هددت الولايات المتحدة اليوم الأربعاء بالانسحاب من الوساطة في حال لم تتلق ردا إيجابيا من روسيا وأوكرانيا على مقترحاتها لإبرام سلام بينهما، في حين أكدت كييف أنها مستعدة للتفاوض وليس الاستسلام.

ففي تصريحات أدلى بها في نيودلهي خلال زيارته الهند قال جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي إن بلاده قدّمت ما وصفه بالمقترح العادل لروسيا وأوكرانيا.

وأضاف "قدّمنا مقترحا واضحا جدا للروس والأوكرانيين، وحان الوقت للطرفين ليقولا نعم، وإلا فإن الولايات المتحدة ستتخلى عن هذه العملية".

وتابع فانس أنه سيتعين على الأوكرانيين والروس التخلي عن بعض الأراضي التي يسيطرون عليها حاليا.

وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بلاده لا تعتبر تصريحات نائب الرئيس الأميركي بشأن انسحاب محتمل لواشنطن من المفاوضات إنذارا نهائيا، داعيا إلى التعامل بحذر شديد مع تسريبات المعلومات المتعلقة بالتسوية.

وفي لندن، قالت الحكومة البريطانية تعليقا على تهديدات نائب الرئيس الأميركي إن الأمر لكييف لتقرر مستقبلها، مضيفة أنها ملتزمة بضمان سلام عادل ودائم في أوكرانيا.

وكانت الحكومة البريطانية أعلنت في وقت سابق تأجيل المحادثات المقررة في لندن اليوم الأربعاء بين وزراء خارجية عدد من الدول لبحث السلام في أوكرانيا، وخفض تلك المحادثات إلى مستوى المسؤولين، وذلك بعد رفض كييف خطة الولايات المتحدة للاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم.

إعلان

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حذر في وقت سابق من أن واشنطن قد تنسحب من دور الوساطة ما لم يتم إحراز تقدم بشأن التوصل إلى اتفاق قريبا.

وسعى ترامب إلى هدنة لمدة 30 يوما، وأجرت إدارته محادثات مع الروس والأوكرانيين، والتقى مبعوثه ستيف ويتكوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.

وقالت تقارير إعلامية أميركية إن الرئيس دونالد ترامب مستعد للاعتراف بضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية ضمن اتفاق سلام يسمح باستمرار سيطرة موسكو على معظم الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها خلال الحرب.

وبالإضافة إلى القرم تسيطر روسيا على نحو 20% من أراضي أوكرانيا، وترفض كييف التنازل عن تلك الأراضي ضمن أي تسوية محتملة.

استسلام مرفوض

في غضون ذلك، قالت يوليا سفيريدينكو نائبة رئيس الوزراء الأوكراني اليوم إن بلادها مستعدة للتفاوض وليس الاستسلام.

وقالت سفيريدينكو في منشور على منصة إكس "لن يكون هناك اتفاق يمنح روسيا الأسس القوية التي تحتاجها لإعادة تنظيم صفوفها والعودة بمزيد من العنف".

وأضافت "شعبنا لن يقبل بصراع مجمد ومتنكر في صورة سلام"، وأن وقف إطلاق النار الكامل برا وجوا وبحرا هو أول خطوة ضرورية، لكنها أوضحت أن بلادها سترد بالمثل إذا اختارت روسيا في المقابل وقفا محدودا لإطلاق النار.

وكانت موسكو أعلنت هدنة قصيرة في عيد الفصح نهاية الأسبوع الماضي، لكن الجانبين الأوكراني والروسي تبادلا الاتهامات بانتهاكها.

وتأتي تصريحات المسؤولة الأوكرانية فيما تم خفض مستوى محادثات بشأن أوكرانيا في لندن.

وألغى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو زيارته إلى لندن فجأة، في وقت تتعثر فيه المساعي الرامية إلى وقف إطلاق النار وبدء عملية سلام شاملة.

وقبل الإعلان عن خفض مستوى المحادثات قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن وفد بلاده بدأ لقاءات في لندن، مضيفا أن أوكرانيا أكدت مرارا أنها لا تستبعد أي صيغة يمكن أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار وإلى سلام حقيقي.

إعلان

كما قال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف إنه سيتم التباحث بشأن تحقيق وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار.

وفي الإطار، نقل موقع بوليتيكو عن مصادر أن الوفد الأوكراني إلى لندن كان مستعدا لمناقشة هدنة 30 يوما، وهو اقتراح تدعمه بريطانيا وفرنسا.

وقالت المصادر إن واشنطن ترغب في التركيز على خطة سلام قدّمت لكييف على أنها عرض نهائي إما أن تقبله أو ترفضه.

واعتبرت موسكو أن اجتماع لندن بشأن أوكرانيا لم يعقد بسبب فشل الأطراف في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن بعض القضايا.

حريق جراء قصف روسي على خاركيف (رويترز) قتلى في أوكرانيا

ميدانيا، أعلن سيرغي ليساك مدير الإدارة العسكرية الأوكرانية في دنيبروبتروفسك مقتل 9 أشخاص وجرح 42 آخرين اليوم بعد استهداف مسيّرة روسية حافلة تقل عمالا.

من جهتها، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن دفاعاتها اعترضت 67 مسيّرة روسية من مجموع 134 الليلة الماضية.

وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن الهجمات استهدفت مناطق، منها بولتافا ودونيتسك، كما جرح شخصان بمدينة بولتافا إثر الهجمات بالمسيّرات، وتسببت أيضا في قطع الكهرباء عن مناطق من المدينة.

كما قال حاكم منطقة خيرسون (جنوبي أوكرانيا) إن القوات الروسية دمرت في وقت مبكر اليوم منشأة للطاقة في المنطقة.

وأكدت السلطات الأوكرانية أن القوات الروسية نفذت ضربات في مناطق كييف وخاركيف وبولتافا وأوديسا.

وفي روسيا، أفادت تقارير بإصابة شخص بجروح جراء قصف استهدف منطقة بيلغورود القريبة الحدود مع أوكرانيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرئیس الأمیرکی فی لندن فی وقت

إقرأ أيضاً:

روسيا تصد 210 مسيرات وترامب يتحفظ على تسليم أوكرانيا صواريخ توماهوك

أعلنت روسيا -اليوم الثلاثاء- أنها اعترضت الليلة الماضية 210 مسيرات أوكرانية، فيما تواصل كييف ضرب الأراضي الروسية بالمسيرات لليوم الثاني على التوالي، في حين أبدى الرئيس الأميركي تحفظه بشأن إمداد أوكرانيا بصواريخ توماهوك.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية أن قواتها أسقطت 62 طائرة مسيّرة فوق منطقة كورسك و31 فوق منطقة بيلغورود المحاذيتين للحدود مع أوكرانيا.

وفجرا، قالت الوزارة إنها "أسقطت أيضا 25 مسيرة، 16 منها فوق البحر الأسود، كما جرى اعتراض 30 مسيرة في منطقة نيجني نوفغورود الواقعة إلى الشرق من موسكو، على بعد مئات الكيلومترات من الحدود مع أوكرانيا".

ولم يؤد سقوط حطام المسيّرات إلى أي أضرار كبيرة، ولم تُفد المعلومات الأولية بوقوع إصابات، وفق السلطات المحلية.

يأتي ذلك بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية -أمس الاثنين- اعتراض 250 مسيّرة أطلقتها كييف، وأوقعت إحدى الضربات قتيلين في بيلغورود.

ومنذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، تطلق روسيا بشكل شبه يومي صواريخ ومسيرات على أوكرانيا التي ترد بانتظام أيضا مستهدفة الأراضي الروسية.

وتستهدف كييف بشكل خاص منشآت الطاقة الروسية، لكن هجماتها تقتصر عادة على بضع عشرات من المسيرات.

في المقابل، كثفت موسكو هجماتها على شبكة الكهرباء في أوكرانيا الأيام الماضية، ما أثار مخاوف من إغراق البلاد في الظلام، مع ما يترتب على ذلك من مصاعب تتصل بالتدفئة، ولا سيما مع اقتراب الشتاء، كما كان الحال في العام الماضي.

وفي آخر سبتمبر/أيلول الماضي، كانت روسيا تسيطر بشكل كلي أو جزئي على 19% من الأراضي الأوكرانية، بحسب تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية بناء على بيانات من المعهد الأميركي لدراسات الحرب.

وقبل فبراير/شباط 2022، كان 7% من الأراضي الأوكرانية، في القرم ودونباس، تحت السيطرة الروسية.

ترامب يتحفظ

من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه "يريد أن يعرف ما الذي تخطط أوكرانيا لفعله بصواريخ توماهوك أميركية الصنع قبل الموافقة على توريدها لأنه لا يريد تصعيد الحرب الروسية ضد أوكرانيا".

إعلان

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد طلب من الولايات المتحدة بيع صواريخ توماهوك إلى دول أوروبية لترسلها بدورها إلى أوكرانيا.

ويصل مدى صواريخ توماهوك إلى 2500 كيلو متر، ما يضع موسكو في مدى الترسانة الأوكرانية في حال حصول كييف عليها.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقطع فيديو نشر الأحد الماضي إنه إذا زودت واشنطن أوكرانيا بصواريخ توماهوك لتوجيه ضربات بعيدة المدى في عمق روسيا، فإن ذلك سيؤدي إلى تدمير علاقة موسكو بواشنطن.

مقالات مشابهة

  • بوتين: أوكرانيا تحاول استهداف منشآت سلمية في روسيا
  • روسيا تصد 210 مسيرات وترامب يتحفظ على تسليم أوكرانيا صواريخ توماهوك
  • رجّي استقبل القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركيّة
  • كييف تتهم موسكو بتصعيد الهجمات.. روسيا ترفض الاتهامات الأوروبية بشأن المسيرات
  • توتر متصاعد بين طهران وواشنطن.. إيران ترفض التفاوض وترمب يهدد بضربات جديدة
  • ملك الأردن يبحث مع الرئيس الأميركي خطة إنهاء حرب غزة
  • روسيا تتهم لندن بالتخطيط لاستفزاز جديد ضدها في أحد الموانئ الأوروبي
  • أوكرانيا: قصفنا منشآت عسكرية ونفطية في روسيا
  • الاستخبارات الروسية: لندن تخطط لاستفزاز جديد ضد روسيا في أحد الموانئ الأوروبية
  • روسيا تعلن إسقاط مئات المسيّرات الأوكرانية وانقطاع الكهرباء في بيلغورود