حكايات الشجرة المغروسة.. خلاص العالم والثالوث في بشارة الملاك للعذراء بعظة البابا الأسبوعية
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم من الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وصلى قداسته صلوات العشية بمشاركة عدد من الآباء الأساقفة والكهنة، أعقبها كلمة من القمص أنطونيوس منير كاهن الكنيسة رحب خلالها بقداسة البابا مثمنًا أدوار قداسته المتعددة في النهوض بالخدمة الرعوية في الكنيسة، معربًا عن سعادته بزيارة قداسته.
ورتل كورال "ني أبوسطولوس" التابع للكنيسة مجموعة من الترانيم والتسابيح الكنسية وأثنى عليهم قداسة البابا بكلمات تشجيع، وكرم قداسته أبناء الكنيسة الناجحين في الثانوية العامة.
حكايات الشجرة المغروسةواستكمل قداسة البابا سلسلة "حكايات الشجرة المغروسة"، وتحدث اليوم عن موضوع "خلاص العالم في البشارة للسيدة العذراء"، وقرأ جزءًا من الأصحاح الأول لمعلمنا لوقا والأعداد (٢٦ - ٣٤)، وأشار إلى محبة الله للعالم من خلال بشارة الملاك للسيدة العذراء.
وشرح قداسته محبة الله للعالم من خلال الآية: "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يو ٣: ١٦)، وكيف أظهر الله لنا محبته في بداية العهد الجديد، "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" (لو ١: ٣٥)، لأن بداية معرفتنا بالثالوث في العهد الجديد كان من خلال بشارة الملاك للسيدة العذراء.
وأشار قداسة البابا إلى أن الآباء في مجمع نيقية ومناقشاتهم اللاهوتية مع أريوس المهرطق، كان في ذهنهم تعبير "اللهَ مَحَبَّةٌ" (١يو ٤: ٨)، ومن خلاله وضعوا قانون الإيمان.
وأوضح قداسته أن قانون الإيمان به عبارات تأكيدية على إيماننا بالله الواحد والذي نُعبر عنه بـ "اللهَ مَحَبَّةٌ"، كالتالي:
١- "بالحقيقة نؤمن بإله واحد"، والتي تعني أن الله محب لكل البشر، فهو ضابط الكل وصانع الخيرات.
٢- "نؤمن برب واحد يسوع المسيح"، والتي نرى فيها الله المحبوب من أجل ما صنعه من أجلنا، "نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا" (١يو ٤: ١٩).
٣- "نعم نؤمن بالروح القدس، الرب المحيى المنبثق من الآب"، والتي تعني أن الله هو مانح روح الحب للبشر، وعندما ينال الإنسان الروح القدس فقد أصبح إنسانًا سماويًّا.
وأشار قداسة البابا إلى بعض من ظلال الثالوث في العهد القديم، كالتالي:
- "فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ" (تك ١: ١)، وكلمة "اللهُ" أصلها في النص العبري: ألوهيم، والتي تعني الله بصيغة الجمع، وهذا تلميح عن الثالوث.
- "وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا" (تك ١: ٢٦)، وتوضح أن كل أحد منا فيه نسمة حياة من الله الواحد.
كما أوضح قداسته أن الثالوث يتضح في العهد الجديد في الآيات: "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ (اللوغوس)، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ.. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ (الروح القدس)، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ" (يو ١: ١ - ٥).
وقدم قداسة البابا شرحًا للمحبة من خلال كلمة أقانيم، "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أع٤: ١٢)، لأنه لا خلاص للإنسان بدون الثلاث أقانيم، وهي:
١- "الآب": هي كلمة سريانية تعني مصدر أو أصل أو ينبوع.
٢- "الابن": هو تعبير بشري، ليس له علاقة بالتناسل، مثلما نقول تعبير "ابن مصر".
٣- "الروح القدس": هو الحرارة التي تمنح الحياة.
وشرح قداسته أن كلمة أقنوم هي كلمة سريانية، وتعني خاصية ذاتية، وبدونها لا يقوم الجوهر الإلهي، فالجوهر الإلهي واحد والثلاثة أقانيم متمايزة في العمل ولكنها غير منفصلة.
اختتم قداسة البابا بأن السيدة العذراء فتحت أمامنا الباب، وافتتح بها الله خلاص العالم، "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ (أقنوم الروح القدس) يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ (أقنوم الله الآب)، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ (أقنوم الابن)"، لذلك عندما نصلي قانون الإيمان ينبغي أن نضع في ذهننا: "اللهَ مَحَبَّةٌ" وبذلك نعترف بثالوث قدوس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البابا تواضروس البابا تواضروس الثاني الكنيسة البطرسية البابا تواضروس قداسة البابا الروح القدس الله ال من خلال
إقرأ أيضاً:
البابا لـ«كهنة الرعاية الاجتماعية»: كونوا «رحماء» والتزموا
البطريرك يشهد حفل تخرج دفعة جديدة بـ«معهد المشورة»
دعا قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية كهنة الرعاية الاجتماعية بـ«إيبارشيات الوجه القبلى» إلى التحلى بالنظام فى البيانات، والملفات، والعمل، والوقت، لافتاً إلى أنه إحدى الفضائل التى تعطى جمالاً، وتؤهل لوجود المنظومة.
وقال: إن التخلى عن المنظومة يشوه العمل، مؤكداً أنها تحتاج إلى التزام بالمواعيد، والقرارات، والخدمة، وهكذا تتكامل الصورة.
وأضاف خلال كلمته بلقاء «كهنة الرعاية الاجتماعية» المنعقد، بالمقر البابوى، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن الأمانة تزيد البركة، مؤكداً أن الأمانة فى البيانات، والمعلومات، يجب أن تستمر طوال فترة الخدمة.
وأشار البابا إلى أن الناس تحتاج إلى الرحمة، معرباً عن أمله فى أن يتحلى الكهنة بالحنان الحقيقى، بعيداً عن الشح فى التصرف، والكلام.
وتضمن اللقاء الذى ينعقد فى مطلع شهر ديسمبر سنوياً، ويشرف عليه سكرتارية المقر البابوى للرعاية الاجتماعية، أفلاماً تعريفية عن برنامج «علم ابنك» الذى يعتنى بتعليم أبناء الأسر المدرجة بياناتها فى منظومة الرعاية الاجتماعية، وعن الشركاء الداعمين لخدمة الرعاية الاجتماعية، وعن الزيارات واللقاء التى عقدتها سكرتارية الرعاية الاجتماعية فى العديد من الإيبارشيات على مدار العام فى كافة أنحاء الكرازة.
حضر اللقاء الأنبا بيمن، مطران نقادة، وقوص، والذى استعرض ورقة عمل حول كيفية تفعيل دور مكاتب الرعاية الاجتماعية، والتنمية فى الإيبارشيات.
إلى ذلك افتتح البابا تواضروس الثانى بيت الأنبا ونس لخدمات الطفل التابع لكنيسة العذراء بشبرا، وتفقد محتوياته، بجانب مسرح الكاروز.
وعقد البابا لقاءً مع كهنة الكنيسة، وأسرهم، وتطرق إلى حديث حول «الأذن»، والتى تهتم بها الكنيسة خلال فترة صوم «الميلاد».
وقبيل إلقاء عظته بكنيسة «العذراء» بشبرا، أعرب البطريرك عن سعادته بزيارة الكنيسة ذات الخدمة المميزة- على حد تعبيره-، مشيراً إلى أن آباء كثيرين تخرجوا منها، وخدموا بأماكن عديدة داخل مصر، وخارجها، وأردف قائلاً:» هذه كنيسة ولود، وجامعة فى عملها، وخدمتها، وأنشطتها».
ولفت البابا إلى أن تصميم الكنيسة يشتمل على وقار يجمع بين الأصالة، والحداثة، مثمناً خدمة الأنبا مكارى، والآباء العاملين معه، واستطرد قائلاً:» لقد زار هذه الكنيسة البابا كيرلس، والبابا شنودة، واليوم نأخذ بركتها معكم».
وقال إن الله يعرف التوقيت المناسب للاستجابة، مؤكداً أن ثمة استجابات تأتى أكبر من الطلب، فى حين أن بعضها يأتى على غير قياس الاستحقاق.
وأضاف خلال عظته الأسبوعية التى ألقاها بكنيسة «العذراء» شبرا، أن الله يؤجل، لكن لا يهمل، لافتاً إلى أن الاستجابة المؤجلة تصنع قديسين.
وأوضح البابا تواضروس أن التأجيل ليس رفضاً، وإنما إعداد لكى يشكل قلب الإنسان، ويجعلنا أكثر قرباً لله.
وكرم البابا الحاصلين على شهادات الدكتوراه، والماچستير من أبناء الكنيسة، بجانب الفائزين بميداليات فى عدد من الرياضات البدنية، والذهنية.
يشار إلى أن البابا تواضروس الثانى عاد إلى القاهرة، قادماً من العاصمة النمساوية «فيينا» الثلاثاء الماضى، بعد رحلة رعوية تخللها إجراء بعض الفحوصات الطبية الاعتيادية، وعدد من الأنشطة الرعوية.
واستأنف البابا تواضروس الثانى عمله الرعوى بلقاء عدد من أساقفة المجمع المقدس بالمقر البابوى، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وفى سياق مختلف شهد البابا حفل تخريج دفعة جديدة من معهد المشورة، بحضور الأنبا دانيال مطران المعادى، والأنبا إيلاريون أسقف البحيرة.
وتضمن الحفل تكريم الراحلتين شيرى، ودينا اللتين كانتا تخدمان بالمعهد، بجانب تكريم أعضاء هيئة التدريس، والخريجين، وزوجات الآباء الكهنة.
وهنأ البطريرك خلال كلمته الخريجين الجدد، داعياً لدى شكره أعضاء هيئة التدريس إلى عمل كورس متخصص لغرس روح الوفاء فى النفوس.