تايمز: صراع على السلطة بالكونغو يهدد أطماع ترامب في المعادن
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
قال تقرير نشرته صحيفة تايمز البريطانية إن عودة الرئيس الكونغولي السابق جوزيف كابيلا إلى الكونغو الديمقراطية تثير مخاوف من تصاعد الحرب الأهلية، وقد تقوض مصالح الولايات المتحدة والرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاستفادة من ثروات الكونغو المعدنية.
وأشار التقرير إلى أن كابيلا، الذي تم عزله في 2019 بعد احتجاجات دامية، ادعى أنه عاد بهدف المساهمة في إنهاء الحرب الأهلية، ولكن شككت عدة مصادر حكومية في دوافعه وربطت تحركاته بالسعي لاستعادة السلطة.
وذكر التقرير أن كابيلا البالغ من العمر 53 عاما له قاعدة نفوذ قوية شرقي البلاد، خاصة في مدينة غوما التي تسيطر عليها حاليا جماعة مارس/آذار 23 المسلحة المدعومة من رواندا، حسب اتهامات الحكومة الكونغولية والأمم المتحدة.
وأوضح أن كابيلا يُعد حليفا للرئيس الرواندي بول كاغامي، الذي تتهمه كينشاسا بدعم التمرد في شرق الكونغو، ولفت التقرير إلى أن عودة كابيلا جاءت بعد تقارير عن تواجده في العاصمة الرواندية كيغالي، ما عزز الشكوك بشأن تنسيقه مع السلطات الرواندية.
وقال المسؤول في الحزب الحاكم برنارد كابيتولا إن كابيلا يحاول تكرار ما فعله والده لوران كابيلا، والذي أطاح بالرئيس موبوتو سيسي سيكو بمساعدة متمردين في 1997، وحذر من أن "كابيلا لا يفهم أن للسلطة نهاية".
إعلانوأكد التقرير أن السلطات الكونغولية ردّت على هذه التحركات بإيقاف حزب كابيلا السياسي، واتهمته بالتعاون مع رواندا وحركة مارس/آذار 23، كما بدأت إجراءات قانونية لمصادرة ممتلكاته بتهمة الخيانة العظمى.
وذكر التقرير أن رئيس الكونغو فيليكس تشيسيكيدي اتهم كابيلا صراحة بقيادة تمرد جديد هدفه الإطاحة بالحكومة، في وقت تشهد فيه البلاد تصعيدا عسكريا خطيرا.
ترامب وحرب المعادنوأشار التقرير إلى أن عودة كابيلا تضع الاستثمارات الغربية في البلاد على المحك، خصوصا في ظل تحركات أميركية لعقد اتفاق مع كينشاسا بهدف تأمين المعادن.
وتعد الكونغو أغنى دول العالم بمعادن مهمة مثل الكوبالت والكولتان، والتي تُستخدم في صناعة الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية، وقد دفع تصاعد الصراع التجاري بين واشنطن وبكين إلى محاولة ترامب تأمين اتفاق مشابه لنموذج أوكرانيا، يقوم على منح الحماية الأمنية مقابل المعادن.
وأرسل ترامب مستشاره مسعد بولس في جولة بقارة أفريقيا لمتابعة اتفاق "المعادن مقابل الأمن" بين واشنطن وكنشاسا، إضافة إلى الضغط على حكومة كاغامي في رواندا لدفعها نحو السلام، وفق التقرير.
كما أشار التقرير إلى أن الصين لها مصالح ضخمة في الكونغو، وتتهمها واشنطن بامتلاك "احتكار فعلي" لقطاع التعدين في البلاد، ووفقا لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، فإن كينشاسا تخوض صراعها ضد المتمردين باستخدام طائرات مسيّرة وأسلحة صينية.
تعقيدات أمنيةوأضاف التقرير أن إريك برينس، مؤسس شركة بلاكووتر الأمنية الخاصة، والتي بيعت في 2010 بعد تورطها في قتل مدنيين بالعراق، يقود جهودا لدعم الحكومة الكونغولية أمنيا مقابل امتيازات في قطاع التعدين، ويعد برينس أحد المقربين من ترامب، ويمثل أحد أوجه التداخل الأمني والاقتصادي في الملف الكونغولي.
وأثار وجود مرتزقة أميركيين في البلاد قلقا واسعا، وعلّق المحلل السياسي دادي صالح لتايمز بأن "الدول الكبرى مثل روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، غالبا ما تستخدم المرتزقة في المهام غير الأخلاقية الضرورية، كي لا تضحي بصورتها العامة التي تسوّقها لشعوبها"، مضيفا أنه "من غير المؤكد أن يربح الشعب الكونغولي من طموح ترامب الاقتصادي".
إعلانووفق التقرير كثفت حركة مارس/آذار 23 عملياتها العسكرية منذ بداية عام 2025، واستولت على مدينة غوما في يناير/كانون الثاني، ما أسفر عن مقتل نحو 3 آلاف شخص، ونزوح قرابة 780 ألفا من المدنيين خلال 3 أشهر فقط.
وخلص التقرير بقلم المراسلان جاك دينتون من نيروبي وبنجامين سيفانزيري من بيني إلى أن الصراع في الكونغو أصبح ساحة لتقاطع المصالح الدولية بين الولايات المتحدة والصين ورواندا، مما ينذر بمزيد من التعقيد وعدم الاستقرار في واحدة من أغنى دول أفريقيا بالثروات الطبيعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات التقریر إلى أن التقریر أن
إقرأ أيضاً:
فوق السلطة: تكبيس وتكبير في تيك توك ووفاة قاضي الإعدامات
وقال الأحدب "فيما كان ناشطون عرب يصرخون تكبيس في تيك توك كان ناشطون باكستانيون ينادون تكبير، وهم يحملون بقايا الطائرات الهندية المسيرة التي أسقطها جيش بلادهم، ودخلت سوق الخردة الباكستاني من بابه العريض".
وتعليقا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إسلام آباد ونيودلهي، تساءل مقدم البرنامج "هل تصمد تهدئة الوساطات أم تقف المنطقة على لغم موقوت لحرب نووية؟".
وكان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف قد استبق إعلان ترامب بـ"إعلان الانتصار في الحرب" بآية قرآنية "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص".
وفي السياق ذاته، تساءل مقدم البرنامج عن المعلومات السرية التي نقلها الأميركيون للهنود وأجبرتهم على التراجع الفوري عن "مغامرة الحرب"؟.
وسلطت الحلقة الضوء على اقتباس الجماعات الهندية المتطرفة من نظيرتها الإسرائيلية المتشددة خطاب التطهير الديني والعرقي، إذ طالبت بإبادة إقليم كشمير كما تبيد إسرائيل قطاع غزة.
واتهمت مؤسسة "مراقبة الإبادة" الهند باتباع نهج إسرائيل لتحويل كشمير إلى غزة، في وقت يُتهم فيه رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بتعلم قصف مساجد المسلمين من نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
إعلانوكذلك، فإن الهند متهمة أيضا بربط أسماء عملياتها العسكرية بالمقدسات الهندوسية، على غرار أسماء معارك إسرائيل المقتبسة من اللاهوت اليهودي.
وفاة قاضي إعدام مرسيوفي موضوع آخر، تناولت الحلقة وفاة القاضي المصري شعبان الشامي، الذي اشتهر بـ"قاضي الإعدامات"، إذ يعد أول قاض في البلاد يحكم بالإعدام على رئيس مصري سابق، في إشارة إلى الرئيس الراحل محمد مرسي.
وقال مقدم البرنامج نزيه الأحدب إن "من المصريين من يصفون الشامي بالقاضي العادل، ومنهم من يعده ظالما لم يقم اعتبارا للعدل والدين".
وأضاف الأحدب "إن كان شعبان الشامي قد حكم على الرئيس السابق محمد مرسي ومئات الشخصيات حضوريا وغيابيا بالإعدام شنقا حكما عادلا فهنيئا له عدله".
وتابع "وإن كان قد ظلم مرسي وإخوانه لدنيا يصيبها أو منصب يدركه فالموت كان أسرع إدراكا، والقبر صندوق العمل، وعند الله تلتقي الخصوم".
ترامب والشرعوفي موضوع ثالث، عرضت الحلقة تصريحات للقاضي العراقي المتقاعد وائل عبد اللطيف قال فيها إن الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره الأميركي دونالد ترامب لا يستطيعان الحضور إلى العراق لأنهما "يواجهان أمر قبض، وسيعتقلان بناء على ذلك".
يشار إلى أن ترامب والشرع التقيا في السعودية، واستبق الرئيس الأميركي هذا اللقاء بإعلانه رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.
وتناولت الحلقة عددا آخر من المواضيع وهذه أبرزها:
درس باكستاني قاسٍ للهند. جنود إسرائيليون: غدا سنفجر المسجد الأقصى. الأسيرة مِيا شيم حفظتها حماس واغتصبها الإسرائيليون. الأوروبيون يريدون محاكمة بوتين. أمنية وزير داخلية فرنسا حظر حجاب المرأة المسلمة. القصة الكاملة للعروسَين ميرا وأحمد.. من خطف الآخَر؟ 16/5/2025