الاستهبال في سلوك الشركة السودانية للكهرباء.. «حي الزهور» بمدينة الحصاحيصا نموذجاً
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
«2»
يعاني سكان «حي الزهور» السكني بمدينة الحصاحيصا الواقعة شمال ولاية الجزيرة السودانية من انقطاع التيار الكهربائي منذ منتصف يناير من العام الجاري و حتي الآن.
الحصاحيصا ــ التغيير
و يعود أصل المشكلة للتخريب الذي حدث لأغلب محوّلات الكهرباء علي يد قوات الدعم السريع بُعيد انسحابها من المنطقة في الأول من فبراير من العام الجاري لصالح الجيش السوداني و الفصائل المتحالفة معه و التي بسطت سيطرتها علي المدينة.
وعلي الرغم من عودة التيار الكهربائي لبعض مناطق المدينة مؤخراً و بعد طول انتظار، إلا ان «حي الزهور» لا يزال يرزح تحت حصار الظلام بمعية احياء سكنية و مناطق أخري كثيرة من ضمنها السوق الكبير و هو السوق الأهم و العمود الفقري للنشاط التجاري في المدينة.
و تتعالي الأصوات الرسمية و الشعبية بضرورة عودة اللاجئين و النازحين للمناطق المحررة للمشاركة في اعادة الإعمار ، فيما تظهر الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء المحدودة بمظهر المعطّل لتلك الجهود من خلال التماطل في صيانة الأعطال التي خلفتها الحرب من دون الاهتمام حتي بشرح الأسباب ناهيك عن الصيانة.
و علي الرغم من وصول التيار الكهربائي لمعظم المناطق المحيطة بحي الزهور ، إلا ان استمرار معاناة سكان الحي مع انقطاع التيار استمرت..!!
و كان فريق الصيانة التابع للشركة قد زار الحي بعد طول ترقب و انتظار . و استبشر الجميع خيراً بمعطي أن الصيانة قد اكتملت..!!
و بالتواصل مع ادارة الشركة عبر مندوبين من الحي ، اكّدت الشركة رسمياً اكتمال الصيانة في محوّل الحي . إلا Hن مدير الشركة بالمدينة و كبار مهندسيه جأروا بالشكوي الشديدة من الشُح في “الزيت” اللازم لتشغيل تلك المحوّلات. و ارجعوا مشكلة كهرباء الحي إلي غياب “الزيت” و المال اللازم لشرائه..!!
و اجتهد سكان الحي المنكوب و بناءً علي شكوي مسؤولي الشركة في لملمة اطرافهم المنهكة اصلاً بفعل الحرب و الاستعانة بالمغتربين لتوفير قيمة “الزيت” الذي عجزت ادارة شركة الكهرباء عن توفيره..!!
وبعد بعد أن تخطي سكان “حي الزهور” لعقبة توفير “الزيت”، فاجأ مسؤولو الشركة السكان بمعلومة أن المحوّل الذي تمت صيانته و توفير “الزيت” له عبر الجهود الشعبية للحي ، تعود ملكيته لجهة أخرى .
و أوضحت شركة الكهرباء أن ملكية المحوّل تعود لمؤسسة تعليمية اسمها “كلية المجد”. و هي مؤسسة تعليمية تعرف ايضا باسم “كلية الحصاحيصا للعلوم الطبية و التكنلوجيا” و مقرها الحصاحيصا.
و قال ممثل الشركة إن “المالك الأصلي” أثبت ملكيته للمحوّل عبر تقديمه لأوراق رسمية تثبت ذلك . و بناءً على ما ذلك حال أراد سكان الحي عودة التيار الكهربائي للحي لا بد لهم من توفير محوّل آخر..!!
ثم اقترحت الشركة علي سكان الحي التفاوض مع إدارة الكلية ، بغرض استعارة المحوّل لخدمة سكان الحي وفق اتفاق معين و لفترة مؤقتة..!!
و لم توضح الشركة اذا ما كانت ستوفر محوّل خلال تلك الفترة المؤقتة أم ان سكان الحي هم من يقع علي عاتقهم شراء المحوّل أيضاً..!!
ثم عادت الشركة و أوضحت للسكان أن ادارة الكلية المعنية مترددة في اقراض المحوّل للحي . غير أن الشركة وعدت السكان بالسعي مجدداً لاقناع ادارة الكلية بالفكرة.!!
وهو ما اعتبره المواطنون أن الشركة سحبت نفسها من تحمل المسئولية في توفير الكهرباء ، و انها حصرت دورها فقط في الوساطة المزعومة .
أسئلة عديدة يطرحها مواطنو الحصاحيصا بشأن الكهرباء، من المسؤول عن توفير البنية التحتية من أبراج ضغط عالي و أسلاك و اعمدة و محوّلات و غيرها من معينات لنقل و توزيع الكهرباء، أليست شركة الكهرباء..!؟، كيف امتلكت مؤسسة تعليمية مثل “كلية المجد” محوّلاً كهربائيً..؟!، هل تشترط شركة الكهرباء علي المؤسسات المُراد انارتها شراء محوّلات كهربائية علي النفقة الخاصة..!؟، هل تتوفر مثل تلك المحولات في السوق العادية أم هي من السلع التي تأتي عبر احتكارات معينة..!؟
و هل للمحتكرين ان -وجدوا- علاقة بشركة الكهرباء..!؟ حتى إن كانت ملكية المحوّل لكلية المجد وفق ما تقول شركة الكهرباء ، فلماذا طلبت الشركة من المواطنين شراء “زيت” للمحوّل..!؟، هل تفاجأت الشركة بملكية الكلية للمحول..!؟
ثم كيف لشركة تقبض قيمة الكهرباء مقدماً ان تعتمد في التشغيل علي جمع مال و تبرعات من المواطنين.!؟
و هل ستتم إعادة الأموال لمانحيها أم أن المواطن شريك خيري يتلخص دوره في تمويل الشركة بأكثر من شكل و طريقة..!؟
الوسومالحصاحيصا الكهرباء حي الزهور زيت محول كهرباء
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحصاحيصا الكهرباء حي الزهور زيت محول كهرباء التیار الکهربائی شرکة الکهرباء سکان الحی حی الزهور المحو ل
إقرأ أيضاً:
رسالة استقالة مهندسة مصرية من مايكروسوفت تجدد الجدل حول دور الشركة في حرب غزة
استقالت مريم شلبي، مهندسة برمجيات مصرية مقيمة في القاهرة، من عملاق التكنولوجيا الأميركي مايكروسوفت، متهمةً الشركة بالتواطؤ فيما وصفته بـ"الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة"، بحسب موقع.
والتحقت مريم بمجموعة كبيرة من موظفي مايكروسوفت الذين استقالوا احتجاجا على علاقات الشركة بالحكومة الإسرائيلية. ومن بين الموظفين الآخرين الذين استقالوا في الأشهر الأخيرة ابتهال أبو سعد، وفانيا أجراوال، وموظف معروف باسم "جو".
وفي رسالة بريد إلكتروني على مستوى الشركة أُرسلت الاثنين 16 يونيو/حزيران، أعلنت شلبي استقالتها، مشيرةً إلى أنها لم تعد قادرة على البقاء في شركة ترى أنها تُمكّن من تنفيذ عمليات عسكرية مسؤولة عن معاناة مدنية واسعة النطاق.
وكتبت شلبي: "كانت مايكروسوفت شركة أحلام للكثيرين، بمن فيهم أنا… عندما انضممت إليها، كنت متحمسة لفرصة العمل في شركة تحتضن العقول اللامعة وتعزز المعايير الأخلاقية الراسخة".
وأضافت أن مخاوفها ازدادت بعد اطلاعها على عقود مايكروسوفت مع وزارة الدفاع الإسرائيلية، وخاصةً استخدام خدماتها السحابية آزور وأدوات الذكاء الاصطناعي.
وأشارت إلى تقرير للأمم المتحدة نُشر في مايو/أيار 2025، والذي ذكر أن أكثر من 54 ألف فلسطيني، بينهم أكثر من 15 ألف طفل، قُتلوا في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ووصف التقرير نفسه تأثير الحصار على المساعدات الإنسانية بأنه انتهاك للقانون الدولي.
Egyptian Microsoft worker, Maryam, resigns from #Microsoft in protest of its complicity in Israel’s genocide in Palestine! Read her company-wide email here! #IOFOffAzure #NoTechForApartheid #NoAzureForApartheid ????(1/2) pic.twitter.com/q6NHAMRt7s
— No Azure for Apartheid (@NoAz4Apartheid) June 17, 2025
وبدلا من اتخاذ موقف مبدئي، زعمت شلبي أن مايكروسوفت "عززت العنف بشكل نشط" من خلال دعمها التكنولوجي.
إعلانكما انتقدت الثقافة الداخلية للشركة، متهمةً القيادة بفرض رقابة على اتصالات الموظفين والانتقام من الموظفين الذين أثاروا اعتراضات أخلاقية. وكتبت: "لقد تجاهلوا مخاوف الموظفين ووسائل الإعلام لأشهر، ويحاولون الآن إسكات من يتحدث".
وأشارت شلبي إلى منشور حديث لشركة مايكروسوفت على مدونتها، اعترفت فيه الشركة بتوفير "وصول خاص" إلى تقنياتها، مدعيةً أنها لا تملك رؤية واضحة لكيفية استخدام العملاء لها. ووصفت البيان بأنه محاولة فاشلة لإدارة صورتها العامة.
وفي رسالتها، حثت شلبي زملاءها الموظفين على مواصلة التحدث داخليا أو الاستقالة احتجاجا. وكتبت: "لم يعد التقاعس عن العمل خيارا".
وأيدت استقالتها علنا حملة "لا لآزور للفصل العنصري"، وهي حملة يقودها موظفو مايكروسوفت للمطالبة بإنهاء الشركة جميع عقودها مع الجيش الإسرائيلي. وقالت الحملة: "نحن ندعم مريم. ونكرر دعوتها للمطالبة بإجابات والانسحاب من جميع شراكات جيش الدفاع الإسرائيلي. لم يعد الصمت خيارا".
وأكدت مايكروسوفت في مايو/أيار، أن وزارة الدفاع الإسرائيلية تستخدم خدماتها السحابية وخدمات الذكاء الاصطناعي، لكنها نفت تورطها في هجمات على المدنيين. واعترفت أيضا بتقديم دعم طارئ محدود للحكومة الإسرائيلية في أعقاب الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي قالت إنه كان يهدف إلى مساعدة عمليات إنقاذ الرهائن.