوفد سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين الليبيين في طرابلس.

وشملت اللقاءات كلًا من النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي، رئيس الأركان العامة الفريق محمد الحداد، والمكلف بتسيير وزارة الخارجية الطاهر الباعور، ووكيل وزارة الدفاع عبدالسلام الزوبي، ومستشار الأمن القومي إبراهيم الدبيبة، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك.

وأوضحت السفارة الأمريكية في بيان لها أن المباحثات تناولت سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، ودعم جهود التكامل العسكري الليبي، مع التأكيد على التزام الولايات المتحدة بشراكة طويلة الأمد مع ليبيا.

مبادرة لحل الأزمة؟

زيارة السفينة إلى طرابلس، والتي يُنتظر أن تمتد لاحقًا إلى بنغازي، تأتي أيضًا في سياق تصريحات أدلى بها مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كشف فيها عن وجود مبادرة جديدة تسعى إدارة ترامب لطرحها بهدف إنهاء الأزمة الليبية.

وأشار بولس، في مقابلة صحفية، إلى أن المبادرة تشمل “ورقة متكاملة” تضم جميع الأطراف، وتقوم على رؤية لإقامة مشروع حكم موحد مبني على مبدأ الشراكة الوطنية الشاملة.

تفاقم الأزمة الاقتصادية

التحرك الدبلوماسي الأمريكي الأخير سبقه تحذير من جون كيلي، القائم بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة لمجلس الأمن، دعا فيه الأطراف الليبية إلى الاتفاق على موازنة موحدة، محذرًا من تداعيات استمرار الانقسام المالي على قيمة الدينار والوضع الاقتصادي العام.

كما شدد كيلي على ضرورة تعزيز التكامل الأمني بين مناطق البلاد، وضمان أمن الموانئ لمكافحة الهجرة غير النظامية ووقف تهريب الأسلحة والوقود، وهي ملفات تحظى باهتمام أمريكي متزايد في ظل تصاعد التحديات الإقليمية.

إشارة رمزية لمعركة درنة

من جهته، اعتبر السفير الأمريكي لدى تونس جوي هود أن زيارة “ماونت ويتني” تحمل أيضًا بعدًا رمزيًا، إذ تتزامن مع الذكرى الـ220 لمعركة درنة عام 1805، التي تُعد أول تدخل عسكري أمريكي على الأرض الليبية، مشيرًا إلى أن التعاون الأمني يظل مفتاحًا لتحقيق الاستقرار الإقليمي في المنطقة.

الدلالة الاستراتيجية لتحرك القطع البحرية

ويعد تحرك السفينة (ماونت ويتني) وهي سفينة قيادة متقدمة تُستخدم عادة في تنسيق العمليات العسكرية الكبرى، رسائل استراتيجية تتجاوز الطابع البروتوكولي للزيارة.
فمن جهة، يُعد إرسال هذه القطعة البحرية الثقيلة إلى الساحل الليبي عرضًا للقوة ورسالة تأكيد على الحضور الأمريكي الفاعل في البحر المتوسط، وسط تصاعد تنافس النفوذ بين قوى إقليمية ودولية في منطقة الشرق الأوسط والساحل.

كما تعكس الزيارة دعمًا مباشرًا لمفهوم وحدة ليبيا، من خلال زيارة كل من طرابلس وبنغازي من على متن نفس السفينة، بما يوصل رسالة مفادها أن واشنطن تتعامل مع ليبيا كدولة واحدة رغم الانقسام القائم.

في المقابل، يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تمثل أيضًا ضغطًا سياسيًا على الأطراف الليبية والدولية لتسريع خطوات التوافق، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لإعادة رسم أولوياتها في المنطقة بما يوازن بين مكافحة الإرهاب والاستقرار السياسي والحفاظ على أسواق الطاقة.

المصدر: السفارة الأمريكية – قناة ليبيا الأحرار

الأسطول السادسالولايات المتحدةترامبرئيسي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

المصدر: ليبيا الأحرار

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف الأسطول السادس الولايات المتحدة ترامب رئيسي

إقرأ أيضاً:

ليبيا.. قافلة الصمود المغاربية لكسر حصار غزة تتجه إلى مصراتة بعد مغادرة مدينة الزاوية، في

طرابلس - غادرت، صباح الأربعاء، "قافلة الصمود" المغاربية مدينة الزاوية شمال غربي ليبيا، متجهة نحو مدينة مصراتة، مرورا بالعاصمة طرابلس، ضمن جهود تضامنية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.

ومن المقرر أن تواصل القافلة مسيرتها شرقا عبر الأراضي الليبية، وصولا إلى الحدود مع مصر، ومنها إلى معبر رفح على حدود قطاع غزة، حسب ما أفاد به منظمو التحرك.

وقال عمر بن علي، أحد المشاركين في القافلة من ولاية قبلي جنوبي تونس، للأناضول: "تحركنا من الزاوية عند الساعة 07:30 صباحاً (06:30 ت.غ) باتجاه طرابلس، وسنتوقف في مدينة زليتن للغداء قبل مواصلة المسير نحو مصراتة".

وأشار ابن علي إلى أن الإقامة في الزاوية كانت جيدة، مؤكداً أن "الأشقاء الليبيين وفروا الفراش لجميع المشاركين".

وكانت طلائع القافلة البرية قد بدأت عبورها من تونس إلى ليبيا، صباح الثلاثاء، عبر معبر رأس جدير الحدودي.

فيما انطلقت القافلة صباح الإثنين من العاصمة التونسية، بمشاركة مئات الناشطين المغاربيين، في إطار تحرك شعبي تضامني لدعم الشعب الفلسطيني في غزة.

وتأتي المبادرة في إطار تحركات عالمية لآلاف المتضامنين من 32 دولة، في محاولة لوقف الحرب الإسرائيلية وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وإيصال المساعدات إلى أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر المجاعة، وفقا لمنظمي القافلة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل - بدعم أمريكي - إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة نحو 182 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

مقالات مشابهة

  • زيارة مرتقبة لكبير مستشاري ترامب إلى ليبيا الأسبوع المقبل
  • منظمو "قافلة الصمود" يعلنون توقيف مسارها في ليبيا
  • قرار بحظر كافة المظاهر المسلحة في العاصمة الليبية
  • التكبالي: وفد أمريكي يزور ليبيا 18 يونيو لبحث مسار برلين ومصير الدبيبة
  • التكبالي: وفد أمريكي يزور ليبيا لمناقشة مسار برلين
  • من المطار إلى العاصمة.. طريق جديد يعكس صورة ليبيا الحديثة
  • التكبالي: وفد أمريكي يزور ليبيا لمناقشة مسار برلين وعزل الدبيبة
  • برلمانيون إسلاميون: اختطاف السفينة مادلين جريمة صهيونية جديدة
  • ليبيا.. قافلة الصمود المغاربية لكسر حصار غزة تتجه إلى مصراتة بعد مغادرة مدينة الزاوية، في
  • ليبيا تنتفض لغزة.. قافلة الصمود تصل طرابلس وتواصل رحلتها التضامنية شرقاً