الجديد برس| أثارت تصريحات مثيرة للداعية الكويتي لافي العازمي موجة غضب عارمة في الأوساط الإسلامية، بعد وصفه مقاتلي المقاومة في غزة بأنهم “كالفئران في الأنفاق”، وإنكاره وجود جهاد في فلسطين، في وقت تشهد فيه القطاع حرب إبادة منذ 7 أكتوبر الماضي. ردود فعل غاضبة:  – هاجم الداعية عادل العازمي (لا قرابة بينهما) هذه التصريحات عبر “إكس” (تويتر سابقاً)، واصفاً الأنفاق بـ”العبقرية الحربية”، ومؤكداً أن المجاهدين “صنعوا من العدم سلاحاً”.

ووجّه كلامه للافي قائلاً: “أما الفأر الحقيقي فهو من ترك نصرة الأمة واكتفى بالطعن في أطهر الناس”. – وصف الداعية فايز الكندري من وصف المجاهدين بالفئران بأنه “أحق بهذا الوصف منهم”. – شن الأكاديمي علي السند هجوماً لاذعاً دون تسمية العازمي، واتهمه بـ”التجارة بالعلم الشرعي طلباً للدنيا”، و”ركوب مركب الطعن في مرابطي غزة للشهرة”. وتابع علي السند: “لم يعرف الناس لهم سابقةً في علم، ولا أثرًا في وعي، فلما عزّ عليهم أن يُذكروا بالفضل، ارتضَوا أن يُعرَفوا بالذم، وأن يكون ذكرهم مقرونًا بازدراء الناس لهم والسخرية منهم.” وختم قائلاً: “ضلّ سعيهم، فلا نصروا دينًا، ولا نالوا دنيا، فخابوا وخسروا، وبئس ما كانوا يفعلون!”. تداعيات:  هذا وظهر مقطع مصور لـ لافي للعازمي ينتقد فيه المقاومة الفلسطينية، في وقت تشهد فيه غزة أكبر حرب إبادة إجرامية في التاريخ، ما دفع نشطاء إلى اتهامه بـ”التطبيع مع الرواية الإسرائيلية” و”الخيانة للموقف الإسلامي”. تحولت التصريحات إلى قضية رأي عام في الكويت والعالم العربي، حيث يتصدر وسم “#لافي_العازمي_يهاجم_المقاومة” منصات التواصل، بينما يطالب نشطاء بمحاسبته قانونياً وأخلاقياً على ما وصفوه “إهانة لدماء الشهداء”.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

عاصفة الجمهورية الإسلامية

 

لم يمر وقت طويل حتى تلاشت نشوة نتنياهو وترامب عقب العدوان على الجمهورية الإسلامية، فترامب الذي سارع للحديث بأن الهجمات ستستمر عاد لينفي صلته. فيما ذهب النتنياهو للحديث عن تدمير قدرات طهران على الرد، ورفع سقف الأهداف إلى إسقاط النظام الإسلامي في إيران، احتجب عن الأنظار بعد أن انهالت الصواريخ الإيرانية على كيانه، ليظهر مساء اليوم التالي.

جاء تَبدُد حالة الارتياح والنشوة إثر العاصفة الصاروخية لحرس الثورة الإيراني والتي كان لها دلالات استراتيجية لا يمكن للعدو إنكار أو تجاوز تداعياتها. فهي التي جاءت لتنسف ما خلص إليه الأمريكي والصهيوني من التأثير على القدرات الإيرانية، وجاءت لتنسف أوهام العدو الأمريكي الإسرائيلي بفرض واقع الاستباحة لدول المنطقة. كما جاءت لتثبّت موقف الجمهورية الإسلامية من برنامجها النووي.

لم يكن هجوم الجمعة على المدن الإيرانية بمثابة انتقام أو رد على تحرك معاد من طهران، ولكنه عدوان بواح جاء على خلفية عدم انصياع الجمهورية الإسلامية لرغبة واشنطن في السير بمفاوضات برنامجها النووي، وفق الرغبة الأمريكية الإسرائيلية. ورغم أن التهديدات المتلاحقة كانت تأتي من البيت الأبيض، إلا أن العدوان كان من ما تسمى «تل أبيب»، وهي مسألة أرادت بها الصهيونية العالمية في أمريكا تمكين العدو الإسرائيلي من فرض إرادته على المنطقة، وفق مخطط الهيمنة.

العملية الإسرائيلية كانت عدوانا صريحا وانتهاكا فاضحا لحقوق الدول في امتلاك برنامجها النووي الخاص للأغراض المدنية- حسب ما تقره المعاهدة الدولية لحظر انتشار هذا النوع من السلاح- فكيف والكيان ذاته لديه مفاعلاته ويمتلك عشرات الرؤوس النووية في مخالفة صريحة للمعاهدة؟!، وإلى ذلك أيضا مَن أعطى الكيان غير الشرعي، حق شن أي هجوم بدواعي حماية معاهدات أو قوانين دولية؟، الأمر كان يستوجب -فورا- مساءلة قانونية وإدانة دولية وموقفاً حاسماً من مجلس الأمن تجاه هذه البلطجة.

مع ذلك فإن ما تملكه الجمهورية الإسلامية من القدرات، كان كافيا لأن يثير إحباط الصهاينة، بتلك السرعة في امتصاص آثار ضرباتهم واغتيالهم عدداً من القيادات الإيرانية، وثم بإشعال سماء كيانه وضرب العشرات من مواقعه الاستراتيجية الحساسة بالصواريخ الدقيقة، وهو ما لم يكن في حسبان العدو.

كما أن انطلاق الصواريخ من عدة مدن إيرانية إضافة إلى إحدى غواصاتها، حجّمت تأثير العدوان عليها. بل وظهرت الأثار عكسية على العدو. إذ رسخت الحقائق بأن إسرائيل كيان غير قابل للاستمرار وأنْ كل الضخ الإعلامي عن قدراته الاستثنائية، وترويج ترامب بأن بلاده قد زودت وستزود «تل أبيب» بالأسلحة الفتاكة مسألة لم يعد لها معنى أو قوة ردع. فالكيان لا تزال تصرعه مقاومة في مساحة ضيقة محاصرة من الغذاء والسلاح وأي أشكال الدعم وتعتمد على ذاتها.

العملية الإيرانية كشفت مستوى غباء نتنياهو، إذ أضافت درجة جديدة في تآكل الكيان بتعريتها مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه أي هجمة يقوم بها. وهو مدى بسيط وضئيل ولا يكاد يحقق شيئا على صعيد الأهداف المحددة، وبدلا عن ذلك عملت الهجمة العدوانية على ثبات الموقف وأحيت في نفوس أبناء الوطن الحس بالانتماء وضرورة الالتفاف حول القوة الحامية للبلد، وهو ما لوحظ عند خروج الإيرانيين مباركين «الوعد الصادق 3»، ومعبرين عن سخطهم ضد أمريكا وإسرائيل.

إذن تواتت الفرصة للنتنياهو لفعل شيء يزيد من رصيده الشعبي إلا أن ما حدث يبدو أنه إنما يضيف لبنة أخرى لهرم العوامل التي تؤكد أن كيانه آيل للسقوط، وأن ما يجري من محاولة نشر الرعب والقصف هنا وهناك إنما يأتي ضمن السياسة التقليدية لإبراز القدرات على فتح عدة جبهات في وقت واحد، في محاولة للإيحاء بالقوة والقدرة، وهي مسألة فضحتها هذه الضربات الإيرانية الاستراتيجية التي أخلت مدن الكيان من الحياة، ومعها لم يعد الغاصبون في مأمن من السقوط صرعى.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • بعد تصريحات التدخل في الجيش.. بنكيران يصف مغاربة بـ”الشكامة” ويقول أنه مستعد لدخول السجن
  • عاصفة الجمهورية الإسلامية
  • السلام على من اتبع نهج المقاومة
  • “حماس” توجه نداءً عاجلاً إلى الأمة لحماية الأقصى من مخططات العدو الصهيوني
  • في يوم الغضب المليوني .. اليمن يحذر الأنظمة العربية من العقوبة الإلهية ويتوعد الطغيان الصهيو أمريكي
  • نشطاء: مصر ترحل عشرات المشاركين في “المسيرة العالمية إلى غزة”
  • إمرأة تشتكي من عقوق ابنتها.. و داعية ترد: الأم حتى لو كانت كافرة يجب برها
  • “حماس”: عملية حرميش رد مشروع على جرائم الاحتلال
  • “حماس” تبارك عملية إطلاق النار لمقاوم فلسطيني في الضفة
  • حضرموت تستغيث … فمن يغيثها؟! ومن ينقذها؟!